المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

قول المعصوم عليه السلام‏
6-05-2015
اضرار المبيدات على البيئة الزراعية
13-1-2016
التعين
29-3-2016
{ يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر}
2024-06-20
لماذا نستخدم وسائل ا لإعلام ؟
6-1-2022
البـراءة في القانون اليوناني القديم
22-3-2016


سرية اُسامة  
  
2558   11:48 صباحاً   التاريخ: 10-10-2017
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : السيدة زينب (عليها السّلام) رائدة الجهاد في الإسلام
الجزء والصفحة : ص74-75.
القسم : السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب / احداث عاصرتها السيدة زينب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-10-2017 2650
التاريخ: 12-10-2017 2544
التاريخ: 10-10-2017 2507
التاريخ: 5-12-2017 2703

رأى النبي (صلّى الله عليه وآله) وهو في المرحلة الأخيرة من حياته التيارات الحزبية التي صمّمت على إقصاء عترته عن قيادة الاُمّة ، فرأى أنّ خير وسيلة يتدارك بها الموقف أن يزجّ بجميع أصحابه في بعثة عسكرية ، حتّى إذا وافاه الأجل المحتوم تكون عاصمته خالية من العناصر المضادّة لوليّ عهده ؛ فأسند قيادة البعثة إلى اُسامة بن زيد ، وهو شاب في مقتبل العمر ، وكان من بين الجنود أبو بكر وعمر ، وأبو عبيدة الجراح وبشير بن سعد . 
وقال النبي (صلّى الله عليه وآله) لأسامة : سِر إلى موضع قتل أبيك فأوطئهم الخيل ؛ فقد ولّيتك هذا الجيش ، فاغزُ صباحاً على أهل أبنى ، وحرّق عليهم ، وأسرع السير لتسبق الأخبار ، فإن أظفرك الله عليهم فأقلل اللبث فيهم ، وخذ معك الأدلاء ، وقدّم العيون والطلائع معك . 
ومُني الجيش بالتمرّد وعدم الطاعة ، فلم يلتحق أعلام الصحابة بوحداتهم 
العسكرية ، ولمّا علم النبي (صلّى الله عليه وآله) بذلك تألّم ، فخرج مع ما به من المرض ، فحثّ الجند على المسير ، وعقد بنفسه اللواء لأسامة ، وقال له : اغزُ بسم الله ، وفي سبيل الله ، وقاتل مَنْ كفر بالله . 
فخرج اُسامة بلوائه معقوداً ودفعه إلى بريده ، وعسكر بـ (الجرف) ، وتثاقل جمع من الصحابة عن الالتحاق بالمعسكر ، وأظهروا الطعن والاستخفاف بأسامة القائد العام للجيش .
يقول له عمر : مات رسول الله وأنت عليَّ أمير ؟! 
وانتهت كلماته إلى النبيّ (صلّى الله عليه وآله) ، وقد أخذت منه الحمّى مأخذاً عظيماً ، فخرج وهو معصّب الرأس قد برح به المرض ، فصعد المنبر والتأثّر بادٍ عليه ، فقال : أيّها الناس ، ما مقالة بلغتني عن بعضكم في تأميري اُسامة ، ولئن طعنتم في تأميري اُسامة لقد طعنتم في تأميري أباه من قبله . وأيم الله ، إنّه كان خليقاً بالإمارة ، وإنّ ابنه من بعده لخليقٌ بها . 
ثمّ نزل عن المنبر ودخل بيته والتأثّر بادٍ عليه ، وجعل يوصي أصحابه بالالتحاق بالجيش قائلاً : جهّزوا جيش اُسامة ، نفّذوا جيش اُسامة ، لعن الله مَنْ تخلّف عن جيش اُسامة . 
ولم ترهف عزائم القوم هذه الأوامر المشدّدة ؛ فقد تثاقلوا عن الالتحاق بالجيش ، واعتذروا للرسول بشتّى المعاذير ، وهو (صلّى الله عليه وآله) لم يمنحهم العذر ، وإنّما أظهر لهم السخط وعدم الرضا ؛ فقد استبانت له بصورة جلية نيّاتهم وتآمرهم ، كما عرفوا قصده بهذا الاهتمام البالغ من إخراجهم من يثرب .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.