أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-10-2017
2650
التاريخ: 12-10-2017
2544
التاريخ: 10-10-2017
2507
التاريخ: 5-12-2017
2703
|
رأى النبي (صلّى الله عليه وآله) وهو في المرحلة الأخيرة من حياته التيارات الحزبية التي صمّمت على إقصاء عترته عن قيادة الاُمّة ، فرأى أنّ خير وسيلة يتدارك بها الموقف أن يزجّ بجميع أصحابه في بعثة عسكرية ، حتّى إذا وافاه الأجل المحتوم تكون عاصمته خالية من العناصر المضادّة لوليّ عهده ؛ فأسند قيادة البعثة إلى اُسامة بن زيد ، وهو شاب في مقتبل العمر ، وكان من بين الجنود أبو بكر وعمر ، وأبو عبيدة الجراح وبشير بن سعد .
وقال النبي (صلّى الله عليه وآله) لأسامة : سِر إلى موضع قتل أبيك فأوطئهم الخيل ؛ فقد ولّيتك هذا الجيش ، فاغزُ صباحاً على أهل أبنى ، وحرّق عليهم ، وأسرع السير لتسبق الأخبار ، فإن أظفرك الله عليهم فأقلل اللبث فيهم ، وخذ معك الأدلاء ، وقدّم العيون والطلائع معك .
ومُني الجيش بالتمرّد وعدم الطاعة ، فلم يلتحق أعلام الصحابة بوحداتهم
العسكرية ، ولمّا علم النبي (صلّى الله عليه وآله) بذلك تألّم ، فخرج مع ما به من المرض ، فحثّ الجند على المسير ، وعقد بنفسه اللواء لأسامة ، وقال له : اغزُ بسم الله ، وفي سبيل الله ، وقاتل مَنْ كفر بالله .
فخرج اُسامة بلوائه معقوداً ودفعه إلى بريده ، وعسكر بـ (الجرف) ، وتثاقل جمع من الصحابة عن الالتحاق بالمعسكر ، وأظهروا الطعن والاستخفاف بأسامة القائد العام للجيش .
يقول له عمر : مات رسول الله وأنت عليَّ أمير ؟!
وانتهت كلماته إلى النبيّ (صلّى الله عليه وآله) ، وقد أخذت منه الحمّى مأخذاً عظيماً ، فخرج وهو معصّب الرأس قد برح به المرض ، فصعد المنبر والتأثّر بادٍ عليه ، فقال : أيّها الناس ، ما مقالة بلغتني عن بعضكم في تأميري اُسامة ، ولئن طعنتم في تأميري اُسامة لقد طعنتم في تأميري أباه من قبله . وأيم الله ، إنّه كان خليقاً بالإمارة ، وإنّ ابنه من بعده لخليقٌ بها .
ثمّ نزل عن المنبر ودخل بيته والتأثّر بادٍ عليه ، وجعل يوصي أصحابه بالالتحاق بالجيش قائلاً : جهّزوا جيش اُسامة ، نفّذوا جيش اُسامة ، لعن الله مَنْ تخلّف عن جيش اُسامة .
ولم ترهف عزائم القوم هذه الأوامر المشدّدة ؛ فقد تثاقلوا عن الالتحاق بالجيش ، واعتذروا للرسول بشتّى المعاذير ، وهو (صلّى الله عليه وآله) لم يمنحهم العذر ، وإنّما أظهر لهم السخط وعدم الرضا ؛ فقد استبانت له بصورة جلية نيّاتهم وتآمرهم ، كما عرفوا قصده بهذا الاهتمام البالغ من إخراجهم من يثرب .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|