أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-12-2017
2304
التاريخ: 6-12-2017
5200
التاريخ: 2-10-2017
2417
التاريخ: 6-12-2017
2618
|
استيقظ ضمير الحرّ حينما سمع خطاب الإمام (عليه السّلام) ، وجعل يتأمّل ويفكّر في مصيره ، وأنّه لا محالة يصير إلى النار خالداً فيها ، واختار الدار الآخرة والالتحاق بآل النبي (صلّى الله عليه وآله) .
وقبل أن يتوجّه إلى الإمام الحسين (عليه السّلام) أسرع نحو ابن سعد فقال له : أمقاتل أنت هذا الرجل ؟
فأجابه بلا تردد ليظهر أمام قادة الفرق إخلاصه لسيّده ابن مرجانة قائلاً : إي والله ، قتالاً أيسره أن تسقط فيه الرؤوس وتطيح الأيدي .
فقال له الحرّ برنّة المستريب : أفما لكم في واحدة من الخصال التي عرضها عليكم رضاً ؟
فأجابه ابن سعد : لو كان الأمر لي لفعلت ، ولكن أميرك أبى ذلك .
وأيقن الحرّ أنّ القوم مصمّمون على حرب ابن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، فمضى يشقّ الصفوف وقد سرت الرعدة بأوصاله ، فأنكر عليه ذلك المهاجر بن أوس ، وهو من شرطة ابن زياد ، فقال له : والله إنّ أمرك لمريب ! والله ما رأيت منك في موقف قطّ مثل ما أراه الآن ، ولو قيل لي : مَن أشجع أهل الكوفة ؟ لما عدوتك .
وكشف له الحرّ عن عزمه فقال له : إنّي والله اُخيّر نفسي بين الجنّة والنار ، ولا أختار على الجنّة شيئاً ولو قُطّعت واُحرقت .
ولوى بعنان فرسه صوب الإمام (عليه السّلام) ، وهو مُطرق برأسه إلى الأرض حياءً وندماً على ما فرّط في حقّ الإمام ، ولمّا دنا منه رفع صوته قائلاً : اللّهمّ إليك اُنيب ؛ فقد أرعبت قلوب أوليائك وأولاد نبيك . يا أبا عبد الله ، إنّي تائب فهل لي من توبة ؟
ونزل عن فرسه ووقف قبال الإمام (عليه السّلام) ودموعه تتبلور على سحنات وجهه قائلاً : جعلني الله فداك يابن رسول الله !أنا صاحبك الذي حبستك عن الرجوع ، وجعجعت بك في هذا المكان ، ووالله الذي لا إله إلاّ هو ما ظننت أنّ القوم يردّون عليك ما عرضت عليهم أبداً ، ولا يبلغون منك هذه المنزلة أبداً ، فقلت في نفسي : لا اُبالي أن اُطيع القوم في بعض أمرهم ، ولا يرون أنّي خرجت من طاعتهم ، وأمّا هم فيقبلون بعض ما تدعوهم إليه ، ووالله لو ظننت أنّهم لا يقبلونها منك ما ركبتها منك . وإنّي قد جئتك تائباً ممّا كان منّي إلى ربّي ، مواسياً لك بنفسي حتّى أموت بين يديك ، أفترى لي توبة ؟
واستبشر به الإمام (عليه السّلام) ، ومنحه الرضا والعفو ، وقال له : نعم ، يتوب الله عليك ويغفر .
وانطلق الحرّ بعد أن منحه الإمام (عليه السّلام) العفو وقبل توبته ، فخطب في أهل الكوفة ودعاهم إلى التوبة ، ونُغَب عليهم حصارهم للإمام ، ومنعه مع أهل بيته وأصحابه عن ماء الفرات الذي هو حقّ مشاع للجميع ، ولم يستجيبوا له ، ورموه بالنبال .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|