المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



فائدة الوعي بالنسبة للطفل  
  
2142   11:10 صباحاً   التاريخ: 18-1-2016
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية الأطفال واليافعين وإعادة تأهيلهم
الجزء والصفحة : ص167ـ168
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-6-2017 2675
التاريخ: 20-4-2016 2293
التاريخ: 18-11-2021 2901
التاريخ: 20-4-2016 2376

إن الجهل طوق محكم في مقابل الفهم الجيد وسد منيع بوجه التصرفات الطبيعية للناس.

إن كثيراً من التصرفات غير الطبيعية الصادرة من الأشخاص إنما مردها الى جهله بكونها قبيحة أو ان ذهنه لا يستوعبها.. من هذا المنطلق صارت توعية الشخص بالمبادئ والاصول الصحيحة لحياته عملاً مفيداً ومن الممكن ان يضع حداً للعيوب الى حد كبير.

في عالم التربية، يستلزم ان لا يكون الوالدان مجرد اسوة حسنة لأولادهما فحسب بل عليهما السعي دوماً وفي مختلف مراحل الحياة الى توعيتهم وإرشادهم الى طريق السعادة معتبرين ذلك جزءاً من واجباتهما.

من الضرورة بمكان تذكير الوالدين بأن يقوما ولو لمرة واحدة بتعريف أطفالهما واجباتهم بدل المغالاة في الحنان والمحبة غير الواعية والبعيدة عن المعقول ذلك ان الوعي وسيلة جيدة في عملية التربية والإصلاح بل لا يمكن تحقيق نتائج مثمرة بدونها.

لقد انتقل الإنسان من عالم الى عالم آخر لا يعرف شيئاً من أسراره حين دخله ومن الطبيعي جداً أن الأطفال لا يعرفون ماذا يفعلون بل حتى متى وكيف يلعبون أو ماذا يصح لهم لمسه وما الشيء الذي لا يصح لهم اللعب به.

ما أكثر التصرفات غير الصحيحة التي تصحح بتوضيح بسيط أو ما أكثر الحالات التي نجا فيها المرء من مستنقع الحياة بفضل امتلاكه لمعلومات حتى البسيطة منها. إن الوالدين يمكنهما تحفيز الطفل على اداء واجبه عن طيب خاطر والتغلب على مشاعر الغضب فيه وذلك عبر التوضيح والكلام المعسول المملوء بالمحبة والخير.

ـ يتعين على المرء أن يميز بين الجيد والرديء وبين الحسن والقبيح حتى يستطيع السير على خطى العدالة ويمتثل لصوت العدل، ويكون تصرفه نابعاً عن وعي وطبق ضوابط محددة.

إننا نستطيع التغلب على بعض مشاكل الحياة من خلال رفع مستوى الوعي والتفكير لدى الطفل وإنقاذه من مطبات مختلفة تعترض طريقه، فهو يمتنع عن أذية الآخرين ويكف عن تهشيم الأشياء والمشاغبة إذا ما عرف انها افعال غير صحيحة.

وفي كل الاحوال فإن المرء ليشعر بالخجل إذا ما ارتكب القبيح وهو يعلم انه قبيح وربما ينثني عن الرجوع إليه ثانية بمجرد ان يجري تذكيره، ومن هنا تتضح أيضاً أهمية توعية الطفل.

ثم إن الوعي مبعث اعتزاز الشخص وفخره وهو يدفعه للتفكير بأنه ليس من شأنه ارتكاب الفعل القبيح والمذموم وبعبارة أخرى تكون أذية الآخرين عملاً يهدد شخصيته ويمس كرامته وأن الناس لا يتوقعون منه صدور هذا الفعل و.. من أجل هذا يبادر الى تركه.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.