المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17761 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

النظام القانوني لمنهج القواعد الموضوعية
10/11/2022
أقسام العدالة
29-7-2016
من آفات اللسان / افشاء السر
10-8-2022
الاعتماد على الامام المهدي عليه‌ السلام ألا يوجب طول الأمل والرقود عن الحقّ ؟
26/9/2022
Homological Modeling
18-5-2016
أدب الضيافة
2024-09-01


تفسير الاية (1-6) من سورة التغابن  
  
7693   09:52 صباحاً   التاريخ: 20-9-2017
المؤلف : اعداد : المرجع الإلكتروني للمعلوماتية
الكتاب أو المصدر : تفاسير الشيعة
الجزء والصفحة : ......
القسم : القرآن الكريم وعلومه / التفسير الجامع / حرف التاء / سورة التغابن /

قال تعالى : {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُو عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) هُو الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (2) خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (3) يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (4) أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ فَذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (5) ذَلِكَ بِأَنَّهُ كَانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا فَكَفَرُوا وَتَوَلَّوْا وَاسْتَغْنَى اللَّهُ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ}  [التغابن: 1 - 6].

 

تفسير مجمع البيان
- ذكر الطبرسي في تفسير هذه  الآيات (1) :

{يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض}  تسبيح المكلفين بالقول وتسبيح الجمادات بالدلالة {له الملك}  منفردا دون غيره والألف واللام لاستغراق الجنس والمعنى أنه المالك لجميع ذلك والمتصرف فيه كيف يشاء {وله الحمد}  على جميع ذلك لأن خلق ذلك أجمع - الغرض فيه الإحسان إلى خلقه والنفع لهم به فاستحق بذلك الحمد والشكر {وهو على كل شيء قدير}  يوجد المعدوم ويفني الموجود ويغير الأحوال كما يشاء {هو الذي خلقكم}  أي أنشأكم وأوجدكم عن عدم كما أراد والخطاب للمكلفين عن الجبائي وقيل بل هو عام وقد تم الكلام هنا.

 ثم ابتدأ فقال {فمنكم كافر}  لم يقر بأن الله خلقه كالدهرية {ومنكم مؤمن}  مقر بأن الله خلقه عن الزجاج وقيل معناه فمنكم كافر في السر مؤمن في العلانية كالمنافقين ومنكم مؤمن في السر كافر في العلانية كعمار وذويه عن الضحاك وقيل فمنكم كافر بالله مؤمن بالكواكب ومنكم مؤمن بالله كافر بالكواكب يريد في شأن الأنواء عن عطاء بن أبي رباح والمراد بالآية ظاهر فلا معنى للاسترواح إلى مثل هذه التأويلات والمعنى أن المكلفين جنسان منهم كافر فيدخل فيه أنواع الكفر ومنهم مؤمن ولا يجوز حمله على أنه سبحانه خلقهم مؤمنين وكافرين لأنه لم يقل كذلك بل أضاف الكفر والإيمان إليهم وإلى فعلهم ولدلالة العقول على أن ذلك يقع على حسب قصودهم وأفعالهم ولذلك يصح الأمر والنهي والثواب والعقاب وبعثة الأنبياء على أنه سبحانه لو جاز أن يخلق الكفر والقبائح لجاز أن يبعث رسولا يدعو إلى الكفر والضلال ويؤيده بالمعجزات تعالى عن ذلك وتقدس هذا وقد قال تعالى فطرة الله التي فطر الناس عليها وقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) ((كل مولود يولد على الفطرة)) تمام الخبر وقال (صلى الله عليه وآله وسلّم) حكاية عن الله سبحانه ((خلقت عبادي كلهم حنفاء)) ونحو ذلك من الأخبار كثير.

 {والله بما تعملون بصير}  أي خلق الكافر وهو عالم بما يكون منه من الكفر وخلق المؤمن وهو عالم بما يكون منه من الإيمان فيجازيهما على حسب أعمالهما {خلق السماوات والأرض بالحق}  أي بالعدل وبأحكام الصنعة وصحة التقدير وقيل معناه للحق وهو أن خلق العقلاء تعريضا إياهم للثواب العظيم وخلق ما عداهم تبعا لهم لما في خلقهما لهم من اللطف {وصوركم}  يعني البشر كلهم {فأحسن صوركم}  من حيث الحكمة وقبول العقل لا قبول الطبع لأن في جملتهم من ليس على هذه الصفة وقيل فأحسن صوركم من حيث قبول الطبع لأن ذلك هو المفهوم من حسن الصور فهو كقوله {لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم}  وإن كان في جملتهم من هو مشوه الخلق لأن ذلك عارض لا يعتد به في هذا الوصف فالله سبحانه خلق الإنسان على أحسن صور الحيوان كله والصورة عبارة عن بنية مخصوصة.

 {وإليه المصير}  أي إليه المرجع والمال يوم القيامة {يعلم ما في السماوات والأرض ويعلم ما تسرون وما تعلنون}  أي ما يسره بعضكم إلى بعض وما يخفيه في صدره عن غيره والفرق بين الإسرار والإخفاء أن الإخفاء أعم لأنه قد يخفي شخصه ويخفي المعنى في نفسه والأسرار يكون في المعنى دون الشخص {والله عليم بذات الصدور}  أي بأسرار الصدور وبواطنها ثم أخبر سبحانه أن القرون الماضية جوزوا بأعمالهم فقال {أ لم يأتكم نبأ الذين كفروا من قبل}  أي من قبل هؤلاء الكفار {فذاقوا وبال أمرهم}  أي وخيم عاقبة كفرهم وثقل أمرهم بما نالهم من العذاب بالإهلاك والاستئصال {ولهم عذاب أليم}  أي مؤلم يوم القيامة .

ولما قرر سبحانه خلقه بأنهم أتيهم أخبار من مضى من الكفار وإهلاكهم عقبه ببيان سبب إهلاكهم فقال {ذلك}  أي ذلك العذاب الذي نالهم في الدنيا والذي ينالهم في الآخرة {بأنه كانت تأتيهم}  أي بسبب أنه كانت تجيئهم {رسلهم}  من عند الله {بالبينات}  أي بالدلالات الواضحات والمعجزات الباهرات {فقالوا}  لهم {أ بشر يهدوننا}  لفظه واحد والمراد به الجمع على طريق الجنس بدلالة قوله {يهدوننا}  والمعنى أ خلق مثلنا يهدوننا إلى الحق ويدعوننا إلى غير دين آبائنا استصغارا منهم للبشر أن يكونوا رسلا من الله إلى أمثالهم واستكبارا وأنفة من اتباعهم {فكفروا}  بالله وجحدوا رسله {وتولوا}  أي أعرضوا عن القبول منهم والتفكر في آياتهم {واستغنى الله}  بسلطانه عن طاعة عباده وإنما كلفهم لنفعهم لا لحاجة منه إلى عبادتهم وقيل معناه واستغنى الله بما أظهره لهم من البرهان وأوضحه من البيان عن زيادة تدعو إلى الرشد وتهدي إلى الإيمان {والله غني حميد}  أي غني عن أعمالكم مستحمد إليكم بما ينعم به عليكم وقيل حميد أي محمود في جميع أفعاله لأنها كلها إحسان.

________________________

1- مجمع البيان ، الطبرسي ، ج10 ، ص28-30.

تفسير الكاشف
- ذكر محمد جواد مغنية في تفسير هذه  الآيات (1) :

{يُسَبِّحُ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وما فِي الأَرْضِ}  . بعض الكائنات تسبّح بلسان المقال ، وبعضها بلسان الحال والدلالة . وتقدم مثله في أول سورة الجمعة {لَهُ الْمُلْكُ}  يؤتيه من يشاء وينزعه ممن يشاء {ولَهُ الْحَمْدُ}  على عظيم إحسانه ونيّر برهانه{وهُو عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}  من غير آلة وروية بل بكلمة {كن}  .

{ هُو الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كافِرٌ ومِنْكُمْ مُؤْمِنٌ واللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}  . الإنسان - في نظر الإسلام - بحريته وإرادته ، ولا إنسانية بلا حرية . . فله أن يختار الايمان حتى ولوكان أبواه كافرين ، وان يختار الكفر حتى ولوكان أبواه مؤمنين ، ولا يجبر على أحدهما دون الآخر . . أبدا لا إكراه في الدين وإلا بطل التكليف والحساب والثواب ، وبعد ان أعطى سبحانه لعبده الحرية التي يكون بها إنسانا أمره بالايمان وفعل الخير ، ونهاه عن الكفر وفعل الشر ، وأقام له الأدلة على حسن ما أمر به وقبح ما نهى عنه - من عقله وفطرته ، فآمن بعض الناس وكفر آخرون ، واللَّه عليم بإيمان من آمن وكفر من كفر ، ولكل حسب إيمانه وعمله من الثواب والعقاب .

( خَلَقَ السَّماواتِ والأَرْضَ بِالْحَقِّ}  أي لحكمة بالغة ، ولا شيء وجد في هذا الكون عبثا . . ولا فرق بين القول بالصدقة والقول بأن الشيء ، حتى النظام ، يوجد نفسه بنفسه . وتقدم مثله في الآية 4 من سورة النحل ج 4 ص 496{وصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ}  . قد يصور الفنان كائنا من الكائنات فيحسن ويتقن الصورة على أكمل وجه ، ولكن لا شيء له إلا التزيين وللتشكيل تماما كالباني يضع حجرا فوق حجر ، أما مادة البناء والتصوير فهي من الذي يقول للشيء :

كن فيكون . . واللَّه سبحانه خلق مادة الإنسان بكلمة {كن}  وصوّره في أحسن

تقويم يميزه عن سائر المخلوقات . وتقدم مثله في الآية 14 من سورة المؤمنون ج 5 ص 361{وإِلَيْهِ الْمَصِيرُ}  فينبئكم بما كنتم تعملون ، ومن زحزح عن النار . .

فقد فاز{يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ والأَرْضِ ويَعْلَمُ ما تُسِرُّونَ وما تُعْلِنُونَ واللَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ}  . المعنى واضح ، وتقدم مرات ، ويتلخص بأن اللَّه بكل شيء عليم .

{ أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ فَذاقُوا وَبالَ أَمْرِهِمْ ولَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ}  .

الاستفهام للتوبيخ ، والخطاب لمن كفر بمحمد(صلى الله عليه واله وسلم) من المشركين ، وأعلن الحرب عليه وعلى دعوته ، وقد ذكّرهم سبحانه بالأمم التي خلت من قبلهم كقوم نوح وعاد وثمود . . كذبوا الرسل فأصابهم في الدنيا الهلاك والدمار ، ولعذاب الآخرة أشد وأخزى .

{ ذلِكَ بِأَنَّهُ كانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَقالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنا فَكَفَرُوا وتَوَلَّوْا}  .

ذلك إشارة إلى ما حل بالأمم الماضية من العذاب لأنهم كذبوا الرسل ، وقد جاؤوهم بالدلائل القاطعة على نبوّتهم ، ومع ذلك أصروا على الكفر لا لشيء إلا لأن الرسل بشر من جنسهم ، فكيف يهتدون بهم ! . . وجهلوا ان الهداية تكون بالعلم أيا كان مصدره . . والغريب من أمرهم انهم قالوا لمن دعاهم إلى التوحيد : أبشر يهدوننا ؟ . وما قالوا هذا لمن دعاهم إلى عبادة الأحجار ، بل سمعوا له وأطاعوا دون نقاش وجدال . . ولا غرابة فهذه هي طبيعة الجهل . . ومهما شككت فإني لا أشك ان أهل البصائر لو خيّروا بين العمى مع العلم ، وبين الجهل مع البصر لاختاروا العمى لأنه لا يقرّب بعيدا ، ولا يبعد قريبا ، ولا يصور السواد بياضا والبياض سوادا ، أما الجهل فيصور الهداية ضلالا ، والضلال هداية ، والحق باطلا والباطل حقا .

{ واسْتَغْنَى اللَّهُ واللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ}  . وكل كائن يشهد بلسان المقال أو الحال ان اللَّه غني عن الخلق وطاعتهم ، حميد في جميع صفاته وأفعاله .

_________________
1- الكاشف ، محمد جواد مغنية ، ج7 ، ص337-338.

تفسير الميزان
- ذكر الطباطبائي في تفسير هذه الآيات (1) :

السورة شبيهة بسورة الحديد في سياق كسياقها ونظم كنظمها كأنها ملخصة منها وغرضها تحريض المؤمنين وترغيبهم في الإنفاق في سبيل الله ورفع ما يهجس في قلوبهم ويدب في نفوسهم من الأسى والأسف على المصائب التي تهجم عليهم في تحمل مشاق الإيمان بالله والجهاد في سبيل الله والإنفاق فيها بأن ذلك كله بإذن الله.

والآيات التي أوردناها من صدر السورة تقدمه وتمهيد لبيان الغرض المذكور تبين أن أسماءه تعالى الحسنى وصفاته العليا تقضي بالبعث ورجوع الكل إليه تعالى رجوعا يساق فيه أهل الإيمان والعمل الصالح إلى جنة خالدة، وأهل الكفر والتكذيب إلى نار مؤبدة فهي تمهيد للأمر بطاعة الله ورسوله والصبر على المصائب والإنفاق في سبيل الله من غير تأثر من منع مانع ولا خوف من لومة لائم.

والسورة مدنية بشهادة سياق آياتها.

قوله تعالى: {يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير} تقدم الكلام في معنى التسبيح والملك والحمد والقدرة، وأن المراد بما في السماوات والأرض يشمل نفس السماوات والأرض ومن فيها وما فيها.

وقوله: {له الملك} مطلق يفيد إطلاق الملك وعدم محدوديته بحد ولا تقيده بقيد أوشرط فلا حكم نافذا إلا حكمه، ولا حكم له إلا نافذا على ما أراد.

وكذا قوله: {وله الحمد} مطلق يفيد رجوع كل حمد من كل حامد - والحمد هوالثناء على الجميل الاختياري - إليه تعالى لأن الخلق والأمر إليه فلا ذات ولا صفة ولا فعل جميلا محمودا إلا منه وإليه.

وكذا قوله: {وهو على كل شيء قدير} بما يدل عليه من عموم متعلق القدرة غير محدودة ولا مقيدة بقيد أو شرط.

وإذ كانت الآيات - كما تقدمت الإشارة إليه - مسوقة لإثبات المعاد كانت الآية كالمقدمة الأولى لإثباته، وتفيد أن الله منزه عن كل نقص وشين في ذاته وصفاته وأفعاله يملك الحكم على كل شيء والتصرف فيه كيفما شاء وأراد، - ولا يتصرف إلا جميلا - وقدرته تسع كل شيء فله أن يتصرف في خلقه بالإعادة كما تصرف فيهم بالإيذاء - الإحداث والإبقاء - فله أن يبعثهم إن تعلقت به إرادته ولا تتعلق إلا بحكمه.

قوله تعالى: {هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن والله بما تعملون بصير} الفاء في {فمنكم} تدل على مجرد ترتب الكفر والإيمان على الخلق فلا دلالة في التفريع على كون الكفر والإيمان مخلوقين لله تعالى أو غير مخلوقين، وإنما المراد انشعابهم فرقتين: بعضهم كافر وبعضهم مؤمن، وقدم ذكر الكافر لكثرة الكفار وغلبتهم.

و{من} في قوله: {فمنكم} و{منكم} للتبعيض أي فبعضكم كافر وبعضكم مؤمن.

وقد نبه بقوله: {والله بما تعملون بصير} على أن انقسامهم قسمين وتفرقهم فرقتين حق كما ذكر، وهم متميزون عنده لأن الملاك في ذلك أعمالهم ظاهرها وباطنها والله بما يعملون بصير لا تخفى عليه ولا تشتبه.

وتتضمن الآية مقدمة أخرى لإثبات المعاد وتنجزه وهي أن الناس مخلوقون له تعالى متميزون عنده بالكفر والإيمان وصالح العمل وطالحه.

قوله تعالى: {خلق السماوات والأرض بالحق وصوركم فأحسن صوركم وإليه المصير} المراد بالحق خلاف الباطل وهو خلقها من غير غاية ثابتة وغرض ثابت كما قال: {لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا} [الأنبياء: 17] ، وقال: {مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [الدخان: 39].

وقوله: {وصوركم فأحسن صوركم} المراد بالتصوير إعطاء الصورة وصورة الشيء قوامه ونحو وجوده كما قال: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} [التين: 4]، وحسن الصورة تناسب تجهيزاتها بعضها لبعض والمجموع لغاية وجودها، وليس هو الحسن بمعنى صباحة المنظر وملاحته بل الحسن العام الساري في الأشياء كما قال تعالى: {الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ} [السجدة: 7].

ولعل اختصاص حسن صورهم بالذكر للتنبيه على أنها ملائمة للغاية التي هي الرجوع إلى الله فتكون الجملة من جملة المقدمات المسوقة لإثبات المعاد على ما تقدمت الإشارة إليه.

وبهذه الآية تتم المقدمات المنتجة للزوم البعث ورجوع الخلق إليه تعالى فإنه تعالى لما كان ملكا قادرا على الإطلاق له أن يحكم بما شاء ويتصرف كيف أراد وهو منزه عن كل نقص وشين محمود في أفعاله، وكان الناس مختلفين بالكفر والإيمان وهو بصير بأعمالهم، وكانت الخلقة لغاية من غير لغو وجزاف كان من الواجب أن يبعثوا بعد نشأتهم الدنيا لنشأة أخرى دائمة خالدة فيعيشوا فيها عيشة باقية على ما يقتضيه اختلافهم بالكفر والإيمان وهو الجزاء الذي يسعد به مؤمنهم ويشقى به كافرهم.

وإلى هذه النتيجة يشير بقوله: {وإليه المصير}.

قوله تعالى: {يعلم ما في السماوات والأرض ويعلم ما تسرون وما تعلنون والله عليم بذات الصدور} دفع شبهة لمنكري المعاد مبنية على الاستبعاد وهي أنه كيف يمكن إعادة الموجودات وهي فانية بائدة وحوادث العالم لا تحصى والأعمال والصفات لا تعد، منها ظاهرة علنية ومنها باطنة سرية ومنها مشهودة ومنها مغيبة، فأجيب بأن الله يعلم ما في السماوات والأرض ويعلم ما تسرون وما تعلنون.

وقوله: {والله عليم بذات الصدور} قيل: إنه اعتراض تذييلي مقرر لشمول علمه تعالى بما يسرون وما يعلنون والمعنى: أنه تعالى محيط علما بالمضرات المستكنة في صدور الناس مما لا يفارقها أصلا فكيف يخفى عليه شيء مما تسرونه وما تعلنونه.

وفي قوله: {والله عليم} إلخ، وضع الظاهر موضع الضمير والأصل {وهو عليم} إلخ والنكتة فيه الإشارة إلى علة الحكم، وليكون ضابطا يجري مجرى المثل.

قوله تعالى: {أ لم يأتكم نبأ الذين كفروا من قبل فذاقوا وبال أمرهم ولهم عذاب أليم} وبال الأمر تبعته السيئة والمراد بأمرهم كفرهم وما تفرع عليه من فسوقهم.

لما كان مقتضى أسمائه الحسنى وصفاته العليا المعدودة في الآيات السابقة وجوب معاد الناس ومصيرهم إلى ربهم للحساب والجزاء فمن الواجب إعلامهم بما يجب عليهم أن يأتوا به أو يجتنبوا عنه وهو الشرع، والطريق إلى ذلك الرسالة فمن الواجب إرسال رسول على أساس الإنذار والتبشير بعقاب الآخرة وثوابها وسخطه تعالى ورضاه.

ساق تعالى الكلام بالإنذار بالإشارة إلى نبأ الذين كفروا من قبل وأنهم ذاقوا وبال أمرهم ولهم في الآخرة عذاب أليم ثم انتقل إلى بيان سبب كفرهم وهو تكذيب الرسالة ثم إلى سبب ذلك وهو إنكار البعث والمعاد.

ثم استنتج من ذلك كله وجوب إيمانهم بالله ورسوله والدين الذي أنزله عليه وختم التمهيد المذكور بالتبشير والإنذار بالإشارة إلى ما هيىء للمؤمنين الصالحين من جنة خالدة ولغيرهم من الكفار المكذبين من نار مؤبدة.

فقوله: {أ لم يأتكم نبأ الذين كفروا من قبل} الخطاب للمشركين وفيه إشارة إلى قصص الأمم السالفة الهالكة كقوم نوح وعاد وثمود وغيرهم، ممن أهلكهم الله بذنوبهم، وقوله: {فذاقوا وبال أمرهم} إشارة إلى ما نزل عليهم من عذاب الاستئصال وقوله: {ولهم عذاب أليم} إشارة إلى عذابهم الأخروي.

قوله تعالى: {ذلك بأنه كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فقالوا أ بشر يهدوننا} إلخ، بيان لسبب ما ذكر من تعذيبهم بعذاب الاستئصال وعذاب الآخرة، ولذلك جيء بالفصل دون العطف كأنه جواب لسؤال مقدر كان سائلا يسأل فيقول: لم أصابهم ما أصابهم من العذاب؟ فقيل: {ذلك بأنه كانت} إلخ، والإشارة بذلك إلى ما ذكر من العذاب.

وفي التعبير عن إتيان الرسل ودعوتهم بقوله: {كانت تأتيهم} الدال على الاستمرار، وعن كفرهم وقولهم بقوله: {فقالوا وكفروا وتولوا} الدال بالمقابلة على المرة دلالة على أنهم قالوا ما قالوا كلمة واحدة قاطعة لا معدل عنها وثبتوا عليها وهو العناد واللجاج فتكون الآية في معنى قوله تعالى: {تِلْكَ الْقُرَى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَائِهَا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الْكَافِرِينَ} [الأعراف: 101] ، وقوله: { ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ نَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ} [يونس: 74].

وقوله: {فقالوا أ بشر يهدوننا} يطلق البشر على الواحد والجمع والمراد به الثاني بدليل قوله: {يهدوننا} والتنكير للتحقير، والاستفهام للإنكار أي قالوا على سبيل الإنكار: أ آحاد من البشر لا فضل لهم علينا يهدوننا؟.

وهذا القول منهم مبني على الاستكبار، على أن أكثر هؤلاء الأمم الهالكة كانوا وثنيين وهم منكرون للنبوة وهو أساس تكذيبهم لدعوة الأنبياء، ولذلك فرع تعالى على قولهم: {أ بشر يهدوننا} قوله: {فكفروا وتولوا} أي بنوا عليه كفرهم وإعراضهم.

وقوله: {واستغنى الله} الاستغناء طلب الغنى وهومن الله سبحانه – وهو غني بالذات - إظهار الغنى وذلك أنهم كانوا يرون أن لهم من العلم والقوة والاستطاعة ما يدفع عن جمعهم الفناء ويضمن لهم البقاء كأنه لا غنى للوجود عنهم كما حكى الله سبحانه عن قائلهم: { قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا } [الكهف: 35] ، وقال: {وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً} [فصلت: 50].

ومآل هذا الظن بالحقيقة إلى أن لله سبحانه حاجة إليهم وفيهم – وهو الغني بالذات - فإهلاكه تعالى لهم وإفناؤهم إظهار منه لغناه عن وجودهم، وعلى هذا فالمراد بقوله: {واستغنى الله} استئصالهم المدلول عليه بقوله: {فذاقوا وبال أمرهم}.

على أن الإنسان معجب بنفسه بالطبع يرى أن له على الله كرامة كان من الواجب عليه أن يحسن إليه أينما كان كان لله سبحانه حاجة إلى إسعاده والإحسان إليه كما يشير إليه قوله تعالى: {وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى} [فصلت: 50] ، وقوله: {وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا} [الكهف: 36].

ومآل هذا الزعم بالحقيقة إلى أن من الواجب على الله سبحانه أن يسعدهم كيفما كان كأن له إليهم حاجة فإذاقته لهم وبال أمرهم وتعذيبهم في الآخرة إظهار منه تعالى لغناه عنهم، فالمراد باستغنائه تعالى عنهم مجموع ما أفيد بقوله: {فذاقوا وبال أمرهم ولهم عذاب أليم}.

فهذان وجهان في معنى قوله تعالى: {واستغنى الله} والثاني منهما أشمل، وفي الكلمة على أي حال من سطوع العظمة والقدرة ما لا يخفى، وهو في معنى قوله: {ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضًا وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْدًا لِقَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ } [المؤمنون: 44].

وقيل: المراد واستغنى الله بإقامة البرهان وإتمام الحجة عليهم عن الزيادة على ذلك بإرشادهم وهدايتهم إلى الإيمان.

وقيل: المراد واستغنى الله عن طاعتهم وعبادتهم أزلا وأبدا لأنه غني بالذات، والوجهان كما ترى.

وقوله: {والله غني حميد} في محل التعليل لمضمون الآية، والمعنى: والله غني في ذاته محمود فيما فعل، فما فعل بهم من إذاقتهم وبال أمرهم وتعذيبهم بعذاب أليم على كفرهم وتوليهم من غناه وعدله لأنه مقتضى عملهم المردود إليهم.

_________________

1- الميزان ، الطباطبائي ، ج19 ، ص260-265.

تفسير الامثل
- ذكر الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في تفسير هذه  الآيات (1) :

يعلم ما تخفي الصدور :

تبدأ هذه السورة بتسبيح الله ، الله المالك المهيمن على العالمين القادر على كل شيء {يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض} ويضيف {له الملك} والحاكمية على عالم الوجود كافة ، ولهذا السبب : {وله الحمد وهو على كل شيء قدير} .

ولا حاجة للحديث عن تسبيح المخلوقات جميعا لله الواحد الأحد بعد أن تطرقنا إلى ذلك في مواضع عديدة ، وهذا التسبيح ملازم لقدرته على كل شيء وتملكه لكل الأشياء ، ذلك لأن كل أسرار جماله وجلاله مطوية في هذين الأمرين .

ثم يشير تعالى إلى أمر الخلقة الملازم لقدرته ، إذ يقول تعالى : {هو الذين خلقكم} وأعطاكم نعمة الحرية والاختيار فمنكم كافر ومنكم مؤمن}(2) .

وبناء على هذا فإن الامتحان الإلهي يجد له في هذا الجو مبررا كافيا ومعنى عميقا {والله بما تعملون بصير} .

ثم يوضح مسألة الخلقة أكثر بالإشارة إلى الهدف منها ، إذ يقول في الآية اللاحقة : {خلق السماوات والأرض بالحق} .

فإن هذا الخلق الحق الدقيق ينطوي على غايات عظيمة وحكمة بالغة ، حيث يقول تعالى في الآية ( 27 ) من سورة ص : {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا} [ص: 27].

ثم يتحدث القرآن الكريم عن خلق الإنسان ، ويدعونا بعد آيات الآفاق إلى السير في آفاق الأنفس ، يقول تعالى : {وصوركم فأحسن صوركم} .

 لقد صور الإنسان بأحسن الصور وأجملها ، وجعل له من المواهب الباطنية الفكرية والعقلية ما جعل العالم كله ينطوي فيه . وأخيرا تنتهي الأمور إليه تعالى {وإليه المصير} .

نعم ، إن هذا الإنسان الذي هو جزء من عالم الوجود ، ينسجم من ناحية الخلقة والفطرة مع سير هذا العالم أجمع وغاية الوجود ، حيث يبدأ من أدنى المراتب ويرتقي إلى اللامحدود حيث القرب من الحق تبارك وتعالى .

جملة : {فأحسن صوركم} يراد بها الإشارة إلى المظهر الخارجي والمحتوى الداخلي على حد سواء . وأن التأمل في خلق الإنسان وصورته ، يظهر مدى القدرة التي خلق بها البارئ هذا المخلوق الرائع ، الذي امتاز على كل ما سواه من المخلوقات .

ولأن الإنسان خلق لهدف سام عظيم ، فعليه أن يكون دائما تحت إرادة البارئ وضمن طاعته ، فإنه {يعلم ما في السماوات والأرض ويعلم ما تسرون وما تعلنون والله عليم بذات الصدور} .

تجسد هذه الآية علم الله اللامتناهي في ثلاثة مستويات : علمه بكل المخلوقات ، وما في السماوات والأرض .

ثم علمه بأعمال الإنسان كافة ، سواء أضمرها أو أظهرها .

والثالث علمه بنية الإنسان وعقائده الداخلية التي تحكم قلب الإنسان وروحه .

ولا شك أن معرفة الإنسان بهذا العلم الإلهي ستترك عليه آثارا تربوية كثيرة ، وتحذره بأن جميع تحركاته وسكناته وكل تصرفاته ونياته ، وفي أي مكان كانت ، إنما هي في علم الله وتحت نظره تبارك وتعالى . ومما لا شك فيه أن ذلك سيهئ الإنسان للحركة نحو الرقي والتكامل .

ثم يلفت القرآن الكريم الانتباه إلى أهم عامل في تربية الإنسان وتعليمه ، وهو الإتعاظ بمصارع القرون وما جرى على الأقوام السالفة حيث يقول : {ألم يأتكم نبأ الذين كفروا من قبل فذاقوا وبال أمرهم ولهم عذاب أليم}(3) .

ألم تمروا على مدنهم المهدمة وآثارهم المدمرة في طريقكم إلى الشام والأماكن الأخرى ، فتروا بأم أعينكم نتيجة كفرهم وظلمهم . اقرأوا أخبارهم في التاريخ ، بعضهم أخذته العواصف ، وآخرون أتى عليهم الطوفان ، وكان هذا عذابهم في الدنيا وفي الآخرة لهم عذاب أشد .

ثم تشير الآية اللاحقة إلى سبب هذه العاقبة المؤلمة وهو الغرور والتكبر على الأنبياء : {ذلك بأنه كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فقالوا أبشر يهدوننا} وبهذا المنطق عصوا وكفروا {فكفروا وتولوا} والله في غنى عن طاعتهم {واستغنى الله} فطاعتهم لأنفسهم وعصيانهم عليها {والله غني حميد} .

ولو كفرت كل الكائنات لما نقص من كبريائه تعالى شيء ، كما أن طاعتهم لا تزيده شيئا . نحن الذين نحتاج إلى كل هذه التعليمات والمناهج التربوية .

عبارة {واستغنى الله} مطلقة تبين استغناء البارئ عن الوجود كله ، وعدم حاجته إلى شيء أبدا ، بما في ذلك إيمان الناس وطاعتهم ، كي لا يتصوروا – خطأ - أن الله عندما يؤكد على الطاعة والإيمان فبسبب حاجة أو نفع يصيبه سبحانه .

وقال آخرون في معنى عبارة {استغنى الله} بأنها إشارة إلى الحكم والآيات والمواعظ التي أعطاها الله تعالى إياهم ، إذ لا يحتاجون بعدها إلى شيء .

__________________
1- الامثل ، ناصر مكارم الشيرازي ، ج14 ، ص229-231.

2- ذكر ((فاء)) التفريع هنا ليس من باب ان الكفر والايمان مخلوقان لله ، بل من باب التبعية وأعطي الانسان الحرية والارادة ، ومن جراء ذلك وجود الكافر والمؤمن.

3- ((وبال)) من مادة ((وابل)) بمعنى الممطر الشديد ، ويقال ((وبال)) لكل امر مهم يخاف الانسان اضراره.

 

 

 

 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .