المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

Time Preposition
31-5-2021
الاستخدامات والمزايا التي وفرتها الانترنت للعلاقات- استخدام البريد الالكتروني
29-7-2022
القرآن في إسناده إلى العلّة الماديّة يسند إلى اللّه‏
23-04-2015
Zanflo
5-10-2020
RNA Methyltransferase
16-12-2019
Consonants Stops: P/T/K, B/D/G
2024-07-06


وصايا الصديقة لعلياً (عليهما السلام)  
  
4232   10:57 صباحاً   التاريخ: 16-12-2014
المؤلف : السيد عبد الله شبر
الكتاب أو المصدر : جلاء العيون
الجزء والصفحة : ج1,ص173-174.
القسم : سيرة الرسول وآله / السيدة فاطمة الزهراء / شهادتها والأيام الأخيرة /

روى الفتال في كتاب (روضة الواعظين) وغيره قال : مرضت فاطمة (عليها السلام) مرضا شديدا ومكثت أربعين ليلة في مرضها الى ان توفيت (عليها السلام) ، فلما نعيت اليها نفسها دعت ام ايمن واسماء بنت عميس ووجهت خلف علي (عليه السلام) وأحضرته فقالت : يا بن عم رسول الله، انه قد نعيت الي نفسي وانني لا أرى ما بي الا انني لاحقة بأبي ساعة بعد ساعة، وانا أوصيك باشياء في قلبي.

قال لها علي (عليه السلام) : أوصيني بما أحببت يا بنت رسول الله، فجلس عند رأسها وأخرج من كان في البيت.

ثم قالت : يا بن عم رسول الله، ما عهدتني كاذبة ولا خائنة ولا خالفتك منذ عاشرتني.

فقال (عليه السلام) : معاذ الله، أنت أعلم بالله، وأبر وأتقى وأكرم وأشد خوفا من الله ان أوبخك بمخالفتي، قد عز علي مفارقتك وتفقدك، الا انه امر لا بد منه، والله جددت علي مصيبة رسول الله (صلى الله عليه واله)، وقد عظمت وفاتك وفقدك، فانا لله وانا اليه راجعون من مصيبة ما أفجعها وآلمها وامضها واحزنها هذه والله مصيبة لا عزال لها، ورزية لا خلف لها، ثم بكيا جميعا ساعة، وأخذ علي (عليه السلام) رأسها وضمها الى صدره.

ثم قال : اوصيني بما شئت، فانك تجديني فيما أمضي كما أمرتيني به، واختار امرك على امري.

ثم قالت : جزاك الله خير الجزاء يا بن عم رسول الله، أوصيك اولا ان تتزوج بعدي بابنة اختي امامة، فانها تكون لولدي مثلي، فان الرجال لا بد لهم من النساء.

قال : فمن أجل ذلك قال امير المؤمنين (عليه السلام) : أربع ليس لي الى فراقها سبيل : امامة بنت زينب اوصتني بها فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه واله)، ثم قالت : أوصيك يا بن عم رسول الله ان تتخذ لي نعشا، فقد رأيت الملائكة صوروا صورته.

فقال لها : صفيه لي، فوصفته، فاتخذ لها، فأول نعش عمل على وجه الارض ذاك، وما راى احد قبله ولا عمله احد.

ثم قالت : اوصيك ان لا يشهد جنازتي من هؤلاء الذين ظلموني واخذوا حقي، فانهم عدوي وعدو رسول الله (صلى الله عليه واله)، ولا تترك أن يصلي علي احد منهم ولا من اتباعهم، وادفني في الليل اذا هدأت العيون ونامت الابصار، ثم توفيت (عليها السلام) .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.