أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-8-2017
6947
التاريخ: 2-9-2017
19669
التاريخ: 19-8-2017
925
التاريخ: 3-8-2017
5169
|
تتميز اللغة – أية لغة – بإمكانية خلق وتوليد جمل جديدة من جمل أخرى، وهو ما نسميه "التعاكس"، وهو يختلف عن الاشتقاق الذي يعني توليد ألفاظ جديدة من ألفاظ أخرى موجودة.
ويعتمد هذا التعاكس على الإتيان بالنفي، ثم بالمقابل الضدي لما ذُكر، فقولنا: انطلقت الطائرة بسرعة، يعني أن الطائرة لم تنطلق ببطء. وتعميم هذه الظاهرة بحيث تصبح ظاهرة مطلقة أمر فيه نظر، فإذا قلنا مثلا: المرأة ليست جميلة، فهل يعني هذا أنها قبيحة ؟ وهل قولنا: إن الحجرة ليست واسعة، يعني أنها ضيقة ؟ وإذا وصفنا رجلا بأنه ليس بخيلا، فهل معنى هذا أنه كريم ؟
ويمكننا بداية أن نقسم الصفات قسمين: صفات عليا، ونعني بها تلك الصفات التي يتحقق فيها الحد الأعلى من الوصف، مثل: كبير، وسريع، وجميل، وواسع، وكريم، وصفات دنيا، وهي الصفات التي نلحظ فيها القدر الأدنى من الوصف، وهي في الوقت ذاته تعد المقابل الضدي
ص45
المعجمي للصفات العليا، مثل: صغير، وبطيء، وقبيح وضيق، وبخيل...
ووصف الشيء بالصفة العليا ينفي عنه اتصافه بالصفة الدنيا التي تقابلها، فقولنا مثلا: الرجل كريم يعني أن الرجل ليس بخيلا، ووصف المرأة بأنها جميلة يعني أنها ليست قبيحة. أما نفي الصفة الدنيا عن الشيء، أو الشخص فلا يعني إثبات الصفة العليا له، فإذا قلنا: إن الرجل ليس بخيلاً، فهذا لا يعني أنها جميلة؛ فالرجل ليس بخيلا وليس كريماً، فهو بين بين، والمرأة ليست قبيحة وليست جميلة، فهي بين بين.
وإمكانية خلق وتوليد جمل جديدة من جمل أخرى تبدو واضحة في الجمل التي تنبني على أفعال متعدية، إذ نستطيع أن نُولد جملا جديدة من الجملة التالية: كتبتُ الرسالة، فنقول: كُتبت الرسالة، والرسالة كُتبتُ، والرسالة مكتوبة... ويقل الخلق والتوليد إذا كانت الجملة تنبى على فعل لازم، كأن نقول مثلا: سقط المطر، ونما الزرع، فهنا يمكن توليد جمل اسمية فقط، فنقول: المطر ساقط، والزرع نام...
ص46
التعاكس والتوليد
د. فتح الله احمد سليمان
مدخل الى علم الدلالة
ص45- 46
تتميز اللغة – أية لغة – بإمكانية خلق وتوليد جمل جديدة من جمل أخرى، وهو ما نسميه "التعاكس"، وهو يختلف عن الاشتقاق الذي يعني توليد ألفاظ جديدة من ألفاظ أخرى موجودة.
ويعتمد هذا التعاكس على الإتيان بالنفي، ثم بالمقابل الضدي لما ذُكر، فقولنا: انطلقت الطائرة بسرعة، يعني أن الطائرة لم تنطلق ببطء. وتعميم هذه الظاهرة بحيث تصبح ظاهرة مطلقة أمر فيه نظر، فإذا قلنا مثلا: المرأة ليست جميلة، فهل يعني هذا أنها قبيحة ؟ وهل قولنا: إن الحجرة ليست واسعة، يعني أنها ضيقة ؟ وإذا وصفنا رجلا بأنه ليس بخيلا، فهل معنى هذا أنه كريم ؟
ويمكننا بداية أن نقسم الصفات قسمين: صفات عليا، ونعني بها تلك الصفات التي يتحقق فيها الحد الأعلى من الوصف، مثل: كبير، وسريع، وجميل، وواسع، وكريم، وصفات دنيا، وهي الصفات التي نلحظ فيها القدر الأدنى من الوصف، وهي في الوقت ذاته تعد المقابل الضدي
ص45
المعجمي للصفات العليا، مثل: صغير، وبطيء، وقبيح وضيق، وبخيل...
ووصف الشيء بالصفة العليا ينفي عنه اتصافه بالصفة الدنيا التي تقابلها، فقولنا مثلا: الرجل كريم يعني أن الرجل ليس بخيلا، ووصف المرأة بأنها جميلة يعني أنها ليست قبيحة. أما نفي الصفة الدنيا عن الشيء، أو الشخص فلا يعني إثبات الصفة العليا له، فإذا قلنا: إن الرجل ليس بخيلاً، فهذا لا يعني أنها جميلة؛ فالرجل ليس بخيلا وليس كريماً، فهو بين بين، والمرأة ليست قبيحة وليست جميلة، فهي بين بين.
وإمكانية خلق وتوليد جمل جديدة من جمل أخرى تبدو واضحة في الجمل التي تنبني على أفعال متعدية، إذ نستطيع أن نُولد جملا جديدة من الجملة التالية: كتبتُ الرسالة، فنقول: كُتبت الرسالة، والرسالة كُتبتُ، والرسالة مكتوبة... ويقل الخلق والتوليد إذا كانت الجملة تنبى على فعل لازم، كأن نقول مثلا: سقط المطر، ونما الزرع، فهنا يمكن توليد جمل اسمية فقط، فنقول: المطر ساقط، والزرع نام...
ص46
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|