المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
داء المستخفيات الرئوية Pulmonary cryptococcosis
2024-12-22
احكام الوضوء وكيفيته
2024-12-22
أحكام النفاس
2024-12-22
من له الحق في طلب إعادة المحاكمة في القوانين الجزائية الإجرائية الخاصة
2024-12-22
PRIONS
2024-12-22
أحكام المياه
2024-12-22

الشيخ صادق بن محمد بن أحمد بن أطيمش
26-11-2017
Compounds with Triple Bonds
31-12-2021
إمامة الرسول
28-09-2015
معنى كلمة زوج
4-06-2015
الأسواق المالية العربية
23-8-2018
الراتنجات الجامدة resins
30-11-2020


مأكل الفتاة المسلمة وملبسها  
  
2152   11:09 صباحاً   التاريخ: 28-7-2017
المؤلف : الشيخ مجيد الصائغ
الكتاب أو المصدر : تربية الفتاة في الإسلام
الجزء والصفحة : ص64ـ67
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الصحية والبدنية /

من اهتمامات الاسلام بالبنت، وخصوصا في هذا الدور, اهتمامه بهذين الجانبين:

الجانب الاول : المأكل والملبس

فإن التغذية لها دور اساسي في بناء الجسم وديمومته, ولا سيما البناء في سن المراهقة, لكي تأخذ الهرمونات والغدد وضعها في النضوج الجسمي, وتكتمل فسيولوجياً, فهي بحاجه الى غذاء متوازن, ويمكن القول ان مقدار غذاء الفتاة في السن 14ـ 17 عاما يساوي تقريبا خمسة اعشار غذاء الشخص الكبير؛ وبشكل عام, فان غذاء المرأة عادةً يساوي تقريبا ثمانية اعشار غذاء الرجل على حدِّ تعبير الاطباء, فالتغذية الجيدة لها اثار بالغة في نمو وقوة ونشاط الفتيات, فهي تساهم في زيادة طاقاتهن وبالتالي قدرتهن على الحركة والنشاط والفعالية في حياتهن.

وعلى العكس من ذلك, فان من شان سوء التغذية او قلتها ان يترك اثارا تخرب صحة وسلامة الفتيات.

ومن هنا يجب ان يكون الغذاء كافيا ومشبعا لهن في الوقت ذاته, خصوصاً وان للشبع اثرا مهما جدا في المحافظة على سلامة الجهاز الهضمي, ومن اجل الموازنة في غذائهن ينبغي التركيز على الالبان, والسعي الى الحيلولة دون افراطهن في تناول اللحوم والبيض والاكلات الدسمة والحادة, كالقشطة والعسل والتوابل واي غذاء مهم.

ولا يخفى ان النمو الطبيعي والاعتيادي لجسم الفتيات يكون نتيجة التغذية السليمة, وبشان وجوب كونه جامعاً وكاملا فان البحوث العلمية الحديثة لفتت انظار الناس الى هذه النقطة, وهي ان البدن يحتاج لاستمرار حياته الى المواد الغذائية المتنوعة, فلا يكفي نوع واحد او نوعان لحفظ حياة الفتاة وسلامتها.

فاللحم وحده او المواد الدهنية وحدها او المواد السكرية فقط لا تشكل غذاء كاملاً, فان نقصان المواد الغذائية يؤدي الى عوارض مختلفة كانت تجهلها المرأة في هذي المرحلة من عمرها, فلا باس ان ينظر الاباء والامهات الى الروايات المتعلقة بالأطعمة والاشربة وارشاد بناتهم الى التغذية السليمة.

فان الفقه غني بالتعاليم الاسلامية المتعلقة بهذا الجانب، فهناك نصوص كثيرة حول اللحوم المفيدة والمضرِّة والتوازن في استعمالها, وكذلك الدهنيات والسكريات والفواكه والحبوب والخضراوات؛ والبنتُ في هذا الدور بأمسِّ الحاجة الى مثل هذا التوازن، شريطة ان يكون الوالدان ميسوري الحال, وان لم يكونا كذلك فالله خير معين.

وعلى الوالدين ان يفكرا في هذا النمط من التغذية عندما يرزقان البنات, ويجعلا نصب اعينهما كيفية توفير الغذاء الاساسي لهن.

الجانب الثاني: الملبس

ان لاهتمام الوالدين بملبس ابنتهما اثرا بالغا على احاسيسها ومشاعرها, لا سيما في هذه المرحلة من حياتها, لان عدم الاهتمام بهذا الجانب يوحي للفتاة انها محرومة من الاهتمام والرعاية, وهذا بدوره يؤدي الى زرع العقد النفسية والاجتماعية. وعلى هذا العكس من ذلك, اذا كان هناك اهتمام ورعاية بملبسها فان ذلك يعطي لها مكانة مرموقة بين قريناتها وشعورا خاصاً بمحبة واهتمام والديها لها.

ويجب على الاباء حينئذ ان يلتفتوا الى نقطة مهمة جداً وخطيرة في الوقت نفسة وذلك بان يكون ثمن الملابس من المال الحلال وان لا يكون مشوبا بالشبهات, لان ذلك يؤثر سلبا على سلوكية البنت, اضافة الى الاثار الوضعية المترتبة على ذلك من خلال الاموال المحرمة.

وينبغي على الاباء ان يلتفتوا الى كيفية ونوعية ملبس البنت, وان لا يكونوا مقلدين لأهل الفسق والفجور. وهذا شئ مهم ومن صميم الواجبات الملقاة على عاتقهم.

وقد اكد علماء النفس والاجتماع على الاهتمام بشخصية الفتاة في هذا الدور من حياتها بخصوص ملبسها والاعتناء بشخصيتها, لان العكس من ذلك ينشئ لديها عقدة الاحتقار والكره لمن يحيط بها من ابناء جنسها, وقد تسري على الوالدين وافراد أسرتها.

وهذا كله لابد من تطبيقه اذا كان الاباء ميسوري الحال ولهم القدرة على اسعاد ابنتهم وتوفير المستلزمات الضرورية لبناء شخصيتها بناءً يتلاءم مع قيم السماء التي امرت بتكريمها والاعتناء بها.

ولاشك ان ذلك يوجب لهم مرضاة الله وعظيم مثوبته, لان البنات حسنات يؤجرون عليها, كما ورد في الحديث الشريف.

واذا كان الاباء غير ميسوري الحال، فهم معذورون, والعمل حسب القدرة والاستطاعة {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى}[النجم: 39].

وهناك مناسبات خاصة واعياد تمرُّ اثناء السنة ينبغي على الاباء والامهات والمربين كذلك ان يلتفتوا اثناءها على وجه الخصوص الى تكريم البنات وشراء الملابس الجديدة لهن لكي يكن في مصاف اقرانهن في تلك المناسبات, ولاشك ان اكرام البنات في هذه المناسبات مما يدخل السرور الى نفوسهن؛ ومن ادخل السرور على شخص كما ورد عن اهل البيت (عليهم السلام) نال عظيم الاجر والمثوبة, فكيف بمن يدخل السرور على عياله؟

هذا هو احد الاسس والاساليب التربوية التي ينشدها الاسلام ويدعو الى تطبيقها, ويأمر بالالتزام بها في دنيا الحياة الانسانية لعالم الفتيات.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.