المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

filled pause
2023-08-31
مناهج البحث العلمي الجغرافي- المنهج الاستقرائي وصياغة الصورة الجغرافية الغائبة (الماضية)
24-8-2022
Security Lasers
10-10-2016
أهم الآثار التي خلفها حور محب قبل تولي الملك.
2024-07-03
Delannoy Number
16-9-2021
The eye as a detector
23-8-2020


الأسرة المسلمة في معركة التحديات  
  
2303   11:04 صباحاً   التاريخ: 28-7-2017
المؤلف : عمار سالم الخزرجي
الكتاب أو المصدر : الطفل مع الاعلام والتلفزيون
الجزء والصفحة : ص41ـ42
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /

الأسرة هي الخلية الاولى في المجتمع، هي نواته الصغرى التي يقوم عليها كيانه ، وأي خلل يصيب الأسرة ينعكس على المجتمع سلباً ، وأي صلاح وصواب يمس الأسرة إنما يعود على المجتمع بالإيجاب، لذلك فتقدم مجتمع ما مرهون بسلامة الأسرة فيه ، وتخلّف مجتمع ما وانحطاطه مرهونان بفساد الأسرة فيه.

لقد اهتم الإسلام بـ (المجتمع) في أسرته، واهتم بـ (الأسرة) فيه، فنظم قوانينها وأرسى دعائمها على أسس مستقرة ثابتة ورصينة، وشرع الزواج كوسيلة لوجودها، واهتم به بأن جعل أصله ميثاقا يربط جميع الأطراف،  وحدد لهم حقوقا وجعل عليهم واجبات.

مرَّ المجتمع ومرَّت الأسرة معه بأدوار وأطوار تاريخية، يهمنا ان نقول عنها إنها كانت (مشرقة)، لكن اليوم وأمام التردي الذي وقع فيه المسلمون، والتخلّف الذي جنوه لأنفسهم، أمام هذا كله ينهار الإنسان يوما بعد يوم، وتكثر التحديات ساعة بعد أخرى، وتتعدد الأزمات وتتفاقم، لذلك أولينا العناية لهذه التحديات بصفتها تحديات جارفة تمس الأسرة في جميع أطرافها: الأب والأم والطفل، بحثنا أنواعها وألوانها، أقسامها وتياراتها، عارضين لأعلامها وبناة حقلها، معرجين على أصولها ومصادرها، راصدين لمناهجها وطرق عملها، متوقفين عند الغابات التي تنشدها والمرامي والأهداف التي تقصدها.

إنها تحديات خارجية وداخلية، حضارية وتربوية وقانونية، تتطلب يقظة شاملة ووعيا كاملا، ولا يتحقق ذلك إلا بالاعتصام بالمقومات وبالمبادئ والأصول مع العمل المشترك الناجح والتربية الهادفة: {وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ} [آل عمران: 79].

نعلم ان للأسرة مفهوم مشترك بين جميع الأطفال، الكل اليوم يتكلم عن الأسرة: يسار ويمين، شرق وغرب ، نساء ورجال... وهذا يوضح ما يلي:

1ـ إن وضع الأسرة غير طبيعي. حينما يكثر الكلام على قضية ما ويشتد، فليعلم أن في القضية إشكال ما ؛ لها او عليها.

2ـ ان الموضوع المتكلم فيه هو خاصية مشتركة بين الجميع ، خاصية موحدة على مستوى البحث والدرس والكلام ، ومن ثم تتأكد أهمية الأسرة لدى الجميع .

3ـ أصبحنا اليوم أمام موضوعين لا موضوع واحد، موضوع الاسرة كمجال للبحث، وهذا (الكلام) المتعدد المتلون ـ والذي أصبح هو في حد ذاته عائقا أمام التوصل الى نتيجة سليمة في موضوع (الأسرة) ـ حين يتحول من موضوع الى موضوعات بحث تتضاعف الأزمة وتتركب.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.