المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



معجزاته في الاجرام السماوية  
  
4310   11:34 صباحاً   التاريخ: 11-12-2014
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج1,ص43-45.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / معجزاته /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-4-2017 3191
التاريخ: 28-4-2017 3564
التاريخ: 11-12-2014 3353
التاريخ: 2024-07-11 480

اعلم ان للنبي (صلّى اللّه عليه و آله)معجزات لم تكن لغيره من الأنبياء، و انه (صلّى اللّه عليه و آله) جاء بمثل معجزاتهم كلها.

وذكر ابن شهرآشوب انّ للنبي (صلّى اللّه عليه و آله) اربعة آلاف و اربعمائة و اربعين معجزة، وذكرت منها ثلاثة آلاف.

يقول هذا الفقير: انّ جميع افعاله و اقواله و اخلاقه معجزة سيّما أخباره بالمغيّبات- كما يأتي ذكره- مضافا الى معجزاته قبل الولادة و بعدها، كما أحاط بها أهل الفن.

وأقوى و أبقى معجزاته هي القرآن، الذي عجز البلغاء و الفصحاء عن الاتيان بمثله، و اعترفوا بهذا العجز و الانكسار، و افتضح كل من أراد أن يأتي بمثله، كمسيلمة الكذّاب، والاسود العنسي وغيرهم من المنحرفين الضالّين.

ومن جملة ما قاله مسيلمة في قبال سورة الذاريات، هذه الخزعبلات:

«والزارعات زرعا، فالحاصدات حصدا، فالطاحنات طحنا، فالخابزات خبزا، فالآكلات أكلا».

وفي قبال سورة الكوثر قال لعنه اللّه:

«انّا أعطيناك الجاهر، فصل لربك و هاجر، انّ شانئك هو الكافر».

ومن جملة ما قاله الاسود في قبال سورة البروج:

«والسماء ذات البروج، و الارض ذات المروج، و النساء ذات الفروج، و الخيل ذات‏

السروج و نحن عليها نموج، بين اللوى و الفلوج»، و أيضا:

«يا ضفدع بنت ضفدعين، نقي نقي كم تنقين، لا الشارب تمنعين، و لا الماء تكدرين، اعلاك في الماء و اسفلك في الطين».

هذه هي الخزعبلات التي جاءوا بها في مقابل القرآن الكريم، التي يقبحها و يشمئزّ منها كل عربي، و لن يتفوّه بها لعلمه بسقمها و رداءتها، فأنّى هي و الوحي المنزل من قبل اللّه تعالى؟

و أنّى هي و القياس بالقرآن الكريم؟

وكل من أراد الاطلاع على نبذة من اعجاز القرآن فليراجع المجلّد الثاني من كتاب حياة القلوب، للمجلسي (رضي اللّه عنه)، و نحن نشير الآن الى انواع معاجزه (صلّى اللّه عليه و آله).

النوع الاول:

المعاجز التي صدرت في الأجرام السماويّة، كشقّ القمر و ردّ الشمس و تضليل الغمام، و نزول المطر و الاطعمة و الفواكه من السماء عليه (صلّى اللّه عليه و آله)، و غيرها و نكتفي هنا بذكر اربع منها:

1-شقّ القمر: قال اللّه تعالى {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ * وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ} [القمر: 1، 2]

2- روى اكثر مفسري العامة و الخاصة انّ هذه الآيات نزلت بعد ما طلب مشركوا قريش في مكة من النبي (صلّى اللّه عليه و آله) معجزة فأشار النبي (صلّى اللّه عليه و آله)الى القمر، فانشقّ فلقتين، و في رواية انها كانت في ليلة الرابع عشر من ذي الحجة.

 

2- ردّ الشمس: «عن اسماء بنت عميس قالت: انّ عليا بعثه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) في حاجة في غزوة حنين و قد صلّى النبي العصر و لم يصلّها علي، فلمّا رجع وضع رأسه في حجر عليّ و قد أوحى اللّه إليه فجلّله بثوبه، فلم يزل كذلك حتى كادت الشمس تغيب، ثم انّه سري عن النبي (صلّى اللّه عليه و آله) فقال : أصلّيت يا علي؟.

قال: لا، فقال النبي (صلّى اللّه عليه و آله): اللهم ردّ على عليّ الشمس، فرجعت حتى بلغت نصف المسجد»

3- انزال المطر: «انّه (صلّى اللّه عليه و آله) دعى على مضر، فقال: اللهم اشدد وطأتك على مضر، و اجعلها عليهم كسني يوسف، فأصابهم سنون، فأتاه رجل فقال: فو اللّه ما اتيتك حتى لا يخطر لنا فحل و لا يتردد منا رائح، فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) : «اللهم دعوتك فأجبتني، و سألتك فأعطيتني، اللهم فاسقنا غيثا، مغيثا، مريئا، سريعا، طبقا، سجّالا، عاجلا غير رائث، نافعا غير ضار»، فما قام حتى ملأ كل شي‏ء، و دام عليهم جمعة، فأتوه فقالوا: يا رسول اللّه انقطعت سبلنا و أسواقنا، فقال النبي (صلّى اللّه عليه و آله) : حوالينا و لا علينا، فانجابت السحابة عن المدينة و صار فيما حولها، و أمطروا أشهرا» .

ثم قال النبي قرة عين لأبي طالب و قال بعض الاصحاب بيتا له (عليه السّلام):

و ابيض يستسقي الغمام بوجهه‏          ثمال اليتامى عصمة للأرامل‏.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.