أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-7-2017
1351
التاريخ: 4-7-2017
3829
التاريخ: 4-7-2017
920
التاريخ: 4-7-2017
941
|
شرح كيفية الحال في بناء بغداد:
كان المنصور قد بنى في أوائل دولتهم مدينة بنواحي الكوفة وسماها الهاشمية، ووقعت وقعة الراوندية فيها فكره سكناها لذلك ولمجاورة أهل الكوفة، فإنه كان لا يأمنهم على نفسه، وكانوا قد أفسدوا جنده. فخرج بنفسه يرتاد له موضعاً يسكنه وبيني فيه مدينة له ولعياله ولأهله ولجنده، فانحدر إلى جرجرايا وأصعد إلى الموصل، ثم أرسل جماعةً من الحكماء ذوي اللب والعقل وأمرهم بارتياد موضع، فاختاروا له مدينته التي تسمى مدينة المنصور، وهي بالجانب الغربي، قريبة من مشهد موسى والجواد عليهما السلام، فحضر إلى هناك واعتبر المكان ليلاً ونهاراً فاستطابه وبنى به المدينة .
ومن طريف ما اتفق في ذلك أن راهباً من رهبان الدير المعروف الآن بدير الروم سأل بعض أصحاب المنصور: من يريد أن يبني في هذا الموضع مدينة؟ فقال له ذلك الرجل: أمير المؤمنين المنصور خليفة الناس. قال: ما اسمه؟ قال: عبد الله. قال: فهل له اسم غير هذا؟ قال: اللهم لا، إلا أن كنيته أبو جعفر ولقبه المنصور. قال الراهب: فاذهب إليه وقل له لا يتعب نفسه في بناء هذه المدينة، فإنا نجد في كتبنا أن رجلاً اسمه مقلاص يبني هاهنا مدينة ويكون لها شأن من الشأن، وأن غيره لا يتمكن من ذلك. فجاء ذلك الرجل إلى المنصور وأخبره بما قال الراهب، فنزل المنصور عن دابته وسجد طويلاً ثم قال: أما والله كان اسمي مقلاصاً، وكان هذا اللقب قد غلب علي ثم ذهب عني، وذاك أن لصاً كان في صباي يسمى مقلاصاً وكانت تضرب به الأمثال، وكانت لنا عجوز تربيني، فاتفق أن صبيان المكتب جاؤوا يوماً إلي وقالوا لي: نحن اليوم أضيافك، ولم يكن معي ما أنفقه عليهم، وكان للعجوز غزل فأخذته وبعته بما أنفقته عليهم. فلما علمت أني سرقت غزلها سمتني مقلاصاً وغلب هذا اللقب علي ثم ذهب عني، والآن عرفت أني أبني هذه المدينة.
ونبهه بعض عقلاء النصارى على فضيلة مكانها فقال: يا أمير المؤمنين تكون على الصراة بين دجلة والفرات فإذا حاربك أحد كانت دجلة والفرات خنادق لمدينتك، ثم إن الميرة تأتيك في دجلة من ديار بكر تارة ومن البحر والهند والصين والبصرة، وفي الفرات من الرقة والشأم، وتجيئك الميرة أيضاً من خراسان وبلاد العجم في شط تامرا. وأنت يا أمير المؤمنين بين أنهار لا يصل عدوك إليك إلا على جسر أو قنطرة، فإذا قطعت الجسر أو أخربت القنطرة لم يصل إليك عدوك. وأنت متوسط للبصرة والكوفة وواسط والموصل والسواد. وأنت قريب من البر والبحر والجبل. فازداد المنصور جداً وحرصاً على بنائها، وكاتب الأطراف بإنفاذ الصناع والفعلة، وأمر باختيار قوم من ذوي العدالة والعقل والعلم والأمانة والمعرفة بالهندسة ليتولوا قسمة المدينة وعملها، وشرع فيها في سنة خمس وأربعين ومائة. وكان أبو حنيفة، صاحب المذهب يعد اللبن والآجر.
وهو الذي اخترع عده بالقصب اختصاراً. وجعل المنصور عرض السور من أساسه خمسين ذراعاً ومن أعلاه عشرين ذراعاً، ووضع بيده أول لبنة وقال: ً بسم الله والحمد لله، الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقينً ثم قال: ابنوا. فابتدأ بها في سنة خمس وأربعين ومائة، وتممها في سنة ست وأربعين ومائة، وجعلها مدورة، وجعل قصره في وسطها، لئلا يكون أحد أقرب إليه من الآخر، وبلغ الخرج عليها أربعة آلاف ألف وثمانمائة وثلاثة وثلاثين درهماً. ولما فرغت حاسب القواد بما كان حول عليهم لعمارتها فألزمهم بالبواقي حتى استوفى من بعضهم ما اقتضاه الحساب خمسة عشر درهماً.
أسماؤها:
يقال بغداد، وكان هناك موضع يسمى بغداد فسميت المدينة باسمه. ويقال بغداذ، بالذال المعجمة. ويقال بغدان، بالنون. ويقال الزوراء، وكان موضعها يسمى الزوراء قديماً، وقيل لأن قبلتها غير مستقيمه يحتاج المصلي في مسجدها الجامع أن ينحرف إلى جهة اليسار قليلاً. ويقال مدينة المنصور. ويقال دار السلام. وقيل إنها مدينة مباركة مسعودة لم يمت فيها خليفة قط، فمدينة المنصور هي بغداد القديمة، وهذه بغداد التي هي بالجانب الشرقي استجدت بعد ذلك.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|