أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-08-20
1065
التاريخ: 16-4-2021
2196
التاريخ: 21-4-2019
2539
التاريخ: 28-8-2020
3769
|
مداخل التاريخ
إن استخدام التاريخ كأداة في الفعل القيادي ليس بجديد. فدارس التاريخ يلحظ أن اختيار الاستخدام الوظيفي له يتحكم في زوايا العرض.
ونعطي مثالاً على الاستخدامات المختلفة للتاريخ من خلال ما استعرناه من بعض ما طرحه أحمد القديدي في مصطلحي "التاريخ الصغير" و"التاريخ الكبير".
مدخل التاريخ الصغير:
ويشمل أخبار البلاط والقصور، وما يدور فيها، والتركيز على عوامل الإثارة، والجنس، والنساء، والترف، والصراعات الكيدية، والصراعات الدموية في القصور، على اعتبار أن ذلك هو تاريخ أمّة من الأمم. في حين أنه يشكل حياة شريحة صغيرة من قمة الهرم. وغالباً ما يكون مثار السخط والاشمئزاز. ويعمل على تقزيم دور الأمة وتحطيم روحها المعنوية.
وتخيل لو أن شخصاً ركز على التاريخ الصغير في بريطانيا -على سبيل المثال. لينظر إلى القصر الملكي البريطاني، والمؤامرات وقتل النساء وقتل الرجال، وعمليات الإجرام التي كانت تتم في القصور حول الملك، ماذا يمكن أن ينطبع في ذهن هذا الشخص عن بريطانيا ؟!
مدخل التاريخ الكبير:
وهو إنجاز أمة من الأمم في مجال الإنجاز العسكري، والاقتصادي، والإنساني، والعلمي، والفكري، والاجتماعي، والقانوني، والقيمي، ودورها في خدمة البشرية. وهو الجزء الذي يشكل عطاء الغالبية العظمى من المجتمع في حقبةٍ ما. وهو الأمر الذي يؤكد هوية الأمة وقدراتها على العطاء وعبقريتها الخاصة.
وتلاحظ هنا المفارقة، ففي حين يقدم الغرب للأمم الشرقية تاريخ أوروبا من خلال التاريخ الكبير يتم الإصرار على تقديم تاريخ العالم الإسلامي من زاوية التاريخ الصغير الانتقائي وغير الموثق. وهو جهد تقوم به دوائر الاستشراق بتقنية عالية. ويترسم هذه الخطى بعض أبناء الأمة ممن درس على أيديهم.
استخدام التاريخ:
إن عرض التاريخ أداة خطيرة للقائد. فعندما يستخدم شخص التاريخ الصغير عند تعبيره عن حالة أمة معينة؛ يؤدي ذلك إلى الإحساس بالتهميش، والضعف، والعجز الخلقي، وما إلى ذلك. فهو يستخدمه كأداة للتحطيم النفسي.
وعندما يستخدم شخص التاريخ الكبير فإنه يقوم بعملية بعث نفسي. وانظر إلى الكتابات المنتشرة حولك. فحين يريد الكاتب أن يرفع شأن أمة من الأمم يستخدم التاريخ الكبير، وعندما يلبس النظارة السوداء يستخدم التاريخ الصغير، ويقوم بعملية الهدم.
إن استخدام التاريخ - حسب الاستخدام المنتشر - ليس استخداماً حيادياً، بل يؤدي دوراً وظيفياً في عملية الصراع والتدافع في المجتمعات المختلفة.
إننا أمام ملف ضخم يجب على القادة أن ينظروا فيه، وأن يفهموه جيداً. ماذا يختارون من التاريخ ليعرضوه؟! أي المداخل يستخدمونها؟! ما الغرض من الاستخدام؟! و لا نتحدث هنا عن النظرة المجردة والمتعلقة بالتوازن والاعتدال والموضوعية والحياد وما إلى ذلك. نحن نتكلم عن الواقع المعاش، وكيفية استخدام هذه الأدوات استخدامات مختلفة وفي ظروف مختلفة.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|