محاولة أتسز ضم حلب
المؤلف:
أ.د. محمد سهيل طقوش
المصدر:
تاريخ السلاجقة في خراسان وإيران والعراق
الجزء والصفحة:
ص 128 ــ 129
2025-09-14
376
تطلع أتسز إلى مد سلطانه نحو الشمال بضم حلب إلى الأملاك السلجوقية وإخضاع تركمان، رفنية الذين ساندوا أخاه شكلي فاستغل فرصة وفاة محمود بن نصر المرداسي في جمادى الأولى 467 هـ/ كانون الثاني (1075م) لمهاجمتها، والمعروف أن محموداً أوصى بالحكم من بعده إلى ابنه الأصغر شبيب، ويبدو أن أعيان البلد وقادة الجند كان لهم رأي آخر، فرفضوا تنفيذ الوصية واختاروا نصراً، الابن الأكبر لمحمود وبايعوه أميراً على حلب (1).
هاجم أتسز القرى الجنوبية لحلب في (رجب 468هـ / شباط 1076م) في خطوة تمهيدية لإخضاعها، فضمَّ رفنية ومنحها لأخيه جاولي، وترددت سراياه في جميع بلاد الشام الشمالية، وتمادى في الضغط على السكان وعلى نصر بن محمود، وفجأة دخل الرجلان في مفاوضات للتفاهم على الصلح، فطلب أتسز:
1- أن يتنازل له نصر عن حكم حلب.
2 - التقارب الأسري بالزواج، وذلك بزواج أتسز أخت محمود بن نصر.
3- أن يدفع له نصر قسماً من الأموال التي تركها والده محمود.
وافق نصر بن محمود على قبول البند الثالث وقبل أن يدفع لأتسز مبلغ خمسة عشر ألف دينار، ورفض الموافقة على البندين الأول والثاني (2).
ويبدو أن المفاوضات لم تستكمل، إذ أن أتسز تعجّل بالعودة إلى دمشق، فما الذي حدث في الأفق السياسي حتى أقدم على هذه الخطوة؟
الواقع أن هناك أسباباً عدة دفعت أتسز إلى مغادرة حلب، لعل أهمها إثنان:
الأول: قوة حلب، واعتماد نصر بن محمود على بقايا الناوكية بقيادة أحمد شاه.
الثاني: علم أتسز بنية السلطان ملكشاه بإقطاع بلاد الشام إلى أخيه تاج الدولة تتش (3).
ترك أتسز قبل عودته إلى دمشق أخاه جاولي في الشمال، وأمره بتنفيذ سياسته تجاه حلب والمناطق الشمالية، فراح يُغير على المدينة منطلقاً من رفنية ما دفع نصراً بن محمود إلى أن يُرسل قوة عسكرية بقيادة أحمد شاه لقتاله ووقف غاراته، واصطدم الطرفان في رحى معركة ضارية في حماة أسفرت عن انتصار القوات الحلبية، وفرَّ جاولي في جو الهزيمة القاتم إلى رفنية ثم غادرها إلى دمشق (4).
........................................................
(1) ابن القلانسي ص 173 ابن خلكان جـ4 ص 440. ابن العديم: جـا ص280.
(2) ابن العديم: ج1 ص 281 ، 282 ضامن ص101 .
(3) ضامن ص 102.
(4) ابن العديم: ج1 ص282.
الاكثر قراءة في التاريخ
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة