المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

صفات حميدة
8-3-2021
القابليات للتنظيم السلوكي Capacities for the organization of behavior
9-8-2021
الامانة والخيانة
28-3-2020
قاذف إلكترونات electron gun
20-12-2018
هارون الواثق بالله
22-9-2017
John Dougall
6-4-2017


الروضة كبيئة تربوية  
  
4009   05:02 مساءً   التاريخ: 21-6-2017
المؤلف : د. عبد القادر شريف
الكتاب أو المصدر : التربية الاجتماعية والدينية في رياض الاطفال
الجزء والصفحة : ص61-63
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /

تعتبر روضة الأطفال كبيئة تربوية مكملة لدور الاسرة في تنشئة الطفل وتطبيعه اجتماعياً،  والروضة كبيئة تربوية واجتماعية تؤثر في الطفل بما تحمله من امكانات وتفاعلات بينها وبين الاطفال والعاملين فيها .

فالطفل الذي ينشأ في بيئة مريحة ومجهزة بأحدث وسائل الترفيه والمعرفة والثقافة يستطيع التزود بعدد كبير من المفردات وتكوين عادات لغوية صحيحة خاصة تلك المرتبطة بالتعرف على البيئة ومكونات واساليب التعامل معها وعلى المستوى الاخر نجد ان الطفل الذي ينشأ في روضة فقيرة الامكانات فان هذا الوضع يؤثر على ثروته اللغوية كما ونوعا على الرغم من تساويه مع طفل بيئة الروضة الغنية في درجة الذكاء .

كذلك يؤثر ثراء أو فقر بيئة الروضة على القدرات العقلية بالاضافة الى تباين الثروات اللغوية كما ونوعا بين اطفال البيئتين .

والروضة هي المؤسسة الاجتماعية الاساسية السائدة للأسرة والتي تستطيع ان توفر المعلومات والخبرات والممارسات اللازمة لنجاح التفاعل الاجتماعي للطفل واكسابه المعارف والمهارات والاتجاهات وتعلم اساليب العمل الفردي والجماعي.

وتعتبر رياض الاطفال ظاهرة حضارية تربوية ومطلبا قوميا للمجتمعات الواعية وضرورة تمليها طبيعة نمو الطفل في هذه المرحلة وتتلخص الوظيفة التربوية الاساسية لرياض الاطفال في تحقيق اهداف المجتمع فيما يتصل برعاية اطفاله واتاحة الفرصة لهم للاستمتاع بطفولتهم وتحقيق النمو المتكامل لهم داخل بيئتهم وتزويدهم من خلال الحرية والتلقائية والتوجيه السليم بالعادات السلوكية الايجابية وبالاتجاهات والقيم الخلقية والاجتماعية وبالمهارات الضرورية للعيش في مجتمع متحضر متطور سريع التغير وعلى ذلك يمكن تحديد اهم وظائف رياض الاطفال كبيئة تربوية فيما يلي:

1ـ تهتم الروضة بتربية الطفل فتوفر له عوامل النمو المناسبة والعلاقات الاجتماعية والمناخ العاطفي المشابه الى حد ما بمناخ الاسرة حيث تتنوع المواقف والاشياء ويتعدد الرفاق والكبار الذين يتصل بهم عدة ساعات يوميا ويبدأ الطفل في اكتشاف ذاته خلال تفاعله مع الاخرين في الروضة.

2- تحتل الروضة موقعا استراتيجيا كمؤسسة تربوية تقوم بدور مكمل لوظيفة الاسرة بشكل علمي في تحقيق اهداف النمو وتشكيل شخصية الطفل في ضوء حاجاته واستعداداته وقدراته الذاتية.

3- اكتشاف الصعوبات التي قد تواجه الطفل وتعترض مسار نموه فتقدم له المساعدة المناسبة لتمكنه من القيام بوظائفه الاجتماعية بكفاءة وفعالية.

4- المحافظة على انتماء الطفل لأسرته وتنمية هذا الشعور لتدعيمه وتعزيز البيئة التي يعيش فيها.

5- توفير الحماية الى جانب الاهتمام بالخدمات الوقائية والعلاجية للطفل وتوجيه الاسرة في هذا المجال.

6- مساعدة الطفل على النجاح في اداء ادواره الاجتماعية، من خلال التعاون والاتصال المستمر بين الاسرة والروضة والبيئة مما يؤدي الى تشابه القيم التربوية بينهما.

7- توفير الرعاية والاهتمام لكل طفل ومراعاة الفروق الفردية بين الاطفال.

8- توفير الفرص المناسبة للأطفال لممارسة التجارب الشخصية المباشرة والاستمتاع بها.

9- توفير البيئة التربوية المناسبة لتكوين العلاقات الاجتماعية بينه وبين نفسه وبين الاخرين بما يساعده على التعلم والنمو وذلك باثارة المواقف التربوية التعليمية المناسبة بشكل فردي وجماعي.

لذلك تقع على رياض الاطفال كبيئة تربوية مسؤولية كبيرة في بناء الانسان حيث ان مرحلة الطفولة المبكرة من اخطر واهم المراحل في حياته لان فيها تتشكل شخصية الانسان وتتحدد ابعادها وبذهاب الطفل الى الروضة تحدث نقلة كبيرة في حياته من جو الاسرة والعلاقات الاسرية الى جو جديد توزع فيه المعلمة اهتمامها على الاطفال بعد ان كانت الام تركز على اهتمامها على طفلها بمفردها في المنزل كذلك تتنوع الخبرات وتتعدد التفاعلات الاجتماعية التي يتعرض لها الطفل في الروضة سواء مع اقرانه او مع المعلمة او مع هيأة الاشراف وغير ذلك.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.