أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-3-2017
2793
التاريخ: 2-4-2017
2953
التاريخ: 2-4-2017
3143
التاريخ: 13-5-2016
3447
|
لقد كانت سوابق رسول الله (صلى الله عليه واله) المشرفة، واخلاقه الحميدة، وصدقه وأمانته، طوال حياته من الامور الواضحة المعلومة عند أقربائه، وأبناء عشيرته.
فقد كان الجميع يعلم بأن رسول الله (صلى الله عليه واله) لم يرتكب طيلة حياته الشريفة إثما، ولم يفكر في ذنب، ولم ينو الاعتداء على أحد، ولم يقل بلسانه سوءا ولا قبيحا، ولا خان في امانة، ولا افشى سرا ولا تخلف عن فضيلة، ولهذا استجاب لدعوته ـ في الايام الاولى من دعوته العامة ـ الاكثرية الساحقة من قبيلته ( بني هاشم )، والتفّوا حوله، وتحمّلوا الدفاع عنه، ودعم مواقفه.
ولقد اشار أحد المستشرقين المنصفين إلى هذه الحقيقة، واعتبرها دليلا على طهارة رسول الله (صلى الله عليه واله) وصدقه ونزاهته، فهو يقول : مهما كان المرء متكتّما متسترا على أعماله وأفكاره فانه لا يستطيع بحال أن يخفي تفاصيل حياته عن ذويه وأقربائه، ولو كان لمحمد حالات نفسية أو أفعال سيئة لما خفيت على أقربائه، ولما كانوا ينقادون إليه بمثل هذه السرعة.
نعم يستثنى من بني هاشم عدة أشخاص أحجموا عن الايمان برسول الله (صلى الله عليه واله) والاستجابة لدعوته، ويمكن الاشارة ـ في هذا المجال ـ بعد أبي لهب المعروف بل والمصرح بعداوته في القرآن ـ إلى أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب و عبد الله بن أبي أميّة بن المغيرة اللذين خاصما رسول الله (صلى الله عليه واله) وعارضا دعوته بشدة، ولم يكتفيا بعدم الايمان برسالته، بل منعا من انتشار الحق، وآذيا رسول الله (صلى الله عليه واله) اشدّ الأذى وألّبا عليه اكثر من أي شخص آخر.
ولقد كان أبو سفيان هذا ابن عمّ رسول الله (صلى الله عليه واله) وأخاه من الرضاعة، وكان يألف رسول الله (صلى الله عليه واله) قبل البعثة، ولكنه اختلف مع النبي بعد ابتعاثه بالرسالة، وبنى على مخالفته ومعاداته.
وأما عبد الله بن أبي اميّة فهو أخو أمّ سلمة ابنة عاتكة عمة رسول الله (صلى الله عليه واله) وابنة عبد المطلب.
ولقد حدى انتشار الاسلام في كل أنحاء الجزيرة العربية بهذين الرجلين إلى أن يخرجا من مكة ويلتحقا بالمسلمين.
فقد خرجا قبيل الفتح من مكة، فلقيا رسول الله (صلى الله عليه واله) وأصحابه في أثناء الطريق ـ وعلى وجه التحديد في نقطة تدعى بثنية العقاب، والنبي قاصد مكة، فاستأذنا رسول الله (صلى الله عليه واله) ليدخلا عليه، وأصرّا على ذلك، فأبى النبي (صلى الله عليه واله) أن يأذن لهما.
وقد وسّطا أمّ سلمة، وطلبا منها بلهجة عاطفية أن تشفع لهما عند رسول الله (صلى الله عليه واله) حتى يرضى عنهما، فكلّمته فيهما، ولكن رسول الله (صلى الله عليه واله) أبى وقال :
لا حاجة لي بهما، أما ابن عمّي فهتك عرضي وأما ابن عمّتي وصهري فهو الذي قال بمكة ما قال .
ولما كان عليّ (عليه السلام) أعرف الناس بنفسيّة رسول الله (صلى الله عليه واله) وأخلاقه، وبطريقة استعطافه، فقد كلّمه أبو سفيان في الأمر، فعلّمه علي بن أبي طالب (عليه السلام) أن يأتي رسول الله (صلى الله عليه واله) من قبل وجهه فيقول : {قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ} [يوسف: 91]، فان رسول الله (صلى الله عليه واله) سيجيبه بما قاله يوسف لاخوته اذ قال لهم : {قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [يوسف: 92] ؛ لأنه (صلى الله عليه واله) لا يرضى بأن يتفوق عليه أحد في حسن القول.
ففعل أبو سفيان هذا ما أشار عليه الامام علي (عليه السلام) ودخل من الطريق الذي بيّنه له، فعفا عنه رسول الله كما فعل يوسف باخوته، فانشد أبو سفيان قصيدة أراد بها أن يكفّر عما سبق منه، قال فيها :
لعمرك إني يوم أحمل راية
لتغلب خيل اللات خيل محمّد
فكالمدلج الحيران أظلم ليله
فهذا أواني حين اهدى فأهتدي
ويكتب ابن هشام في سيرته قائلا : قال أبو سفيان ومعه ابنه، لما أعرض رسول الله (صلى الله عليه واله) عنه وأبى أن يأذن له : والله ليقبلنّي، أو لأخذت بيد ابني هذا فلأذهبنّ في الارض حتى أهلك عطشا وجوعا وأنت أحلم الناس مع رحمي بك .
وقد سبق أن قالت أمّ سلمة لرسول الله (صلى الله عليه واله) قد كلّمته في أبي سفيان : بأبي أنت وامّي يا رسول الله ألم تقل : أنّ الاسلام يجبّ ما كان قبله؟ فرقّ رسول الله (صلى الله عليه واله) لهما، وأذن لهما، فدخلا، وقبل اسلامهما.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|