يصف البعض حشرة الدروسوفيلا Drosphila melanogaster بأنها الحشرة المعجزة، فهي نوع من الذباب من رتبة ذات الجناحين Diptera من عائلة Drosophilidae تحتوي على أنوية فيها كروموسومات متعددة الخيوط (بوليتينية)، كما تحتوي كل غدة لعابية في ذبابة الفاكهة على حوالي 100 - 120 خلية في أطوار مختلفة من التكوين.

إن الاسم الشائع لها هو ذبابة الفاكهة، لأنها تحب أكل الفاكهة خاصة الناضجة منها، وتُسمى أيضا ذبابة الخل أو ذبابة تُفْل التفاح.

إن لون الحشرة أصفر أو بني مع عيون حمراء وحلقات سوداء عرضية عبر البطن، يبلغ طول الإناث بحدود ثلاثة ميلليمترات، والذكور عادةً ما تكون أصغر حجماً، كما إن لديها حاسة شم قوية عن طريق قرون الاستشعار الخاصة بها لمتابعة تخمير الفاكهة من بعيد. يمكن تمييز الجنس بسهولة من خلال معاينة الأجزاء التناسلية تحت عدسة مكبرة أو تحت المجهر، ففي الذكور تكون آلة السفاد محاطة بصفائح كتينة سوداء اللون Bristles تظهر من الخارج، كما ان الجزء الخلفي من البطن يكون أكثر استدارة وداكن اللون لأن الأربع حلقات الأخيرة في مؤخرة بطن الذكر تندمج مكونة حلقة واحدة سوداء اللون، بينما لا يحدث هذا الاندماج في مؤخرة بطن الأنثى، وبذلك يمكن تمييز ستة خطوط سوداء عريضة على السطح العلوي للأنثى التي تكون فيها مؤخرة البطن مدببة بسبب وجود آلة وضع البيض. في الذكور، توجد أمشاط جنسية Sex combs في الأرجل الأمامية عند الرسغ الأولى كما تبدو على شكل بقعة سوداء اللون في طور العذراء، بينما تنعدم عند الإناث.

تتكون عيون ذبابة الفاكهة من 760 عدسة فردية ويعدّ ثلثي دماغ ذبابة الفاكهة مسؤولاً عن المعالجة البصرية، إذ يحتوي دماغ الحشرة البالغة على أكثر من مائة ألف خلية عصبية تشكل دوائر محكمة وتساهم في تنظيم سلوكيات معقدة عدة بما في ذلك إيقاعات الساعة البيولوجية والنوم والتعلم والذاكرة والتغذية والملاحة الجوية.

إن دورة حياة ذبابة الفاكهة تقع في أربعة أطوار مميزة وهي البيضة واليرقة والعذراء والحشرة الكاملة، إذ عادةً ما تستغرق دورة حياتها من طور البيضة إلى الحشرة الكاملة مدة أسبوعين عند درجة حرارة 21م، 8 أيام منها في طور البيض واليرقات و 6 أيام في طور العذراء، ويفقس البيض بعد وضعه بحوالي 15 ساعة لتخرج منه اليرقات وتبدأ بالتشريق بعد خمسة أيام من ظهورها لتتحول إلى عذارى تكتسب اللون الداكن قبل خروج الحشرة الكاملة مباشرة، وعند خروج الحشرة تبدو باهتة اللون وتكون أجنحتها مطوية وبطنها طويلة، ثم تنفرد الأجنحة ويستدير البطن ويصبح لون الذبابة داكناً ، بعد ساعات قليلة.

تتميز الحشرة بدورة حياة قصيرة 1-2 شهر، وهو ما يتيح للباحثين إمكانية دراسة أجيال متعاقبة بسهولة كبيرة والحصول علي نتائج في غضون 3 أسابيع، كما ان صغر حجمها الذي لا يتجاوز ثلاثة ميلليمترات يسهل تربيتها والسيطرة عليها، ويمكن وضعها في أنابيب صغيرة جداً داخل المختبر ، فهي لا تحتاج الى رعاية ولا تتعدى احتياجها الغذائي مواداً تحتوي على الكربوهيدرات والبروتين، فعادةً ما يتألف نظامها الغذائي البسيط من خلاصة الخميرة ودقيق الذرة مع توفر درجة حرارة ورطوبة مناسبتين، فهي لا تأكل الفاكهة على الرغم من أن اسمها ذبابة الفاكهة بل تنجذب إلى الفاكهة التي تجاوزت مرحلة النضج أو المتخمرة فضلاً عن إلى الفطر أو العفن الذي ينمو على الفاكهة أو داخلها، فهي تضع بيضها إما على الجزء المتعفن من الفاكهة أو داخل الفاكهة لكي يكون لدى اليرقات ما تأكله بمجرد أن تفقس خارج البيوض.

تعد الحشرة سريعة التكاثر ، ففي درجة حرارة الغرفة، تضع أنثى ذبابة الفاكهة 30 – 50 بيضة يومياً طوال حياتها، ويخرج الجنين بعد 24 ساعة من إخصاب البويضة، إذ إن دورة الإخصاب لا تستمر كثيراً لدى هذه الإناث التي تتراوح ما بين 8 - 14 يوماً، ثم تمر بثلاثة مراحل حتى تصبح الحشرة بالغة خلال عشرة أيام، ويعيش البالغ منها اسبوعين، ويمكن أن يصبح لديها أحفاد خلال ثلاثة أو أربعة أسابيع كحد أقصى، كما يمكن الحصول على 40 جيل في السنة الواحدة.