يطلق على التركيب الجيني لهذه الحشرة بالسر الثالث للحياة، وتمثل نظرية التطور لتشارلز داروين أول الأسرار الوراثية التي قادت من نقطة الصفر كل الجهود الخاصة بتحديد أصل ونشأة مختلف الكائنات الحية، ويمثل السر الثاني للحياة اكتشاف الحمض النووي وتركيبه الكيميائي من قبل واتسون وكريك، فبسبب التقارب الجيني النسبي بين الإنسان وحشرة الدروسوفيلا، فإن نتائج التجارب التي تُجرى عليها يمكن أن تنطبق بشكل فعال على الإنسان، ويستعين الباحثون بهذه الحشرة ككائن نموذجي لإجراء التجارب وعلى نطاق واسع في الأبحاث البيولوجية و دراسات علم الوراثة وعلم وظائف الأعضاء.

هناك أوجه شبه وراثي بين هذه الحشرة والثدييات، إذ أن ما يقرب من 60% من جيناتها تتماثل مع جينات الإنسان الذي يمتلك حوالي 75% من الجينات الخاصة بالأمراض التي تصيبه مع ما يمكن تمييزها في النوع الشائع من ذبابة الفاكهة، إذ تمتلك الحشرة أربعة أزواج من الكروموسومات (الكروموسومات في الغدد اللعابية تتميز بكبر حجمها) ونحو 14 ألف جين قبال ما يمتلكه الإنسان من 24000 جين تقريباً محمولاً على 46 كروموسوماً، كما إن معدل الطفرات الجينية العالية جعل الحشرة أداة فعالة بيد الباحث وأنموذجا ناجحاً لدراسة التطور الجيني عبر الأجيال وذلك لسهولة تتبع تلك الطفرات ومحاكاة معظم الأمراض التي تصيب البشر، فالذباب الذي يأكل الكثير من السكر تظهر عليه أعراض مرض السكري من النوع الثاني، كما يمكن تعديل ذباب الفاكهة وراثياً لدراسة مجموعة متنوعة من الحالات الأخرى، إذ انها تحتوي على كروموسومات متعددة الخطوط تشبه الشفرات الشريطية أو الأرقام التسلسلية وهو ما يسهل تقييم عمليات إعادة الترتيب الجيني بالحذف والإضافة، كما ساعدت في اكتشاف الجوانب الرئيسة لآلية الموت المبرمج واكتشاف أمراض السرطان، كما تستعمل في دراسة مرض باركنسون والزهايمر والشيخوخة وأمراض المناعة وتعاطي الكحول والمخدرات، وقد وظفت مرونة الحشرة لاختبار تأثيرات الأدوية الجديدة على المسارات الكيميائية الحيوية المحفوظة داخل كل من ذباب الفاكهة والبشر ، فضلاً عن أن الجينات المسؤولة عن التقدم في العمر في هذه الحشرة تشبه مثيلاتها لدى الإنسان، لكل ذلك فقد تم إرسالها للفضاء عام 1974م لتكون أول حيوان يجري إرساله إلى الفضاء لدراسة التأثير الناتج عن الإشعاع الكوني على رواد الفضاء كونهم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض.