أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-10-2015
5830
التاريخ: 4-7-2016
29090
التاريخ: 4-7-2016
17051
التاريخ: 4-6-2017
4304
|
بعد أن تمزقت الدولة العباسية، وتناثرت أشلاؤها، وتناوبت فئات مختلفة على حكمها، وفشت العجمة، وهبطت مكانة الخطابة، وتقوضت أركانها ومقوماتها، وقل عدد الخطباء، وكان بعضهم يستظهر خطب السابقين ويرددها على المسامع، خاصة خطب عبد الرحيم بن محمد بن اسماعيل بن نباتة (ت 394).
وهذا لا يعني أن الساحة خلت من الخطباء الجيدين الذين يمتلكون القدرة على الاقناع والتأثير فيا لنفوس بلغة رصينة بعيدة عن الخطأ واللحن، ولكن هؤلاء الخطباء كانوا قلة قليلة لم تستطع أن تغطي الرقعة الإسلامية وتسمع صوتها الى الناس جميعاً.
كانت الخطب تلقى في مناسبات كثيرة، منها الاستنفار لصد غارة، أو رد اعتداء، أو نجد اخوان وأصدقاء، ومنها ما كانت تلقى على المنابر أيام الجمع والأعياد والمناسبات الدينية الأخرى، وهي (تعتمد على اثارات العاطفة لتحبب اليها الخير، وتنفرها من الشر، وتوجهها الى تقوى الله وحبه وخشيته وقلوب السامعين متفتحة للتأثر بالخطب الدينية؛ لأنها تصلهم بالخالق سبحانه وتعالى، وتعلو بهم عن الأرض الى السماء، وتبصرهم بما ينفعهم في الدينا والآخرة، فالخطيب يتكلم من قبل الله، والموضوع ديني روحي وثمرة الخطبة سعادة الفرد والمجتمع، وتمجيد الله وطاعته وابتغاء الخير)(1).
وكانت الخطبة تلقى على ضربين: الأول كونها تلقى مشافهة بعد أن يقف الخطيب على منبر أو منصة أو فوق مرتفع من الأرض، مصحوباً كلامه بالحركات والسكنات والاشارات والايماءات التي جرى على اصطناعها بقصد التأثير على مشاعر الجماهير، أما الثاني فهو أن تكتب الخطبة كتابة، وذلك كالخطب التي دأب رجال الدين على ذكرها بين يدي المؤلفات والمصنفات الأصولية والفقهية والتفسيرية وغير ذلك مما كانوا يصنعونه في مختلف العلوم الشرعية وكالتي كانت تكتب في شأن زواج أمير المؤمن أو من سلطان من احدى بنات الخلفاء أو الأمراء أو السلاطين (2) كخطبة الصداق التي كتبها القاضي محيي الدين بن عبد الظاهر للملك السعيد بركة بن السلطان الملك الظاهر بيبرس البند قداري على بنت الأمير سيف الدين قلاوون الصالحي الالفي الذي أضحى من بعد سلطاناً، واليك طرفاً منها (3): (وبعد، فلو كان اتصال كل شيء بحسب المتصل به في م/9/1.ع.م
تفضيله، لما استصلح البدر شيئاً من المنازل لنزوله، ولا الغيث شيئاً من الرياض لهطوله، ولا الذكر الحكيم لساناً من الألسنة لترتيله، ولا الجوهر الثمين شيئاً من التيجان لحلوله، لكن ليتشرف بيت يحل به القمر ونبت يزوره المطر، ولسان يتعوذ بالآيات والسور.
ونثار يتجمل باللآلئ والدرر، ولذلك تجملت برسول الله صلى الله عليه وسلم- أصهاره وأصحابه، وتشرفت أنسابهم بأنسابه وتزوج – صلى الله عليه وسلم – منهم، وتمت لهم مزية الفخار حتى رضوا عن الله ورضي عنهم).
ان الطابع العام للخطب آنذاك كانت متشابهة تقريباً في التزام السجع، واستخدام فنون البديع كالجناس والطباق والمقابلة والترصيع والتضمين والاقتباس، كما امتازت باختيار الألفاظ والعبارات، والوحدة الوثيقة التي تربط أجزاءها ومعانيها في موضوع واحد، واليك انموذجاً لأحدهم وهو خطبة النيل لابن حجر العسقلاني (ت 852هـ).
(الحمد لله العظيم القادر الحبيب الجليل، الذي أسبغ على عباده فضله وكرمه الجزيل الحكيم ومن حكمته أجراؤها النيل، أنزله من الجنة بقدرته، وأرسله لنفع العباد كما أراد فليس له شبيه ولا مثيل، أحمده حمداً يبرى السقام ويشفي العليل، وأشهد أن لا اله إلا الله الملك الحق والوكيل، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الممدوح في التوراة والانجيل والتنزيل، وصلى الله عليه وعلى اله وأصحابه ما استبان القبيل، واتضح الدليل.
أيها الناس، إن الله عليكم نعماً لا تعرفون لها قدراً، ولا تطيقون لمكافأتها حمداً ولا شكراً، أسبغ نعمه الظاهرة والباطنة عليكم تترى، واطلع على أعمالكم فأسبل حلمه عذرا، وصفحاً وستراً، فلو احتبس هذا النيل عن وبائه ولو شيئاً نزراً، لما استطعتم عنه صبراً، فتأملوا كيف ملأ الأودية مداً وجزراً، وعم البلاد بطناً وظهراً، فسبحان من أنزله من بحر عظمته الى سماء مملكته، بكيل مكيول، ووزن موزون، ويعلم عدة قطراته، وعلى كل قطرة ملائكة يسبحون الليل والنهار لا يفترون يتر له من جبال شواهق مرتفعة، فتقذفه الى أرض منخفضة وأودية متقطعة، لا سائق من الأدميين يسوقه، ولا حارس له في الليل والنهار يقلقه أو يعوقه، الى أن يأتي أرض مصر ينفع من فيها، فنرى تحرير تياره ينادي في نواحيها، {أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ (68) أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ } (4)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) فن الخطابة للدكتور احمد محمد الحوفي ص105.
(2) ينظر كتاب (الأدب الصوفي في مصر في القرن السابع الهجري) ص291.
(3) صبح الاعشى 14: 300.
(4) سورة الواقعة، الآية 68-69.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|