أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-6-2017
![]()
التاريخ: 11-12-2014
![]()
التاريخ: 23-5-2017
![]()
التاريخ: 2-7-2017
![]() |
لقد ترك رسول الله (صلى الله عليه واله) المدينة بعد أن أتاه خبر عن تحرك قافلة قريش، قاصدا وادي ذفران حيث طريق القافلة في يوم الاثنين، الثامن من شهر رمضان، وقد عقد رايتين سلّم إحداهما إلى مصعب بن عمير، والاخرى ( وتسمى العقاب ) إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام).
ولقد كانت المجموعة التي خرج بها النبيّ (صلى الله عليه واله) تتألّف من اثنين وثمانين من المهاجرين، ومائة وسبعين من الخزرج، وواحد وستين من الأوس، وكان عندهم ثلاثة أفراس فقط.
وقد ذكر ابن هشام في سيرته جميع المراحل التي طواها رسول الله (صلى الله عليه واله) من المدينة إلى ذفران ومنه إلى بدر الذي ارتحل إليه رسول الله بعد أن بلغه نبأ تحرك قافلة قريش.
وبدر كان موسما من مواسم العرب يجتمع لهم به سوق كلّ عام يتبايعون فيه ويتفاخرون على غرار سوق عكاظ، وكان يقع على طريق مكة والمدينة والشام. ( راجع السيرة النبوية : ج 1 ص 913 ـ 918 ).
ولقد بلغ حبّ الشهادة عند الاشخاص في المجتمع الاسلامي يومئذ مبلغا عجيبا حتى أنّ فتيانا دون الحلم اشتركوا في هذه المعركة، وردّ النبيّ (صلى الله عليه واله) بعضهم إلى المدينة لمّا استصغرهم.
إن كلام رسول الله (صلى الله عليه واله) يفيد بانه (صلى الله عليه واله) قد وعدهم بالرخاء والانفراج في المعيشة وذلك عن طريق السيطرة على أموال قريش، وأخذ بضائعها، وكان المسوّغ لهذا العمل هو ما سبق أن ذكرناه، وهو أن قريشا كانت قد صادرت كل أموال المهاجرين المسلمين في مكة، منقولها وغير منقولها، ومنعت من دخولهم مكة، وخروجهم منها.
ومن الواضح أن يسمح العاقل لنفسه ـ أيّا كان ـ بأن يعامل عدوه بمثل هذه المعاملة التي عامله بها العدوّ.
وأساسا يجب أن نعلم أنّ سبب هجوم المسلمين على قافلة قريش هو أنهم قد ظلموا وقهروا، الأمر الذي يذكره القرآن الكريم أيضا، ولذلك يسمح للمسلمين بأن يقاتلوا عدوّهم ويعترضوا تجارتهم إذ يقول : {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} [الحج: 39] ..
ولقد كان أبو سفيان قد عرف ـ عند توجهه بالقافلة إلى الشام ـ أن رسول الله (صلى الله عليه واله) يترصد القافلة، ولهذا اتخذ كافة الاحتياطات عند قفوله ورجوعه من الشام، فكان يسأل القوافل عن رسول الله (صلى الله عليه واله) وكان إذا رأى أحدا منهم سأله : هل أحسست أحدا؟!
وكان رسول الله (صلى الله عليه واله) قد خرج مع أصحابه من المدينة، يلاحق قافلة قريش، وقد نزل في وادي ذفران.
ولما أحسّ أبو سفيان بذلك أحجم عن الاقتراب الى منطقة بدر ولم ير بدّا من أن يخبر قريشا بالخطر الذي يحدق بتجارتهم، وأموالهم، ويطلب مساعدتهم، فاستأجر رجلا يدعى ضمضم بن عمرو الغفاري وأمره بأن يجدع بعيره ( يقطع أنفه ) ويحوّل رحله، ويشقّ قميصه من قبله ودبره ويصيح الغوث! الغوث، ويخبر قريشا أنّ محمّدا تعرّض لتجارتهم!!
فخرج ضمضم سريعا إلى مكّة، ولمّا قدمها وقف ببطن الوادي يصيح بأعلى الصوت : يا معشر قريش اللطيمة اللطيمة ، أموالكم مع أبي سفيان قد تعرّض لها محمّد في أصحابه، لا أرى ان تدركوها، الغوث الغوث.
فأثار هذا المنظر المثير، واستغاثات ضمضم المتتابعة أهل مكة، فتجهزوا سراعا، وتهيّأوا للخروج، وأعدّ كل صناديد قريش ورجالها المقاتلون أنفسهم للتحرّك نحو المدينة إلاّ أبو لهب الذي لم يشترك في هذا الخروج، وارسل مكانه العاصي بن هشام لقاء أجر قدره أربعة آلاف درهم.
وأراد أميّة بن خلف هو الآخر أن يتخلّف لاسباب خاصّة، فقد قيل له : أن محمّدا يقول : لأقتلنّ أميّة بن خلف.
فرأى أشراف قريش وسادات مكة أن تخلف رجل مثله يضرّ بقريش ويوهن من عزيمة الجيش، فقرروا إثارته وتحريكه فأتاه عقبة بن أبي معيط وأبو جهل وهو جالس في المسجد بين ظهرانيّ قومه، بمجمرة يحملانه فيها نار وعود يتبخّر به حتى وضعاها بين يديه ثم قالا له : يا أميّة استجمر فإنّما أنت من النساء !
فغضب أميّة، وهاجت به الحمية، فتجهز من فوره، وخرج مع الناس.
وخلاصة القول أنه اوعبت قريش لمّا سمعت بتعرض قافلتها وأموالها للخطر من قبل النبيّ (صلى الله عليه واله) وأصحابه، فكانوا بين رجلين إما خارج أو باعث مكانه رجلا، وما بقي أحد من عظماء قريش إلاّ أخرج مالا لتجهيز الجيش، وأخرجوا معهم المغنيات يضربن بالدفوف ويهيّجن الرجال للقتال.
|
|
دخلت غرفة فنسيت ماذا تريد من داخلها.. خبير يفسر الحالة
|
|
|
|
|
ثورة طبية.. ابتكار أصغر جهاز لتنظيم ضربات القلب في العالم
|
|
|
|
|
سماحة السيد الصافي يؤكد ضرورة تعريف المجتمعات بأهمية مبادئ أهل البيت (عليهم السلام) في إيجاد حلول للمشاكل الاجتماعية
|
|
|