اختلف الفقهاء المسلمين في الصيغ التي يقع بها الإيلاء فقد اتفقوا جميعاً على انه يقع باليمين في حين ذهب قسم منهم إلا انه يقع ايضاً بغير اليمين . وللاحاطة بهذا الموضوع سوف نتناوله في فرعين نخصص الفرع الاول للايلاء باليمين والفرع الثاني للايلاء بدون اليمين .

الفرع الاول

الإيلاء باليمين

اليمين : لغة : الحلف والقسم : وهي مؤنث سماعاً جمعها ايمان والحلف والقسم مذكران واليمين التي يقع بها الإيلاء تكون في عدة وجوه(1):-

اولاً : ينعقد الإيلاء إذا حلف الانسان بالذات المقدسة فذكر اسم العلم المختص به سبحانه ، فقال والله او عينه بذكر الاوصاف والافعال التي تختص به ولايشاركها فيها غيره ، فقال والذي بيده أزمة الامور أو من بيده مقادير الأشياء أو رب العالمين او ذكر بعض اسمائه التي لاتطلق على غيره فقال والرحمن او الحي الذي لايموت .

ثانياً : تنعقد اليمين بذكر الاوصاف والافعال التي تنصرف اليه سبحانه عند إطلاقها ولو كانت مشتركة بينه وبين غيره ، كالرب والبارئ والخالق وايضاً ينعقد بالصفات المشتركة بينه وبين غيره اذا قصد بها الحلف بالله وان كانت مما لاينصرف اطلاقها اليه كالموجود والقادر .

ثالثاً : تنعقد اليمين بكل ما يصدق عليه عرفاً انه يقسم بالله لابغيره . كما إذا قال الحالف : وحق الله أو وحق جلاله كذلك تنعقد إذا قال وعلم الله أو وقدرة الله إذا كان المراد منه القسم بالله العالم القادر.

رابعاً : تنعقد اليمين إذا انشأ الحالف يمينه بحروف القسم المعروفة وهي ( الواو والباء والتاء ) كقوله أقسمت بالله أو تالله أو والله . ولابد من الاشارة هنا الى ان اليمين لاتنعقد اذا انشأ الحالف يمينه بالنبي وآله أو بالأئمة عليهم السلام أو بالكعبة أو بالقرآن أو بالأنبياء أو بالمرسلين أو بكتب الله المنزلة أو بالملائكة(2).وهذا ما سار عليه فقهاء الامامية والحنابلة والظاهرية والزيدية(3). من ان الإيلاء لاينعقد إلا باليمين وهي الحلف بالله او بصفة من صفاته.في حين ذهب الحنفية والشافعية والمالكية(4).الى ان الإيلاء ينعقد ايضاً بغير يمين .

الفرع الثاني

الإيلاء بدون يمين

ينعقد الايلاء باليمين وهي الحلف بالله تعالى أو بصفة من صفاته ، ولكن الايلاء قد ينعقد أيضاً من غير يمين ، وهو ما ذهب اليه فقهاء الحنفية(5).والشافعية (6). والمالكية(7).من إن  الإيلاء ينعقد بالتعليق على طلاق او عتق او صيام او حج مما يشق على المولي نحو قول المولي (( ان وطأتك فأنت طالق او ان وطأتك فعبدي حر او ان وطأتك فعلي حج او صيام لشهرين متتابعين والى ابعد من ذلك ذهب المالكية من ان الإيلاء ينعقد بتعليق المولي إيلاءه على أمر مبهم كتعليق إيلائه على صدقة او نذر كقوله ان وطأتك فعلي نذر او صدقة لانهم يعتبرون التعليقات يميناً.  ومن وجهة نظري ، فإن الايلاء لا ينعقد الا بالحلف بالله سبحانه وتعالى أو بصفة من صفاته التي يختص بها سبحانه وحده لانه في حالة التعليقات على شرط يستطيع الشخص أن يفي بالشرط في حالة الوطئ ولايكون حينئذ مسؤول ديانة امامه سبحانه وتعالى .

_______________

1- الشيخ محمد امين زين الدين ، كلمة التقوى ، ج6 ، ط3 ، 1419هـ ، ص405 ، الشيخ الجواهري ، جواهر الكلام ، ج35 ، دار الكتب الاسلامية ،طهران ، 1367هـ ، ص232، عبد الرحمن الجزيري ، الفقه على المذاهب الاربعة ، المكتبة العصرية ، بيروت ، 2005 ، ص445.

2-  المحقق الحلي ، المختصر النافع ، بلا مكان طبع ، 1410 هـ ، ج2 ، ص447، محمد حسين فضل الله ، كتاب النكاح ،ج2 ، دار الملاك للطباعة ، بيروت ، لبنان ، 1996 ، ص45 .

3- السيد علي السيد محمد علي الطبطبائي ، رياض المسائل في تحقيقي لأحكام بالدلائل، مؤسسة آلبيت عليهم السلام لإحياء التراث ، بلا سنة طبع ، ج12، ص405 ، عبد الله بن قدامه الحنبلي ، المغني ، دار الكتاب العربي ، بيروت ، بلا سنة طبع ، ج8 ، ص502 ، ابن حزم الظاهري ، المحلى ، دار الفكر، بيروت ، لبنان ، بلا سنة طبع ، ج10 ، ص43، يحيى بن الحسين ، الاحكام ، بلا سنة ومكان الطبع ، ج1 ، ص433.

4- الشافعي ، الام ، ط1، دار احياء التراث العربي ، بيروت ، 1406 هـ ، ج5 ، ص283 .

5- ابو بكر الكاشاني ، بدائع الضائع ، ط1 ، المكتبة الحبيبية ، 1409 هـ ، ص169.

6- الامام الشافعي ، الام ، ج5، ط1 ، دار احياء التراث العربي ، بيروت ، 1406 هـ ،ص282.

7- الامام مالك ،الموطأ ، ج3 ، ط2 ن دار الفكر ، بيروت ، 1983م، ص84.