المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

Lehmer Number
29-10-2020
تطور نظرية الاحتراق والتنفس عند روبرت بويل (القرن 17م)
2023-05-22
Error Propagation
11-2-2021
المشاكل الاقتصادية بين الدولة العباسية والبيزنطين
30-4-2018
فلسفة الدعاء
16-3-2020
جرائم الأخلاق
11-7-2022


ضرورة الإصلاحات في النُظم التربوية  
  
2172   01:15 مساءً   التاريخ: 24-4-2017
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية الأطفال واليافعين وإعادة تأهيلهم
الجزء والصفحة : ص120ـ124
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / مفاهيم ونظم تربوية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-8-2017 2006
التاريخ: 26-5-2020 1842
التاريخ: 13-9-2019 1955
التاريخ: 19-4-2016 1986

 نظراً لأهمية عمل المدرسة والمربي لا بد من القيام بخطوات نحو تفعيلهما وجعلهما هادفين، وتتركز تلك الخطوات على الأمور التالية :

1ـ المعلم والمربي :

قلنا ان للمعلم تأثيراً كبيراً على الطفل، وهو الذي يمكنه ان يجعل من المدرسة والصف مقراً لإصلاح الطفل وتربيته. ولا بد ان يكون المعلم و المربي نفسه فرداً معداً وذا تربية صالحة. أن يكون مدركاً لأهداف التربية وغاياتها، وأن يكون واعياً للطريق والاسلوب في العمل.

إننا نعتقد ان  التمكن من الدرس والبرنامج لا يكفي لإعداد الطفل، بل إن شخصية الاستاذ وفكره وروحيته يجب أن تكون معدة أيضاً وحاضرة.

وهذا الأمر لقي تأييداً كاملاً من قبل علماء النفس.

يجب ان يمتلك المعلم الجرأة الكافية للقيام بتقييم نفسه والتعرف إليها، فيحدد بذلك نقاط ضعفه وقوته، ويعرف ما هي ثغراته ومشاكله، ومستوى سيطرته على نفسه، والى حد يمكنه من إدارة نفسه وغيره، وكيف يمكنه ان يزيد من قدرته تلك لصالح التلميذ ؟

فالمعلم الذي ينوي تأهيل الآخرين، عليه ان يقوم بتأهيل نفسه في مجال الأخلاق والمعلومات والتجارب، وأن يجهز نفسه في شتى المجالات.

فالحياة اليومية مصحوبة دوماً بالأخطاء والزلات، فإذا لم يقم يومياً بتقييم نفسه ومراقبتها وإصلاحها، فسيتخلف ويتراجع.

2ـ النظام والتربية :

إن النظام التربوي السابق كان نظاماً مغلوطاً، كان نظاماً يسوق الأفراد دون حق نحو :

- الترويج للتهتك والتحلل ليشغل الناس بما يخدرهم، ويعجزوا عن التفكير بجدية بالأمور الأساسية.

- سلب جانب التفكير الحر لدى الأفراد، لئلا يتمكنوا من التفكير بشؤونهم ومستقبلهم.

- شغل الأطفال بحفظ وحل المسائل المعقدة، لئلا يتمكنوا من متابعة القضايا الأساسية.

- واخيراً كان يتبع سياسة التزوير بظاهر خادع، وباطن يزرع اليأس، وإشغالهم بالحريات المتهتكة، والشهادات، والخبز والماء، لئلا يتمكنوا من إبداء اي مقاومة أو انتفاضة تجاه الملاحظات الأساسية.

من هنا لا بد من إعادة النظر في نظام التربية والتعليم، ليصبح طريق سعادة هذا الجيل مشرعاً امامهم، وتجري تغييرات أساسية في المحتوى والاسلوب والتعليم ويتم تحديد المبنى الإنساني للتربية على أساس الأهداف الجديدة.

3ـ إصلاح المحتوى :

يجب أن يخرج محتوى نظام التربية والتعليم من الحالة التخديرية، وأن يتعلم الطالب مسائل تبني لديه الشرف والإنسانية، وتوجهه نحو الأعمال المشرّفة والبرمجة والعيش الصحيح.

النصوص السابقة إن كانت قابلة للإصلاح يتم إصلاحها، والا يجب ان ترمى بعيداً، وأن تعد نصوص في النظام التعليمي ترسم حياة جديدة للأفراد، وتنظم حياتهم، وتؤمّن حاجة الفرد

والمجتمع، وتوجهه نحو الأهداف الإنسانية المطلوبة.

واخيراً لا بد ان يكون هناك تطابق بين المحتوى التربوي والحياة الاجتماعية، وأن تملأ الهوة العميقة القائمة بينهما، وهو ما لم يُفكّر به بشكل أساسي حتى الآن للأسف، حيث ما يزال الأطفال لا يجدون علاقة بين ما يقرؤونه في كتبهم الدراسية وبين ما يعيشونه في جوهم خارج الصف.

4ـ إصلاح الاسلوب :

من الإصلاحات الضرورية الأخرى في مجال المدرسة والاستاذ :

إصلاح الاسلوب التربوي. هذا الإصلاح يجب ان يكون في الجانب التعليمي وفي الجانب التربوي وفي الجانب التقييمي.

على المعلم والمدرسة ان يغيرا طريقتهما، وأن يغيرا اسلوب نقل المعلومات، لتنقل المعلومات الى الطفل وترد ذهنه بطريقة أسرع وأفضل وأجمل. وفي الجانب التربوي يجب ان تصبح سيرتهم وتصرفاتهم بطريقة تجعلهم أسوة وقدوة.

من ناحية أخرى يجب ان تكون المدرسة مكاناً يرى فيه الأطفال انهم يعيشون فيه حياتهم الفعلية بشكل كامل، ويصغون فيه للمستقبل، فإن الإهتمام بأحد هذين الزمانين دون الآخر يشكل خطراً محدقاً. يجب ان يتغير اسلوب تعامل المعلم والمدرسة مع التلميذ، وأن يأخذ منحى إنسانياً. فيجب ان يحصل الأطفال على الإطمئنان والثقة بأنه إذا بذل جهداً، وسار طبقاً للأسلوب المقترح من قبل المعلم فسينال التوفيق المطلوب، ولن يواجه التأنيب والانكسار والفشل.

يجب أن يعامل الطفل في المدرسة كفرد عزيز ومحترم، وأن يكون جل اهتمام المعلم موجه نحو بناء الطفل وإعداده. لذا يجب الامتناع عن إهانة الطفل وإهماله. لكن ذلك لا يعني إرضاء جميع رغبات الطفل واهوائه، بل الإهتمام بما يسعده وما فيه مصلحته.

5ـ التقييم :

إن اسلوب الامتحانات الحالي سيء تعليمياً ويحرف التلميذ عن الهدف، ولا بد من تغييره. فيجب ان يكون قياس مدى التقدم والفهم على أساس القياس مع السابق وليس مثالياً ولا بالقياس مع المستقبل المطلوب. وعلينا ان نرى مدى التغيير الطارئ على التلميذ قياساً بالأسبوع الماضي مثلاً.

يجب قياس المحصول الدراسي، وأن يكون هذا القياس على أساس موازين لا تولد في التلميذ العقد. فعندما يكون جهد المعلم سائراً في اتجاه غير مجد، أو تكون جدواه مصحوبة بعوارض سلبية؛ عندئذ ليس امامناً سوى تغيير الاسلوب وإصلاحه.

فمن الأمور التي لا بد ان يجري إصلاحها : أسئلة المعلم الصريحة للتلاميذ، سعيه للإيقاع بالتلاميذ، إبرازه لنقاط ضعفهم، دفع التلاميذ للإحساس بالحمق، تركيزه على الأسئلة المهمة التي تشكل انتقاماً منهم بدل ان تكون إرشاداً لهم، ملاحظة سلوك الطالب خلال العام الدراسي وإنقاص بعض العلامات ذلك مما يشكل ظلماً، وعشرات الأمور الأخرى.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.