x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

شخصية المنحرف

المؤلف:  د. محمد أيوب شحيمي

المصدر:  مشاكل الاطفال...! كيف نفهمها؟

الجزء والصفحة:  ص187 ــ 191

2023-03-23

914

هو العاجز عن الولاء للأخرين، وعن الالتزام بالقيم التي يلتزمونها، يكن في نفسه شعوراً معادياً للمجتمع، يمتاز بالأنانية والتهور، لا يتحمل المسؤولية، ولا يشعر بالذنب، يمتاز بالقسوة، ويميل إلى لوم الآخرين، يتسم بسرعة الغضب، ويجد دائماً المبررات لسلوكه المنحرف بتحميل أسبابه ونتائجه للآخرين، ممن هم ضحايا سلوكه المنحرف، ومن سماته أيضاً أنه قليل الحياء، لا يجد حرجاً في قول الكذب، بغض النظر عما إذا كانت أكاذيبه مكشوفة أم لا، لا يشعر بالندم ولا بالأسى حتى بعد العقاب وقلما يخرج من سلوكه هذا بعبرة ذاتية رادعة، فهو فاشل في وضع خطة لحياته يفتقر إلى التنظيم الدقيق حتى لمجريات حياته اليومية، والأغرب من ذلك أنه يستمر في عدائه للمجتمع ومعارضته له حتى بعد العقاب.

(ولقد وجد العالم الأميركي ـ جريد ـ في دراسة له 1964 أن هناك 60% من الشخصيات المضادة للمجتمع قد فقدوا أحد الأبوين خلال سنوات الطفولة)(1)، وأن قسماً كبيراً من هؤلاء هم ضحايا النبذ والقسوة في حياتهم الأسرية، نتيجة لعدم ثبات الآباء في تربيتهم لهم.

ومن أجل دراسة دقيقة وسليمة للأطفال الجانحين، يجب متابعة الأطفال الذين يترددون على عيادات التوجيه النفسي، حيث تحتفظ هذه العيادات بسجلات خاصة لهؤلاء الأطفال الذين يترددون إليها، حيث تجري دراسة الأسباب التي أحيلوا من أجلها إلى هذه العيادات النفسية. وتبين أن معظمهم كان لهم قبل إحالتهم إلى العيادات النفسية سوابق في الهروب من المدرسة، والسرقة، والتأخر في العودة إلى المنزل، والتمرد والعصيان ضد الآباء، وعدم الحرص على الأموال.

كما ثبت أن معظمهم لم يتلق تأديباً يذكر من قبل الوالدين أو أنه اتبع في تربيته أسلوباً متذبذباً بين اللين والقسوة، وظهر كذلك أن للوراثة دوراً كبيراً في الانحراف والجنوح.

نظرية لامبروزا الإيطالي:

لاحظ الطبيب الإيطالي لامبروزا (أن هناك دلائل فيزيقية، بيولوجية على السلوك الإجرامي، من بين هذه الدلائل والصفات: الرأس البارز، الآذان الكبيرة الظاهرة، عدم تناسق الرأس، والحواجب البارزة والناتئة)(2)، وقد قدم العالم الإنجليزي (جورنج)، أدلة لهدم نظرية (لامبروزا) إذ رأى أن هذه الصفات المشار إليها قد توجد بين جنود الجيش، ورجال الأمن، والطلاب والموظفين، وليست وقفاً على الجانحين، لكن العالم الأميركي (هوتون)، عاد لينعش نظرية (لامبروزا)، بشيء من الأدلة والتأييد.

والدراسات التشريحية لم تجد فوارق تذكر بين حجم الدماغ عند المجرمين بالمقابلة مع حجم دماغ الأسوياء، ولم يلاحظ هناك أي اختلاف في توازن الغدد الصماء. لكن يبدو أن عوامل الاستقرار الاجتماعي لها أثرها في منع حدوث الانحراف ولكن رغم ذلك فإن أي مجتمع مهما بلغت درجة استقراره لا يخلو من الجريمة والانحراف بل تبقى هناك فئة تخرق القانون وتنحرف. ونسبة حدوث هذه الانحرافات في المدن أكثر مما هي في المناطق الريفية. كما أنها في وسط المدينة أكثر مما هي في الضواحي.

وذهب العالم (ريكلس)، إلى أن انعدام التنظيم الاجتماعي، والمناطق الشعبية القذرة لا تتسبب بالجريمة ولكنها تشجعها عن طريق زيادة الفرص التي تؤدي إلى السلوك المنحرف، والتمرد على سلطة المجتمع الذي يعيش فيه المنحرف، ثم إن البيوت المحطمة سيكولوجياً بفعل الاضطراب الأسري ترتفع فيها نسبة الانحراف، فقد وجد أن حوالي 50%، من حالات الانحراف تعود إلى هذا النوع من البيوت. كما لاحظ العلماء أنه من النادر أن يأتي أطفال جانحون من أسر سعيدة تسودها الأجواء الانفعالية المتماسكة والمتزنة. فالذين تربوا في ظل زوج الأم، أو زوجة الأب، أو في دور الأيتام والرعاية الاجتماعية، أو الأطفال الذين كانوا نتيجة زواج غير شرعي (اللقطاء)، هؤلاء يعانون من نقص التعاطف والمشاركة الوجدانية، ويتسمون بعدم النضوج الانفعالي، وبسرعة التأثر ولا سيما أن هؤلاء غالباً ما يتركون البيوت أو المؤسسات التي نزلوا فيها في سن مبكرة ليلقوا بأنفسهم في مجالات العمل، أي عمل، بقصد وضع حد لمأساتهم فيقعون ضحيته، تبتلعهم المدينة بما فيها من إغراءات وانحرافات.

ولقد حاولت الدراسات الميدانية القائمة على الاستمارات الإحصائية الكشف عن مدى الارتباط بين الجنوح والدخل المادي للأسرة، بعد أن أصبح شائعاً أن ظاهرة الانحراف ترتبط ارتباطاً مباشراً بالفقر والعوز، وتدني المداخيل المادية، فتبين أن نسبة قليلة من الفقراء أو أصحاب الدخل المحدود يتجهون إلى الجريمة لحل مشاكلهم الاقتصادية، مما جعل المقولة القائمة على ارتباط الجريمة بالفقر معرضة للاهتزاز وللنقض.

ويمكن إجمال هذا كله بأن أسباب الانحراف تعود إلى عوامل كثيرة

منها:

1- الوراثة: وإن كنا لا نميل كثيرا إلى تكريس هذا السبب، وإعطائه الأهمية البالغة. وهذا ينحصر في من لديهم الاستعداد من الأطفال بالإضافة إلى البيئة الأسرية والاجتماعية المضطربة.

2- الذكاء: ويتمثل ذلك بعدم المقدرة على التفكير المجرد، وعدم تقدير عواقب الانحراف ونتائجه.

3- اضطراب العلاقة بين الطفل وأبيه.

4- الشخصية المفككة أو غير المتزنة، أو الإصابة بأمراض نفسية معنية وفي جميع الأحوال فإن الجانح يلجأ إلى الانحراف لإشباع حاجات بيولوجية ونفسية لم يستطع إشباعها بسبب سوء التربية، أو التوجيه السيء، أو انعدام التوجيه.

(والمؤسف أن التركيز كله - في هذا المجال ينصب على الضحية ذاتها وهو ـ المنحرف ـ من حيث سلوكه وشخصيته، ولم يظهر اهتمام بارز بالعوامل التي أدت إلى ارتكاب هذا العمل)(3)، وترى (د. سامية جابر)، أن في ذلك قصوراً في النظرة إلى الموضوع فنقول (أي منطق ذلك الذي يبرر تركيز الاهتمام على العنف الذي يمارسه الفقراء والضعفاء أكثر من تركيزه على العنف الذي يمارسه أعضاء الصفوة والأقوياء. إلا أن أفعال هؤلاء ـ الأقوياء ـ لم تصنف باعتبارها منحرفة، ولأنها كانت مستترة ونظامية وسوية فقد حدث تجاوز أو تجاهل لخصائصها الانحرافية؟!)(4).

وذهب محللون آخرون، من المتأثرين بمدرسة التحليل النفسي إلى التأكيد (على مرحلة الطفولة المبكرة، وجعلها حجر الزاوية في توجيه مصير الفرد، ومستقبل الصحة النفسية والعقلية، فهناك أخطاء تربوية تندثر بين طيات اللاشعور لتصبح في النهاية بواعث كافية، ومحركات لا شعورية تؤدي إلى الانحراف)(5).

وكشفت دراسات أخرى، على أن ما ينطبق على المنحرف من الأطفال، ينطبق على الطفل السوي، لذلك قام عدد من المدارس الحرة التي تلغي كلياً القواعد القديمة للنظام المدرسي الصارم وإحلال نظام قائم على التسامح وقد أدرك المربون: (وجود الكثير من عناصر الكراهية والسادية في النظم المدرسية التقليدية، والتي كانت في حالات كثيرة عبارة عن إعطاء صفة الشرعية لأكثر الجوانب وحشية من الأنا العليا)(6)، حتى وصل الأمر بالمشرفين على النظم المدرسية إلى جعل المواظبة أمراً اختياراً.

وبذلك يتبين أن المنحرف تتأزر عدة عوامل في انحرافه، ولا يمكن التقليل من أثر أي عامل من هذه العوامل المشار إليها.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ د. عبد الرحمن العيسوي، الارشاد النفسي، ص 332.

2ـ المصدر السابق.

3ـ د. سامية محمد جابر، الانحراف والمجتمع، ص75.

4ـ المصدر السابق، ص61.

5ـ د. محمد سلامة غباري، الانحراف الاجتماعي ورعاية المنحرفين، ص113.

6ـ ج فلوجل، علم النفس في مائة عام، ترجمة: لطفي فطيم، ص 239. 

 شعار المرجع الالكتروني للمعلوماتية




البريد الألكتروني :
info@almerja.com
الدعم الفني :
9647733339172+