المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

هالة halo
26-11-2019
الضغط الجوي والرياح
2024-08-05
اصحاب المصالح في محاسبة المسؤولية الاجتماعية - حول تسمية محاسبة المسؤولية الاجتماعية
2-3-2019
معنى كلمة حصل‌
10-12-2015
شعر لابن عبادة القزاز
2023-04-29
توبة بشر الحافي و مساعدته للشيخ الضعيف
15-05-2015


ثَباتُ النبي (صـلى الله علـيه وآله) وَصَبرُهُ  
  
3389   03:33 مساءً   التاريخ: 22-4-2017
المؤلف : الشيخ جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيد المرسلين
الجزء والصفحة : ج‏1،ص402-405.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله بعد البعثة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-12-2014 6744
التاريخ: 22-11-2015 3804
التاريخ: 22-4-2017 2996
التاريخ: 22-4-2017 3241

لقد أدّت اتصالات النبيّ (صـلى الله علـيه وآله) الخاصّة قَبل الدعوة العامة وجهودُه الكبرى بعد الجهر بالدعوة إلى ظهور وتكوين صفٍّ مرصوص من المسلمين في وجه صفوف الكفر والوثنية.

فالَّذين دخَلُوا سرّاً في حوزة الإسلام والإيمان قبل الدعوة العامّة تعرَّفوا على المسلمين الجدد الذين لبُّوا داعي الإسلام بعد إعلان الرسالة وشكّل القدامى والجدد جماعة قوية متعاطفة متحاببة وكان ذلك بمثابة إنذار لأوساط الكفر والشرك والوثنية أربكها وجعلها تشعر بالخطر.

على أنّ ضرب نهضة ناشئة والقضاء عليها كان أمراً سهلا لقريش ولكنّ الّذي أرعب قريشاً ومنعها من توجيه مثل هذه الضربة هي أنَّ أفراد هذه الجماعة وعناصر هذه النهضة لم يكونوا من قبيلة واحدة ليمكن مواجهتها وضربُها بكلّ قوة بل إنتمى من كل قبيلة إلى الإسلام عددٌ من الأفراد ومن هنا لم يكن إتخاذ أيّ قرار حاسم بحقّهم أمراً سهلا وبسيطاً.

من هنا قرّر سادة قريش وكبراؤها ـ بعد تداول الأمر في ما بينهم ـ أن يبدأوا بالقضاء على أساس هذه الجماعة ومحرِّك هذا الحزب والداعي إلى هذه العقيدة بمختلف الوسائل فيحاولوا ثنيه عن دعوته بالأغراء والتطميع تارة ويمنعوا من انتشار دينه بالتهديد والايذاء تارة اُخرى.

وقد كان هذا هو برنامج قريش وموقفها من الدعوة طيلة عشر سنوات وهي المدة المتبقية من سنوات البعثة من الفترة المكية إلى ان قررت بالتالي قتله ولكنه استطاع ان يبطل مُؤامرتهم بالهجرة إلى المدينة قبل أن يتمكنوا من القضاء عليه.

ولقد كان أبو طالب آنذاك زعيم بني هاشم ورئيسها المطلق وكان رجلا طاهر القلب عالي الهمّة شجاعاً كريماً وكان بيته ملجأ دافئاً للمحرومين والمستضعفين وملاذاً أميناً للفقراء والأيتام وكان يتمتع في المجتمع العربي ـ علاوة على رئاسة مكة وبعض مناصب الكعبة ـ بمكانة كبرى ومنزلة عظيمة وحيث أنّه كان كفيلا لرسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) بعد وفاة جدّه عبد المطلب لذلك حضر سادة قريش بصورة جماعية عنده وقالوا له :

 يا أبا طالب إن ابن أخيك قد سبّ آلهتنا وعابَ دينَنا وسفَّه أحلامنا وضلّل آباءنا فأما أن تكفّه عنّا وإما أن تخلّي بيننا وبينه .

ولكن أبا طالب قال لهم قولا رفيقاً وردَّهم ردّاً جميلا حكيماً فانصرفوا عنه.

بيد أنَّ نفوذ الإسلام وانتشاره كان يتزايد باستمرار وكانت جاذبيّة الدّين المحمَّدي وبيان القرآن البليغ يساعدان على ذلك فيترك اثره في الناس وخاصة في الأشهر الحرم حيث تفد الحجيجُ على مكة من مختلف أنحاء الجزيرة وكان النبيّ (صـلى الله علـيه وآله) يعرض دينه عليهم فكانت أحاديثه الجذّابة وكلماتُه البليغة ودينُه المحبَّب تؤثر في قلوب كثير منهم فيميلون إلى الإسلام ويقبلون دعوة الرسول.

وهنا أدرك طغاة مكة وفراعنتها أن محمَّداً قد بدأ يفتح له مكاناً في قلوب جميع القبائل واصبح له انصارٌ واتباعٌ في كثير منها ممّا دفعهم مرّة اُخرى إلى الحضور عند أبي طالب حاميه الوحيد وتذكيره بالإشارة والتصريح بالأخطار المحدقة باستقلال المكّيين وعقائدهم نتيجة نفوذ الإسلام وانتشاره فقالوا له أجمع :

يا أبا طالب إن لك سنّاً وشَرفاً ومنزلة فينا وإنّا قد استنهيناك مِن ابن اخيك فلم تنهَه عنّا وإنا واللّه لا نصبر على هذا من شتم آبائنا وتسفيه أحلامنا وعيب آلهتنا حتّى تكفه عنّا أو ننازله وإيّاك في ذلك حتّى يهلك أحد الفريقين.

فأدرك حامي الرَّسول الوحيد ـ بذكائه وفطنته ـ أنّ عليه أن يصبرَ أمام جماعة ترى وجودها ومصالحها في خطر من هنا عَمد إلى مسالمتهم وملاطفتهم ووعدَ بأن يبلغ ابن اخيه محمَّد كلامهم. وقد كان هذا محاولة من أبي طالب لتسكين غضب تلك الجماعة الغاضبة وإطفاء نائرتهم وتهدئة خواطرهم ليتمَّ معالجة هذه المشكلة ـ بعد ذلك ـ بطريقة أصحّ وأفضل.

ولهذا أقبل ـ بعد خروج تلك الجماعة من عنده ـ على إبن اخيه وذكرَ له ما قال له القومُ وهو يريد ـ بذلك ضمناً ـ إختبار إيمان محمَّد بهدفه فكان الردُّ العظيمُ والجوابُ الخالد الّذي يعتبر من أسطع وألمع السطور في حياة قائد الإسلام الاكبر محمَّد رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) حيث قال لعمّه بعد أن سمع مقالة قريش : يا عَمّ واللّه لو وضعُوا الشَمْس في يميني والقمرَ في يساري على أن أترك هذا الأمر حتّى يظهرهُ اللّه أو اهلكَ فيه ما تركُته .

ثم اغرورَقتْ عيناه الشريفتان بدموع الشوق والحب للهدف وقام وذهب من عند عمه.

وكان لتلك الكلمات الصادقة النافذة أثرٌ عجيب في نفس زعيم مكة وسيدها الوقور بحيث نادى ابن اخيه وأظهر له استعداده الكامل للوقوف إلى جانبه والحدب عليه رغم كل المخاطر والمتاعب الّتي كانت تكمن له إذ قال : إذهَبْ يا ابْن أَخي فَقُلْ ما أحبَبْتَ فَو اللّه لا اُسلمك لِشَيء أبداً .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.