المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

الانشطار الضوئي Photofission
28-12-2021
بلازما الغاز Plasma Gas
29-8-2019
الرياء شرك
2023-09-29
الكتب التي أُلّفت حول المهدي قبل ولادته
4-08-2015
أبو الجود ابن الليث
9-8-2016
شروط المفسِّر ومؤهّلاته
2024-09-02


التربية من وجهة نظر العلماء القدماء  
  
2784   12:56 مساءً   التاريخ: 20-4-2017
المؤلف : ام زهراء السعيدي
الكتاب أو المصدر : التربية من منظور اسلامي
الجزء والصفحة : ص17-19
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / مفاهيم ونظم تربوية /

هي لا بد من ايجاد بعض الاخلاقيات في وجود البشر، وحسب مصطلح علماء الاخلاق يجب ايجاد الفضائل في الانسان على شكل ملكات، فالإنسان المربي هو الذي تكون فيه الفضيلة سجية وملكة، ومالم تكن الفضيلة على صورة سجية او مالم تتبدل الى طبيعة ثانوية للإنسان فهي (حالة) وليست فضيلة، لأنها امر زائل وينبغي ان تكون ملكة ليغدوا زوالها امرا صعباً.

يقال ان التربية تكون السجية، وان روح الانسان في البداية كالمادة الطرية القابلة للتشكيل كالنورة فأنها عندما يصب الماء عليها تكون طرية وبعدها تشتد وحالة كونها طريقة كان بإمكاننا صبها في أي قالب شئنا. فبإمكاننا ان نجعلها على شكل انسان او خنزير او حمار. ويقولون ان روح الانسان في الصغر قابلة للانعطاف، وهي كتلك المادة الطرية كلما يأخذ الانسان في الكبر تقل قابليته للانعطاف وقالوا ايضا (العلم في الصغر كالنقش على الحجر) بل ينبغي ان يقال (ان التربية في الصغر كالنقش في الحجر) وايضا قالوا: (ان من لم يتأدب في صغره، فسوف لا يأتيه الادب في الكبر)(1).

اما علماء التربية اليوم فيولون اهمية اكثر للتربية على مدى مراحل عصر الانسان، ويقولون تنعقد شخصيته الانسان في الخمسين من عمره مع ذلك فان الانسان كائن قابل للتغير والتوبة والانابة، ومن المحتمل ان يغير نفسه حتى في سن المائة، ولكن لا شك في ان الحالة الروحية تصبح ملكة بالتدريج، ويكون من الصعب جدا تغييرها، فقابلية الشاب على اصلاح نفسه اقدر من الرجل العجوز.

فالتربية تعتمد على المربي واسلوبه في التربية. فكما ان البناء يحتاج الى هندسة  وموازنة كذلك الطفل فانه يحتاج الى هندسة وموازنة بين ميوله وطاقاته، ويحتاج الى تربية صالحة ينشا فيها وتعقل مواهبه.

اجل فالمربي القدير يستطيع ان يختار الاساليب الدقيقة في مجتمع الصفات الشريرة واحلال الصفات الخيرة محلها، ولا يخفى ان الطفل كالنبتة الصغيرة حيث يمكن تصحيح سلوكه بحسب البرامج الصالحة، ولكن الذين اعتادوا على السلوك الفاسد طوال سنوات عديدة، يكون اصلاحهم صعبا جدا. ويجب ان يتحمل المربي في سبيل ذلك اساليب متقنة وجهود عظيمة وفي هذا المجال يقول الامام الحسن (عليه السلام) : (رد المعتاد عن عادته كالمعجزة)(2).

فالذي اعتاد الكذب طوال اربعين سنة مثلا يكون اصلاحه اصعب بكثير من الطفل الذي لا يزيد عمره عن ثلاث سنوات(3)....

وعليه يمكن القول من السهل جدا ان يكون الانسان استاذا جامعيا ولكن من الصعب ان يكون استاذا او مربيا في روضة اطفال.

______________

1ـ التربية والتعليم في الاسلام : ص46.

2- بحار الانوار : 17/17.

3- التربية والتعليم في الاسلام.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.