المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

اذكر اهم العوامل المؤثرة في عدد الادغال في الحقل؟
2-1-2022
كلاب الحوأب
10-12-2014
القوارض واضرارها
5-2-2016
Nutrition Tools
7-12-2021
علم نظريات الاتصال
16-12-2020
ترتب الأنيونوتروبك
2023-07-27


استرخي  
  
2268   12:48 مساءً   التاريخ: 19-4-2017
المؤلف : ريتشارد تمبلر
الكتاب أو المصدر : قواعد التربية
الجزء والصفحة : ص24-25
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / مفاهيم ونظم تربوية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-4-2017 4469
التاريخ: 24-5-2017 2584
التاريخ: 29-6-2016 5418
التاريخ: 17-2-2017 15543

من هم افضل الاباء الذين تعرفهم؟ انهم هؤلاء الذين لديهم قدرة تلقائية على قول وفعل الاشياء السليمة التي تؤدي لتنشئة اطفال سعداء متوازنين واثقين بأنفسهم؟ هل تساءلت يوما عن سبب تمتعهم بهذه المقدرة؟ والان فكر في هؤلاء الاخرين الذين لا يبلون بلاء حسنا في هذا الامر : لِمَ هم على هذه الحال؟

ان افضل الاباء الذين اعرفهم يشتركون في ميزة واحدة، وهي انهم يتعاملون مع الامر بكل استرخاء وهدوء، وعلى العكس فان اسوا الاباء دائما تجدهم قلقين متوترين بخصوص شيء ما. ربما لا يكونون متوترين بشأن مدى كفاءتهم كآباء (ربما ينبغي عليهم ان يكونوا كذلك) لكنهم متوترون دوما بشأن شيء ما، وهذا يؤثر بالسلب على مقدرتهم على ان يكونوا اباء جيدين.

انني اعرف العديد من الاباء المهووسين بشان النظام؛ فهم يفرضون على ابنائهم ان يخلعوا احذيتهم على الباب والا عد ذلك ذنباً لا يغتفر؛ حتى ان كانت الاحذية نظيفة. انهم يشعرون بالضيق البالغ اذا ترك احد ابنائهم شيئاً في غير موضعه او سبب أي فوضى (حتى لو تم تنظيفها لاحقاً). وبالتالي يكون من الصعب على الابناء ان يكونوا على طبيعتهم او يستمتعوا بأوقاتهم اذا اتسخت سراويليهم جراء اللعب على العشب او اتسخت قمصانهم من الطعام.

لدي صديق اخر يعشق قيمة المنافسة، وبالتالي تجد اطفاله واقعين دوما تحت ضغط هائل للفوز بكل مباراة ودية يلعبونها، كما ان لدي صديقاً اخر يثور غضباً كلما جرح طفل من اطفاله ركبته، واعتقد انك تستطيع التفكير في بعض الامثلة المشابهة فيمن تعرف.

بيد ان افضل من عرفت من الاباء يتوقعون من ابنائهم ان يكونوا صاخبين، مهملين، دائمي الحركة والشجار والشكوى، ويغطي ملابسهم الوحل. انهم يتعاملون مع تلك الامور بكل تمهل؛ حيث انهم يعلمون ان امامهم ثماني عشرة سنة كاملة لتحويل تلك المخلوقات الصغيرة الى اشخاص بالغين، انهم يتعاملون مع الامر بكل رؤية ولا يدفعون اطفالهم للتصرف كالكبار. فسوف يكونون كبارا بمرور الوقت.

إن تلك القاعدة يسهل تطبيقها بمرور الوقت، حتى ان ظل بعض الناس عاجزين عن اتباعها مثل غيرهم من الاباء الذين يتبعون قواعدنا هذه بحذافيرها. من الصعب حقا ان تسترخي مع طفلك الاول، بينما يكون الامر اكثر سهولة مع ابنك المراهق الذي يشق طريقه في الحياة. في حالة التعامل مع الاطفال، انت بحاجة للعناية بالأساسيات ـ أي يكون طفلك بصحة جيدة، شبعان، مرتاحا ـ وليس عليك بعد ذلك ان تبالغ في القلق ازاء غير ذلك من الامور. لا يهم ان كانت ازرار ملابسهم غير مقفلة بصورة سليمة او انك لم تجد الوقت لتحميمهم اليوم، او انك ذهبت لقضاء العطلة الاسبوعية خارج المنزل دون تجهيز مكانا ليناموا به (أجل، لدي صديقه فعلت هذا الامر، لكنها لم تبالغ في القلق؛ وذلك لأنها تتبع قواعدنا المشروحة هنا بحذافيرها)

اهم ما في الامر حقا هو انك ما دمت استطعت اجتياز اليوم بنجاح، فعليك بالاسترخاء وتناول مشروبك المفضل وتقول لشريكة حياتك: (حسنا... إنهم لا يزالون على قيد الحياة؛ لقد تصرفنا بصورة طيبة بالتأكيد).

الآباء الجيدون يتوقعون من ابنائهم ان يكونوا صاخبين، مهملين، دائمي الحركة والشجار

والشكوى، ويغطي ملابسهم الوحل.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.