أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-12-2014
7095
التاريخ:
3619
التاريخ:
3049
التاريخ: 11-12-2014
3344
|
قال تعالى : {وَمَا كُنْتَ تَرْجُو أَنْ يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ ظَهِيرًا لِلْكَافِرِينَ} [القصص: 86].
استدلّوا بأن ظاهر الآية نفيُ علمه بالقاء الكتاب إليه فلم يكن النبيُ راجياً لذلك واقفاً عليه.
أقول : ان توضيح مفاد هذه الآية يتوقف على إمعان النظر في الجملة الاستثنائية اعني قوله : الاّ رحمة مِنْ ربّك حتّى يتضح المقصود وقد ذكر المفسرون في توضيحها وجوها ثلاثة نأتي بها:
1 ـ إن إلاّ استدراكية وليست استثنائية فهي بمعنى لكنَّ لاستدراك ما بقي من المقصود وحاصل معنى الآية : ما كنت يا محمَّد ترجو فيما مضى أن يوحي اللّه إليك ويشرّفك بإنزال القرآن عليك إلاّ أن ربّك رحمك وانعم به عليك واراد بك الخير نظير قوله سبحانه : {وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} [القصص: 46] .
وعلى هذا لم يكن للنبي (صـلى الله علـيه وآله) اي رجاء لألقاء الكتاب إليه وانما فاجأه الالقاء لأجل رحمة ربه.
ولكن لا يصار إلى هذا الوجه إلاّ إذا امتنع كون الاستثناء متصلا لكون الانقطاع على خلاف الظاهر.
2 ـ ان يكون إلاّ للاستثناء لا للاستدراك وهو متصل لا منقطع ولكن المستثنى منه جملة محذوفة معلومة من سياق الكلام وهو كما في الكشاف : وما القى اليك الكتاب إلاّ رحمة من ربك اي لم يكن لألقاء عليك وجهٌ إلاّ رحمة ربك وعلى هذا الوجه ايضاً لا يُعلَم انه كان للنبي (صـلى الله علـيه وآله) رجاء لألقاء الكتاب عليه وان كان الاستثناء متصلا.
وهذا الوجه بعيد أيضاً لكون المستثنى منه محذوفاً مفهوماً من الجملة على خلاف الظاهر وانما يصار إليه إذا لم يصحّ ارجاعُه إلى نفس الجملة الواردة في نفس الآية كما سيبيَّن في الوجه الثالث.
3 ـ أن يكون إلاّ استثناء من الجملة السابقة عليه اعني قوله : وما كنت ترجو ويكون معناه : ما كنت ترجو القاء الكتاب عليك إلاّ أن يرحمك اللّه برحمة فينعم عليك بذلك فتكون النتيجة : ما كنت ترجو إلاّ على هذا .
فيكون هنا رجاء منفياً ورجاء مثبتاً أما الأول فهو رجاؤه بحادثة نزول الكتاب على نسج رجائه بالحوادث العادية فلم يكن ذاك الرجاء موجوداً.
واما رجاؤه به عن طريق الرحمة الالهية فكان موجوداً فنفيُ أحد الرجائين لا يستلزم نفي الآخر بل المنفيّ هو الأول والثابت هو الثاني وهذا الوجه هو الظاهر المتبادر من الآية.
وقد سبق منّا أن جملة ما كنت وما اشبهه تستَعمل في نفي الامكان والشأن وعلى ذلك يكون معنى الجملة : لم تكن راجياً لأن يلقى اليك الكتاب وتكون طرفاً للوحي والخطاب الاّ من جهة خاصة وهي أن تقع في مظلة رحمته وموضع عنايته فيختارك طرفا لوحيه ومخاطباً لكلامه فالنبي بما هو انسان عادي لم يكن راجياً لأن ينزل إليه الوحيُ ويلقى إليه الكتاب وبما انه صار مشمولا لرحمته وعنايته وصار انساناً مثالياً قابلا لتحمل المسؤولية وتربية الاُمة كان راجياً به وعلى ذلك فالنفي والاثبات غير واردين على موضع واحد.
وبهذا خرجنا بفضل هذا البحث الضافي أنه (صـلى الله علـيه وآله) كان إنساناً مؤمناً موحّداً عابداً للّه ساجداً قائماً بالفرائض العقلية والشرعية مجتنباً عن المحرمات عالماً بالكتاب ومؤمناً به إجمالا وراجياً لنزوله إليه إلى أن بعث لانقاذ البشرية عن الجهل وسوقها إلى الكمال.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|