أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-08-2015
2268
التاريخ: 1-08-2015
1456
التاريخ: 1-07-2015
4744
التاريخ: 1-07-2015
1769
|
روى صاحب حدائق الحقائق ( رحمه الله ) عن السيد النبيل علي بن طاووس ( رحمه الله ) من الطرائف ، قال : روى أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه في كتابه ، وهو من أعيان أئمتهم ، ورواه أيضا المسمى عندهم صدر الأئمة أخطب خطباء خوارزم موفق بن أحمد المكي ثم الخوارزمي في كتاب الأربعين ، قال : عن الإمام الطبراني ، حدثنا سعيد الرازي ، قال : حدثنا محمد بن حميد ، قال : حدثنا زافر بن سليمان ، قال : حدثنا الحارث بن محمد ، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة ، قال : كنت على الباب يوم الشورى ، فارتفعت الأصوات بينهم ، فسمعت عليا ( عليه السلام ) يقول : بايع الناس أبا بكر وأنا والله أولى بالأمر منه وأحق به منه ، فسمعت وأطعت مخافة أن يرجع القوم كفارا يضرب بعضهم رقاب بعض بالسيف ، ثم بايع أبو بكر لعمر وأنا أولى بالأمر منه ، فسمعت وأطعت مخافة أن يرجع الناس كفارا ، ثم أنتم تريدون أن تبايعوا عثمان إذن لا أسمع ولا أطيع .
وفي رواية أخرى رواها ابن مردويه أيضا ، وساق قول علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) في مبايعتهم لأبي بكر وعمر ، كما ذكره في الرواية المتقدمة سواء ، إلا أنه قال في عثمان : ثم أنتم تريدون أن تبايعوا عثمان إذن لا أسمع ولا أطيع ، إن عمر جعلني في خمسة نفر أنا سادسهم لا يعرف لي فضلا في الصلاح ولا يعرفونه لي ، كأنما نحن شرع سواء ، وأيم الله لو أشاء أتكلم لتكلمت ، ثم لا يستطيع عربيكم ولا عجميكم ولا المعاهد منكم ولا المشرك رد خصلة منها .
ثم قال : أنشدكم الله أيها الخمسة أمنكم أخو رسول الله غيري ؟ قالوا : لا ، قال : أمنكم أحد له عم مثل عمي حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله غيري ؟ قالوا : لا ، قال : أمنكم له أخ مثل أخي المزين بالجناحين يطير مع الملائكة في الجنة ؟ قالوا : لا ، قال : أمنكم أحد له زوجة مثل زوجتي فاطمة بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) سيدة نساء هذه الأمة ؟ قالوا : لا ، قالوا : أمنكم أحد له سبطان مثل ولدي الحسن والحسين سبطي هذه الأمة ابني رسول الله (صلى الله عليه وآله) غيري ؟ قالوا : لا ، قال : أمنكم أحد قتل مشركي قريش غيري ؟ قالوا : لا [ قال : أمنكم أحد وحد الله قبلي ؟ قالوا : لا ، قال : أمنكم أحد صلى إلى القبلتين غيري ؟ قالوا : لا ، قال : أمنكم أحد أمر الله بمودته غيري ؟ قالوا : لا ] (1) .
قال : أمنكم أحد غسل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) غيري ؟ قالوا : لا ، قال : أمنكم أحد سكن المسجد يمر فيه جنبا غيري ؟ قالوا : لا ، قال : أمنكم أحد ردت عليه الشمس بعد غروبها حتى صلى العصر غيري ؟ قالوا : لا ، قال : أمنكم أحد قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله) حيث قرب إليه الطير فأعجبه : اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير ، فجئت وأنا لا أعلم ما كان من قوله ، فدخلت فقال : وإلي يا رب وإلي يا رب غيري ؟ قالوا : لا ، قال: أمنكم أحد كان أقتل للمشركين عند كل شديدة تنزل برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) غيري ؟ قالوا : لا .
قال : أمنكم أحد كان أعظم غناء عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مني حتى اضطجعت على فراشه ، ووقيته بنفسي ، وبذلت مهجتي غيري ؟ قالوا : لا ، قال : أمنكم أحد كان يأخذ الخمس غيري وغير زوجتي فاطمة ؟ قالوا : لا ، قال : أمنكم أحد له سهم في الخاص وسهم العام غيري ؟ قالوا : لا ، قال : أمنكم أحد يطهره كتاب الله تعالى غيري ، حتى سد النبي (صلى الله عليه وآله) أبواب المهاجرين جميعا وفتح بابي إليه ، حتى قام إليه عماه حمزة والعباس وقالا: يا رسول الله سددت أبوابنا وفتحت باب علي ، فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ما أنا فتحت بابه ولا سددت أبوابكم ، بل الله فتح بابه وسد أبوابكم ، قالوا : لا .
قال : أمنكم أحد تمم الله نوره من السماء حين قال {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ} [الإسراء: 26] قالوا : اللهم لا ، قال : أمنكم أحد ناجى رسول الله ستة عشرة مرة غيري ؟ حين نزل جبرئيل ( عليه السلام ) {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً} [المجادلة: 12] أعمل بها أحد غيري ؟ قالوا : اللهم لا ، قال : أمنكم أحد ولي غمض رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) غيري ؟ قالوا : لا ، قال : أمنكم أحد آخر عهده برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حين وضعه في حفرته غيري ؟ قالوا : لا .
قال عبد المحمود : وفي رواية أخرى عن صدر الأئمة عندهم موفق بن أحمد المكي يرويها عن فخر خوارزم محمود الزمخشري ، بإسناده إلى أبي ذر ، في مناشدة علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) لأهل الشورى ، وهذا لفظها : ناشدتكم الله هل تعلمون معاشر المهاجرين والأنصار ، أن جبرئيل ( عليه السلام ) أتى النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال : يا محمد لا سيف إلا ذو الفقار ، ولا فتى إلا علي ، هل تعلمون كان هذا ؟ قالوا : اللهم نعم ، قال : فأنشدكم الله هل تعلمون أن جبرئيل ( عليه السلام ) نزل على النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال : يا محمد إن الله تعالى يأمرك أن تحب عليا وتحب من يحب عليا ، فإن الله يحب عليا ويحب من يحب عليا ؟ قالوا : اللهم نعم .
قال : فأنشدكم الله هل تعلمون أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : لما أسري بي إلى السماء السابعة ، دفعت إلى رفاف من نور ، ثم دفعت إلى حجب من نور ، فوعد النبي ( صلى الله عليه وآله ) الجبار لا إله إلا هو أشياء ، فلما رجع من عنده نادى مناد من وراء الحجب : نعم الأب أبوك إبراهيم ، ونعم الأخ أخوك علي ، فاستوص به ، أتعلمون معاشر المهاجرين والأنصار كان هذا ؟ فقال من بينهم أبو محمد - يعني : عبد الرحمن بن عوف - : سمعتها من رسول الله ( صلى الله عليه وآله) وإلا فصمتا .
قال : فأنشدكم الله هل تعلمون أن أحدا كان يدخل المسجد جنبا غيري ؟ قالوا : اللهم لا ، قال : فأنشدكم الله هل تعلمون أن أبواب المسجد سدها وترك بابي ؟ قالوا : اللهم نعم ، قال : هل تعلمون أني كنت إذا قاتلت عن يمين رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ؟ قالوا : اللهم نعم .
قال : فهل تعلمون أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حين أخذ الحسن والحسين ، جعل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : هي يا حسن ، فقالت فاطمة : إن الحسين أصغر وأضعف ركنا منه ، فقال لها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ألا ترضين أن أقول أنا هي يا حسن ويقول جبرئيل : هي يا حسين ، فهل لخلق منكم مثل هذه المنزلة ؟ نحن الصابرون في هذه البيعة ليقضي الله أمرا كان مفعولا .
قال عبد المحمود : وقد روى صدر الأئمة عندهم موفق بن أحمد المكي الخوارزمي ، أن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) في يوم الشورى زاد على هذا في المناظرة لهم والاحتجاج عليهم ، وأنه احتج بسبعين منقبة من مناقبه (2) انتهى .
فإن قلت : قد ذكرت سابقا عند الاستدلال ببعض ما ناشد به أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أن مناشدته تدل على دلالة ما ناشد به على مطلبه الذي هو استحقاق الإمامة وتعينه به بدوران الحق معه ، وهاهنا ظهر أن مناشدته كما كانت بكمالاته الحقيقية ، كذلك كانت بالكمالات بالعرض ، مثل كون عمه أسد الله وأسد رسوله ، وأخيه طائرا بجناحيه مع الملائكة ، وظاهر أن كمالاته الإضافية مطلقا ، وبعض ما كان من كمالاته في نفسه أيضا لا يصلح لأن يجعل دليلا على تعينه بالاستحقاق ، أتظن تعينه باستحقاق الإمامة بطيران أخيه ، أو وليه غمض رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .
فبقي أن يكون الغرض من مناشدته ببعض الفضائل الخارجة والداخلة ، أن يظهر فضائله على أهل الشورى ، حتى تدعوهم إلى البيعة ، مراعاة لما هو الأولى ، وإلا فبحسب تحقق الإمامة هو البيعة ، والفضائل المذكورة ليست معينة للاختيار ، فربما كانت في عثمان فضائل أكمل من تلك الفضائل عند من يدور الإمامة بيعته بمقتضى أمر عمر ، وإن اعترف أهل الشورى بعدم تحقق الفضائل التي ذكرها أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في أحد ، أو لم يتحقق فيه فضائل تعارضها ، لكن عدم بغض الناس لعثمان لعدم القتل ، بل المقاتلة مع الشجعان وبعده هم معارضة الأبطال والفرسان ، بل عدم اتصافه بفضائل زائدة توجب حسد أهل البغي والطغيان صار سببا لاختياره ، رعاية لتشديد أساس الإسلام والإيمان .
قلت : لو كان مناشدته لما ذكر ، وكان الاختيار مع أهل الشورى ، وكان اختيارهم من أرادوه جائزا ، لم يقل ( عليه السلام ) " نحن الصابرون في هذه البيعة ليقضي الله أمرا كان مفعولا " لدلالته على كونها خارجة عن قانون الشرع والدين ، وإلا لم يكن إطاعة الشرع وانقياده له شديدا عليه ( عليه السلام ) حتى يحتاج إلى الصبر ، بل أمثال ذلك الاهتمام وإظهار التحسر كانا لمشاهدة العصيان والطغيان والاظهار للمسترشدين ما فعل أهل الجور والعدوان ، كما ظهر لك في موضعه بأوضح التنقيح والبيان .
وما ذكر من عدم صلاحية بعض الفضائل المذكورة للاستدلال على التعين ضعيف ، لأن أصل استحقاقه ( عليه السلام ) للأمر كان ظاهرا لأهل الشورى ، بل لجميع المسلمين ، وبعد أصل الاستحقاق كل واحد من المرجحات كاف في الدلالة على التعيين إذا لم يكن المرجح وما يعارضه في آخر لقبح ترجيح المرجوح .
وما ذكر من أنه كان في عثمان فضائل أكمل من تلك الفضائل ، في غاية الضعف ، ولو كان فيه فضائل كذلك لكان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) عالما بها ولم يذكر ما ذكره ، ولكان عثمان ومن عاونه يذكر أنها في مقابل ما ذكره ( عليه السلام ).
وعدم ذكر المنقبة الذي يدل على عدم النقل مع توفر الدواعي عليه ، يدل على عدمها ، ولو ذكروها وكان لها أصل كان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أسمع وأطوع ، وظهور كراهته (عليه السلام) في وقت من الأوقات كاف للدلالة على العدم ، وتكرر الشكوة وإظهار الكراهة أولى بها .
وما ذكر من بغض الناس لو كان مانعا عن إمامته ( عليه السلام ) لكان أعلم به منكم وأعمل بمقتضاه ، وترجيح أحد بعدم الاتصاف بالكمال ، وجعله معارضا لما عده دليلا على الاستحقاق من يدور الحق معه وباب مدينة العلم ، لا وجه له أصلا ، وبالجملة أمثال تلك الكلمات إنكار لمقتضى كلام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بل لمقتضى كلام الله تعالى ، لأمره تعالى بالإطاعة المطلقة للرسول ( صلى الله عليه وآله ) .
فإن قلت : يمكن أن يكون مراده ( عليه السلام ) بالمناشدة استدلاله بجميع ما ذكره ( عليه السلام ) لا بكل واحد ، فما ذكرته من دلالة كل واحد بدوران الحق معه ( عليه السلام ) ضعيف.
قلت : دلالة بعض ما ناشد به مثل " نعم الأخ أخوك علي فاستوص به " لا تحتاج إلى الضميمة ، لأن الاستيصاء به وقوله بكونه " نعم الأخ " يقتضيان عدم إيذائه وإطاعته فيما يقول ، وكذلك قوله ( صلى الله عليه وآله ) " أنت مني بمنزلة هارون من موسى " كما ظهر عند استدلالنا بهذا الخبر على إمامته ( عليه السلام ) ، فينبغي حمل كل واحد مما ذكر في المناشدات على دلالته على المدعى ليتلاءم الأسلوب .
فإن قلت : دلالة بعض المناشدات على المدعى لا ينافي قصد الدلالة من المجموع ، فلا تنافر في الأسلوب لو لم يرد الدلالة بكل واحد .
قلت : لما صح إرادة كل واحد مما ذكره ( عليه السلام ) بما ذكرته من قبح ترجيح المرجوح إرادة المجموع بعيد ، ومع بعدها مناقشة ضعيفة لا وقع لها أصلا .
_________________
(1) ما بين المعقوفتين من الطرائف .
(2) الطرائف في معرفة المذاهب ص 411 - 416 ، المطبوع بتحقيقنا سنة 1399 ه ق .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|