المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4878 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

الحاج محمد حسن بن حمادي بن مهدي من آل أبو المحاسن
24-1-2018
التنمية الموعودة في الإسلام ـ بحث روائي
25-7-2016
الشاهد
24-4-2022
المغناطيسية والكهرباء
15-9-2016
العود إلى منى
12-8-2017
أوقات الذكر في القرآن الكريم
17-2-2022


أدلة إمامة علي بن أبي طالب عليهما السلام (آية الولاية)  
  
1161   10:47 صباحاً   التاريخ: 11-4-2017
المؤلف : الفاضل محمد بن عبد الفتاح المشتهر بسراب التنكابني
الكتاب أو المصدر : سفينة النجاة
الجزء والصفحة : ص70- 75
القسم : العقائد الاسلامية / الامامة / امامة الامام علي عليه السلام /

...الدليل على إمامة [علي بن أبي طالب] (عليهما السلام) ، أدلة نقلية متكاثرة تفيد القطع بإمامته ، وإن لم يكن كل واحد منها قطعي المتن والدلالة .

منها : قوله تعالى {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} [المائدة: 55] وجه الدلالة : أن الآية باتفاق المفسرين نزلت في شأن علي (عليه السلام) بعد ما أعطى السائل خاتمه راكعا ، وحصر الولاية في الله ورسوله والذين آمنوا قرينة على كون الولاية بمعنى الأولى والأحق ، لأن حصر الولي بمعنى الناصر والمحب المطلق مع دلالة آية {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} [التوبة: 71] .

لا يقال : هذا المعنى لا يناسب الآية السابقة ، وهي قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} [المائدة: 51] واللاحقة وهي قوله تعالى {وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ } [المائدة: 56]  .

لأنا نقول : في عدم المناسبة نظر ، أما اللاحقة فلأن معنى " ومن يتول الله " حين إرادة الأولى من الآية التي نحن فيها ، ومن اتخذ الله ورسوله والذين آمنوا أولى به فهو من حزب الله ، وحزب الله هم الغالبون بالمعنى الذي نذكره ، لأن أي معنى يقصد من الولي يجب أن يقصد من التولي معنى يناسبه ، فكما يحمل التولي في " ومن يتولهم منكم " على معنى يناسب الأولياء في الآية الأولى ، فكذلك التولي في الآية التي نحن فيها يحمل على معنى يناسب الولي في هذه الآية، فبظهور معنى الولي يظهر معنى التولي .

وأما السابقة ، فلعدم بعد أن يقال : إنه تعالى لما نهى عن اتخاذ اليهود والنصارى أولياء بمعنى المحبة أو النصرة أو الأعم ، مقرونا بالمبالغة المدلول عليها بالنداء ، وبقوله " ومن يتولهم منكم فإنه منهم " أكد النهي المذكور زائدا عما ظهر بأن الأولى منحصر في الأولياء المذكورين ، لظهور البينونة التامة بين رعاية مقتضى أولوية هؤلاء الأولياء وبين محبة اليهود والنصارى ونصرتهما ، فبآية الولاية ظهر مع تأسيس حكم الأولوية الحكم السابق وتعليله .

فإن قلت : ما تصنع بقرينة قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ} [المائدة: 57] لبعد إرادة الأولى من الولي هاهنا .

قلت : هذا تعليل آخر للحكم الأول ، بعدم مناسبة اتخاذ أهل الكتاب الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا محبين مثلا ، مع مزيد تأسيس هذا الحكم في الكفار الذين هم غير أهل الكتاب ، فظهر أن شيئا من السابقة واللاحقتين لا يأبى عن حمل الولي في الآية على معنى الأولى .

ومع ذلك نقول : على تقدير حمل الولي على المحب والناصر يمكن أن يقال : إن المراد من الولاية ليست المحبة والنصرة المطلقتين ، بل المحبة الكاملة التي هي في شأن الله تعالى باعتبار الأثر الذي هو إعطاء أسباب المعرفة والإطاعة والألطاف اللايقة ، والبيان المناسب بلا غاية عائدة إليه ، وفي شأن رسوله والذين آمنوا ، إما باعتبار الأثر الذي هو البيان والمعاونة المناسبة في الأمور النافعة بلا طلب أجر من الرعية ، أو المحبة الكاملة المستلزمة للأثر أو كليهما .

وعلى التقادير يناسب الحصر المستفاد من الآية ، فيجب أن يكون محبة الرعية إياهم على وجه يليق محبتهم الرعية ، وظاهر أن هذه المحبة تكون باعثة على الإطاعة والانقياد ، حتى أنه إن ترك أحد إطاعة حبيب شفيق يسلب عنه المحبة ، ومنه نسبة عداوة الله إلى الكفار والفساق ، وإذا كانت حال المحبة الناشئة عن المحبة المختصة ما عرفته ، فلا يجوز ترك مقتضى محبته ونصرته ، فلا يجوز لهم عقد الخلافة لأبي بكر من غير إذن أمير المؤمنين (عليه السلام) ، وبعد ما عقدوا له يوم السقيفة لما ظهر لهم من أمير المؤمنين (عليه السلام) كراهة الأمر - كما نذكره إن شاء الله تعالى في مبحث إبطال إمامة أبي بكر وغيره - يجب التوبة عن إطاعة أبي بكر ، وتفويض الأمر إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) .

وأمثال هذا الحصر كما يمكن اجراؤه لدفع توهم سابق يمكن اجراؤه لتأسيس حكم لاحق ، فعدم كون إمامة الثلاثة حين نزول الآية لا ينافي دلالة الآية على الإمامة كما توهمت ، وصرف الآية عن ظاهرها الذي هو الولاية في الحال لدليل ، مع عدم احتماله في شأن الله ورسوله ، لا يوجب صرفها عن ظاهرها فيما لا دليل عليه ، مع أن كون ولايته ( عليه السلام ) بعد نزول الآية في حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله) عاما بالنسبة إلى جميع أمته ليس بعيدا أصلا .

والظاهر من السياق على تقدير حمل الآية على المحبة والنصرة أن يقال : بعد النهي عن تولي اليهود والنصارى لما كان مظنة أن يتوهم ولاية كل من أظهر الإسلام ، دفع توهم ولاية المرتدين من أهل الإسلام بقوله { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ} [المائدة: 54] فلعله قال : من يرتد منكم عن دينه ، فلا يعود ضرره إلا إليه ، لأن الله تعالى يأتي بجماعة موصوفين بصفات شريفة يظهر بهم ما يجب إظهاره ويتم به الحجة تماما وافيا كاملا .

وهذه الصفات الشريفة إنما يظهر انطباقها على أمير المؤمنين (عليه السلام) وأصحابه ، كما يظهر لمن تتبع سيرتهم وسيرة غيرهم ، لأنه (عليه السلام) كان يسوي في العطاء ويجاهد الناكثين والمارقين والقاسطين ، ويلام بترك سيرة السابقين في العطاء وبمجاهدة المسلمين ، ولا يخاف (عليه السلام) ومن اتبعه من كمل المؤمنين لومة لائم ، وشدته (عليه السلام) على الكفار وذلته على المؤمنين غنيتان عن البيان .

فظهر أن الآية الشريفة لا تنطبق على أحد من الثلاثة ، وبعد ما أبطل إطاعة المرتدين ومحبتهم بحسب السياق ، حصر المحبة والنصرة الكاملتين الباعثتين على الإطاعة والانقياد لأصحاب الحزم والتدبر في الله ورسوله والذين آمنوا ، فبشر الذي لا يضر معه شئ .

ويمكن وجه آخر للآية يجري على تقدير إرادة الأولوية أو المحبة والنصرة ، وهو : أنه يظهر من نسبة ولاية طائفة هم فيما نحن فيه المخاطبون إلى واحد بعد نسبتها إلى الله ورسوله وحصرها فيهم ، مزية تامة لهذا الواحد بالنسبة إلى كل الطائفة ، بحيث يعد العقل قباحة جعل أحد من الطائفة رئيسا على الواحد المذكور قباحة واضحة ، سواء جعلت الولاية بمعنى الأولوية والأحقية أو المحبة والنصرة .

وبالجملة في اشتراك الثالث مع الله ورسوله في صفة إضافية يختصون بها ولا يتجاوز عنهم ، دلالة واضحة على مزية الثالث على الباقين مزية واضحة ، بل خروجه من أن ينسب إلى أحد الباقين ، فكيف يجعل أحدهم رئيسا عليه ؟

اعلم أن النقل المستفيض من المفسرين وغيرهم على نزول الآية في شأن علي (عليه السلام) بعد تصدقه بالخاتم حال الركوع، حتى أن جماعة من أهل السنة نقلوا الاتفاق على هذا . وموافقة أسلوب " وهم راكعون " الحالية خصوصا مع ملاحظة سبب النزول وعدم تجويز المحققين عموم الآية ، تدفع ما ذكره شارح التجريد على وفق صاحب المغني بقوله : وأيضا والذين آمنوا صيغة جمع ، فلا يصرف إلى الواحد إلا بدليل ، وقول المفسرين أن الآية نزلت في حق علي (عليه السلام) لا يقتضي اختصاصها واقتصارها عليه ، ودعوى انحصار الأوصاف فيه مبنية على جعل " وهم راكعون " حالا من ضمير " يؤتون " وليس بلازم ، بل يحتمل (1) العطف بمعنى أنهم يركعون في صلاتهم ، لا كصلاة اليهود خالية عن الركوع ، أو بمعنى أنهم خاضعون انتهى .

وأيضا أنتم قائلون باشتراك كثير من الصحابة في التصدق والخضوع ، خصوصا أبي بكر ، فلم لم يقل أحد باشتراك أحدهم مع أمير المؤمنين (عليه السلام) والبشارة بنزولها في شأنه منفردا أو منضما ؟

وأيضا قوله " إنما وليكم الله " يقتضي الأولياء والمخاطبين ، وظاهر أن الكفار ليسوا مخصوصين بالخطاب ، فالمخاطبون هم المؤمنون فقط كما هو الظاهر ، أو مطلق المكلفين .

على التقديرين فالأولياء خارجون عن المخاطبين ، كما هو مقتضى المخاطبة والقرينة ، فقوله تعالى * (والذين آمنوا) * ليس إشارة إلى كل مؤمن يفعل الأفعال المذكورة من أقام الصلاة وإيتاء الزكاة ، والركوع بمعنى الانحناء أو الخضوع ، أو من شأنه ذلك ، فهو خاص به ( عليه السلام ) لعدم القول بشموله جماعة مخصوصين مضبوطين معروفين في زمانه ، ولا وجه له أيضا .

وأما استعمال لفظ الجمع في الواحد ، فمع شيوعه في موارد التعظيم وكون نكتة إيراد الذين آمنوا بلفظ الجمع مع كون المورد واحدا ، مذكورة في كتب تفاسيرهم أيضا ، لو لم يصرف عن ظاهره فلا انتفاع لهم أيضا ، لعدم اندراج الثلاثة بل واحد منهم (2) في الآية البتة ، نعم لا يبعد عمومها بالنسبة إلى الأولياء المعصومين الذين لا يخلو زمان منهم حتى يكون المخاطبون المؤمنين ، أو المكلفين والأولياء بعد الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين (عليه السلام) ذريته المعصومين .

وبعد ما ذكرته بطلان توهم كون مقتضى الآية هو الإمامة في وقت ما ، فلا ينافي مقتضاها تقدم الثلاثة عليه (عليه السلام) ، أوضح من أن يحتاج إلى البيان .

________________

(1) ذكر هذين الاحتمالين مع تسليم كون نزولها في شأنه ( عليه السلام ) بعد إعطاء الخاتم في حال  الركوع ، ونقل الاجماع عليه بلا نقل خلاف ، من الغرائب التي لا شبهة في بطلانها ، لكن  الأهواء الباطلة تمنعهم عن إدراك الواضحات المتعلقة بالإمامة " منه " .

(2) لعدم كون أحد منهم أولى بالمؤمنين ، وكذلك عدم كون محبة أحد منهم المحبة التامة     الكاملة التي يصح جعلها تالية محبة الله ورسوله ، كما أومأت إليه " منه " .




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.