المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4880 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



العَدْلِ والوعدِ والوَعيدِ  
  
1477   09:36 صباحاً   التاريخ: 11-4-2017
المؤلف : ظهير الدين محمد بن سعيد الراوندي
الكتاب أو المصدر : عجالة المعرفة في اصول الدين
الجزء والصفحة : 42- 45
القسم : العقائد الاسلامية / مقالات عقائدية /

الطاعةُ : فِعْلٌ يُعرّضُ العبدَ لِعِوَضٍ مع التَعْظيمِ ، ويُسمّى ذلك العِوَضُ المقارِنُ «ثواباً ».

والمَعْصِيَةُ : فِعْلٌ يُفْضي إلى عِوَضٍ يُقارِنُ الاستخفافَ ، ويُسمّى ذلك « عقاباً ».

والعَبْدُ مخلوقٌ على أنّهُ يَقدرُ على اكتسابِ كِلَي الطرفين ، وإلى ذلكَ أشارَ بقولِهِ تعالى: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} [البلد: 10] طريق الخَيْرِ ، وطريق الشَرّ.

وَلَوْ لم يَقْدِرْ على ذلك ؛ لما أمَرَهُ اللهُ تعالى ولا نهاهُ ، كما أنّهُ لم يأمرهُ بتغيير هيئاتِهِ ، وألوانِهِ ، وأشكالِهِ ، التي لا يَقْدِرُ الإنسانُ على تَغييرها.

وإذا ثَبَتَ هذا ؛ فالعبدُ مُعَرَّضٌ بالطاعاتِ والتكاليفِ العقليّةِ والشرعيّةِ ، لعوضٍ مقارنٍ للتعظيم ، وَهُوَ « الثوابُ ».

وهذا هو الذي بيّنّا أنّ العبدَ مخلوقٌ لَهُ ، وَهُوَ أنّهُ خُلِقَ لا لانتفاعِ الخالِقِ ، بل لانتفاعِ الخلقِ.

وكلّما كان النفعُ أجلَّ وأجمَلَ ؛ دلَّ على أنّ فاعلَهُ أجودُ وأكملُ.

وأجلُّ المنافع أنْ تكونَ دائمةً لا تزولُ.

ولمّا ثبتَ ـ قطعاً ـ أنّ هذه الدّار ليست بدارِ الخلودِ ؛ ثبت أنّ دارّ الخلودِ غيرُ هذهِ ، وَهِيَ دارُ الآخرةِ.

فَعُلِمَ أنَّ هناكَ بقاءاً لا فناءَ معهُ ، وعلْماً لا جَهْلَ مَعَهُ ، ولَذَّةً لا نفرةَ معها ، وعزّاً لا ذُلَّ معهُ.

ولمّا لم تصِلْ إلى تفاصيل ما قلناهُ عقولُ البشرِ ؛ شرحهُ الشرعُ بالجنّةِ ، والحورِ ، والقصورِ ، والأنهارِ ، والأشجار والأثمار.

وكلّ مَن فوَّتَ [ على ] نَفْسه هذه الدرجاتِ ؛ بقي في دركاتِ الهلاكِ ، وهي مقابلاتُ ما قلناهُ ، من الفناءِ ، و الجهلِ ، والنفرةِ ، والذُلّ.

وشَرَحَ جميعَ ذلك السمعُ بالجَحيم ، والحميم ، والعقابِ ، والعذابِ الأليم ، والعقاربِ ، والحيّاتِ ، والنيرانِ ، واللّظى ، أعاذَنا الله ـ تعالى ـ منْها.

ولمّا كان الخلقُ في بابِ التكليفِ على دَرَجتيْنِ : مطيعٍ ، وعاصٍ ؛ كان العدلُ أنْ يبنِيَ دارَيْنِ : جَنّةٍ ونارٍ.

والمطيعُ : إمّا أنْ يكونَ في الغاية القُصوى ، وَهُوَ الذي يطيعُ ولا يَعْصي ، كَالملائكةِ، والأنبياءِ ، والأئمةِ ـ على الصحيح من المذهبِ ـ.

وإمّا أنْ يطيعَ ويَعْصيَ ، كسائِرِ المسلمينَ ، من المجرمينَ.

وإمّا أنْ يَعْصيَ ولا يُطِيْعَ ، كالشياطينِ ، والكفرةِ.

و[ لمّا ] كانتِ الطاعةُ ضربينِ : علميّ ، وعمليّ ؛ كانَ العوضُ في مَعْرضِها :

والعلميُّ دائمٌ ، كمعرفةِ اللهِ ـ تعالى ـ ومعرفةِ رسولِهِ ، والأئمّةِ ، ومعرفَةِ الشرائِعِ ؛

فثوابُهُ دائِمٌ.

والعمليُّ منقطِعٌ ، كالصلاةِ والصدقَةِ ، فَعِوَضُهُ منقطِعٌ.

والمعصيةُ ـ أيضاً ضربانِ : اعتقاديّ ، وعمليٌ :

فالاعتقاديّ عقابُه دائمٌ ، كالشِرْكِ باللهِ ، وتكذيبِ حُجَجِ اللهِ من الأنبياء والأئمةِ.

والعمليّ عقابُهُ منقطع ، كلطمةِ اليتيمِ ، وتركِ الصلاةِ ، والزِنا ، والرِياء ، وتَفاصيل ذلك ممّا أورَدَهُ الشَرْعُ.

[ المعاد وشؤونه ] :

ولمّا كانَ لا بُدَّ من إيصالِ الثوابِ والعقابِ إلى مُستحقّهما ، ولا يَصِحُّ ذلكَ إلا بالحَشْرِ والنَشْرِ ؛ وَجَبَ الحشرُ للعبادِ.

ولما كانَ عدلُهُ يقتَضي أن لا يؤاخذَ أحداً على غفلةً ؛ فلا بُدّ من حسابٍ يُعْلِمهم اللهُ أن ذلِكَ جزاءُ أعمالِهم.

ولمّا كانت الأعمالُ تتفاضَلُ ، ولا يُمْكِنُ معرفةُ ذلكَ إلا بتعديلٍ وتسويةٍ ؛ فلا بُدّ من المِيزان.

ولا بُدّ مِن أنْ تكونَ مثبتَةً في كتابٍ لتقرأ كلُّ نفسٍ كتابها ، كما قالَ : {...كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا...} [الإسراء: 14] فالكتابُ حقٌّ.

وإذا ثَبَتَ بالسَمْعِ أنّ القبرَ روضةٌ من رياض الجنّةِ ، أو حُفْرَةٌ من حُفَر النيرانِ ؛ فلا بُدَّ من أنْ يُشْعَرَ ذلك حتّى لا يكونَ عبثاً.

وإذا كان النبيُّ صادقاً مُصَدَّقاً ، وأخبَرَ بشفاعتِهِ للأمَّةِ ؛ وَجَبَ تصديقُهُ ؛ لأنّا صدّقناهُ على الجُملة ، فمتى لم نُصَدّقْهُ في هذه القضيّة بَطَلَ ما أثبتناهُ ـ أوّلاً ـ من تصديقِهِ عليه وآله الصلاةُ والسلامُ.

ولمّا كانَ الناسُ فَريقَيْنِ : فريقٍ في الجنّة ، وفريقٍ في السَعيرِ ؛ فلا بُدَّ من طَريقٍ لكلّ فريقٍ، وذلكِ هُوَ الصِراط ، الذي وُصِفَ بأنّهُ أدَقُّ من الشعرِ.

[ و ] في هذه الدارِ لَهُ نظيرٌ ، وهو الطريقةُ الوُسطى التي هِيَ واسطةٌ بَيْنَ الإفراطِ والتفريطِ.

فمتى عَبَرَ السالِكُ هذا الصراطَ ـ الذي هو بَيْنَ التفريطِ والإفراطِ ـ عَبَرَ ذلك الصراطَ، كالبَرق الخاطِف.

ومتى كانَ هيهنا في الطريق عاثِراً يكونُ هناكَ كذلِكَ.

كما قالَ النبيُّ صلى الله عليه واله: يموتُ المرءُ على ما عاشَ عليه ، ويُحْشَرُ على ما ماتَ عليه.

ثبَّتَنا الله تعالى بالقَوْل الثابِتِ في الحياة الدُنيا وفي الآخِرَةِ ، وأقامَنا على الصِراطِ المستقيمِ، أنّه رَؤوفٌ رَحِيْم.

 

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.