المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

التوزيع الجغرافي للإقليم الرطب الجاف Aw
2024-11-19
الوزير حات تي.
2024-07-20
التعارض بين الدليل اللفظي ودليل آخر
9-8-2016
Rolling Circles Are Used to Replicate Phage Genomes
7-4-2021
معنى الرباني
2024-04-18
Thue Sequence
30-12-2019


حوار الخليل مع عبدة الكواكب  
  
4209   01:49 مساءً   التاريخ: 4-4-2017
المؤلف : الشيخ جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيد المرسلين
الجزء والصفحة : ج‏1،ص125-128.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / أسرة النبي (صلى الله عليه وآله) / آبائه /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-5-2017 3350
التاريخ: 11-12-2014 3152
التاريخ: 4-4-2017 3074
التاريخ: 11-12-2014 3819

ذات ليلة وقف إبراهيم (عليه‌ السلام) عند ابتداء مغيب الشمس يتطلع في السماء ـ وهو ينوي هداية الناس ـ وبقي ينظر إلى النجوم والكواكب من أول الغروب من تلك الليلة إلى الغروب من الليلة التالية وخلال هذه الساعات الاربع والعشرين حاور وجادل ثلاث فرق من عبدة النجوم وابطل عقيدة كل فرقة منها بأدلة محكمة وبراهين متقنة قوية.

فعندما أقبل الليلُ وخيّم الظلام على كل مكان وهو يخفي كل مظاهر الوجود ومعالمه في عالم الطبيعة ظهر كوكبُ الزُهرة من جانب الاُفق وهو يتلألأ .. فقال إبراهيم لِعُباد هذا الكوكب ـ وهو يتظاهر بموافقتهم جلباً لهم ومقدمة للدخول معهم في حوار: هذا ربي .

وعندما افل ذلك الكوكب وغاب عن الانظار قال : لا احب الآفلين .

وبمثل هذا المنطق الجميل أبطل عقيدة عبدة الزهرة واظهر خواءها وفسادها.

ثمّ إنه (عليه‌ السلام) نظر إلى كوكب القمر المنير الّذي يسحر القلوب بنوره وضوئه فقال متظاهراً بموافقة عبدة القمر : هذا ربي ثم ردّ بأسلوب منطقي محكم تلك العقيدة أيضاً عندما امتدت يد القدرة المطلقة ولمت أشعة القمر من عالم الطبيعة وعندها إتخذ إبراهيم (عليه‌ السلام) هيئة الباحث عن الحقيقة ومن دون أن يصدم تلك الفرق المشركة ويجرح مشاعرها إذ قال : {لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ} [الأنعام: 77] لأَن القمر قد أَفل أيضاً كما أَفل سابقُه فهو كغيره أسير نظام عُلويٍّ لا يتخلف وما كان كذلك لا يمكن ان يُعدَّ رباً يُعبَد ويتوَجه إليه بالتقديس والتضرع.

ولما وَلّى الليل وأدبر واكتسحت الشمس الوضاءة باشعتها حجب الظلام وبثت خيوطها الذهبية على الوهاد والسهول والتفت عَبدَة الشمس إلى معبودهم تظاهر ابراهيم بالإقرار بربوبيتها اتباعاً لقواعد الجدل والمناظرة ولكن افول الشمس وغروبها اثبت هو الآخر بطلان عبادتها ايضاً بعد أن اثبت خضوعها للنظام الكوني العام فتبرأ الخليل (عليه‌ السلام) من عبادتها بصراحة.

وعندئذ أعرض (عليه‌ السلام) عن تلك الطوائف الثلاث وقال : {إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [الأنعام: 79].

لقد كان المخاطبين في كلام إبراهيم (عليه‌ السلام) هم الذين يعتقدون بأن تدبير الكائنات الارضية ومنها الإنسان قد انيطت إلى الاجرام السماوية وفوضت اليها!!

وهذا الكلام يفيد أن الخليل (عليه‌ السلام) لم يقصد المطالب الثلاث التالية :

1 ـ اثبات الصانع ( الخالق ).

2 ـ توحيد الذات وأنه واحد غير متعدد.

3 ـ التوحيد في الخالقية وأنه لا خالق سواه.

بل كان تركيزه (عليه‌ السلام) على التوحيد في الربوبية و التدبير وادارة الكون وانه لا مدبّر ولا مربي للموجودات الأرضية إلاّ اللّه سبحانه وتعالى ومن هنا فانه (عليه‌ السلام) فور إبطاله لربوبية الاجرام السماوية قال : {وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ...} [الأنعام: 79] وهو يعني ان خالق السماوات والأَرض هو نفسه مدبرها وربُها وانه لم يفوَّض أي شيء من تدبير الكون ـ لا كله ولا بعضه ـ إلى الاجرام السماوية فتكون النتيجة : أن الخالق والمدبر واحد لا أن الخالق هو اللّه والمدبر شيء آخر.

ولقد وقع المفسرون والباحثون في معارف القرآن في خطأ والتباس عند التعرض لمنطق إبراهيم (عليه‌ السلام) وشرح حواره هذا حيث تصوروا أن الخليل (عليه‌ السلام) قصد نفي اُلوهية هذه الأجرام يعني الالوهية الّتي تعتقد بها جميع شعوب الأرض ويكون هذا الكون الصاخِب آية وجوده.

بينما تصوّر فريق آخر ان إبراهيم كان يقصد نفي الخالقية عن هذه الأجرام السماوية لأنه من الممكن ان يخلق إله العالم كائناً كامل الوجود والصفات ثم يفوض إليه مقام الخالقية في حين أن هذين التفسيرين غير صحيحين بل كان هدف الخليل (عليه‌ السلام) ـ بعد التسليم بوجود اله واجب الوجود وتوحيده ووحدانية الخالق ـ البحث في قسم آخر من التوحيد الا وهو التوحيد الربوبي وبالتالي اثبات أن خالق الكون هو نفسُه مدبر ذلك الكون أيضاً وعبارة {وَجَّهْتُ وَجْهِيَ} [الأنعام: 79]أفضل شاهد على هذا النوع من التفسير.

من هنا كان التركيز الأكبر في بحث ابراهيم على مسألة الربّ و الربوبية في صعيد الاجرام كالقمر والزهرة والشمس .

هذا واستكمالا للبحث الحاضر لابدَّ من توضيح برهان النبيّ ابراهيم (عليه‌ السلام) فلقد استدل ابراهيم في جميع المراحل الثلاث بأفول هذه الاجرام على أنها لا تليق بتدبير الظواهر الارضية وبخاصة الإنسان.

وهنا ينطرح سؤال : لماذا يُعتبر اُفول هذه الاجرام شاهداً على عدم مدبِّريتها؟

إن هذا الموضوع يمكن بيانُه بصور مختلفة كل واحدة منها تناسب طائفة معينة من الناس .. ان تفسير منطق الخليل (عليه‌ السلام) واسلوبه في إبطال مدبِّرية الاجرام السماوية وربوبيّتها بأشكال وصور مختلفة أفضل شاهد على أن للقرآن الكريم أبعاداً مختلفة وأن كل بُعد منها يناسب طائفة من الناس.

واليك في ما يلي التفاسير المختلفة لهذا الاستدلال :

الف : إن الهدف من اتخاذ الربّ هو أن يستطيع الكائن الضعيف في ظل قدرة ذلك الرب من الوصول إلى مرحلة الكمال ولابدّ ان يكون لمثل هذا الربّ ارتباطٌ قريبَ مع الموجودات المراد تربيتها بحيث يكون واقفاً على أحوالها غير منفصل عنها ولا غريب عليها.

ولكن كيف يستطيع الكائن الّذي يغيب ساعات كثيرة عن الفرد المحتاج إليه في التربية ويُحرم ذلك الفرد من فيضه وبركته ان يكون رباً للموجودات الأَرضية ومدبراً لها؟!

من هنا يكون اُفول النجم وغروبه الّذي هو علامة غربته وانقطاعه عن الموجودات الارضية خير شاهد على أن للموجودات الأَرضية ربّاً آخر منزهاً عن تلك النقيصة عارياً عن ذلك العيب.

باء : انَّ طلوع الأجرام السماوية وغروبها وحركتها المنظمة دليل على أنها جميعاً خاضعة لمشيئة فوقها وانها في قبضة القوانين الحاكمة عليها والخضوع لقوانين منظمة هو بذاته دليل على ضعف تلك الموجودات ومثل هذه الموجودات الضعيفة لا يمكن أن تكون حاكمة على الكون أو شيء من الظواهر الطبيعية وأما استفادة الموجودات الارضية من نور تلك الاجرام وضوئها فلا يدل أبداً على ربوبية تلك الأجرام بل هو دليل على أن تلك الأجرام تؤدّي وظيفة تجاه الموجودات الأرضية بأمر من موجود أعلى.

وبعبارة أخرى : إن هذا الأمر دليل على التناسق الكوني وارتباط الكائنات بعضها ببعض.

جيم : ما هو الهدف من حركة هذه الموجودات؟ هل الهدف هو أن تسير من النقص إلى الكمال أو بالعكس؟

وحيث أن الصورة الثانية غير معقولة وعلى فرض تصورها لا معنى لأن يسير المربّي والمدبر للكون من مرحلة الكمال إلى النقص والفناء يبقى الفرضُ الاول وهو بنفسه دليل على وجود مربٍّ آخر يوصل هذه الموجودات القوية في ظاهرها من مرحلة إلى مرحلة هو ـ في الحقيقة ـ الربُّ الّذي يبلغ بهذه الموجودات وما دونها إلى الكمال.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.