أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-12-2018
1335
التاريخ: 13-4-2017
1295
التاريخ: 25-10-2014
1250
التاريخ: 2-07-2015
1229
|
ما يمتنع نسبته إلى الفاعل سبحانه فعل القبيح، وترك الواجب(1) ، لأنّ له صارفاً عنهما، ولا داعي له إليهما، وكلّ من كان كذلك امتنعا منه.
أمّا بيان أوّليّ الصغرى: فهو أنّ علمه تعالى بما فيهما من المفسدة، وغناه عنهما، صارف له عن فعلهما.
وأمّا بيان ثانيهما: فلأنّه في تحقّق الصارف انتفاء الداعي، وإلّا لزم اجتماع الضدّين، ولأنّ الداعي لو حصل لكان إمّا داعي الطبع أي: الحاجة، وهو محال، لما ثبت من غناه، وإمّا داعي الحكمة وهو باطل، إذ لا حكمة فيما ذكرناه.
وأمّا الكبرى: فلما ثبت من تساوي طرفي الممكن، واستناد الترجيح إلى الداعي وعدم الصارف، وهما مفقودان، فثبت المطلوب.
قال الأشعريّ: ثبت استناد الأفعال إليه، ومن جملتها ما ذكرتم، فيكون منه.
ولأنّه كلّف ما لا يطاق، وقد تقدّم (2) ، فيكون فاعلًا للقبيح.
ولأنّ تكليف الكافر لا فائدة له ، وإلّا لحصلت إمّا في الدنيا، وهو باطل، إذ ليس الحاصل إلّا المشقّة، وإمّا في الآخرة، وهو باطل أيضاً، لموته على كفره المانع من وصول الثواب إليه، وإذا كان كذلك كان تكليفه قبيحاً، لانتفاء الفائدة فيه مطلقاً، وعودها إليه تعالى أو إلى غير المكلّف قبيح عندكم أيضاً، وإذا ثبت أنّه كلّف الكافر ثبت أنّه فاعل للقبيح.
وأُجيب : أمّا عن الأوّلين، فقد تقدّم(3).
وأمّا عن الثالث : فبالمنع من انتفاء الفائدة، ونمنع حصرها فيما ذكرتم، بل الغرض التعريض لاستحقاق الثواب الذي لا يمكن الابتداء به، وأمّا حصوله بالفعل فمشروط بالكسب الذي هو الإيمان والعمل الصالح، وعدمه من سوء اختياره لما ثبت من تمكّنه، وإزاحة العلل عنه.
_____________
(1) إطلاق الواجب على فعله تعالى ليس بمعنى الحكم عليه سبحانه بل بمعنى ادراك العقل لما هو مقتضى أسمائه الحسنى وصفاته العليا. وفي نسبة الداعي والصارف إليه تعالى ما لا يخفى.
(2،3) في الصفحة 191.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|