أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-2-2017
7587
التاريخ: 10-2-2017
5055
التاريخ: 10-2-2017
3215
التاريخ: 3-2-2017
17398
|
قال تعالى : { وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} [النساء : 104] .
عاد الكلام إلى الحث على الجهاد ، فقال تعالى {ولا تهنوا} أي : ولا تضعفوا {في ابتغاء القوم} أي : في طلب القوم الذين هم أعداء الله ، وأعداء المؤمنين من أهل الشرك {إن تكونوا} أيها المؤمنون {تألمون} مما ينالكم من الجراح منهم (2) ، {فإنهم} يعني المشركون {يألمون} أيضا مما ينالهم منكم من الجراح والأذى {كما تألمون} أي : مثل ما تألمون أنتم من جراحهم وأذاهم {وترجون} أنتم أيها المؤمنون {من الله} الظفر عاجلا ، والثواب آجلا ، على ما ينالكم منهم {ما لا يرجون} هم على ما ينالهم منكم : أي وأنتم إن كنتم موقنين من ثواب الله لكم ، على ما يصيبكم منهم ، بما هم مكذبون به ، أولى وأحرى أن تصبروا على حربهم وقتالهم ، منهم على حربكم وقتالكم ، عن ابن عباس ، وقتادة ، ومجاهد ، والسدي {وكان الله عليما} بمصالح خلقه {حكيما} في تدبيره إياهم ، وتقديره أحوالهم . قال ابن عباس وعكرمة (3) .
______________________
1. مجمع البيان ، ج3 ، ص 180 .
2. في الأصل (منكم) ، والصواب ما أثبتناه .
3. نعتقد أن الجملة زائدة ومكررة يبينها ما بعدها .
{ ولا تَهِنُوا فِي ابْتِغاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَما تَأْلَمُونَ وتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ ما لا يَرْجُونَ } . لو نزل اليوم وحي من السماء في وضعنا مع إسرائيل لما زاد حرفا واحدا على هذه الآية . . ان أحوج ما نحتاج إليه لمقاومة العدو الشرس المتغطرس ، وردعه عن الغي والبغي هو ان نشد عزائمنا ، ونثق باللَّه وبأنفسنا ، وان لا نصغي إلى المستعمرين والانتهازيين الذين يبغون استغلالنا وهزيمتنا ، ويلفقون الدعايات والإشاعات المضللة ليخدعونا عن واقعنا وطاقاتنا .
ان مجرد القلق يفيد العدو ، ويكون عونا له على ما يريد فضلا عن الخوف والانهيار ، ومن أجل هذا نهانا سبحانه عن الخوف من عدو اللَّه والإنسانية ، مهما كان ويكون ، وأمرنا بالثبات على مقاومته ، وأنبأنا بأنه يألم منا كما نألم منه ، ولكنا أعلى منه ، لإيماننا باللَّه واعتمادنا عليه . . أما إسرائيل فإنها تعتمد على الاستعمار والمستعمرين وإخوان الشياطين الذين أوجدوها ، وأمدوها بالمال والسلاح ، وشجعوها على الاعتداء ، وناصروها في الأمم المتحدة ومجلس الأمن .
وما من شك انه إذا وثقنا بأنفسنا ، وثبتنا في المقاومة مخلصين ، وبذلنا ما نملك من طاقات ، كما أمرنا اللَّه عز وجل يكون النصر لنا لا محالة .
وقال تعالى في آية ثانية : { فَلا تَهِنُوا وتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ واللَّهُ مَعَكُمْ } [محمد : 35 ] . . والمسلمون هم الأعلون بعقيدتهم وتاريخهم وعددهم ومقدراتهم ، ولا تذهب هذه الطاقات ، ولن تذهب هباء . . ولا بد ان يظهر أثرها بإذن اللَّه عاجلا أو آجلا .
__________________________
1. تفسير الكاشف ، ج2 ، ص 427-428 .
قوله تعالى : { وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغاءِ الْقَوْمِ } ، الوهن الضعف ، والابتغاء الطلب ، والألم مقابل اللذة ، وقوله { وَتَرْجُونَ مِنَ اللهِ ما لا يَرْجُونَ } حال من ضمير الجمع الغائب ، والمعنى : أن حال الفريقين في أن كلا منهما يألم واحد ، فلستم أسوأ حالا من أعدائكم ، بل أنتم أرفه منهم وأسعد حيث إن لكم رجاء الفتح والظفر والمغفرة من ربكم الذي هو وليكم ، وأما أعداؤكم فلا مولى لهم ولا رجاء لهم من جانب يطيب نفوسهم ، وينشطهم في عملهم . ويسوقهم إلى مبتغاهم ، وكان الله عليما بالمصالح ، حكيما متقنا في أمره ونهيه .
_______________________
1. تفسير الميزان ، ج5 ، ص 57 .
[هذه الآية] استهدفت إحياء روح التضحية والفداء لدى المسلمين بقولها : {وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغاءِ الْقَوْمِ} وهذا تأكيد على ضرورة أن لا يواجه المسلمون عدوهم اللدود بأسلوب دفاعي ، بل عليهم أن يقابلوا هذا العدو بروح هجومية دائما ، لأنّ هذا الأسلوب الأخير له أثر قامع للعدو ومؤكد على معنوياته.
وقد جرّب المسلمون هذا الأمر في مواجهتهم للعدو بعد واقعة أحد التي هزموا فيها ، فارغموا العدو على الفرار مع أنّه كان لم يزل يتلذذ بطعم الإنتصار الذي أحرزه في أحد. إذ لما علم المشركون بقدوم المسلمين خافوا من العودة إلى ساحة القتال ، وأسرعوا مبتعدين عن المدينة.
بعد ذلك تأتي الآية باستدلال حي وواضح للحكم الذي جاءت به ، فتسأل المسلمين لما ذا الوهن؟ فأنتم حين يصيبكم ضرر في ساحة الجهاد فإنّ عدوكم سيصيبه هو الآخر سهم من هذا الضرر ، مع فارق هو أنّ المسلمين يأملون أن يعينهم الله ويشملهم برحمته الواسعة ، بينما الكافرون لا يرجون ولا يتوقعون ذلك ، حيث تقول الآية : {إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَما تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللهِ ما لا يَرْجُونَ ...} .
وفي الختام ـ ومن أجل إعادة التأكيد ـ تطلب الآية من المسلمين أن لا ينسوا علم الله بجميع الأمور ، فهو يعلم معاناة المسلمين ومشاكلهم وآلامهم ومساعيهم وجهودهم ، ويعلم أنّهم أحيانا يصابون بالتهاون والفتور ، فتقول الآية : {وَكانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً} وسيرى المسلمون نتيجة كل الحالات تلك .
___________________________
1. تفسير الأمثل ، ج3 ، ص 288-289 .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|