المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

الإستصحاب في المحمولات الثانوية
9-9-2016
الامام علي يصف فتح خيبر
14-1-2020
التطليق بسبب الشقاق المستمر بين الزوجين
22-4-2019
قدرة الله تعالى وانه قادرعلى كل مقدور
24-10-2014
حق المتولي في التوكيل
7-2-2016
أساليب الخصخصة في بلدان أميركا اللاتينية
24-7-2021


القدوة الحسنة  
  
2435   01:07 مساءً   التاريخ: 2-2-2017
المؤلف : مركز الرسالة
الكتاب أو المصدر : الحقوق الاجتماعية في الاسلام
الجزء والصفحة : .....
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /

إنَّ اقتحام العقول والنفوس بغية التأثير في الناس، أصعب بكثير من اقتحام المواقع والثغور، وذلك لأن الناس يختلفون اختلافاً بيّناً في طريقة التفكير، وفي مركّب المزاج وفي مستوى الثقافة، ونتيجة لكلِّ ذلك، تصبح عملية التعامل معهم، والتأثير فيهم عملية صعبة وشاقة، وتحتاج إلى قدرات ومتطلبات من نمط خاص، لا تتوفر إلاّ عند الخواص من أهل الصَّبر، والعلم بمواقع الأمر. وأهل البيت في مقدمة هذا الطراز الرّفيع من القادة، الذين تمكنوا من اجتذاب الناس وامتلكوا أزمّة قلوبهم، ومفاتيح عقولهم من خلال القدوة الحسنة والسلوك السويّ، خصوصاً وأنّ الناس ـ عادة ـ لا تتأثر بلسان المقال، بقدر ما تتأثر بلسان الحال. ومن الشواهد الدالة على التزام الأئمة: العملي بحقوق الوالدين، وتأثر الناس بهذا السلوك، ان الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) كان يأبى ان يؤاكل أمّه ، واسْتَلْفَتَ هذا الموقف أنظار أصحاب الإمام والمحيطين به ، وسألوه باستغراب : إنك أبرّ الناس وأوصلهم للرّحم ، فكيف لا تؤاكل أمك ؟! فقال (عليه السلام) : (إني أكره أن تسبق يدي إلى ما سبقت إليه عينها ، فاكون قد عققتها) (1). 

هذا الموقف الذي يستحق الإعجاب والتقدير، يكشف العمق السلوكي لروّاد مدرسة أهل البيت (عليهم السلام): ويعطي درساً لا ينسى في وجوب رعاية حقوق وحرمة الوالدين.

وتجدر الاشارة إلى أن الإمام زين العابدين (عليه السلام) كان يدعو لوالديه، ويشير إلى عظم حقهما عليه، فيقول: (يا الهي أين طول شغلهما بتربيتي؟ وأين شدة تعبهما في حراستي؟ وأين إقتارهما على أنفسهما للتوسعة عليّ هيهات ما يستوفيان مني حقهما، ولا أدرك ما يجب عليَّ لهما، ولا أنا بقاضٍ وظيفة خدمتهما) .

وفي دعاء آخر تضمنته الصحيفة السجادية ، يقول (عليه السلام) : ( اللّهم اجعلني أهابهما هيبة السّلطان العسوف ، وأبرّهما برّ الأم الرّؤوف ، واجعل طاعتي لوالديّ وبرّي بهما أقرّ لعيني من رقدة الوسنان ، وأثلج لصدري من شربة الظّمآن حتّى أُوثر على هواي هواهما ) (2).

وقد سلك بقية الأئمة (عليهم السلام): هذا المسلك نفسه، وعملوا على استئصال كلّ ما من شأنه الحطّ من مكانة الوالدين، ومن الشواهد الدالة على ذلك: عن ابراهيم بن مهزم قال: خرجت من عند أبي عبد الله (عليه السلام) ليلةً ممسياً فأتيت منزلي بالمدينة وكانت أُمّي معي ، فوقع بيني وبينها كلام فأغلظت لها. فلمّا أن كان من الغد صلّيت الغداة وأتيت أبا عبد الله (عليه السلام)، فلما دخلت عليه ، قال لي مبتدئاً: (يا أبا مهزم ، مالك ولخالدة أغلظت في كلامها البارحة ؟ أما علمت أنّ بطنها منزل قد سكنته، وأنّ حجرها مهد قد غمزته، وثديها وعاء قد شربته ؟! قلت : بلى، قال : (فلا تغلظ لها)(3) وكان لهذه الكلمات فعل السحر على الابن فسارع للاعتذار من أمه. والذي يؤسف له، أنّ الكثيرين من شباب اليوم ـ بسبب التربية الخاطئة، أو البيئة المنحرفة، أو الثقافة الوافدة ـ يكيلون السّباب واللعان للوالدين، على أتفه الأسباب، ويصبّون جام غضبهم عليهم، عندما يُسْدِيان لهم النصيحة المخلصة ، مما يترك أثراً سيئاً على نفسيهما ، فيصابان بخيبة أمل مريرة.

هذا في الوقت الذي يدعو الأئمة (عليهم السلام): إلى مخاطبة الوالدين بعبارات عذبة، ومهذبة، تحمل معاني التقدير والشعور بالعرفان وعدم رفع الصوت على الوالدين.. عن الحكم قال : قلت لأبي عبدالله (عليه السلام) : إنّ والدي تصدّق عليَّ بدار، ثمّ بدا له أن يرجع فيها، وان قضاتنا يقضون لي بها، فقال (عليه السلام) : (نعم ما قضت به قضاتكم، وبئس ما صنع والدك، انما الصدقة لله عزّ وجل فما جعل لله عزّ وجل فلا رجعة له فيه ، فان أنت خاصمته فلا ترفع عليه صوتك، وإن رفع صوته فاخفض أنت صوتك).

ونخلص في نهاية هذا المطلب إلى القول بان حقوق الوالدين جسيمة، فقد قرن القرآن حقهما مع حقه تعالى في مستوى واحد مع اختلاف في الرّتبة، فله عزّ وجلّ حقّ العبادة ولهم حقّ الإحسان. ومنح القرآن الكريم الأم حقاً أكبر، لما تُقدِّمه من تضحيات أكثر. وقد تصدّرت هذه المسألة الحيوية سلّم أولويات السيرة النبوية التي اعتبرت عقوق الوالدين من أكبر الكبائر. ثم إنَّ الأئمة (عليهم السلام): ـ وهم القوّامون على الأمة ـ قد عملوا على عدّة محاور لتوعية الناس بمكانة الوالدين، فقاموا بتفسير ما ورد في ذلك من آيات قرآنية، واستثاروا الوازع الأخلاقي والوجداني، وحددوا ـ أيضاً ـ الحكم الشرعي، وهو أن حقّ الوالدين فريضة من أكبر الفرائض، ثم عينوا تفصيلاً بالحقوق المترتبة على الأولاد تجاه والديهم، زد على ذلك كشفوا عن الآثار السلبية الدنيوية والأخروية، لمن عقّ والديه، وشكّل سلوكهم السويّ تجاه والديهم ، قدوة حسنة للأجيال في هذا المجال.

______________

1ـ في رحاب أئمة أهل البيت للسيد محسن الامين ـ 2 : 195.

2ـ بحار الانوار ج4 ، ص6.

3ـ وسائل الشيعة 19 : 204 / 1 باب 11 من كتاب الوقوف والصدقات.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.