أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-02
560
التاريخ: 3-7-2018
2542
التاريخ: 2023-08-01
1120
التاريخ: 2-2-2017
5203
|
منهج العقيدة في تربية النَّفس، أنّها تدعو إلى عدم كبت رغباتها لأنّ الكبت يقتُل حيويتها، ويُبدد طاقتها، فلا تعمل ولا تنتج، وفي الوقت ذاته لا تشجع العقيدة على إطلاق رغباتها بلا ضوابط ، بل تحثُّ على اتّباع سياسة حكيمة معها ، يقول أمير المؤمنين (عليه السلام): (سياسة النفس أفضل سياسة) (1).
وعملية السيطرة على النفس تتحقق من خلال ضبط رغباتها وتوجيه نزواتها نحو الاعتدال، وتتحقق أيضا من خلال محاسبتها، قال الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام): (ليس مِنَّا من لم يحاسب نفسه في كلِّ يوم، فإن عمل حسنة استزاد اللّه تعالى، وإن عمل سيئة استغفر اللّه تعالى منها وتاب إليه) (2).
ولا بدَّ من الإشارة إلى أنّ العقيدة لا تحبذ اتّباع الوسائل الملتوية من أجل السيطرة على النفس، فعن طلحة قال : انطلق رجل ذات يوم فنزع ثيابه وتمرّغ في الرمضاء، وكان يقول لنفسه: ذوقي، وعذاب جهنّم أشد حرّا ، أجيفة باللّيل بطّالة بالنّهار؟!
قال : فبينما هو كذلك إذ أبصره النبيَّ (صلى الله عليه واله) في ظل شجرة فأتاه ، فقال : غلبتني نفسي ، فقال له النبيَّ (صلى الله عليه واله): (ألم يكن لك بدٌّ من الذي صنعته؟) (3).
من هذا التوجه النبوي، نجد أنّه في الوقت الذي تشجّع فيه العقيدة كلّ محاولة صادقة من الإنسان للسيطرة على نفسه، نجد أيضا أنّها لا تُحبّذ اتّباع الأساليب غير العقلانية للسيطرة على النفس، فالنفس تحتاج إلى صبر وسياسة طويلة ورياضة خاصة لتقلع عن ضراوة عاداتها، كتلك الرياضة التي أقسم أمير المؤمنين (عليه السلام) على اتّباعها مع نفسه: (... وأيم اللّه ـ يمينا أستثني فيها بمشيئة اللّه ـ لأروضنَّ نفسي رياضة تَهشُ معها إلى القرص إذا قدرت عليه مطعوما ، وتقنع بالملح مأدوما... (4).
وإنّ الإنسان ليقف مبهورا أمام قدرة الإمام (عليه السلام) في السيطرة على نفسه، رغم أنّ الأموال كانت تجبى إليه من مختلف بلدان الخلافة الإسلامية أيام خلافته، ولقد أبرَّ بقسمه الذي قطعه على نفسه، عن حبة العرني قال : أُتي أمير المؤمنين (عليه السلام) بخوان فالوذج فوضع بين يديه ونظر إلى صفائه وحسنه فوجئ باصبعه فيه حتى بلغ أسفله ثمَّ سلّها ولم يأخذ منه شيئا، وتلمّظ اصبعه وقال: (إنَّ الحلال طيّب ، وما هو بحرام ، ولكنّي أكره أن أعوّد نفسي ما لم أعوّدها ، ارفعوه عنّي فرفعوه) (5).
وكان (عليه السلام) يجعل جريش الشعير في وعاء ويختم عليه ، فقيل له في ذلك ، فقال (عليه السلام): (أخافُ هذين الولدين أن يجعلا فيه شيئا من زيت أو سمن)(6).
______________
1ـ ميزان الحكمة 10 : 134 عن غرر الحكم.
2ـ أخلاق أهل البيت ، للسيد مهدي الصدر : 351. والحديث في الوافي 3 : 62 عن الكافي.
3ـ المحجة البيضاء ، للمحقق الكاشاني 8 : 68 ـ مؤسسة الاعلمي ط2.
4ـ نهج البلاغة ، صبحي الصالح : 419.
5ـ وسائل الشيعة 16 : 508 ـ دار احياء التراث العربي.
6ـ وسائل الشيعة 16 : 509.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|