اذا طبقنا الشروط السابقة اللازمة لزراعة القمح على سطح الكرة الأرضية يتضح لنا ان الأقاليم الاستوائية والممطرة طول العام، والسافانا ذات المطر الصيفي، والاقاليم الموسمية غزيرة المطر صيفا، بالإضافة الى شدة الحرارة في هذه الأقاليم يجعلها لا تصلح لزراعة القمح، كما ان الجهات القطبية شديدة البرودة لا تصلح لزراعة القمح، ومناطق الصحاري الجافة لا تصلح لزراعة القمح لندرة المطر، ولا يمكن زراعتها الا بتوفير مياه الري. وفيما عدا هذه المناطق فان القمح يزرع على نطاق واسع.

ويمكن تقسيم مناطق انتاجه الى قسمين رئيسين:

1- مناطق تزرع للاستهلاك المحلي : وهي اما تكفي نفسها، او تعوض ما تحتاجه عن طريق الاستيراد، مثل معظم الدول الاوربية بما فيها روسيا في الوقت الحاضر. ومعظم هذه المناطق تقع في الجهات الصناعية المكتظة بالسكان.

2- مناطق تزرع القمح للتصدير:  بصفة رئيسية ولاستهلاكها المحلي وهذه معظمها من الدول الحديثة في العالم الجديد مثل الولايات المتحدة الامريكية وكندا والارجنتين.

ولقد زاد انتاج العالم من القمح في السنوات الأخيرة حيث بلغ نحو 610 مليون طن عام 1997م بعد ان كان نحو 445 مليون طن عام 1980م (جدول 1) ويرجع ذلك الى انتشار القمح في مساحات كبيرة من أمريكا الشمالية واستغلال أراضي سيبيريا واراضي البمباس بأمريكا الجنوبية في الارجنتين، واراضي جنوب وغرب استراليا في زراعة القمح. وكان هذا التوسع ضروريا لمواجهة الطلب المتزايد على الغذاء من سكان العالم، نتيجة زيادة السكان وارتفاع مستوى المعيشة.

مما ساعد على التوسع في زراعة القمح سهولة نقله الى كافة انحاء العالم بوسائل النقل المتقدمة بالإضافة، الى استنباط أصناف وفيرة الغلة، وتقاوم الآفات، ويمكن زراعتها في مناطق كان يتعذر زراعتها من قبل، وبذلك امكن زراعته في كل قارات العالم على نطاق واسع.

ويلاحظ من الجدول حسب انتاج عام 1997 ما يلي:

1- ان قارة آسيا تأتي في مقدمة قارات العالم انتاجا للقمح (43.2 %)، تليها قارة اوربا (32.1 %) ثم أمريكا الشمالية (15.9 %) وامريكا الجنوبية (3.2 %) وأستراليا (3.0 %) ثم افريقيا (2.5 %). ويبدو بوضوح زيادة الإنتاج في قارتي آسيا وأوربا في عام 1997م وذلك لتفكك الاتحاد السوفيتي وانضمام بعض دوله الى قارتي اوربا وآسيا.

2- تأتي الصين في مقدمة الدول الآسيوية حيث بلغ انتاجها نحو 47% من انتاج القمح في آسيا، تليها الهند بنحو 29% أي ان الدولتين تنتجان معا نحو 73% من انتاج القارة من القمح.

3- تحتل روسيا المركز الأول في انتاج القمح في اوربا حيث تنتج نحو 23% من انتاج القارة تليها فرنسا بنحو 17%، أي ان الدولتين معا تنتجان نحو ثلث انتاج القارة من القمح ثم تليهما المانيا، ثم اكرانيا فالمملكة المتحدة وبولندا وإيطاليا.

4- تحتل الولايات المتحدة الامريكية المركز الأول في انتاج القمح بقارة أمريكا الشمالية حيث انتجت نحو 70% من انتاج القارة، تليها كندا بنحو 25% أي ان الدولتين معا تنتجان 95% من انتاج القارة، من القمح في عام 1997م.

5- تحتل الارجنتين المركز الأول في انتاج القمح بأمريكا الجنوبية حيث انتجت نحو 72% من انتاج القمح عام 1997م، تليها البرازيل بنحو 12%، أي ان الدولتين معا تنتجان 84% من انتاج القمح بالقارة في عام 1997م.

6- وتحتل مصر المركز الأول في قارة افريقيا حيث بلغ انتاجها نحو 37% من انتاج القارة تليها المغرب بنحو 15%، أي ان الدولتين معا تنتجان نحو نصف انتاج قارة افريقيا. واذا اضفنا اليهما جنوب افريقيا (15 %) فان الدول الثلاث تشكل نحو ثلثي انتاج القارة في عام 1997م.

7- كان الاتحاد السوفيتي يشغل مركزا هاما في انتاج القمح في العالم حيث بلغ انتاجه عام 1990م نحو 18% من انتاج العالم، وبذلك يزيد انتاجه عن انتاج قارات افريقيا وأستراليا وامريكا الجنوبية مجتمعين ويقرب من انتاج قارة أمريكا الشمالية، وكان يحتل المركز الأول بين دول العالم المنتجة للقمح، تأتي بعده الصين التي انتجت نحو 16% من الإنتاج العالمي وتليها الولايات المتحدة الامريكية التي تنتج نحو 13% من انتاج العالم، والهند بنحو 8% وفرنسا نحو 6% وكندا 5% ثم استراليا نحو 3%. ولكنه لا يظهر كدولة في السنوات الأخيرة بعد تفككه واستقلال دوله وانضمامها الى قارتي آسيا وأوربا.

8- يلاحظ من الجدول ثبات مركز قارة آسيا في المركز الأول بين القارات تليها اوربا فأمريكا الشمالية ثم استراليا.

9- يلاحظ تذبذب الإنتاج في بعض الدول المنتجة للقمح مثل إيطاليا التي تراجع انتاجها في الفترة الأخيرة، كما يلاحظ زيادة الإنتاج في مصر، بينما في الولايات المتحدة انخفض انتاجها من نحو 75 مليون طن في عام 1990م الى نحو 69 مليون طن في عام 1997م، بينما ارتفاع في استراليا من نحو 16 مليون طن الى نحو 19 مليون طن في عام 1997م.

10- ويلاحظ اضطراد زيادة انتاج القمح في كل من الصين والهند والباكستان وايران ومصر والارجنتين وألمانيا وأستراليا وبولندا.

11- يلاحظ ان الولايات المتحدة الامريكية والصين معا بلغ انتاجهما نحو 31% من انتاج العالم من القمح، واذا اضفنا اليهما انتاج الهند وروسيا لتجاوز انتاج الدول الأربع نصف انتاج العالم من القمح في عام 1997.

12- يلاحظ زيادة الإنتاج في عام 1990م (595 مليون طن) عما كان عليه عام 1980م (445 مليون طن) ثم استمرت الزيادة لتصل الى نحو 610 مليون طن في عام 1997م.

13- يلاحظ تزايد الإنتاج بشكل ملحوظ خلال الفترة (1980 – 1990) في كل من الصين والمملكة المتحدة وأستراليا والأرجنتين وهي من الدول الهامة المنتجة للقمح.