والعوامل الاجتماعية كثيرة ومتنوعة نذكر منها:

المستوى الحضاري والمادي للإنسان: يعد مستوى التعليم عند السكان وطبيعة العادات والتقاليد والمعتقد الديني والمستوى الحضاري واحد من أهم العوامل الاجتماعية التي تساهم في تطوير القطاع الزراعي فضلا عن قدرات السكان ومعرفتهم باستخدام العلوم والتقنيات الحديثة فما زالت بعض هذه المعتقدات والتقاليد تمنع المزارع الهندي على سبيل المثال من استخدام الآلات الحديثة والمتطورة في زراعة أرضه على العكس المزارع في الدول المتقدمة . ولهذا السبب نلاحظ بان كمية إنتاج الدونم الواحد في الدول المتقدمة والمتطورة تفوق إنتاج الدونم الواحد في الدول الفقيرة والمتخلفة في مستواها الحضاري وتقاليدها المتخلفة في الزراعة. وبسبب هذه المعتقدات يعزف الكثير من الهنود الهندوسيين عن استعمال البقر والاستفادة منه في الإنتاج الحيواني وهذا ينعكس على الزراعة بصورة عامة. إذا ازدادت اعداد الأبقار دون الاستفادة منها وشكلت عامل ضغط على الأراضي بفعل عملية الرعي الجائر جدول (9).

كما أن زراعة بعض أنواع الخضروات في العراق مثلا كانت محط سخرية ومنبوذة بسبب عادات وتقاليد ليس لها أي مبرر ولا صحة سوى انها عادات وأعراف ورثها الأبناء عن الاباء من العصور الغابرة. وفي العصور الحديثة ارتبطت الزراعة ارتباطا وثيقا بعملية البناء الاجتماعي والتي قدمت للعالم إنتاجا زراعيا مفيدة ومتطورة والتي قامت في الأساس على استثمار والاستفادة من جميع الموارد الطبيعية والبشرية لغرض أشباع الحاجات المتزايدة للسكان من الإنتاج الزراعي.

ومن هذا المنطلق توجه الأنظار إلى تحليل الجواني الاجتماعية للعملية الزراعية فجاء التأكيد على ضرورة الاهتمام بالمستوى الثقافي للعاملين في الزراعة على اعتبار أن الثقافة تؤدي إلى نتائج تنعكس بالإيجاب على العملية الإنتاجية. والأمثلة كثيرة فالإنتاج الحيواني في الدول الأوروبية المتقدمة وما جرى عليه من تطور واهتمام يعزی للتطور الذي تميز به المجتمع هناك وعمليات إنتاج الدواجن كذلك والتي كان ينظر لها في ما مضى نظرة احتقار أصبحت اليوم وبفضل ارتفاع المستوى الثقافي للعاملين في هذه المجالات تستقطب الكثير من العاملين. لذلك يمكن القول بأن العوامل هي جزء من دوافع نفسية وذاتية هدفها تطوير الإنتاج.