المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

مفاهيم خاطئة حول الطفل البطيء التعلم
21/11/2022
الموظف سبكموسي.
2024-05-28
ملاحظة العالم ابن بطوطة لظاهرة المد والجزر
2023-07-08
غياب الخبرة في الحياة الزوجية
11-9-2016
جغرافية دولة دومينيكا
7-8-2017
صــــــور التجــــاوز في اداء الواجـــــب
18-4-2017


الصوم والضرر  
  
2488   01:24 مساءاً   التاريخ: 4-1-2017
المؤلف : الشيخ ياسين عيسى
الكتاب أو المصدر : مع الشباب سؤال وجواب
الجزء والصفحة : ص232-234
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-5-2017 2867
التاريخ: 2024-05-11 710
التاريخ: 12/9/2022 1948
التاريخ: 18-10-2018 1997

ـ هل في الصوم ضرر ؟

لا شك في ان الصوم الذي فرضه الله سبحانه على عباده فيه من المصالح الكبرى للإنسان، وكيف لا؟ وهو من تشريع احكم الحاكمين وارحم الراحمين.

ان الإنسان لقصوره عن ادراك علل الاحكام الشرعية قد يتوهّم الضرر اما من جهة الامتناع عن تناول الغذاء الذي يفقد الجسد بعض مقوياته، واما من جهة ان الجسد بعدم تناوله للماء سوف يضطر إلى اخذ حاجته من مخزون الماء لديه والذي سيتسبب بأضرار على الجسد كما يقول الاطباء.

والصحيح ان للصوم فوائد جمّة على الجسد والروح معا وكل ما يتوهّم ضرره سوف يزول بعد

عرض النقاط التالية :

1ـ إن الصوم لا يستهلك تمام اليوم، وما يفقده الجسد من سوائل وقت الصوم سرعان ما يعوضه عند الافطار وما بعده، والله قدر بحكمه أن يتحمل هذا الجسد ترك الاكل والشرب إلى مدة محدودة كما جعل له القدرة على تخزين الماء كي يعوض ما يفتقده في الحالات الطارئة، وعليه فيبقى الصوم ضمن الدائرة الطبيعية غير الخطرة على الجسد.

2- إن عملية الكف عن المأكل والمشرب في النهار حالة اشبه بقلب النظام المعتاد للفرد حيث كان شربه واكله في النهار بدل الليل وفي الصوم يعكس هذا النظام، ولذا ورد استحباب السحور والأكل قبل الفجر كما في الخبر عن مولانا الإمام الصادق (عليه السلام) عن ابيه قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) :(تسحّر ولو بجرع الماء، ألا صلوات الله على المتسحّرين)(1).

3- ان الصوم يربّي الإنسان على الصبر والذي هو من أعظم الآداب الروحية للإنسان في هذه الحياة المملوءة بالمحن والمفاجآت، فيتعلم كيف يقف شامخا كالجبل الراسي امام التحديات كي يشق طريقه بنجاح باتجاه سعادة الابد في الآخرة.

وبهذا الصبر تثبت اقدام المجاهدين في ميادين القتال والجهاد دفاعا عن كرامة الإنسان ومشروع العدالة. وبالصبر تفتح خيارات الابداع، وبالصوم عن المأكل والمشرب تتقوى الارادة امام مغريات اللذائذ المادية، وبه نتحسس معنى المواساة مع الفقراء، ونتذكر جوع وعطش يوم القيامة.

4- إن التشريع راعى حالة المرضى والمسافرين وذوي الحرج والمشقّة، فرفع عنهم وجوب الصوم كما قال تعالى:{فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}[البقرة: 184].

5- إن للصوم اثر كبير على صحة الإنسان، وقد كشف الشرع عن هذه الحقيقة بقول رسول الله (صلّى الله عليه و آله) :(صوموا تصحّوا)(2).

وقال الإمام علي (عليه السلام) : (إن الصوم احد الصحتين وزكاة البدن الجهاد والصيام)(3).

وبالأخير نجزم ومن دون تردد ان قوانين الإسلام ومنها الصوم لا تتعارض مع العلم الحديث وما توصلت اليه مختبرات الاطباء، بل سوف يُكتشف لديهم الابعاد العظيمة للصوم على صحة الإنسان وروحيته أكثر فأكثر.

_____________

1ـ وسائل الشيعة، ج7 ص104.

2- ميزان الحكمة، ج5 ص468.

3- نهج البلاغة بنقل تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم، ص176.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.