المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 16450 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


تفسير آية (102) من سورة النساء  
  
7772   03:18 مساءً   التاريخ: 14-2-2017
المؤلف : اعداد : المرجع الإلكتروني للمعلوماتية
الكتاب أو المصدر : تفاسير الشيعة
الجزء والصفحة : .......
القسم : القرآن الكريم وعلومه / التفسير الجامع / حرف النون / سورة النساء /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-2-2017 9233
التاريخ: 9-12-2016 6967
التاريخ: 7-2-2017 7168
التاريخ: 14-2-2017 5569


قال تعالى : {وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا} [النساء : 102].

 

تفسير مجمع البيان
- ذكر الطبرسي في تفسير  هذه الآية (1) :

 

ابتدأ تعالى ببيان صلاة الخوف في جماعة فقال : {وإذا كنت} يا محمد {فيهم} يعني : في أصحابك الضاربين في الأرض ، الخائفين عدوهم أن يغزوهم {فأقمت لهم الصلاة} بحدودها ، وركوعها ، وسجودها ، عن الحسن .

وقيل : معناه أقمت لهم الصلاة بأن تؤمهم {فلتقم طائفة منهم} أي : من أصحابك الذين أنت فيهم {معك} في صلاتك ، وليكن سائرهم في وجه العدو ، وتقديره :

ولتقم طائفة منهم تجاه العدو ، ولم يذكر ما ينبغي أن تفعله الطائفة غير المصلية ، لدلالة الكلام عليه .

{وليأخذوا أسلحتهم} : اختلف في هذا ، فقيل : المأمور بأخذ السلاح : الطائفة المصلية مع رسول الله ، يأخذون من السلاح مثل السيف ، يتقلدون به ، والخنجر يشدونه إلى دروعهم ، وكذلك السكين ونحو ذلك ، وهو الصحيح . وقيل : هم الطائفة التي بإزاء العدو ، دون المصلية ، عن ابن عباس . {فإذا سجدوا} يعني : الطائفة التي تصلي معه ، وفرغوا من سجودهم {فليكونوا من ورائكم} يعني : فليصيروا بعد فراغهم من سجودهم ، مصافين للعدو .

واختلف في الطائفة الأولى إذا رفعت رؤوسهم من السجود ، وفرغت من الركعة ، كيف يصنعون . فعندنا أنهم يصلون ركعة أخرى ، ويتشهدون ، ويسلمون ، والإمام قائم في الثانية ، ثم ينصرفون إلى مواقف أصحابهم ، ويجئ الآخرون ، فيستفتحون الصلاة ، ويصلي بهم الإمام الركعة الثانية ، حسب ، ويطيل تشهده حتى يقوموا فيصلوا بقية صلاتهم ، ثم يسلم بهم الإمام ، فيكون للطائفة الأولى تكبيرة الافتتاح ، وللثانية التسليم ، وهو مذهب الشافعي أيضا .

وقيل : إن الطائفة الأولى إذا فرغت من ركعة ، يسلمون ويمضون إلى وجه العدو ، وتأتي الطائفة الأخرى ، ويصلي بهم ركعة ، وهو مذهب مجاهد ، وجابر ، ومن يرى أن صلاة الخوف ركعة واحدة . وقيل : إن الإمام يصلي بكل طائفة ركعتين ، فيصلي بهم مرتين بكل طائفة مرة ، عن الحسن . وقيل : إنه إذا صلى بالطائفة الأولى ركعة ، مضوا إلى وجه العدو ، وتأتي الطائفة الأخرى ، فيكبرون ويصلي بهم الركعة الثانية ، ويسلم الإمام ، ويعودون إلى وجه العدو ، وتأتي الطائفة الأولى ، فيقضون ركعة بغير قراءة ، لأنهم لاحقون ، ويسلمون ويرجعون إلى وجه العدو ، وتأتي الطائفة الثانية ، فيقضون ركعة بغير قراءة ، لأنهم مسبوقون ، عن عبد الله بن مسعود ، وهو مذهب أبي حنيفة .

{ولتأت طائفة أخرى لم يصلوا} وهم الذين كانوا بإزاء العدو {فليصلوا معك وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم} يعني : وليكونوا حذرين من عدوهم ، متأهبين لقتالهم بأخذ الأسلحة : أي آلات الحرب ، وهذا يدل على أن الفرقة المأمورة بأخذ السلاح في الأول ، هم المصلون دون غيرهم . {ود الذين كفروا} معناه : تمنى الذين كفروا {لو تغفلون} : لو تعتزلون {عن أسلحتكم} ، وتشتغلون عن أخذها تأهبا للقتال ، {وأمتعتكم} أي : وعن أمتعتكم التي بها بلاغكم في أسفاركم ، فتسهون عنها {فيميلون عليكم ميلة واحدة} أي : يحملون عليكم حملة واحدة ، وأنتم متشاغلون بصلاتكم ، فيصيبون منكم غرة ، فيقتلونكم ، ويستبيحون عسكركم ، وما معكم .

المعنى : لا تتشاغلوا بأجمعكم بالصلاة عند مواقفة العدو ، فيتمكن عدوكم من أنفسكم ، وأسلحتكم ، ولكن أقيموها على ما أمرتم به . ومن عادة العرب أن يقولوا :

ملنا عليهم بمعنى حملنا . قال العباس بن عبادة بن نضلة الأنصاري ، لرسول الله ، ليلة العقبة الثانية : " والذي بعثك بالحق! إن شئت لنميلن غدا على أهل منى بأسيافنا! فقال رسول الله : لم نؤمر بذلك " . يعني في ذلك الوقت {ولا جناح عليكم إن كان بكم أذى من مطر} معناه : لا حرج عليكم ، ولا إثم ، ولا ضيق ، إن نالكم أذى من مطر ، وأنتم مواقفو عدوكم {أو كنتم مرضى} يعني : أعلاء ، أو جرحى ، {أن تضعوا أسلحتكم} إذا ضعفتم عن حملها ، لكن إذا وضعتموها فاحترسوا منهم ، {وخذوا حذركم} لئلا يميلوا عليكم ، وأنتم غافلون {إن الله أعد للكافرين عذابا مهينا} . مذلا يبقون فيه أبدا .

وفي الآية دلالة على صدق النبي ، وصحة نبوته ، وذلك أنها نزلت والنبي بعسفان ، والمشركون بضجنان فتواقفوا ، فصلى النبي وأصحابه صلاة الظهر ، بتمام الركوع والسجود ، فهم المشركون بأن يغيروا عليهم ، فقال بعضهم : إن لهم صلاة أخرى أحب إليهم من هذه ، يعنون صلاة العصر ، فأنزل الله عليه هذه الآية ، فصلى بهم العصر صلاة الخوف ، وكان ذلك سبب إسلام خالد بن الوليد القصة .

وفيها دلالة أخرى : ذكر أبو حمزة في تفسيره أن النبي غزا محاربا ، وبني أنمار ، فهزمهم الله ، وأحرزوا الذراري والمال ، فنزل رسول الله والمسلمون ، ولا يرون من العدو واحدا ، فوضعوا أسلحتهم ، وخرج رسول الله ليقضي حاجته ، وقد وضع سلاحه ، فجعل بينه وبين أصحابه الوادي ، فإلى أن يفرغ من حاجته ، وقد درأ الوادي ، والسماء ترش ، فحال الوادي بين رسول الله وبين أصحابه ، وجلس في ظل شجرة ، فبصر به غورث بن الحارث المحاربي ، فقال له أصحابه : يا غورث هذا محمد قد انقلع من أصحابه! فقال : قتلني الله إن لم أقتله! وانحدر من الجبل ، ومعه السيف ، ولم يشعر به رسول الله إلا وهو قائم على رأسه ، ومعه السيف قد سله من غمده ، وقال : يا محمد من يعصمك مني الآن؟ فقال الرسول : الله ، فانكب عدو الله لوجهه ، فقام رسول الله ، فأخذ سيفه وقال : يا غورث من يمنعك مني الآن ؟

قال : لا أحد . قال : أتشهد أن لا إله إلا الله وأني عبد الله ورسوله؟ قال : لا ، ولكني أعهد أن لا أقاتلك أبدا ، ولا أعين عليك عدوا . فأعطاه رسول الله سيفه ، فقال له غورث : والله لأنت خير مني! قال عليه السلام : إني أحق بذلك . وخرج غورث إلى أصحابه ، فقالوا : يا غورث لقد رأيناك قائما على رأسه بالسيف ، فما منعك منه ؟

قال : الله . أهويت له بالسيف لأضربه ، فما أدري من زلجني (2) بين كتفي ، فخررت لوجهي ، وخر سيفي ، وسبقني إليه محمد ، وأخذه ، ولم يلبث الوادي أن سكن .

فقطع رسول الله إلى أصحابه ، فأخبرهم الخبر وقرأ عليهم : {إن كان بكم أذى من مطر} الآية كلها .

__________________________

1. مجمع البيان ، ج3 ، ص 175-178 .

2. كذا في النسخ وذكره الجزري في مادة (زلخ) وقال : رمى الله فلانا بالزلخة (مثل القبرة) ، وهو وجع يأخذ في الظهر لا يتحرك الإنسان من شدته . قال الخطابي : رواه بعضهم فزلج بين كتفيه : يعني بالجيم ، وهو غلط " انتهى " .

 

تفسير الكاشف
- ذكر محمد جواد مغنيه في تفسير  هذه الآية (1) :

 

{ وإِذا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ فَلْتَقُمْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ ولْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ } .

هذا بيان لصلاة الخوف جماعة ، والمعنى إذا أردت يا محمد الصلاة جماعة بالمقاتلين فاجعلهم طائفتين : واحدة تصلي معك ، وهي حاملة السلاح ، والثانية تقف بإزاء العدو للحراسة ، وكما تصح جماعة مع النبي ( صلى الله عليه وآله ) تصح مع غيره أيضا .

{ فَإِذا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرائِكُمْ } . أي إذا سجد من يصلي مع الرسول ( صلى الله عليه وآله ) فلتقف الطائفة الحارسة خلف المصلين . { ولْتَأْتِ طائِفَةٌ أُخْرى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ ولْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وأَسْلِحَتَهُمْ } . أي بعد أن تنتهي الأولى من الصلاة تأخذ الثانية مكان الأولى في الصلاة ، وتأخذ الأولى مكان الثانية في الحراسة . { وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً واحِدَةً } . هذا بيان للحكمة التي استدعت تشريع الصلاة في هذه الحال بهذا الشكل ، وهي ان لا يغتنم العدو فرصة اشتغال المسلمين المقاتلين بالصلاة ، فيباغتهم ، وينال منهم ما يريد .

{ ولا جُناحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كانَ بِكُمْ أَذىً مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ } . بعد أن أمر سبحانه المصلين بحمل السلاح أذن لهم بتركه ، إن ثقل عليهم حمله بسبب المطر أو المرض ، ولكنه تعالى أوجب عليهم الحيطة والتيقظ ، كي لا يصيب العدو منهم غرة .

{ فَإِذا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهً قِياماً وقُعُوداً وعَلى جُنُوبِكُمْ } . المراد بالصلاة هنا صلاة الخوف وبقضائها الفراغ منها . والمعنى ان ذكر اللَّه حسن على كل حال ، لا في الصلاة فقط ، قال الإمام علي ( عليه السلام ) : افترض اللَّه من ألسنتكم الذكر ، وأوصاكم بالتقوى ، وجعلها منتهى حاجته من خلقه . وقال ابن العربي في الجزء الرابع من الفتوحات المكية : من حاز على ذكر اللَّه في قيامه وقعوده واضطجاعه فقد حاز الوجود .

_______________________

1. تفسير الكاشف ، ج2 ، ص 425 .

 

تفسير الميزان
- ذكر الطباطبائي في تفسير  هذه الآية (1) :

 

قوله تعالى : { وَإِذا كُنْتَ فِيهِمْ ـ إلى قوله ـ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ } الآية ، تذكر كيفية صلاة الخوف ، وتوجه الخطاب إلى النبي صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله بفرضه إماما في صلاة الخوف ، وهذا من قبيل البيان بإيراد المثال ليكون أوضح في عين أنه أوجز وأجمل .

فالمراد بقوله { فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ } هو الصلاة جماعة ، والمراد بقوله { فَلْتَقُمْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ } قيامهم في الصلاة مع النبي صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله بنحو الايتمام ، وهم المأمورون بأخذ الأسلحة ، والمراد بقوله { فَإِذا سَجَدُوا } (إلخ) إذا سجدوا وأتموا الصلاة ليكون هؤلاء بعد إتمام سجدتهم من وراء القوم ، وكذا المراد بقوله { وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ } أن تأخذ الطائفة الثانية المصلية مع النبي صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله حذرهم وأسلحتهم .

والمعنى ـ والله أعلم ـ : وإذا كنت أنت يا رسول الله فيهم والحال حال الخوف فأقمت لهم الصلاة أي صليتهم جماعة فأممتهم فيها ، فلا يدخلوا في الصلاة جميعا بل لتقم طائفة منهم معك بالاقتداء بك وليأخذوا معهم أسلحتهم ، ومن المعلوم أن الطائفة الأخرى يحرسونهم وأمتعتهم فإذا سجد المصلون معك وفرغوا من الصلاة فليكونوا وراءكم يحرسونكم والأمتعة ولتأت طائفة أخرى لم يصلوا فليصلوا معك ، وليأخذ هؤلاء المصلون أيضا كالطائفة الأولى المصلية حذرهم وأسلحتهم.

وتوصيف الطائفة بالأخرى ، وإرجاع ضمير الجمع المذكر إليها رعاية تارة لجانب اللفظ وأخرى لجانب المعنى ، كما قيل. وفي قوله تعالى { وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ } نوع من الاستعارة لطيف ، وهو جعل الحذر آلة للدفاع نظير السلاح حيث نسب إليه الأخذ الذي نسب إلى الأسلحة ، كما قيل.

قوله تعالى : { وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ ـ إلى قوله ـ واحِدَةً } في مقام التعليل للحكم المشرع ، والمعنى ظاهر .

قوله تعالى : { وَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ } إلى آخر الآية. تخفيف آخر وهو أنهم إن كانوا يتأذون من مطر ينزل عليهم أو كان بعضهم مرضى فلا مانع من أن يضعوا أسلحتهم لكن يجب عليهم مع ذلك أن يأخذوا حذرهم ، ولا يغفلوا عن الذين كفروا فهم مهتمون بهم .

_________________________

1. تفسير الميزان ، ج5 ، ص 55-56 .

 

تفسير الأمثل
- ذكر الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في تفسير  هذه الآية (1) :

 

تبيّن هذه الآية للمسلمين طريقة صلاة الخوف التي تؤدى في ساحة الحرب ، فتخاطب الآية النّبي صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله‌ وسلم قائلة : {وَإِذا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ فَلْتَقُمْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ ...} فإذا سجدت جماعة وانقضت الركعة الأولى من الصّلاة ، على النّبي أن يقف في مكانه فتؤدي الجماعة ـ سريعا ـ الركعة الثّانية وتعود إلى ساحة القتال لمواجهة العدو .

وتأتي بعد ذلك الجماعة الثّانية التي لم تصل بعد ، وتأخذ مكان الجماعة الأولى فتصلّي مع النّبي : {فَإِذا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرائِكُمْ وَلْتَأْتِ طائِفَةٌ أُخْرى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ ...} وعلى الجماعة الثّانية أن لا تضع أرضا لامة حربها ، بل تحتفظ بها معها : {وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ ...} .

وتشير الآية إلى أنّ أداء الصّلاة بهذا الأسلوب من أجل أن يبقى المسلمون في مأمن من أي هجوم مباغت قد يقوم به العدو عليهم ، لأنّه يتحين الفرص دائما لتنفيذ هذا الهجوم ، ويتمنى لو تخلى المسلمون وغفلوا عن أسلحتهم وأمتعتهم ليشنّ عليهم حملته الغادرة : {وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً واحِدَةً ...}.

ولما كان حمل السلاح والوسائل الدفاعية الأخرى صعبا أثناء أداء الصّلاة في بعض الأحيان مثل أن يكون بعض المسلمين يعانون من ضعف بدني أو مرضي أو جراحات تحملوها من ساحة القتال ، فيشق عليهم بذلك حمل السلاح أو وسائل الدفاع الأخرى ، لذلك تأمر الآية في الختام قائلة : {وَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كانَ بِكُمْ أَذىً مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ}.

وهذا مشروط بأن يحتفظ المسلمون بما يقيهم من وسائل الدفاع كالدروع ، وأمثالها حتى في حالة وجود العذر كالضعف أو المرض ، وذلك لحماية أنفسهم إذا باغتهم العدو بهجومه إلى أن تصلهم الإمدادات حيث تقول الآية : {وَخُذُوا حِذْرَكُمْ ...}.

__________________________

1. تفسير الأمثل ، ج3 ، ص 282-283 .

 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .



قسم الشؤون الفكرية يباشر باستعداداته لإقامة الدورة القرآنية لطلبة العلوم الدينية الأفارقة
بمشاركة قرّاء من البصرة... المَجمَع العلميّ يُقيم محفلَ عرش التّلاوة في صحن مرقد أبي الفضل العبّاس (عليه السّلام)
قسم الشؤون الفكريّة يُقيم جلسةً حواريّة لممثلي المواكب في ذي قار
قسم الشؤون الفكرية يعد حزمة من الدورات الدينية والثقافية المتنوعة