المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



لذة الولد  
  
2208   01:41 مساءاً   التاريخ: 7-12-2016
المؤلف : السيد علي بن الحسين العلوي
الكتاب أو المصدر : الأثر الخالد في الولد والوالد
الجزء والصفحة : .....
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الأبناء /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-5-2017 1767
التاريخ: 12-1-2016 6398
التاريخ: 15-9-2021 2126
التاريخ: 17-4-2022 1658

من الحالات النفسانية التي تعتري الانسان هي اللذة ، واللذة لها شعب وموارد كثيرة لا تعد ومن مواردها المهمة لذّة الوالد من الولد بقدّه وجماله وأدبه وكماله ونطقه ومشيه وريحه وخلقه وما اشبه . لذا قيل : أطيب الروائح ريحان ، ريح جسد تحبه وريح ولد تمرّ به(1) .

ـ الولد نعمـة :

يهنأّ الانسان على نعم الله تبارك وتعالى، وأي نعمة اكبر وأعظم من ولد يهبه المولى الكريم جلّ جلاله لأبوين عطوفين حنينين، يتّبعا انفسهما في نشأته ونموهّ وتربيته، ويخافا عليه من أصغر حادث يريّبه او يؤذيه الى أن يبلغ أشدّه. فيا ليته يفطن ويبرّ بهما بعد تلك المدة التي مضت وهو يسير الى الرشد، والتهاني تتر على أبويه .

ـ من أقوال امير المؤمنين (صلوات الله وسلامه عليه)، قال : في رجل هنّاه بولد شكرت الواهب وبورك لك في الموهوب وبلغ اشدّه ورزقت برّه(2).

 ـ الولد ريحـانة :

الريحان زرع من الخضروات معطّر ، تميل اليه النفس وترتاح من شمّه الروح . والولد غصن شبّهوه بشطب الريحان، فالأبوان لّما ينظران الى ولدهما يشتمّا منه ما هو اعطر من الريحان في المنعة ونفوسهما، وما الذّ من أن يكبر الولد ويمشي أمام ابويه ـ لاسيما اذا كان صالحا ـ فقد نقل أن رجلا جاء الى البيت الهاشمي يسأل عن رسول الله (صلى الله عليه واله سلّم)، وكان بعده وفاته (صلى الله عليه واله)والرجل لا يعلم فلما علم حزن حزنا شديدا، فقال له الحسين (عليه السلام) روحي فداه ، معناه : أتريد أن تنظر الى من يشبه الرسول (صلى الله عليه و آله)، خلقا وخلقا ومنطقا ، فجاء به الى أن أراه عليا الأكبر (عليه السلام) ، ففرح الرجل ، ثم سأله الحسين (صلوات الله عليه) ، ايها الرجل ما الذّ اللذائذ ؟ . فقال :أن يكون عندك ولد كهذا فيمشي أمامك  ثم قال الحسين (عليه السلام) ما أشدّ الأحزان فقال فقدك كهذا الولد، الى آخره... لعن الله الظالمين لكم يا آل محمّد صلوات الله وسلامه عليكم أجمعين الى يوم الدين .

ـ قال النبي الأعظم (صلى الله عليه واله) :الولد ريحانة . وريحانتاي الحسن والحسين (عليهم صلوات الله تعالى)(3).

ـ الانس بالولد :

لاشكّ ولاريب في أن الانسان يأنس ببعض الأشياء المطبوعة، حيث تتماشى مع طبيعته، كذلك لاشك في أن المطبوعات تختلف وتتمايز عنده، فبعضها تطابق ذوقه مئة بالمئة، وبعضها الآخر أقل من الأول، وهكذا، هذا كله من الغرائز الأولية والفطرية للبشر .

ثم ان الناس يختلفون حسب اختلاف أذواقهم، فترى الشيء المحبوب عند هذا لم يكن محبوبا عند الآخرين، والمرغوب عند الآخر لم يرغب فيه بعضهم، والمثل السائر يقول: لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع .

ومن الجدير بالذكر: أنّه مع اختلاف أذواقهم، وروحيّاتهم، وأوضاعهم، وبيئاتهم، كلّهم وقد اتحدوا في أمر واحد ـ وحتى شاركهم به الحيوانات - وهو الأنس بالولد ـ فالهائل والصغير والغني والفقير، والأبيض والأسود، والشريف والوضيع، كل يأنس بطفله، ويراه ابدع

المخلوقات .

يقال إنّه : قيل للغراب : جئنا بأجمل الفراخ ، فجاء بفرخه ، في حين أن فرخ الغراب من اقبح الفراخ ، فقسّ على هذا : فعلل و تفعلل

ـ قال أبو علي الأشعري، عن محمد بن سالم، عن أحمد بن النضر، عن عمرو بن شمر، عن جابر عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال : أتى رجل رسول الله (صلى الله عليه واله)، فقال يا رسول الله أنّي راغب في الجهاد، نشيط ، قال : فقال له النبي (صلى الله عليه واله): فجاهد في سبيل الله فانك ان تقتل تكن حيّا عند الله ترزق وان تمت فقد وقع أجرك على الله  وان رجعت، رجعت من الذنوب كما ولدت، قال : يا رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله الكرام البررة) ان لي والدين كبيرين يزعمان أنهما يأنسان بي، ويكرهان خروجي، فقال رسول الله (صلى الله عليه و آله الطاهرين): فقرّ مع والديك، فو الذي نفسي بيده لأنسهما بك يوما وليلة خير من جهاد سنة (4).

ـ شباهة الولد :

لابد للولد أن يشبه أما الأعمام وأما الأخوال، ولهذا الشبه أسرار عجيبة والإسلام العظيم كاشف الأسرار، ما من معضلة الاّ ويحلّها الإسلام لأنه جاء بالكمال للبشرية، لذا ترى (نابليون بونابرت) يقول :(ان أملي الوحيد في الحياة هو أن اعيش حتى تتاح لي الفرصة لأجمع الحكماء والمفكرين من اقطار العالم لأضع معهم دستورا متحد الشكل على أساس من تعاليم القرآن الرفيعة؛ لأن هذه التعاليم هي التي يمكنها أن تقود الناس الى الخير والسعادة والرفاه) . هذا هو الإسلام وهذه شهادات اعاظم العالم له .

ـ وأمّا شبه الولد وأخواله : فاذا سبق نطفة الرجل نطفة المرأة الى الرحم خرج شبه الولد الى أعمامه، ومن نطفة الرجل يكون العظم والعصب. واذا سبق نطفة المرأة نطفة الرجل الى الرحم خرج يشبه الى أخواله، ومن نطفتها يكون الشعر والجلد واللحم لأنها صفراء رقيقة(5) .

ـ الاجتـناب عن ولد الزّنا :

لا ينبغي للعاقل أن يخالط كل من عرض له، وانما ينبغي له الانتقاء، فان الناس صناديق مغلفة، لا يدري ما تحتويه، وقد علّمتنا التجارب أنّ ما تضر هي اكثر بكثير مما تنفع، فيا ولدي عليك بالتأني فيما تختار، وعليك بالتأمّل فيمن تترك، وكن على هون في مسيرك الصعب، واعلم أن الحذر ينجي من الخطر .

______________

1ـ معدن الجواهر باب ذكر ما جاء في اثنين :ص29.

2ـ جاء في كتاب درر الكلم ، حرف الشين بلفظ شكر ، ص 183 .

3ـ غوالي الدرر حرف الواو ، ص 168 .

4ـ الكافي ج2, ص 128 , باب البر , الحديث 10 .

5- علل الشرائع ، العلّة الثالثة ، ص1 .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.