أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-11-2016
837
التاريخ: 27-11-2016
909
التاريخ: 27-11-2016
767
التاريخ: 27-11-2016
1093
|
واعمراه لولا عليٌّ لهَلك عمر
قال : سمعت غلاماً بالمدينة ، وهو يقول : يا أحكم الحاكمين ، أُحكم بيني وبين أُمِّي ! فقال له عمر بن الخطاب : يا غلام ، لمَ تَدْعُو على أُمِّك ؟!
فقال : يا أمير المؤمنين ، إنَّها حملتني في بطنها تسعاً ، وأرضعتني حولين كاملين ، فلمَّا ترعرعتُ وعرفت الخير مِن الشَّرِّ ويميني مِن شِمالي طردتني ، وانتفت مِنِّي ، وزعمت أنَّها لا تعرفني .
فقال عمر : أين تكون الوالدة ؟
قال : في سقيفة بني فلان .
فقال عمر : عليَّ بأُمِّ الغُلام . فأتوا بها مع أربعة أخوة لها ، وأربعين قَسَّامة يشهدون لها أنَّها لا تعرف الصبي ، وأنَّ هذا الغُلام مدَّعٍ ظالم ، يُريد أنْ يفضحها في عشيرتها ، وأنَّ هذه جارية مِن قريش لم تتزوَّج قطُّ ؛ لأنَّها بخِتام ربِّها .
فقال عمر : يا غُلام ، ما تقول ؟
فقال : يا أمير المؤمنين ، هذه ـ والله ـ أُمِّي ! حملتني في بطنها تسعاً ، وأرضعتني حولين كاملين ، فلمَّا ترعرعت وعرفتُ الخير والشَّرَّ ، ويميني مِن شمالي طردتني ، وانتفت مِنِّي ، وزعمتْ أنَّها لا تعرفني !
فقال عمر : يا هذه ، ما يقول الغُلام ؟
فقالت : يا أمير المؤمنين ، والذي احتجب بالنور ، فلا عين تراه ، وحَقِّ محمد وما ولد ، ما أعرفه ولا أدري مِن أيِّ الناس هو ! وإنَّه غلام يُريد أنْ يفضحني في عشيرتي ، وأنا جارية مِن قريش ، ولم أتزوَّج قطُّ ، وإني بخاتم ربِّي .
فقال عمر : ألكِ شهودٌ ؟
فقالت : نعم هؤلاء ، فتقدَّم الأربعون قَسامة ، وشهدوا عند عمر أنَّ الغُلام مُدَّعٍ ، يُريد أنْ يفضحها في عشيرتها ، وأنْ هذه جارية مِن قريش لم تتزوَّج قَطُّ ، وأنَّها بخاتم رَبِّه .
فقال عمر : خذوا بيد الغُلام وانطلقوا به إلى السِّجن ، حتَّى نسأل عن الشهود ، فإنْ عَدْلت شهادتهم جَلدته حُدَّ المُفتري . فأخذوا بيد الغُلام ، وانطلقوا به إلى السِّجن ، فتلقَّاهم أمير المؤمنين عليٌّ ( عليه السلام ) في بعض الطُّرق ، فنادى الغُلام : يا ابن عَمِّ رسول الله ، إنِّي غُلام مظلوم ، وأعاد عليه الكلام الذي تكلَّم به عند عمر ، ثمَّ قال : وهذا عمر قد أمر بي إلى السِّجن .
فقال عليٌّ ( عليه السلام ) : ( ردُّوه إلى عمر ) .
فلمَّا ردُّوه قال لهم عمر : أمرت به إلى السِّجن فرددتموه إليَّ !
فقالوا : يا أمير المؤمنين ، أمرنا عليُّ بن أبي طالب أنْ نرُدَّه إليك ، وسمعناك تقول : لا تعصوا لعليٍّ أمراً .
فبينا هم كذلك ، إذ أقبل عليٌّ ( عليه السلام ) ، فقال : ( عليَّ ، بأمِّ الغُلام ) ، فأتوا بها .
فقال عليٌّ ( عليه السلام ) : ( يا غُلام ، ما تقول ؟ ) .
فأعاد الكلام على عليٍّ ( عليه السلام ) .
فقال علي لعمر : ( أتأذن لي أنْ أقضي بينهم ؟ ) .
فقال عمر : سبحان الله ، وكيف لا ، وقد سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول : أعدلكم عليُّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) .
ثمَّ قال للمرأة : ( يا هذه المرأة ، ألك شهود ؟ ) .
قالت : نعم ، فتقدَّم الأربعون قَسَّامة ، فشهدوا بالشهادة الأُولى .
فقال عليٌّ ( عليه السلام ) : ( لأقضينَّ اليوم بينكم بقضيَّة ، هي مرضاة الرَّبِّ مِن فوق عرشه ، علمنيها حبيبي رسول الله ) .
فقال لها : ( ألك وليٌّ ؟ ) .
قالت : نعم ، هؤلاء إخوتي .
فقال لإخوتها : ( أمري فيكم وفي أُختكم جائز ؟ ) .
قالوا : نعم يا ابن عم محمد , أمرك فينا وفي أُختنا جائز .
فقال عليٌّ ( عليه السلام ) : ( أُشهِد الله ، وأُشهِد مَن حضر مِن المسلمين ، أنِّي قد زوَّجت هذا الغُلام مِن هذه الجارية بأربعمائة درهم والنقد مِن مالي . يا قنبر ! عليَّ بالدراهم ) . فأتاه قنبر فصبَّها في يَد الغُلام .
فقال : ( خُذها وصُبَّها في حِجر امرأتك, ولا تأتنا إلا وبك أثر العِرس ) . ( يعني : الغسل ) ، فقام الغُلام فصبَّ الدراهم في حِجر المرأة ، ثمَّ تَلْبَبَها وقال لها : قومي.
فنادت المرأة : النار ! النار ! ـ يا ابن عَمِّ محمد ـ أُتريد أنْ تزوِّجني مِن ولدي ؟! هذا ـ والله ـ ولدي ! زوَّجني إخوتي هجيناً فولدت منه هذا ، فلمَّا ترعرع وشبَّ أمروني أنْ أنتفي منه وأطرده ، هذا ـ والله ـ ولدي وفؤادي يتقَّلى أسفاً على ولدي .
قال : ... ثمَّ أخذت بيد الغُلام وانطلقت .
ونادى عمر : واعمراه لولا عليٌّ لهلك عمر.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|