الوصيّة في الأمم السّابقة والنصوص الواردة عن رسول اللّه (صلى الله عليه واله) في تعيين وليّ الأمر من بعده وشهرة لقب الوصي للإمام علي بن ابي طالب (عليهما السلام). |
2745
08:27 صباحاً
التاريخ: 23-11-2016ال
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-3-2018
1171
التاريخ: 30-07-2015
1462
التاريخ: 11-4-2017
2282
التاريخ: 3-3-2018
1383
|
نبدأ... بذكر ما فعله الأنبياء في تعيين الوصيّ ووليّ الأمر لأممهم من بعدهم
الوصيّة في الأمم السّابقة :
قد سلسل المسعوديّ (1) اتّصال الحجج وأوصياء الأنبياء من لدن آدم حتّى خاتم النبيين- صلوات اللّه عليهم أجمعين - وأوصيائه، فقد ذكر- مثلا-:
أنّ وصيّ آدم كان هبة اللّه و هو شيث بالعبرانية.
وأنّ وصيّ إبراهيم كان إسماعيل (عليه السلام).
وأنّ وصيّ يعقوب كان يوسف (عليه السلام).
و أنّ وصيّ موسى كان يوشع بن نون بن افرائيم بن يوسف (عليه السلام) و خرجت عليه صفورا زوجة موسى (عليه السلام).
و أنّ وصيّ عيسى كان شمعون (عليه السلام).
وأنّ وصيّ خاتم الأنبياء محمّد ( صلى الله عليه [ واله ] ) كان عليّ بن أبي طالب، ثمّ الأحد عشر من ولده (عليه السلام).
ونحن نقتصر هنا على ذكر خبر ثلاثة من الأوصياء المذكورين آنفا:
أ- خبر وصيّة آدم لشيث:
قال اليعقوبي في خبر وصيّة آدم لشيث:
لمّا حضر آدم الوفاة ... جعل وصيّته إلى شيث.
و قال الطبري:
هبة اللّه؛ و بالعبرانية: شيث، و إليه أوصى آدم ... و كتب وصيّته، و كان شيث في ما ذكر وصيّ أبيه آدم (عليه السلام).
وقال المسعودي في خبر وصيّة آدم لشيث ثمّ وفاته:
ثمّ إنّ آدم حين أدّى الوصيّة إلى شيث، احتقبها واحتفظ بمكنونها، وأتت وفاة آدم ....
وقال ابن الأثير:
وتفسير شيث: هبة اللّه، و هو وصيّ آدم، و لمّا حضرت آدم الوفاة عهد إلى شيث.
وقال ابن كثير:
ذكر وفاة آدم و وصيّته إلى ابنه شيث (عليه السلام):
ومعنى شيث: هبة اللّه ... و لمّا حضرت آدم الوفاة عهد إلى ابنه شيث ....
ب- خبر يوشع بن نون وصيّ موسى :
أولا : يوشع بن نون في التوراة :
ورد في مادة يوشع من قاموس الكتاب المقدس نقلا عن التوراة: أن يوشع بن نون كان مع موسى في جيل سينا و لم يتلوّث بعبادة العجل على عهد هارون.
وفي آخر الإصحاح السابع و العشرين من سفر العدد (2) ورد خبر تعيينه من قبل اللّه وصيّا لموسى كالنّصّ الآتي :
{ فكلّم موسى الرّبّ قائلا. 16 ليوكّل الرّبّ إله 17 أرواح جميع البشر رجلا على الجماعة 17 يخرج أمامهم ويدخل أمامهم و يخرجهم 18 و يدخلهم لكيلا تكون جماعة الرّب كالغنم الّتي لا راعي لها. 18 فقال الرّبّ لموسى 19 خذ يشوع بن نون رجلا فيه روح وضع يدك عليه 19 و أوقفه قدّام ألعازار الكاهن 20 و قدّام كلّ الجماعة و أوصه أمام أعينهم. 20 و اجعل من هيبتك عليه لكي يسمع له كلّ 21 جماعة بني إسرائيل. 21 فيقف أمام ألعازار الكاهن فيسأل له بقضاء الأوريم أمام الرّبّ. حسب قوله يخرجون و حسب قوله يدخلون هو و كلّ بني إسرائيل معه كلّ 22 لجماعة. 22 ففعل موسى كما أمره الرّبّ. أخذ يشوع وأوقفه قدّام ألعازار الكاهن 23 و قدّام كلّ الجماعة 23 ووضع يديه عليه و أوصاه كما تكلّم الرّبّ عن يد موسى ... ورد خبر قيامه بأمر بني إسرائيل و حروبه في ثلاثة و عشرين إصحاحا من سفر يوشع بن نون } .
ثانيا : في القرآن الكريم :
في القرآن الكريم ؛ عرّب يوشع بـ (اليسع) في سورة الأنعام، الآية: 86 وسورة ص، الآية: 48.
ثالثا: في مصادر الدراسات الإسلامية.
في تاريخ اليعقوبي 1/ 46:
وكان موسى لمّا حضرته وفاته أمره اللّه عزّ و جلّ أن يدخل يوشع بن نون إلى قبّة الرّمان فيقدّس عليه، و يضع يده على جسده لتتحوّل فيه بركته، و يوصيه أن يقوم بعده في بني إسرائيل.
وجه الشّبه بين وصيّ خاتم الأنبياء و وصيّ موسى (عليه السلام) :
إنّ يوسع بن نون كان مع موسى في جبل سينا و لم يعبد العجل. و أمر اللّه نبيّه موسى أن يعيّنه وصيّا من بعده لئلّا تكون جماعة الربّ كالغنم بلا راع.
وكان الإمام عليّ مع النبيّ في غار حراء ولم يعبد صنما قطّ وأمر اللّه نبيّه في رجوعه من حجّة الوداع أن يعيّنه أمام الحجيج قائدا للأمة من بعده، و لا يترك أمّته هملا؛ و قد صدع بذلك رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) في غدير خم و عيّنه وليّا للعهد من بعده كما سنذكره في ما يأتي، و صدق رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) حيث قال:
«ليأتينّ على أمّتي ما أتى على بني إسرائيل حذو النعل بالنعل ...» و قد أوردنا مصادره في أول الجزء الثاني من (خمسون و مائة صحابيّ مختلق).
ج- خبر شمعون وصيّ عيسى :
أولا: شمعون في الإنجيل :
ورد في قاموس الكتاب المقدّس ذكر عشرة أشخاص بهذا الاسم، منهم: شمعون بطرس و شمعون اسمه في التوراة سمعون، و قد ورد خبره في إنجيل متّى، الإصحاح العاشر كالآتي:
«ثمّ دعا- يعني عيسى- تلاميذه الاثني عشر و أعطاهم سلطانا على أرواح نجسة حتّى يخرجوها، و يشفوا كلّ مرض و كلّ ضعف. و هذه أسماء الاثني عشر رسولا: الأول سمعان الّذي يقال له بطرس ...».
وفي إنجيل يوحنا، الإصحاح 21 العدد: 15- 18 أن عيسى أوصى إليه و قال له: «ارع غنمي» كناية عن رعاية من آمن به.
وجاء في قاموس الكتاب المقدّس أيضا:
«عيّنه المسيح لهداية الكنيسة».
ثانيا: شمعون في مصادر الدراسات الإسلاميّة :
ذكر خبره اليعقوبي وسمّاه: سمعان الصفا.
وقال المسعودي في 1/ 343:
قتل برومية بطرس و اسمه باليونانية: شمعون و العرب تسمّيه:
سمعان.
وفي مادة: دير سمعان من معجم البلدان:
«دير سمعان: بنواحي دمشق، و سمعان هذا الّذي ينسب إليه الدير أحد أكابر النصارى، و يقولون إنه شمعون الصفا».
أوردنا نتفا من أخبار هؤلاء الأوصياء الثلاثة كمثال لأخبار بقيّة أوصياء الأنبياء في الأمم السابقة.
ولم يكن خاتم الأنبياء بدعا من الرسل ليترك أمّته دون تعيين وليّ الأمر من بعده، و هو الّذي لم يغب عن المدينة- المجتمع الإسلاميّ الصغير- في غزواته و لا ساعة من نهار دون أن يستخلف عليها أحدا. كلّا لم يترك خاتم الأنبياء و المرسلين المجتمعات الإسلاميّة للأبد دون أن يعيّن أولي الأمر من بعده، بل عيّنهم بألفاظ مختلفة و في أماكن متعدّدة؛ منها ما خصّ بالذكر الإمام من بعده و منها ما ذكر فيها جميع الأئمة.
و ممّا خصّ بالذكر الإمام عليّ بن أبي طالب وحده؛ الأحاديث الآتية:
وصيّ الرسول( صلى الله عليه [ واله ] ) و وزيره و ولي عهده و خليفته من بعده :
الوصيّ في أحاديث الرسول( صلى الله عليه [ واله ] ) :
أوردنا في أول الباب قصّة إنذار بني هاشم و أنّ رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) قال لعليّ بن أبي طالب (عليه السلام) بمحضر من رجال بني هاشم في ذلك اليوم:
«إنّ هذا أخي و وصيّي و خليفتي فيكم فاسمعوا له و أطيعوا».
و بهذا القول عيّن الرسول( صلى الله عليه [ واله ] ) وصيّه و خليفته فيهم و أمرهم بإطاعته، و قد قال سبحانه و تعالى: { وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ } [الحشر/ 7].
و روى الطبراني عن سلمان، قال: قلت: يا رسول اللّه، إنّ لكلّ نبيّ وصيّا فمن وصيّك؟ فسكت عنّي، فلمّا كان بعد رآني فقال: يا سلمان.
فأسرعت إليه، قلت: لبّيك. قال: تعلم من وصيّ موسى؟ قال: نعم، يوشع بن نون. قال: لم؟ قلت: لأنّه كان أعلمهم يومئذ. قال:
«فإنّ وصيّي و موضع سرّي و خير من أترك بعدي و ينجز عدتي و يقضي ديني عليّ بن أبي طالب» (3).
وعن أبي أيّوب أنّ رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) قال لابنته فاطمة:
«أ ما علمت أنّ الله عزّ و جلّ اطّلع على أهل الأرض فاختار منهم أباك فبعثه نبيّا، ثمّ اطّلع الثانية فاختار بعلك فأوحى إلى فأنكحته و اتّخذته وصيّا» (4).
وعن أبي سعيد أنّ رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) قال:
«إنّ وصيّي و موضع سرّي و خير من أترك بعدي و ينجز عدتي و يقضي ديني عليّ بن أبي طالب» (5).
وعن أنس بن مالك أنّ الرسول توضّأ و صلّى ركعتين و قال له:
«أوّل من يدخل عليك من هذا الباب إمام المتّقين، و سيّد المسلمين، و يعسوب الدين، و خاتم الوصيين ...» فجاء عليّ (عليه السلام) فقال( صلى الله عليه [ واله ] ) : من جاء يا أنس؟ فقلت: عليّ. فقام إليه مستبشرا فاعتنقه- الحديث (6).
و عن الصحابي بريدة قال: قال النبيّ:
«لكلّ نبيّ وصيّ و وارث، و إنّ عليا وصيّي و وارثي» (7).
و في المحاسن و المساوئ للبيهقي، ما موجزه: إنّ جبرائيل جاء بهديّة من اللّه ليهديها الرسول( صلى الله عليه [ واله ] ) إلى ابن عمّه و وصيّه علي بن أبي طالب- الحديث (8).
كان هذا ما وجدناه في الوصية في أحاديث الرسول( صلى الله عليه [ واله ] ) .
الوصيّة في كتب الأمم السّابقة :
روى نصر بن مزاحم في كتابه وقعة صفّين و الخطيب في تاريخ بغداد و اللّفظ للأول:
إنّ الإمام عليّا في مسيره إلى صفّين عطش جيشه في صحراء، فانطلق بهم حتّى أتى بهم على صخرة، فأعانهم حتى اقتلعوها و شرب الجيش حتّى ارتووا، و كان بالقرب منهم دير، فلمّا اطلع صاحب الدير على هذا الأمر قال:
ما بني هذا الدير إلا بذلك الماء و ما استخرجه إلّا نبيّ أو وصيّ نبيّ (9).
خبر آخر يؤيد الخبر السابق :
في صفّين لنصر بن مزاحم و تاريخ ابن كثير و اللّفظ للأول :
قال: لمّا نزل عليّ الرقّة بمكان يقال له بليخ على جانب الفرات، فنزل راهب هناك من صومعته فقال لعلي: إنّ عندنا كتابا توارثناه عن آبائنا، كتبه أصحاب عيسى بن مريم، أعرضه عليك؟ قال عليّ: نعم، فما هو؟ قال الراهب:
بسم اللّه الرحمن الرحيم الّذي قضى فيما قضى، و سطر فيما سطر، أنّه باعث في الأميّين رسولا منهم يعلّمهم الكتاب و الحكمة، و يدلّهم على سبيل اللّه، لا فظّ و لا غليظ، و لا صخّاب في الأسواق، و لا يجزي بالسيئة السيئة، و لكن يعفو و يصفح، أمّته الحمّادون الّذين يحمدون اللّه على كلّ نشز، و في كلّ صعود و هبوط، تذلّ ألسنتهم بالتهليل و التكبير و التسبيح، و ينصره اللّه على كلّ من ناواه، فإذا توفّاه اللّه اختلفت أمّته ثمّ اجتمعت، فلبثت بذلك ما شاء اللّه ثمّ اختلفت، فيمرّ رجل من أمّته بشاطئ هذا الفرات، يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر، و يقضي بالحقّ، و لا يرتشي في الحكم. الدنيا أهون عليه من الرماد في يوم عصفت به الريح، و الموت أهون عليه من شرب الماء على الظماء. يخاف اللّه في السرّ، و ينصح له في العلانية، و لا يخاف في اللّه لومة لائم. من أدرك ذلك النبيّ( صلى الله عليه [ واله ] ) من أهل هذه البلاد فآمن به كان ثوابه رضواني و الجنّة، و من أدرك ذلك العبد الصالح فلينصره، فإنّ القتل معه شهادة.
ثمّ قال له: فأنا مصاحبك غير مفارقك حتّى يصيبني ما أصابك. قال:
فبكى عليّ ثمّ قال: الحمد للّه الّذي لم يجعلني عنده منسيا. الحمد للّه الّذي ذكرني في كتب الأبرار. و مضى الراهب معه، و كان- فيما ذكروا- يتغدّى مع عليّ و يتعشّى حتّى أصيب يوم صفّين. فلمّا خرج الناس يدفنون قتلاهم قال عليّ: اطلبوه. فلمّا وجدوه، صلّى عليه و دفنه، و قال: هذا منّا أهل البيت. واستغفر له مرارا (10).
الوصية في أحاديث الصّحابة و التّابعين :
الوصية في خطبة أبي ذر :
وقف أبو ذر على عهد عثمان بباب مسجد رسول اللّه و خطب و قال في خطبته :
(و محمد وارث علم آدم و ما فضّل به النبيّون، و علي بن أبي طالب وصيّ محمد و وارث علمه ...).
سيأتي تمام الخطبة في ذكر النوع العاشر من أنواع الكتمان في مدرسة الخلفاء إن شاء اللّه تعالى.
الوصية في حديث الأشتر :
قال مالك بن الحارث الأشتر لمّا بويع أمير المؤمنين (عليه السلام):
أيّها النّاس هذا وصيّ الأوصياء، و وارث علم الأنبياء، العظيم البلاء الحسن العناء، الّذي شهد له كتاب اللّه بالإيمان، و رسوله بجنّة الرضوان، من كملت فيه الفضائل، و لم يشكّ في سابقته و علمه و فضله الأواخر و لا الأوائل (11).
الوصية في حديث عمرو بن الحمق الخزاعي :
عند ما جمع أمير المؤمنين الناس بالكوفة وخاطبهم في شأن المسير إلى صفّين لحرب معاوية، قام عمرو بن الحمق الخزاعي وخاطب الإمام و قال:
يا أمير المؤمنين إنّي ما أحببتك و لا بايعتك على قرابة بيني و بينك، و لا إرادة مال تؤتينيه، ولا التماس سلطان ترفع ذكري به، و لكنّني أحببتك بخصال خمس: إنك ابن عمّ رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) ، و وصيّه، و أبو الذريّة الّتي بقيت فينا من رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) ، و أسبق الناس إلى الإسلام، و أعظم المهاجرين سهما في الجهاد (12).
الوصيّة في كتاب محمّد بن أبي بكر :
كتب محمّد بن أبي بكر إلى معاوية :
بسم اللّه الرحمن الرحيم من محمّد بن أبي بكر إلى الغاوي ابن صخر. سلام على أهل طاعة اللّه ممّن هو مسلم لأهل ولاية اللّه. أما بعد فإنّ اللّه ... انتخب محمّدا ( صلى الله عليه [ واله ] ) فاختصّه برسالته، و اختاره لوحيه، و ائتمنه على أمره، و بعثه رسولا مصدّقا لما بين يديه من الكتب، و دليلا على الشرائع، فدعا إلى سبيل ربّه بالحكمة و الموعظة الحسنة، فكان أول من أجاب و أناب، و صدق و وافق، و أسلم و سلم؛ أخوه و ابن عمّه عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، فصدّقه بالغيب المكتوم، و آثره على كلّ حميم، فوقاه كلّ هول، و واساه بنفسه في كلّ خوف، فحارب حربه، و سالم سلمه، فلم يبرح مبتذلا لنفسه في ساعات الأزل، و مقامات الروع، حتّى برز سابقا لا نظير له في جهاده، و لا مقارب له في فعله. و قد رأيتك تساميه و أنت أنت، و هو هو المبرّز السابق في كلّ خير، أوّل الناس إسلاما، و أصدق الناس نيّة، و أطيب الناس ذرّيّة، و أفضل الناس زوجة، و خير الناس ابن عمّ ... ثمّ لم تزل أنت و أبوك تبغيان الغوائل لدين اللّه، و تجهدان على إطفاء نور اللّه، و تجمعان على ذلك الجموع، و تبذلان فيه المال، و تحالفان فيه القبائل. على ذلك مات أبوك، و على ذلك خلفته، و الشاهد عليك بذلك من يأوي و يلجأ إليك من بقية الأحزاب رءوس النفاق و الشقاق لرسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) . و الشاهد لعليّ مع فضله المبين و سبقه القديم، أنصاره الّذين ذكروا بفضلهم في القرآن فأثنى اللّه عليهم، من المهاجرين و الأنصار، فهم معه عصائب و كتائب حوله، يجالدون بأسيافهم، و يهريقون دماءهم دونه، يرون الفضل في اتّباعه، و الشّقاء في خلافه، فكيف- يا لك الويل- تعدل نفسك بعليّ، و هو وارث رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) ، و وصيّه و أبو ولده و أول الناس له اتّباعا، و آخرهم به عهدا، يخبره بسرّه و يشركه في أمره.
وكتب معاوية في جوابه :
من معاوية بن أبي سفيان إلى الزاري على أبيه محمّد بن أبي بكر.
سلام على أهل طاعة اللّه. أمّا بعد فقد أتاني كتابك، تذكر فيه ما اللّه أهله في قدرته و سلطانه و ما أصفى به نبيّه، مع كلام ألّفته ووضعته، لرأيك فيه تضعيف، و لأبيك فيه تعنيف. ذكرت حقّ ابن أبي طالب، و قديم سوابقه و قرابته من نبيّ اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) ، و نصرته له و مواساته إيّاه في كل خوف و هول، و احتجاجك عليّ بفضل غيرك لا بفضلك. فأحمد إلها صرف الفضل عنك و جعله لغيرك. و قد كنّا و أبوك معنا في حياة من نبيّنا( صلى الله عليه [ واله ] ) ، نرى حقّ ابن أبي طالب لازما لنا، و فضله مبرّزا علينا فلمّا اختار اللّه لنبيّه( صلى الله عليه [ واله ] ) ما عنده، و أتمّ له ما وعده، و أظهر دعوته و أفلج حجّته، قبضه اللّه إليه، فكان أبوك و فاروقه أوّل من ابتزّه و خالفه. على ذلك اتّفقا و اتّسقا، ثمّ دعواه إلى أنفسهم فأبطأ عنهما و تلكأ عليهما، فهمّا به الهموم، و أرادا به العظيم، فبايع و سلم لهما، لا يشركانه في أمرهما، و لا يطلعانه على سرّهما، حتّى قبضا و انقضى أمرهما.
ثمّ قام بعدهما ثالثهما عثمان بن عفّان، يهتدي بهديهما- إلى آخر الكتاب.
أوردنا جواب معاوية لما فيه من الاعتراف بما ذكره محمّد بن أبي بكر.
و أورد تمام الكتابين نصر بن مزاحم في كتابه وقعة صفّين و المسعودي في مروج الذّهب. و أشار إليهما الطبريّ و ابن الأثير في ذكرهما حوادث سنة ستّ و ثلاثين هجرية.
روى الطبري بسنده عن يزيد بن ظبيان :
أنّ محمد بن أبي بكر كتب إلى معاوية بن أبي سفيان لمّا ولي. فذكر مكاتبات جرت بينهما كرهت ذكرها لما فيه ممّا لا يحتمل سماعه العامة ....
إذا فإنّ الطبري لم يورد في موسوعته التاريخية الكبرى ما دار بين محمّد بن أبي بكر و معاوية من مكاتبات لأنّه لم ير من الحكمة أن يطلع عليها عامّة الناس و ليس من باب عدم اعتماده على صحّة الخبر.
وتبعه العلّامة ابن الأثير و لم يورد تلك المكاتبات في موسوعته التاريخية (الكامل) و ذكر نفس العلة و قال: كرهت ذكرها لما فيه ممّا لا يحتمل سماعه العامّة (13).
الوصيّة في كتاب عمرو بن العاص :
روى الخوارزمي كتابا لعمرو بن العاص إلى معاوية قال فيه :
فأمّا ما دعوتني إليه ...، و إعانتي إيّاك على الباطل، و اختراط السيف في وجه عليّ و هو أخو رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) و وصيّه و وارثه، و قاضي دينه و منجز وعده و زوج ابنته ... (14).
الوصيّة في كلام الإمام عليّ (عليه السلام) و احتجاجه :
روى الخوارزميّ من كلام الإمام عليّ (عليه السلام):
(أنا أخو رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) و وصيّه ...) (15).
و روى ابن أبى الحديد، من كتاب للإمام عليّ (عليه السلام) إلى أهل مصر:
(و اعلموا أنه لا سوى: إمام الهدى و إمام الرّدى، و وصىّ النبيّ و عدو النبيّ) (16).
و ذكر اليعقوبي احتجاج الخوارج على الإمام عليّ (عليه السلام) و جاء فيه أنّه ضيّع الوصيّة، فكان من جوابه (عليه السلام):
(أمّا قولكم إنّي كنت وصيّا فضيّعت الوصيّة، فإنّ اللّه عزّ و جلّ يقول : {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ } [آل عمران: 97].
أفرأيتم هذا البيت لو لم يحجّ إليه أحد كان البيت يكفر؟ إنّ هذا البيت لو تركه من استطاع إليه سبيلا كفر، و أنتم كفرتم بترككم إيّاي لا أنا بتركي لكم- الخ) (17).
الوصية في خطب الإمام عليّ (عليه السلام) :
في الخطبة 182 من نهج البلاغة، قال الإمام :
(أيّها النّاس إنّي قد بثثت لكم المواعظ الّتي وعظ الأنبياء بها أممهم، و أدّيت إليكم ما أدّت الأوصياء إلى من بعدهم ...) .
وفي الخطبة 88 منه ، قال:
(و ما لي لا أعجب من خطأ هذه الفرق على اختلاف حججها في دينها لا يقتصّون أثر نبيّ و لا يقتدون بعمل وصيّ).
و في الخطبة الثانية منه، قال :
(لا يقاس بآل محمّد( صلى الله عليه [ واله ] ) من هذه الأمّة أحد، و لا يسوّى بهم من جرت نعمتهم عليه أبدا. هم أساس الدين ... و لهم خصائص حقّ الولاية و فيهم الوصيّة و الوراثة ...).
و قال ابن أبي الحديد:
خطب عليّ عليه السّلام فقال في أثناء خطبته: «أنا عبد اللّه، و أخو رسوله، لا يقولها أحد قبلي و لا بعدي إلّا كذب؛ ورثت نبيّ الرحمة، و نكحت سيدة نساء هذه الأمة، و أنا خاتم الوصيين» (18).
الوصية في خطبة الإمام الحسن (عليه السلام) :
خطب الإمام الحسن (عليه السلام) بعد مقتل أبيه و قال فى خطبته:
(أنا الحسن بن عليّ و أنا ابن النبيّ و أنا ابن الوصيّ ...) (19) الحديث.
الوصيّة في تعزية الشّيعة للإمام الحسين بوفاة أخيه الإمام الحسن (عليه السلام) :
لمّا توفّي الحسن وبلغ الشيعة ذلك، اجتمعوا بالكوفة في دار سليمان بن صرد و كتبوا إلى الحسين بن علي يعزّونه على مصابه بالحسن:
بسم اللّه الرحمن الرحيم للحسين بن عليّ من شيعته و شيعة أبيه أمير المؤمنين. سلام عليك، فإنّا نحمد إليك اللّه الّذي لا إله إلّا هو. أمّا بعد فقد بلغنا وفاة الحسن بن علي [فسلام عليه] (20) يوم ولد و يوم يموت و يوم يبعث حيّا ... ما أعظم ما أصيب به هذه الأمّة عامّة و أنت و هذه الشّيعة خاصّة بهلاك ابن الوصيّ و ابن بنت النبيّ و ... (21).
و في مروج الذهب للمسعودي: قال ابن عباس لمعاوية لما بلغه وفاة الإمام الحسن و هو بالشّام: و لئن أصبنا به فقد أصبنا قبله بسيّد المرسلين و إمام المتّقين و رسول ربّ العالمين ثمّ بعده بسيّد الأوصياء، فجبر اللّه تلك المصيبة ... (22).
الوصيّة في خطبة الإمام الحسين (عليه السلام) :
خطب الإمام الحسين (عليه السلام) يوم العاشر من المحرّم على جيش الخليفة يزيد و قال في خطبته في مقام الاحتجاج عليهم:
(أما بعد فانسبوني فانظروا من أنا؟ ثمّ ارجعوا إلى أنفسكم و عاتبوها هل يجوز لكم قتلي و انتهاك حرمتي. أ لست ابن بنت نبيّكم( صلى الله عليه [ واله ] ) و ابن وصيّه و ابن عمّه و أوّل القوم إسلاما و أوّل المؤمنين باللّه و المصدّق لرسوله بما جاء من عند ربّه؟ أو ليس حمزة سيد الشهداء عمّ أبي؟! أو ليس جعفر الشهيد الطيّار ذو الجناحين عمّي؟» (23).
إذا كان ما وصف به الامام الحسين أباه الإمام عليّا من أنّه وصيّ رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) مشهورا عندهم كشهرة نبوّة جدّه، و أنّ عمّ أبيه حمزة سيّد الشهداء، و أنّ جعفر الطيّار ذا الجناحين عمّه. و لذلك ذكره في ذكر نسبه و لم يردّ عليه أحد منهم.
عبد اللّه بن علي عمّ الخليفة العباسي السفاح يحتجّ بالوصيّة :
دعا العباسيون في بادئ أمرهم الناس إلى القيام ضدّ الأمويين باسم آل محمد( صلى الله عليه [ واله ] ) و كان يدعى أبو مسلم أمير آل محمّد (24) و كانوا يحتجّون على خصومهم بالنصوص الّتي وردت عن رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) في حقّ آله بالحكم، و لمّا تمّ لهم الاستيلاء على الحكم أداروا ظهورهم لآل محمّد( صلى الله عليه [ واله ] ) .
و ممّن احتجّ بالوصيّة عمّ السفّاح أول الخلفاء العباسيّين؛ فقد روى الذهبيّ عن أبي عمرو الأوزاعي (25) ما موجزه:
لمّا قدم عبد اللّه بن عليّ عمّ السفّاح الشام و قتل بني أميّة بعث إليّ و قال في كلامه:
ويحك أو ليس الأمر لنا ديانة؟
قلت: كيف ذاك؟
قال: أ ليس كان رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) أوصى لعليّ؟
قلت: لو أوصى إليه لما حكم الحكمين. فسكت و قد اجتمع غضبا، فجعلت أتوقع رأسي يسقط بين يدي، فقال بيده هكذا، أومى أن أخرجوه؛ فخرجت- الحديث.
إنّ الأوزاعي احتجّ في ردّ الوصيّة بما احتجّ به الخوارج على الإمام عليّ و جوابه جواب الإمام للخوارج، و الّذي مرّ ذكره تحت عنوان: الوصيّة في كلام الإمام عليّ (عليه السلام) و احتجاجه.
محمد بن عبد اللّه بن الحسن يحتجّ على الخليفة المنصور بالوصيّة :
روى الطبري و ابن الأثير في ذكرهما حوادث سنة 145 بتاريخيهما: أنّ محمد بن عبد اللّه بن الحسن بن علي بن أبي طالب عند ما خرج على الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور و بايعه الناس بالمدينة، كتب في جواب أبي جعفر كتابا مفصلا يدلي بحججه في أنّه أحقّ بالخلافة من المنصور و جاء فيه:
... و إنّ أبانا عليّا كان الوصيّ و كان الإمام، فكيف ورثتم ولايته و ولده أحياء؟ ....
فكتب إليه المنصور كتابا يردّ فيه على ما احتجّ به و سكت عن جواب هذه الحجّة، و سكوت المنصور إقرار منه بصحّتها لديهم (26).
الخليفة هارون الرشيد يخبر بما بلغه من الأوصياء :
في الأخبار الطّوال عن الأصمعي (27) ما موجزه:
قال: دخلت على الرشيد فأرسل إلى ولديه محمّد و عبد اللّه، فأتياه و أجلسهما عن يمينه و شماله و أمرني بمطارحتهما، فكنت لا ألقي عليهما شيئا من فنون الأدب إلّا أجابا به و أصابا، فقال: كيف ترى أدبهما؟
قلت: يا أمير المؤمنين ما رأيت مثلهما في ذكائهما و جودة ذهنهما ... قال:
فضمّهما إلى صدره، و سبقته عبرته حتى تحدّرت دموعه، ثمّ أذن لهما، حتّى نهضا و خرجا، قال : كيف بكم إذا ظهر تعاديهما و بدا تباغضهما و وقع بأسهما بينهما حتّى تسفك الدماء و يودّ كثير من الأحياء أنّهم كانوا موتى؟
فقلت: يا أمير المؤمنين، هذا شيء قضى به المنجّمون عن مولدهم، أو شيء أثرته العلماء في أمرهما؟
قال: بل شيء أثرته العلماء عن الأوصياء عن الأنبياء في أمرهما.
قالوا: فكان المأمون يقول في خلافته: قد كان الرشيد سمع جميع ما جرى بيننا من موسى بن جعفر بن محمّد (28) ، فلذلك قال ما قال.
قال المؤلف: قصد الرشيد من الأوصياء الأئمة من أهل البيت: موسى و أباه جعفر الصادق و جدّه محمّد الباقر و جدّ أبيه علي بن الحسين ثمّ الحسن و الحسين و أباهما عليّ بن أبي طالب (عليه السلام). و قصد من الأنبياء خاتم الأنبياء( صلى الله عليه [ واله ] ) .
و من أجل ذلك فعل الخليفة هارون الرشيد ما لم يفعله خليفة من قبله و لا بعده و ذلك كما رواه المؤرّخون و قالوا:
(و لمّا صار إلى مكّة صعد المنبر، فخطب، ثمّ نزل، فدخل البيت، و دعا بمحمّد و المأمون، فأملى على محمّد كتاب الشرط على نفسه، و كتب محمّد الكتاب، و أحلفه على ما فيه، و أخذ عليه العهود و المواثيق، و فعل بالمأمون مثله، و أخذ عليه مثل ذلك، و كان نسخة الكتاب الّذي كتبه محمّد بخطّه:
بسم اللّه الرحمن الرحيم هذا كتاب لعبد اللّه هارون أمير المؤمنين، كتبه محمد بن هارون في صحّة من بدنه و عقله و جواز من أمره. إنّ أمير المؤمنين هارون ولّاني العهد من بعده، و جعل لي البيعة في رقاب المسلمين جميعا، و ولى أخي عبد اللّه بن أمير المؤمنين العهد و الخلافة و جميع أمور المسلمين بعدي برضى منّي و تسليم، طائعا غير مكره، و ولّاه خراسان بثغورها و كورها، و أجنادها و خراجها و طرازها، و بريدها، و بيوت أموالها و صدقاتها و عشرها و عشورها، و جميع أعمالها في حياته و بعد موته، و شرطت لعبد اللّه أخي عليّ الوفاء بما جعل له هارون أمير المؤمنين من البيعة و العهد و الولاية و الخلافة و أمور المسلمين بعدي ... إلى آخر الكتابين ..
و روى الطبري بعد ذلك و قال:
(و كتبا لأمير المؤمنين في بطن بيت اللّه الحرام بخطوط أيديهما بمحضر ممّن شهد الموسم من أهل بيت أمير المؤمنين و قوّاده و صحابته و قضاته و حجبة الكعبة و شهاداتهم عليهما كتابين استودعهما أمير المؤمنين الحجبة و أمر بتعليقهما في داخل الكعبة فلمّا فرغ أمير المؤمنين من ذلك كلّه في داخل بيت اللّه الحرام و بطن الكعبة أمر قضاته الذين شهدوا عليهما و حضروا كتابهما أن يعلموا جميع من حضر الموسم من الحاجّ و العمّار و وفود الأمصار ما شهدوا عليه من شرطهما و كتابهما، و قراءة ذلك عليهم ليفهموه و يعوه و يعرفوه و يحفظوه و يؤدّوه إلى إخوانهم و أهل بلدانهم و أمصارهم. ففعلوا ذلك و قرئ عليهم الشرطان جميعا في المسجد الحرام، فانصرفوا. و قد اشتهر ذلك عندهم و أثبتوا الشهادة عليه ...) (29).
شهرة لقب وصيّ النبيّ( صلى الله عليه [ واله ] ) للإمام عليّ (عليه السلام) و انتشار ذكره في أشعار الصّحابة و التابعين و كتب اللغة :
في صدر الإسلام :
كان لقب الإمام عليّ (عليه السلام) بالوصيّ مشهورا في الصّدر الإسلاميّ الأوّل و انتشر ذلك في كتب اللّغة؛ فقد ورد في مادة: (الوصيّ) من لسان العرب:
و قيل لعليّ (عليه السلام): وصيّ.
و في تاج العروس: و الوصيّ كغنيّ لقب عليّ (رض).
و سيأتي قول المبرد في الكامل في اللّغة بعيد هذا.
و ورد ذكره في شعر الشّعراء منذ عصر الصّحابة مثل قول حسّان بن ثابت شاعر النبيّ( صلى الله عليه [ واله ] ) في قصيدته بعد وفاة النبي( صلى الله عليه [ واله ] ) :
جزى الله عنا والجزاء بكفه * أبا حسن عنا ومن كأبي حسن
حفظت رسول الله فينا وعهده * اليك ومن أولى به منك من
ومن ألست أخاه في الهدى ووصيه * وأعلم منهم بالكتاب والسنن (30) .
وروى الزبير بن بكّار في الموفّقيات عن بعض شعراء قريش في مدح عبد اللّه بن عبّاس قوله:
و اللّه ما كلّم الأقوام من بشر بعد الوصيّ عليّ كابن عبّاس (31).
وقال الوليد بن عقبة بن أبي معيط في مقتل عثمان:
ألا إنّ خير الناس بعد ثلاثة قتيل التجيبي الّذي جاء من مصر
فأجابه الفضل بن عبّاس بأبيات جاء فيها:
ألا إنّ خير النّاس بعد محمّد وصيّ النبيّ المصطفى عند ذي الذكر
وأول من صلّى و صنو نبيّه و أوّل من أردى الغواة لدى بدر (32) .
وقال النعمان بن عجلان شاعر الأنصار في قصيدته- أيضا- بعد وفاة النبيّ( صلى الله عليه [ واله ] ) :
و كان هوانا في عليّ و إنّه لأهل لها يا عمرو من حيث لا تدري
وصيّ النبيّ المصطفى و ابن عمّه و قاتل فرسان الضّلالة و الكفــــــــــر.
قال ذلك في جواب عمرو بن العاص حين أغاض الأنصار في حوادث السقيفة و انتصار الإمام عليّ للأنصار من مهاجرة قريش (33).
و قال ابن أبي الحديد:
و من الشعر المقول في صدر الإسلام المتضمّن كونه (عليه السلام) وصيّ رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) قول عبد اللّه بن أبي سفيان بن الحرث بن عبد المطّلب:
ومنّا علي ذاك صاحب خيـــــــــبر وصاحب بدر يوم سالت كتائبه
وصيّ النبيّ المصطفى و ابن عمه فمن ذا يدانيه و من ذا يقاربــه؟
وقال عبد الرحمن بن جعيل :
لعمري لقد بايعتم ذا حفيـــــــــظة على الدين معروف العفاف موفقا
عليّا وصيّ المصطفى و ابن عمّه وأوّل من صلّى أخا الدين و التقى (34).
الوصية في الأشعار الّتي قيلت في حرب الجمل (35) :
و قال ابن أبي الحديد أيضا:
و قال أبو الهيثم بن التيهان و كان بدريا:
قل للزبير و قل لطلحة إنّــنا نحن الّذين شعارنا الأنصار
نحن الّذين رأت قريش فعلنا يوم القليب أولئك الكفّـــــــار
كنّا شعار نبيّنا و دثــــــــاره يفديه منّا الرّوح و الأبصار
إنّ الوصيّ إمامنا و وليّنـــــا برح الخفاء و باحت الأسرار .
وقال عمر بن حارثة الأنصاريّ في محمّد بن الحنفيّة من أبيات أنشأها يوم الجمل :
سمي النبيّ و شبه الوصيّ ورايته لونها العندم
وقال رجل من الأزد يوم الجمل :
هذا عليّ و هو الوصيّ آخاه يوم النجوة النبيّ
وقال هذا بعدي الوليّ وعاه واع و نسي الشقيّ .
وخرج يوم الجمل غلام من ضبّة شابّ معلم من عسكر عائشة و هو يقول:
نحن بنو ضبّة أعداء علي |
ذاك الّذي يعرف قدما بالوصي |
|
و فارس الخيل على عهد النبي |
ما أنا عن فضل عليّ بالعمي |
|
لكنّني أنعى ابن عفّان التّقي |
إنّ الوليّ طالب ثار الولي (36) . |
|
وقال سعيد بن قيس الهمداني يوم الجمل، و كان في عسكر علي (عليه السلام):
قل للوصيّ أقبلت قحطانها |
فادع بها تكفيكها همدانها |
|
و قال حجر بن عديّ الكنديّ في ذلك اليوم أيضا:
يا ربّنا سلّم لنا عليّا |
سلّم لنا المبارك المرضيّا |
|
المؤمن الموحّد التقيّا |
لا خطل الرأي و لا غويّا |
|
بل هاديا موفّقا مهديّا |
و احفظه ربّي و احفظ النبيّا |
|
فيه فقد كان له وليّا |
ثمّ ارتضاه بعده وصيّا |
|
وقال خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين، و كان بدريّا يوم الجمل أيضا:
يا وصيّ النبيّ قد أجلت الحر بـ الأعادي و سارت الأظعان
واستقامت لك الأمور سوى الش أم و في الشام يظهر الإذعان
حسبهم ما رأوا و حسبك منا هكذا نحن حيث كنا و كانوا .
وقال خزيمة يوم الجمل أيضا في أبيات يخاطب بها أمّ المؤمنين عائشة:
وصيّ رسول اللّه من دون أهله |
و أنت على ما كان من ذاك شاهد |
|
و خطب ابن الزبير يوم الجمل، و خطب الحسن (عليه السلام) بعده، فقال عمرو بن أحيحة في ذلك:
حسن الخير يا شبيه أبيه |
قمت فينا مقام خير خطيب |
|
قمت بالخطبة الّتي صدع اللّ |
ه بها عن أبيك أهل العيوب |
|
و كشفت القناع فاتّضح الأم |
ر و أصلحت فاسدات القلوب |
|
لست كابن الزبير لجلج في القو |
ل و طأطأ عنان فسل مريب |
|
و أبى اللّه أن يقوم بما قا |
م به ابن الوصيّ و ابن النجيب |
|
إنّ شخصا بين النبي- لك الخي |
ر- و بين الوصيّ غير مشوب . |
|
و قال ابن أبي الحديد بعد إيراد الأبيات الّتي أوردنا مختصرا منها:
ذكر هذه الأشعار و الأراجيز بأجمعها أبو مخنف لوط بن يحيى في كتاب وقعة الجمل.
و أبو مخنف من المحدّثين و ممّن يرى صحّة الإمامة بالاختيار و ليس من الشّيعة و لا معدودا من رجالها.
و ممّا رويناه من أشعار صفّين الّتي تتضمّن تسميته (عليه السلام) بالوصيّ ما ذكره نصر بن مزاحم بن يسار المنقري في كتاب صفّين و هو من رجال الحديث.
الوصية في الأشعار الّتي قيلت بصفّين :
لمّا كتب الإمام عليّ إلى جرير بن عبد اللّه البجلي و الأشعث بن قيس الكندي و كانا من ولاة عثمان في البلاد الإيرانية فأجاب جرير بشعر جاء فيه:
أتانا كتاب عليّ فلم |
نردّ الكتاب، بأرض العجم |
|
و لم نعص ما فيه لمّا أتى |
و لمّا نذمّ و لمّا نلم |
|
و نحن ولاة على ثغرها |
نضيم العزيز و نحمي الذّمم |
|
نساقيهم الموت عند اللّقاء |
بكأس المنايا و نشفي القرم |
|
طحنّاهم طحنة بالقنا |
و ضرب سيوف تطير اللّمم |
|
مضينا يقينا على ديننا |
و دين النبيّ مجلّي الظلم |
|
أمين الإله و برهانه |
و عدل البريّة و المعتصم |
|
رسول المليك، و من بعده |
خليفتنا القائم المدّعم |
|
عليّا عنيت وصيّ النبيّ |
نجالد عنه غواة الأمم (37) |
|
وممّا قيل على لسان الأشعث في جواب كتاب الإمام (38):
أتانا الرسول رسول عليّ فسر بمقدمه المسلمونا
رسول الوصيّ وصيّ النبيّ له الفضل و السّبق في المؤمنينا
بما نصح اللّه و المصطفى رسول الإله النبيّ الأمينا
يجاهد في اللّه، لا ينثني جميع الطغاة مع الجاحدينا
وزير النبيّ و ذو صهره و سيف المنيّة في الظالمينا .
وقيل على لسانه أيضا:
أتانا الرسول رسول الوصيّ |
عليّ المهذب من هاشم |
|
رسول الوصيّ وصيّ النبيّ |
و خير البرّية من قائم |
|
وزير النبيّ و ذو صهره |
و خير البريّة في العالم |
|
له الفضل و السّبق بالصالحات |
لهدي النبيّ به يأتمي |
|
محمدا أعني رسول الإله |
و غيث البريّة و الخاتم |
|
أجبنا عليّا بفضل له |
و طاعة نصح له دائم |
|
فقيه حليم له صولة |
كليث عرين بها سائم (39) |
|
و بعد أن أعطى معاوية مصر لعمرو طعمة ليعينه على قتال الإمام علي، قال الإمام في ذلك شعرا جاء فيه:
يا عجبا لقد سمعت منكرا |
كذبا على اللّه يشيب الشعرا |
|
يسترق السّمع و يغشي البصرا |
ما كان يرضي أحمدا لو خبرا |
|
ان يقرنوا وصيّه و الأبترا |
شاني الرسول و اللّعين الأخزرا |
|
و لمّا وقع خلاف بين جيش الإمام عليّ في عزل الأشعث من قيادة قبيلت و تعيين غيره (40) ، قال النّجاشي في ذلك:
رضينا بما يرضى عليّ لنا به |
و إن كان في ما يأت جدع المناخر |
|
وصيّ رسول اللّه من دون أهله |
و وارثه بعد العموم الأكابر |
|
و ممّا ورد في الأشعار الّتي قيلت في يوم صفين ما ورد في شعر النضر بن عجلان الأنصاري قوله:
قد كنت عن صفّين فيما قد خلا |
و جنود صفّين لعمري غافلا |
|
قد كنت حقّا لا أحاذر فتنة |
و لقد أكون بذاك حقّا جاهلا |
|
فرأيت في جمهور ذلك معظما |
و لقيت من لهوات ذاك عياطلا |
|
كيف التفرّق و الوصيّ إمامنا |
لا كيف إلّا حيرة و تخاذلا |
|
لا تعتبنّ عقولكم لا خير في |
من لم يكن عند البلابل عاقلا (41). |
|
و ذروا معاوية الغويّ و تابعوا |
دين الوصيّ تصادفوه عاجلا (42). |
|
وقال حجر بن عديّ الكندي:
يا ربّنا سلّم لنا عليّا |
سلّم لنا المهذب النقيا |
|
المؤمن المسترشد المرضيا |
و اجعله هادي أمّة مهديا |
|
لا خطل الرأي و لا غبيا |
و احفظه ربّي حفظك النبيا |
|
فإنّه كان له وليّا |
ثم ارتضاه بعده وصيّا (43) |
|
وقال عبد الرحمن بن ذؤيب الأسلمي:
ألا أبلغ معاوية بن حرب |
أمالك لا تنيب إلى الصواب |
|
أ كلّ الدهر مرجوس لغير |
تحارب من يقوم لدى الكتاب |
|
فإن تسلم و تبقى الدهر يوما |
نزرك بجحفل شبه الهضاب |
|
يقودهم الوصيّ إليك حتّى |
يردك عن عوائك و ارتياب (44) |
|
وقال المغيرة بن الحارث بن عبد المطّلب:
يا شرطة الموت صبرا لا يهولكم |
دين ابن حرب فإنّ الحقّ قد ظهرا |
|
و قاتلوا كلّ من يبغي غوائلكم |
فإنّما النصر في الضّرّا لمن صبرا |
|
سيقوا الجوارح حدّ السّيف و احتسبوا |
في ذلك الخير و ارجوا اللّه و الظفرا |
|
و أيقنوا أنّ من أضحى يخالفكم |
أضحى شقيّا و أضحى نفسه خسرا |
|
فيكم وصيّ رسول اللّه قائدكم |
و أهله و كتاب اللّه قد نشرا (45) |
|
وقال الفضل بن العبّاس أيضا:
وصيّ رسول اللّه من دون أهله |
و فارسه إن قيل هل من منازل (46) |
|
وقال المنذر بن أبي حميصة الوادعي في شعره:
ليس منّا من لم يكن لك في اللّـ هـ وليّا يا ذا الولا و الوصية (47).
الوصيّة في كتاب ابن عباس :
قال ابن عباس في وقعة صفّين في جواب كتاب معاوية: بسم اللّه الرحمن الرحيم أمّا بعد، فقد أتاني كتابك وفهمت ما سطرت فيه، فأمّا ما أنكرت من سرعتنا إلى أنصار عثمان بالمساءة و سلطان بني أميّة، فلعمري لقد أدركت حاجتك في عثمان حين استنصرك، فلم تنصره حتّى صرت إلى ما صرت إليه، و بينك و بينه في ذلك أخو عثمان لأمّه الوليد بن عقبة. و أمّا إغراؤك إيّانا بتيم و عدي، فأبو بكر و عمر خير من عثمان، كما أنّ عثمان كان خير منك.
و أمّا قولك إنّه لم يبق من رجال قريش إلّا ستة رجال، فما أكثر رجالها و أحسن بقيتها، وقد قاتلك من خيارها من قاتلك و لم يخذلنا إلّا من خذلك.
و أمّا ذكرك الحرب، فقد بقي لك منا ما ينسيك ما كان قبله و تخاف ما يكون بعده.
و أمّا قولك إنّي لو بايعني الناس لأسرعت إلى طاعتي، فقد بايع الناس عليّا، و هو أخو رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) و ابن عمّه و وصيّه و وزيره، و هو خير منّي، و أمّا أنت فليس لك فيها حقّ، لأنّك طليق و ابن طليق و رأس الأحزاب و ابن آكلة الأكباد، و السلام.
فلما انتهى كتاب ابن عباس إلى معاوية و قرأه، قال: هذا فعلي بنفسي.
و اللّه لأجهدن أن لا أكاتبه سنة. ثمّ أنشأ يقول:
دعوت ابن عباس إلى أخذ خطّة |
و كان امرأ أهدي إليه رسائلي |
|
فأخلف ظنّي و الحوادث جمّة |
و لم يك في ما نابني بمواصلي |
|
و لم يك في ما جاء ما يستحقّه |
و ما زاد أن أغلى عليه مراجلي |
|
فقل لابن عباس أراك مخوّفا |
بجهلك حلمي إنّني غير غافل |
|
فأبرق و ارعد ما استطعت فإنّني |
إليك بما يشجيك سبط الأنامل |
|
و صفّين داري ما حييت و ليس ما |
تربص من ذاك الوعيد بقاتلي |
|
فأجابه الفضل بن العباس و هو يقول:
ألا يا ابن هند إنّني غير غافل |
و إنّك ممّا تبتغي غير نائل |
|
أ الآن لما أخبت الحرب نارها |
عليك و ألقت بركها بالكلاكل |
|
و أصبح أهل الشام صرعى فكلّهم |
كفقعة قاع أو كشحمة آكل |
|
و أيقنت أنا أهل حقّ و إنما |
دعوت لأمر كان أبطل باطل |
|
دعوت ابن عباس إلى السلم خدعة |
و ليس لها حتّى يموت بقائل |
|
فلا سلم حتّى يشجر الخيل بالقنا |
و تضرب هامات الرجال الأوائل |
|
و آليت لا تهدي إليه رسالة |
إلى أن يحول الحول من رأس قابل |
|
أردت بها قطع الجواب و إنما |
رماك فلم يخطئ بثار المقاتل |
|
و قلت له لو بايعوك تبعتهم |
فهذا عليّ خير حاف و ناعل |
|
وصيّ رسول اللّه من دون أهله |
و فارسه إذ قيل هل من منازل |
|
فدونكه إذ كنت تبغي مهاجرا |
أشمّ بنصل السيف ليس بناكل (48) |
|
وقال مالك الأشتر:
كل شيء سوى الإمام صغير |
و هلاك الإمام خطب كبير |
|
قد أصبنا و قد أصيب لنا اليو |
م رجال بزل حماة صقور |
|
واحد منهم بألف كبير |
إنّ ذا من ثوابه لكثير |
|
إنّ ذا الجمع لا يزال بخير |
فيه نعمى و نعمة و سرور |
|
من رأى غرّة الوصيّ عليّ |
إنّه في دجى الحنادس نور |
|
إنّه و الّذي يحجّ له النّا |
س سراج لدى الظّلام منير |
|
من رضاه إمامه دخل الجنّ |
ة عفوا و ذنبه مغفور |
|
بعد أن يقضي الّذي أمر اللّ |
ه به ليس في الهدى تخبير (49) |
|
ونقل المسعودي في مروج الذهب: أ- في ذكر من رثى الإمام عليّا بعد استشهاده:
وفي ذلك يقول آخر من شيعة علي رضي اللّه عنه:
تأسّ فكم لك من سلوة |
تفرج عنك غليل الحزن |
|
بموت النّبيّ و قتل الوصيّ |
و قتل الحسين و سمّ الحسن |
|
ب- في ذكر قتل حجر بن عدي:
وإنّ قاتل حجر بن عدي قال له ساعة قتله:
إنّ أمير المؤمنين قد أمرني بقتلك، يا رأس الضلال و معدن الكفر و الطغيان و المتولي لأبي تراب، و قتل أصحابك، إلّا أن ترجعوا عن كفركم و تلعنوا صاحبكم و تتبرّءوا منه، فقال حجر و جماعة ممن كان معه: إنّ الصبر على حدّ السيف لأيسر علينا ممّا تدعونا إليه، ثمّ القدوم على اللّه و على نبيّه و على وصيّه أحبّ إلينا من دخول النّار (50).
و قال علي بن محمد بن جعفر العلوي فيمن انتمى إلى سامة بن لؤي بن غالب:
وسامة منّا فأمّا بنوه |
فأمرهم عندنا مظلم |
|
أناس أتونا بأنسابهم |
خرافة مضطجع يحلم |
|
وقلنا لهم مثل قول الوص |
يّ و كلّ أقاويله محكم |
|
إذا ما سئلت فلم تدر ما |
تقول فقل: ربّنا أعلم (51) |
|
الوصية في شعر المأمون :
قد دفعت سياسة التقرّب إلى العلويّين الخليفة العبّاسيّ المأمون، أن ينتخب الإمام عليّا الرضا وليّا للعهد و يذكر الوصيّة في شعره؛ فقد قال:
ألام على حبّي الوصيّ أبا الحسن و ذلك عندي من أعاجيب ذا الزمن (52) .
وقال أيضا:
ومن غاو يغصّ عليّ غيظا إذا أدنيت أولاد الوصيّ (53) .
اشتهار لقب الوصيّ للإمام عليّ (عليه السلام) مدى القرون
و روى المبرد في الكامل و قال: قال الكميت:
و الوصيّ الّذي أمال التجو |
بي به عرش أمة لانهدام |
|
قال المبرد: قوله: الوصيّ، فهذا شيء كانوا يقولونه و يكثرون (54).
إذا فالإمام عليّ كان مشهورا بأنّه وصيّ الرسول( صلى الله عليه [ واله ] ) حتّى أصبح الوصيّ لقبا له كما كان مشهورا بكنيته أبي تراب.
و استشهد المبرد على قوله بأنّ الامام عليّا كان مشهورا بلقب الوصيّ بما ورد في شعر أبي الأسود الدؤلي قوله: (الوصي) مع اسم حمزة و العبّاس، بلا تعريف لأحدهم حيث قال:
أحبّ محمّدا حبّا شديدا وعبّاسا و حمزة و الوصيّا (55) .
وقول الحميريّ:
إنّي أدين بما دان الوصيّ به يوم النخيلة من قتل المحلينا (56).
وقوله أيضا :
واللّه منّ عليهم بمحمّد وهداهم و كسا الجنوب و أطعما
ثمّ انبروا لوصيّه و وليّه بالمنكرات فجرعوه العلقما (57).
و قال إمام الشافعية، محمد بن إدريس (ت 204 هـ):
إن كان حبّ الوصيّ رفضا فإنّني أرفض العباد (58).
وقال ابن دريد:
أهوى النبيّ محمّدا و وصيّه و ابنيه و ابنته البتول الطاهرة (59) .
وفي ديوان المتنبي :
وقيل للمتنبي: ما لك لم تمدح أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (رض)؟
فقال:
و تركت مدحي للوصيّ تعمّدا |
إذ كان نورا مستطيلا شاملا |
|
و إذا استقل الشيء قام بذاته |
وكذا ضياء الشمس يذهب باطلا (60) |
|
والبيت الثاني جرى مجرى الأمثال بهذا اللفظ:
وإذا استطال الشيء قام بنفسه و صفات ضوء الشمس تذهب باطلا (61) .
وقال يمدح أبا القاسم طاهر بن الحسين بن طاهر العلوي كما في ديوانه أيضا:
هو ابن رسول اللّه وابن وصيّه وشبههما شبهت بعد التجارب (62) .
وقال شيخ الإسلام الحمويني الجويني (ت: 722 هـ):
أخو أحمد المختار صفوة هاشم |
أبو السادة الغرّ الميامين مؤتمن |
|
وصيّ إمام المرسلين محمّد |
علي أمير المؤمنين أبو الحسن |
|
- الأبيات (63) .
و قال أيضا:
أخي خاتم الرسل الكرام محمّد رسول إله العالمين مطهر
عليّ وصيّ المصطفى و وزيره أبي السادة الغرّ البهاليل حيدر(64) .
وقال السيّد محمد حبيب العبيدي (ت 1383 هـ) مفتي الموصل، أيّام ثورة العراقيين عام 1920 ميلاديّة، عند احتلال بريطانيا للعراق و في دحض ادعاء بريطانيا أنّ لها حقّ الوصاية على العراق و العراقيين. في صرخته الأولى، كما سمّاها في ديوانه:
أيّها الغرب جئت شيئا فريّا |
ما علمنا غير الوصي وصيّا |
|
قسما بالقرآن و الإنجيل |
ليس نرضى وصاية لقبيل |
|
أو تسيل الدماء مثل السيول |
أ فبعد الوصي زوج البتول |
|
نحن نرضى بالإنكليز وصيّا؟ |
دون ملك العراق بين الطلول |
|
لأبي عبد اللّه نجل البتول |
قد أريقت دماء خير قتيل |
|
أ فبعد الحسين سبط الرسول |
نحن نرضى بالإنكليز وصيّا؟ |
|
قد ظلمنا العراق يا ساكنيه |
إنّ دمع النساء لا يجديه |
|
حين تبكي السبطين أو تبكيه |
أ فمن بعد المجتبى و أخيه |
|
نحن نرضى بالإنكليز وصيّا؟ |
يا محبّي آل النبيّ الكرام |
|
أ يكون العراق ملك اللئام |
و هو ميراث آل خير الأنام |
|
أ فبعد الائمة الأعلام |
نحن نرضى بالإنكليز وصيّا؟ |
|
وقال في صرخته الثانية:
اشهدوا يا أهل الثرى و الثريا |
قد أبت شيعة الوصيّ وصيّا |
|
قد نكثنا عهد النبيّ لدينا |
و احتملنا إثما و عارا و شينا |
|
إن قبلنا وصاية و غوينا |
أ فلا يسخط الوصيّ علينا |
|
إن رضينا بالإنكليز وصيّا؟ |
ما عسى أن نقول يوم الجزاء |
|
لنبيّ الهدى أبي الزهراء |
و الشهيد المقيم في كربلاء |
|
و إمام الهدى بسامراء |
إن رضينا بالإنكليز وصيّا؟ |
|
وقال أيضا في قصيدة ثانية:
لست منّا و لم نكن منك شيّا |
فلما ذا تكون فينا وصيّا |
|
لم تكن يا ابن لندن علويّا |
هاشميّا و لم تكن قرشيّا |
|
لا و لا مسلما و لا عربيّا |
من بني قومنا و لا شرقيّا |
|
فلماذا تكون فينا وصيّا؟ |
إلى قوله :
لا تقل جعفريّة حنفيّة لا تقل شافعيّة زيـــــــــــديّة
جمعتنا الشريعة الأحمديّة وهي تأبى الوصاية الغربيّة
فلما ذا تكون فينا وصيّا؟
قد سئمنا سياسة التفريق واهتدينا إلى سواء الطريق
يا عدوا لنا بثوب صديق أنت بين الوصيّ و الصديق
لست إلّا مزوّرا أجنبيّا فلما ذا تكون فينا وصيّا (65) .
كلّ ما ذكرناه في شأن الوصيّ و الوصية كان مشهورا لدى أتباع مدرسة الخلفاء منذ القرن الأول الهجري حتى القرن الرابع عشر فقد قال الضبّي من عسكر عائشة يوم الجمل:
نحن بنو ضبّة أعداء عليّ ذاك الّذي يعرف قدما بالوصيّ
كانوا يلقّبون الإمام عليّا بالوصيّ و يلقّبونه مع الأحد عشر من بنيه بالأوصياء كما قاله الخليفة العباسي هارون الرشيد في ما أخبر عمّا يقع من القتال بين ولديه الأمين و المأمون.
كانوا يلقبون الإمام عليّا بالوصي في حال الغفلة عن معنى هذا اللقب و مغزاه. أما في حال التنبه إلى معنى هذا اللقب و مغزاه فقد كانوا ينكرونه حينا و يكتمونه حينا آخر، و يحرفون الكلام عن مواضعه آونة أخرى...
__________________
(1) إثبات الوصية، للمسعودي، المطبعة الحيدرية ، النجف الأشرف ص: 5- 70.
والمسعودي هو: أبو الحسن، علي بن الحسين المسعودي، ينتهي نسبه إلى الصحابي عبد اللّه بن مسعود. توفي سنة 346 ه. و في ترجمته بطبقات الشافعية 2/ 307: قيل كان معتزلي العقيدة. و أشار إلى هذا الكتاب الكتبي في فوات الوفيات 2/ 45، و ياقوت الحموي في معجم الأدباء 13/ 94 و قالا: له كتاب البيان في أسماء الأئمة، و في الميزان، لابن حجر 4/ 224: له كتاب تعيين الخليفة. و سماه في الذريعة و غيرها:( إثبات الوصية).
(2) التوراة من الكتاب المقدس، بيروت، المطبعة الأمريكية سنة: 1907 م.
(3) رواه الهيثمي عن الطبراني في المعجم الكبير 6/ 221. و مجمع الزوائد 9/ 113، و رواه سبط ابن الجوزي في كتاب تذكرة خواص الأمّة باب حديث النجوى عن كتاب الفضائل لأحمد بن حنبل و هذا لفظه: قال أنس:
قلنا لسلمان: سل رسول اللّه (صلى الله عليه واله) من وصيّك؟ فسأل سلمان رسول اللّه(صلى الله عليه واله)، فقال: من كان وصيّ موسى بن عمران؟ فقال: يوشع بن نون. قال: إنّ وصيي و وارثي و منجز وعدي، علي بن أبي طالب. و راجع الرياض النضرة للمحب الطبرى ( 2/ 178).
(4) مجمع الزوائد للهيثمي 8/ 253، و في 9/ 165 منه عن عليّ بن عليّ الهلالي: و وصيّي خير الأوصياء و أحبّهم إلى اللّه وهو بعلك- الحديث. و منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد 5/ 31. و كنز العمال، كتاب الفضائل، الفصل الثاني، فضائل عليّ بن أبي طالب، ح 1163، 12/ 204.
وفي موسوعة أطراف الحديث عن المعجم الكبير للطبراني 4/ 205. و جمع الجوامع للسيوطي، رقم الحديث: 4261.
وأبو أيوب الأنصاري: اسمه خالد بن زيد الخزرجي. شهد بيعة العقبة و جميع مشاهد رسول اللّه (صلى الله عليه واله) و شهد مع الإمام عليّ الجمل و صفّين و نهروان. و توفّي عند مدينة القسطنطينية سنة خمسين أو إحدى و خمسين. أسد الغابة 5/ 143.
(5) كنز العمال، كتاب الفضائل، الفصل الثاني، فضائل عليّ بن أبي طالب، ح 1192، الثانية 12/ 209.
وفي أطراف الحديث عن كنز العمال، الحديث 32952. و الطبراني 6/ 271 و أبو سعيد الخدري: سعد بن مالك الخزرجي، كان من الحفّاظ لحديث رسول اللّه(صلى الله عليه واله)( ت: 54 ه). أسد الغابة 5/ 211.
(6) حلية الأولياء 1/ 63. و تاريخ ابن عساكر 2/ 486. و شرح نهج البلاغة، ط.
الأولى 1/ 450. و في موسوعة أطراف الحديث عن اتحاف السادة المتّقين للزبيدي 7/ 461.
وأنس بن مالك: أبو ثمامة الخزرجي، روى عنه البخاري و مسلم 2286 حديثا. اختلف في سنة وفاته من 90- 93 ه. الاستيعاب. و أسد الغابة. و الإصابة. مرّت ترجمته في ص 134.
(7) تاريخ دمشق لابن عساكر 3/ 5. و الرياض النضرة 2/ 178 عن بريدة و هو:
أبو عبد اللّه بريدة بن الحصيب بن عبد اللّه الأسلمي؛ قدم المدينة بعد أحد فشهد مع رسول اللّه (صلى الله عليه واله) مشاهده وتحول بعده إلى البصرة و ابتنى بها دارا. ثم خرج غازيا إلى خراسان فأقام بمرو و توفّي بها. أسد الغابة 1/ 175.
(8) المحاسن و المساوئ لمحمد بن إبراهيم البيهقي( كان حيّا قبل: 320 هـ)، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، ط. القاهرة سنة 1380 ه 1/ 64- 65.
(9) وقعة صفين، ط. المدني بمصر سنة 1382 ه ص 145. و تاريخ الخطيب 12/ 305.
وقد أوردنا الخبر بإيجاز من الأوّل. وقد بني في مكان الدير منذ قرون مسجد براثا، وتغيّر مجرى نهري دجلة والفرات اللّذين كانا يجريان في أرض العراق و أصبح مجرى نهر دجلة قريبا من المسجد المذكور.
(10) صفين ص 147- 148. و ابن كثير 7/ 254.
والبليخ: اسم نهر بالرقّة، يجتمع فيه الماء من عيون. معجم البلدان.
(11) تاريخ اليعقوبي 2/ 178.
(12) شرح النهج لابن أبي الحديد 1/ 281.
وعمرو بن الحمق الخزاعي: هاجر إلى النبيّ(صلى الله عليه واله) بعد الحديبية، سقى النبيّ (صلى الله عليه واله) فدعا له و قال: اللّهمّ متّعه بشبابه، فمرّت عليه ثمانون سنة لا ترى في لحيته شعرة بيضاء. شهد مع عليّ مشاهده كلّها و كان من أصحاب حجر بن عدي. و خاف زياد بن أبيه و هرب من الكوفة إلى الموصل و اختفى في غار بالقرب منه، فأرسل معاوية إلى العامل بالموصل- و كان العامل عمرو بن الحكم ابن أخت معاوية- ليحمل إليه عمرا فوجده ميتا، كان قد نهشته حيّة فقطع رأسه و بعث به إلى خاله معاوية. و كان رأسه أول رأس حمل في الإسلام. و كان معاوية قد حبس زوجة عمرو بن الحمق، آمنة بنت الشريد، فوجّه إليها رأس عمرو فألقي في حجرها فارتاعت لذلك ثم وضعته في حجرها و وضعت كفّها على جبينه ثمّ لثمت فاه و قالت: غيبتموه عني طويلا ثمّ أهديتموه إليّ قتيلا فأهلا بها من هديّة غير قالية ولا مقلية. و كان قتله في سنة خمسين للهجرة. ترجمته بأسد الغابة 4/ 100- 101.
( 13) الكتاب و جوابه في صفّين لنصر بن مزاحم، ط. القاهرة، سنة 1382 ه ص 118- 119. و تاريخ الطبري ط. أوربا 1/ 3348. و تاريخ ابن الأثير ط. أوربا 3/ 108. و مروج الذهب للمسعودي ط. بيروت، سنة 1385 ه 3/ 11، و قال: إنّ محمد بن أبي بكر كتب الكتاب إلى معاوية من مصر لمّا ولّاه الإمام عليّ و ابن ابي الحديد 1/ 284.
( 14) مناقب الخوارزمي ص 125.
( 15) مناقب الخوارزمي ص 143.
( 16) شرح النهج لابن أبي الحديد 2/ 28.
( 17) تاريخ اليعقوبي 2/ 192- 193.
( 18) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ط. مصر الاولى 1/ 208.
( 19) نقلنا الخبر من مستدرك الحاكم 3/ 172. و راجع ذخائر العقبى ص 138. و في مجمع الزوائد للهيثمي 9/ 146 عن الطبراني و غيره.
( 20) لم يرد هذا في النص و لكن السياق يقتضيه.
( 21) تاريخ اليعقوبي 2/ 228.
( 22) مروج الذهب للمسعودي، 2/ 430.
( 23) في الخطبة الّتي رواها الطبري في ط. أوربا 2/ 329. و ابن الأثير، ط. أوربا 4/ 52.
و أورد الخطبة ابن كثير في 8/ 179 و حذف منها ما ذكره الإمام الحسين في وصف أبيه و كتب بدلها( و عليّ أبي) و أورد الباقى.
( 24) تاريخ اليعقوبي 2/ 352. و التنبيه و الإشراف للمسعودي ص 293. و تاريخ ابن الاثير 5/ 139- 142- 194 في ذكر حوادث سنة 129 و 130.
( 25) بترجمته في تذكرة الحفاظ 1/ 181.
( 26) الطبري، ط. اوربا، 3/ 209. و تاريخ ابن الأثير ط. مصر الأولى 5/ 199. و ابن كثير 10/ 85.
( 27) الأصمعي: عبد الملك بن قريب( ت: 216 ه) البصري اللّغوي النحوي. قيل: كان يحفظ اثني عشر ألف أرجوزة. ترجمته في الكنى و الألقاب للقميّ.
( 28) الأخبار الطّوال، ط. القاهرة الأولى سنة 1960، ص 389 لأبي حنيفة الدينوري( ت: 282 ه). و مروج الذّهب للمسعودي 3/ 351.
( 29) تاريخ اليعقوبي 2/ 416- 421. و أورد الطبري تفصيل ذلك في ذكر حوادث سنة ستّ و ثمانين و مائة، ط. أوربا، 3/ 654- 665. و أشار إلى ذلك بإيجاز كلّ من المسعودي في مروج الذهب، 3/ 353. و ابن الأثير في تاريخه( الكامل)، ط. أوربا، 6/ 117- 118. و ابن كثير في البداية و النهاية 10/ 187.
( 30) الموفقيات للزبير بن بكار، ط. بغداد، سنة 1972 م، ص 574- 575، و ورد شعر حسان في تاريخ اليعقوبي 2/ 128 مع اختلاف في اللفظ. و شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ط. الأولى 2/ 15.
( 31) الموفقيات ص 575. و شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ط. مصر الأولى 1/ 201.
( 32) تاريخ الطبري، ط. أوربا 1/ 3064 و 3065. و تاريخ ابن الأثير، ط. أوربا 3/ 152 في ذكرهما ما رثي به عثمان.
و الوليد بن عقبة بن أبي معيط بن ذكوان و كان ذكوان عبدا لأميّة فتبنّاه و ألحقه بنسبه. و أمّ الوليد أروى أمّ الخليفة عثمان. أرسله رسول اللّه(صلى الله عليه واله) مصدقا إلى بني المصطلق، فخرجوا يتلقونه، فهابهم فعاد إلى رسول اللّه(صلى الله عليه واله) و أخبر أنّهم ارتدّوا و منعوا الصدقة، فنزلت فيه: {إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا } [الحجرات: 6]. فأرسل إليهم رسول اللّه (صلى الله عليه واله) غيره فأخبروه أنهم متمسّكون بالإسلام. ولّاه الخليفة عثمان الكوفة فشرب الخمر و صلّى بهم صلاة الصبح أربعا و هو سكران، فعزله عثمان، و قد ذكرنا تفصيل خبره في أول ذكر أخبار عصر الصهرين من كتاب أحاديث عائشة.
أقام في الرقة بعد عثمان و توفّي بها. ترجمته في أسد الغابة و الإصابة.
والفضل بن العباس بن عبد المطّلب، أكبر ولد العبّاس. شهد مع النبيّ(صلى الله عليه واله) فتح مكّة وحنينا وثبت معه حين انهزم الناس، و شهد غسل رسول اللّه(صلى الله عليه واله) و دفنه واستشهد يوم مرج الصفراء أو أجنادين بالشام و كلاهما سنة ثماني عشرة هجرية، و قيل: استشهد يوم اليرموك. و ترجمته في الاستيعاب و أسد الغابة و الإصابة.
قصد( بعد ثلاثة) أي بعد الرسول(صلى الله عليه واله) و أبي بكر و عمر. و التجيبي و التجوبي : نسبة إلى قبيلة من مذحج، كانت تسكن محلّة بمصر و قيل لمن يسكن تلك المحلة- أيضا- التجيبي والتجوبي. وكان منهم عبد الرحمن بن عديس البلوي الّذي اشترك في قتل الخليفة عثمان، و إيّاه عنى الوليد بالتجيبي في شعره، و منهم عبد الرحمن بن ملجم المرادي التدؤلي قاتل الإمام عليّ، و كانت داره إلى جنب ابن عديس، و معنى البيت: ألا إنّ خير الناس بعد الرسول( ص) و أبي بكر و عمر- أي عثمان- أصبح مقتولا بيد التجيبي الّذي جاء من مصر.
راجع مادة:( التجيبي) و( التدؤلي) في أنساب السمعاني، و راجع مادة:( التجيبي) في الإكمال لابن مأكولا 1/ 214 و 256، و مادة:( التدؤلي) في اللباب في تهذيب الأنساب لابن الأثير.
( 33) النعمان بن عجلان الزرقي الأنصاري، لسان الأنصار و شاعرهم. استعمله عليّ على البحرين.
ترجمته في الاستيعاب، ط. حيدرآباد 1/ 298، رقم: 1323. و أسد الغابة 5/ 26.
و الإصابة 3/ 532، و نسبه في الجمهرة ص 327- 338. و الاشتقاق ص 461. و الأبيات عن كتاب الموفقيات للزبير بن بكار ص 592- 594، و رواه ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة، تحقيق محمد أبو الفضل ابراهيم 6/ 31.
( 34) شرح نهج البلاغة 1/ 47. و راجع فتوح ابن أعثم ط. حيدرآباد عام 1288، 2/ 277.
( 35) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 1/ 47- 49. و راجع فتوح أعثم 2/ 307.
( 36) راجع فتوح ابن أعثم 2/ 321.
( 37) صفّين ص 15- 18. و ابن أبي الحديد 1/ 247. و راجع فتوح ابن أعثم 2/ 305.
( 38) كان الأمراء إذا لم يكونوا ممّن ينظم الشعر يطلبون ممّن معهم في موارد خاصة أن ينظموا في الجواب عنهم و كان هذا المقام من الأشعث من تلك الموارد.
وجرير بن عبد اللّه البجلي: أسلم قبل وفاة النبيّ(صلى الله عليه واله) بأربعين يوما، شهد حرب القادسية.
أرسله رسول اللّه(صلى الله عليه واله) لتهديم صنم لخثعم في ذي الخلصة فذهب إليه و أحرقه. توفي سنة إحدى أو أربع و خمسين هجرية.
ترجمته في الاستيعاب. و أسد الغابة. و الإصابة.
و الأشعث بن قيس الكندي: أسلم مع وفد قومه إلى رسول اللّه(صلى الله عليه واله) في السنة العاشرة و لم يدفع الصدقة لجباة الخليفة أبي بكر، فقاتلوه و أسروه، فأطلقه الخليفة و زوّجه أخته أم فروة، و شهد بعض فتوح الشام و العراق، و استعمله عثمان على أذربيجان، و شهد صفّين مع عليّ و كان ممّن ألزم عليّا بالتحكيم و شهد الحكمين بدومة الجندل. و توفّي بالكوفة بعد مقتل الإمام عليّ بأربعين ليلة.
ترجمته في الاستيعاب. و أسد الغابة. و الإصابة.
( 39) صفّين ص 20- 24.
( 40) صفّين ص 43.
( 41) صفّين ص 137.
والعموم جمع العمّ.
والنجاشي قيس بن عمرو: شاعر مخضرم. اشتهر في الجاهلية و الإسلام. أصله من نجران اليمن. سكن الكوفة. توفّي نحو 40 هـ. الأعلام للزركلي
( 42) صفّين ص 365.
( 43) صفّين ص 381. و قد ورد إنشاده هذه الأبيات في شرح النهج لابن أبي الحديد في حرب الجمل.
وحجر بن عدي الكندي المعروف بحجر الخير: وفد على النبيّ(صلى الله عليه واله) و شهد القادسية و شهد مشاهد الإمام عليّ و كان على كندة بصفّين. و أرسله زياد مع جماعة إلى معاوية فقتلهم بمرج عذراء سنة إحدى و خمسين هجرية. و قال حجر: إنّي لأوّل المسلمين كبّر في نواحيها، أي:
عند ما فتحها المسلمون.
( 44) صفّين ص 382 و( عوائك): من العواء، اشتق اسم( معاوية)، فان المعاوية: الكلبة تعاوي الكلاب.
( 45) صفّين ص 385.
والمغيرة بن الحارث بن عبد المطلب و هو أخو أبي سفيان بن الحارث الشاعر، و قال بعضهم إنّهما شخص واحد. ترجمتهما بأسد الغابة في الأسماء و الكنى.
( 46) صفّين ص 416. و شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ط. الأولى 1/ 284.
وسيأتي تفصيل خبر البيت بعيد هذا إن شاء اللّه تعالى.
( 47) صفّين ص 436، و كان فارس همدان و شاعرهم. و وادعة: بطن من همدان. الاشتقاق لابن دريد.
وفي ترجمته في الإصابة: له إدراك، و هو أوّل من جعل سهم البراذين دون سهم العراب فبلغ الخبر الخليفة عمر فأعجبه ذلك وقال: امضوها على ما قال. الإصابة 3/ 478.
( 48) كتاب الفتوح لابن أعثم 3/ 254- 258. و صفّين ص 416. و شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ط. الأولى، 1/ 284.
( 49) قال ابن اعثم في الفتوح( 3/ 226) و الخوارزمي في المناقب ص 170 ما موجزه: إن الأشتر و سائر أصحاب الإمام علي (عليه السلام) افتقدوه يوما بصفين فبحثوا عنه و وجدوه تحت رايات ربيعة فرأى الإمام الأشتر متغيرا عن حاله باكيا فقال له: ما خبرك يا مالك أفقدت ابنك أم أصابك غير ذلك؟ فجعل الأشتر ينشد و يقول ... الأبيات.
حماة: جمع حام و هو المدافع الّذي لا يقرب أو الأسد لحمايته.
الدّجى: جمع دجية و هي الظلمة.
الحنادس: جمع حندس، ليل حندس أي مظلم، و الحنادس ثلاث ليال من الشّهر لظلمتهنّ.
( 50) مروج الذهب أ: في 2/ 428، و ب: 3/ 4.
( 51) المسعودي في ذكر خبر ولد سامة أواخر ترجمة الإمام عليّ 2/ 408. و ولد سامة الّذين تكلّموا في انتسابهم إليه هم بنو ناجية.
أمّا علي بن محمد بن جعفر العلوي، فإنّ جعفرا هذا هو الإمام جعفر الصادق بن الباقر و عليّ ابنه. نسبه في الأنساب لابن حزم ص 61
( 52) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 2/ 22.
( 53) المحاسن و المساوئ للبيهقي 1/ 105.
( 54) التجوبي هو عبد الرحمن بن ملجم المرادي التدؤلي، قاتل الإمام عليّ(عليه السلام). و قيل له التجيبي و التجوبي نسبة إلى المحلة الّتي كان يسكنها بمصر قبل هجرته إلى الكوفة. راجع الهامش رقم 31 من هذا الفصل.
الكامل للمبرد، ط. مكتبة المعارف، بيروت 2/ 151.
والمبرد هو: أبو العباس، محمد بن يزيد الأزدي الثمالي البصري. قال الخطيب البغدادي بترجمته: شيخ أهل النحو و حافظ علوم العربية، من تأليفه: الكامل في اللغة. توفّي ببغداد سنة 285 هـ ، ترجمته بتاريخ بغداد 3/ 380، و كشف الظنون، مادة:( الكامل).
والكميت: أبو المستهل ابن زيد الأسدي، من أهل الكوفة. كان عالما بآداب العرب و لغاتها و أخبارها و أنسابها، ثقة في علمه. ترجم شعره الهاشميات إلى الألمانية،( ت: 126 ه). الأعلام للزركلي 6/ 92.
( 55) الكامل للمبرد 2/ 152. و أورده أبو الفرج بترجمة الحميري في الأغاني، ط. ساسي، 7/ 10.
وأبو الأسود: ظالم بن عمرو الدؤلي، من الفقهاء و الأعيان و الشعراء، واضع علم النحو، رسم له علي بن أبي طالب شيئا من أصول النحو فكتب فيه أبو الأسود، و أخذ عنه جماعة، و هو أول من نقط المصحف، شهد مع عليّ(عليه السلام) صفّين، توفّي بالبصرة سنة 69 ه. الأعلام للزركلي 3/ 34. و راجع العقد الفريد ط. مصر عام 1372، 3/ 211.
(56) الكامل للمبرد 2/ 175، و أورد البيت و تفصيل سبب إنشاد السيد الحميري الشعر، في الأغاني، ط. ساسي 7/ 21 يوم الخريبة.
والسيد الحميري، إسماعيل بن محمد، كان واحدا من ثلاثة، أكثر الناس شعرا في الجاهلية و الإسلام، كان مقدما عند الخليفتين المنصور و المهدي العبّاسيّين، توفي سنة 173 ه. الأعلام للزركلي 1/ 320.
( 57) في ترجمة السيد الحميري، من الأغاني 9/ 6 يوم الخريبة.
( 58) ديوان الشافعي ص 35، ط. بيروت، 1403 ه.
( 59) بترجمة ابن دريد في الكنى و الألقاب 1/ 274. و ابن دريد: أبو بكر محمد بن الحسن الأزدي البصري شاعر نحوي، لغوي و من مؤلفاته:
الجمهرة( ت: 321 ه).
( 60) ديوان أبي الطيب المتنبي ( ت: 468 ه) تحقيق فريدرخ ، ص: 856، ط. برلين، سنة 1861 م.
( 61) ورد بهذا اللّفظ في ترجمة أبي نواس في الكنى و الألقاب 1/ 162.
( 62) ديوان المتنبّي ص 333.
( 63) في مقدّمة كتابه فرائد السّمطين، الورقة: 2 ب، مخطوطة مصورة المكتبة المركزية بجامعة طهران برقم 1690/ 1164. جمع في البيت الثاني بين ذكر الاسم( علي) و ذكر الصفة( وصيّ).
( 64) في أوّل السمط الأول من كتابه فرائد السّمطين، الورقة: 7 ب.
( 65) ثورة العشرين في ذكراها الخمسين، معلومات و مشاهدات بقلم السيّد محمد علي كمال الدين. مطبعة التضامن، 1391 هـ - 1971 م، ص 319- 320.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|