أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-11-2016
1446
التاريخ: 12-1-2017
1642
التاريخ: 12-1-2017
1438
التاريخ: 12-1-2017
1407
|
الجواب :
إن بلالاً (رحمه الله) كان رجلاً من المسلمين.. وقد روي عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام، أنه قال:
«كان بلال عبداً صالحاً، وكان صهيب عبد سوء الخ..».
وقد شهد رضوان الله عليه بدراً، وسائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وآله، وآخى النبي صلى الله عليه وآله بينه وبين عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب، وقيل: بينه وبين أبي رويحة الخثعمي.. وقد كان صلى الله عليه وآله، يؤاخي بين كلٍ ونظيره.
وقد ذكرنا في كتابنا: «الصحيح من سيرة النبي الأعظم» ج3 ص90 ـ 96 أن رسول الله صلى الله عليه وآله، هو الذي اشتراه وأعتقه، ولا يصح قولهم: إن أبا بكر هو الذي فعل ذلك..
وذكرنا هناك: أنه يمكن أن يكون أبو بكر قد ذهب هو والعباس إلى أمية بن خلف مولى بلال، فاشترياه للنبي صلى الله عليه وآله، بالمال الذي أعطاهما النبي (صلى الله عليه وآله) إياه، ثم أعتقاه نيابة عنه، وبتوكيل وتفويض منه (صلى الله عليه وآله)..
وقد رووا: أن بلالاً رحمه الله، قد امتنع عن الأذان بعد رسول الله صلى الله عليه وآله(1)..
وروى أبو بصير (رحمه الله)، عن أحدهما (عليهما السلام): أن بلالاً كان عبداً صالحاً. فقال: لا أؤذن لأحد بعد النبي صلى الله عليه وآله(2)..
وكان قد هاجر إلى الشام، ومات بها سنة 18 للهجرة، أو سنة 20 أو 21..
روي أنه لم يؤذن بعد رسول الله صلى الله عليه وآله، إلا مرة واحدة، وذلك في قدمة قدمها المدينة لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وآله، وذلك تلبية لطلب الحسنين صلوات الله وسلامه عليهما، كما رواه ابن الأثير في أسد الغابة..
وروى الصدوق: أنه أذن مرة ثانية استجابة لطلب السيدة الزهراء عليها السلام، ولكنه لم يتم الأذان لأجل أنها عليها السلام قد غشي عليها، وظنوا أنها قد ماتت.. ثم أفاقت وسألته أن يتم الأذان، فلم يفعل، وقال لها: «يا سيدة النساء، إني أخشى عليك مما تنزلينه بنفسك إذا سمعت صوتي بالأذان»، فأعفته من ذلك (3).
وفي بعض المصادر: أن سبب رحلة بلال إلى الشام هو امتناعه عن البيعة لأبي بكر، فقد نقل الوحيد البهبهاني (رحمه الله)، عن المجلسي الأول، قال: رأيت في بعض كتب أصحابنا عن هشام بن سالم، عن الصادق عليه السلام، وعن أبي البختري، عن عبد الله بن الحسن:
«أن بلالاً أبى أن يبايع أبا بكر، وأن عمر أخذ بتلابيبه، وقال له: يا بلال، هذا جزاء أبي بكر منك أن أعتقك، فلا تجيء تبايعه؟!
فقال: إن كان أبو بكر قد أعتقني لله، فليدعني لله، وإن أعتقني لغير ذلك، فها أنا ذا، وأما بيعته فما كنت أبايع من لم يستخلفه النبي صلى الله عليه وآله، والذي استخلفه بيعته في أعناقنا إلى يوم القيامة.
فقال له عمر: لا أبا لك، لا تقم معنا..
فارتحل إلى الشام، وله شعر في هذا المعنى:
بالله، لا بأبي بكر نجوت ولا ... لا والله نامت على أوصالي الضبع
الله بوَّأني خيراً، وأكرمنــــي ... وإنما الخير عند الله يتبع
لا يلفينِّي تبوعاً كل مبتــــدع ... فلست متبعاً مثل الذي ابتدعوا
وهذه الرواية وإن كانت غير سليمة عن الإشكال، لأنها تقول: إن عمر قد ذكر: أن أبا بكر هو الذي اشترى بلالاً ثم أعتقه»..
وقد ذكرنا أن هذا غير صحيح.. لأسباب عديدة، ولكن من الواضح: أن سقوط فقرة من فقرات الرواية عن الاعتبار لا يعني سقوط سائر فقراتها، ومضامينها..
فإن من الجائز: أن تكون هذه الفقرة قد أقحمت فيها، لإبطال أثر سائر فقراتها..
مع احتمال: أن يكون أبو بكر قد شارك العباس في شراء بلال لرسول الله صلى الله عليه وآله، وفي عتقه عنه.. فيكون عمر قد امتن على بلال، ولو بهذا المقدار..
وفي مجمل الأحوال نقول: إننا لا نجد من بلال إلا كل خير وصلاح، غير أن الرجل كان أسود اللون، حبشياً، غريباً، وكان مملوكاً مدة من عمره، ولم يكن له عشيرة تهتم بأمره، أو يهتم الناس لها، ويحترمونه من أجلها.. ولا كان له موقعية مميزة في علوم الشريعة ليرجع الناس إليه فيها، ولا كان من فرسان العرب الأشداء المشهود لهم بالفروسية والشجاعة، ولم يكن له دور سياسي، ولا كان له موقع اجتماعي، أو نشاط اقتصادي مميز، يجعلهم يطمعون فيما عنده من نوال، أو نفوذ..
بل هو رجل عادي ـ كسائر المسلمين ـ سليم النفس، ملتزم بما يعرفه من حدود الشريعة، يعرف حجم نفسه، وإمكاناته، وموقعه ليس لديه ما يخاف منه، أو ما يطمع فيه..
وأظن أن الأمر أصبح واضحاً..
والحمد لله رب العالمين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) من لا يحضره الفقيه ج1 ص298.
(2) من لا يحضره الفقيه ج1 ص83.
(3) من لا يحضره الفقيه ج1 ص298.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|