أقرأ أيضاً
التاريخ: 1/10/2022
1298
التاريخ: 28-11-2017
1204
التاريخ: 16-11-2016
1042
التاريخ: 16-11-2016
914
|
[نص الشبهة]
...المتعلّق بإنكار جعفر بن عليّ شهادة الإٍمامية بولدٍ لأخيه الحسن بن عليّ عليهما السلام وُلد في حياته بعده، والحوز لتركته بدعوى استحقاقها بميراثه مثلاً دون ولدٍ له، وما كان منه من حمل أمير الوقت على حبس جواري الحسن عليه السلام واستبذالهنّ (1) بالاستبراء لهنّ من الحمل ليتأكّد بقيّة لولد أخيه، إباحته دماء شيعة الحسن بدعواهم خلفاً من بعده كان أحقّ بمقامه من بعده من غيره وأولى بميراثه مّمن حواه .
[الرد على الشبهة]
... ليس بشبهةٍ يعتمدها عاقلٌ في ذلك، فضلاً عن حجّةٍ، لاتفاق الأُمّة على أنّ جعفراً لم تكن له عصمة الأنبياء فيمتنع عليه لذلك إنكار حقٍّ ودعوى باطلٍ، بل كان من جملة الرعيّة الّتي يجوز عليها الزلل، ويعتريها السهو، ويقع منها الغلط، ولا يؤمن منها تعمد الباطل، ويتوقّع منها الضلال.
وقد نطق القرآن بما كان من أسباط يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الرحمن ـ عليه وعلى ولده الأنبياء وآبائه المنتجبين الأصفياء وكافّة المرسلين الصلاة الدائمة والتحيّة والسلام ـ في ظلم أخيهم يوسف عليه السلام، وإلقائهم له في غيابة الجبّ، وتغريرهم بدمه بذلك، وبيعهم إيّاه بالثمن البخس، ونقضهم عهده في حراسته، وتعمدهم معصيته في ذلك وعقوقه ، وإدخال الهمّ عليه بما صنعوه بأحبّ ولده إليه وأوصلوه إلى قلبه من الغمّ بذلك، وتمويههم على دعواهم على الذئب أنّه أكله بما جاءوا به على قميصه من الدم، ويمينهم بالله العظيم على براءتهم ممّا اقترفوه في ظلمه من الإِثم، وهم لِما أنكروه متحقّقون، وببطلان ما ادعوه في أمر يوسف عليه السلام عارفون.
هذا وهو أسباط النبييّن، وأقرب الخلق نسباً بنبيّ الله وخليله إبراهيم.
فما الذي يُنكر مّمن هو دونهم في الدنيا والدين: أنِ اعتمدَ باطلاً يُعلم خطؤه فيه على اليقين، ويَدفع حقّاً قد قامت عليه الحجج الواضحة والبراهين.
فصل:
وما أرى المتعلّق في إنكار وجود ولد الحسن بن عليّ بن محمّد عليهم السلام وقد قامت بيّنة العقل والسمع به، ودلّ الاعتبار الصحيح على صواب معتقده، بدفع عمّه لذلك مع دواعيه الظاهرة كانت إليه، بحوز تركة أخيه دونه، مع جلالتها وكثرتها وعظم خطرها، لعتجّل المنافع بها، والنهضة بمآربه عند تملّكها، وبلوغ شهواته من الدنيا بحوزها، ودعوى مقامه الّذي جلّ قدره عند الكافة، باستحقاقه له دون مَن عداه من الناس، وبخعت (2) الشيعة كلّها بالطاعة له بما انطوت عليه من اعتقادها ولوجوبه له دونَ من سواه، وطمعه بذلك في مثل ما كان يصل إليه من خمس الغنائم التي كانت تحملها شيعته إلى وكلائه في حياته، واستمرارها على ذلك بعد وفاته، وزكوات الأموال، لتصل إلى مستحقّها من فقراء أصحابه.
إلاّ كتعلّق أهل الغفلة من الكفار في إبطال عمّه (3) أبي لهب (4) صدق دعوته، وجحد الحقّ في نبوّته، والكفر بما جاء به، ودفع رسالته، ومشاركة أكثر ذوي نسبه من بني هاشم وبني أميّة لعمّه في ذلك، واجتماعهم على عداوته ، وتجريدهم السيف في حربه، واجتهادهم في استئصاله ومتّبعيه على ملّته.
هذا مع ظهور حجّته، ووضوح برهانه في نبوّته، وضيق الطريق في معرفة ولادة الحجّة بن الحسن على جعفر وأمثاله من البعداء عن علم حقيقته.
ومَن صار في إنكار شيءٍ أو إثباته أو صحّته وفساده إلى مثل التعلّق بجعفر بن عليّ في جحد وجود خلف لأخيه، وما كان من أبي جهل (5) وشركائه من أقارب النبيّ صلّى الله عليه وآله وجيرانه وأهل بلده والناشئين معه في زمانه والعارفين بأكثر سرّ أمره وجهره وأحواله في دفع نبوّته وإنكاره صدقه في دعوته.
سقط كلامه عند العلماء ولم يعدّ في جملة الفقهاء، وكان في أعداد ذوي الجهل والسفهاء.
فصل:
وبعد، فإنّ الشيعة وغيرهم مّمن عني بأخبار الناس والجواد من الآراء وأسبابها، والأغراض كانت له فيها، قد ذكروا أخباراً عن أحوال جعفر بن عليّ في حياة أخيه أبي محمّد الحسن بن عليّ عليهما السلام، وأسباب إنكاره خلفاً له من بعده، وجحد ولدٍ كان له في حياته، وحمل السلطان على ما سار به في مخلّفيه وشيعته (6)، لو أوردتها على وجهها لتصور الأمر في ذلك على حقيقته، ولم يخف على متأمل بحاله، وعرفه على خطيئته.
لكنّه يمنعني عن ذلك موانع ظاهرة:
أحدها: كثرة مَن يعترف بالحقّ من وُلد جعفر بن عليّ في وقتنا هذا، ويُظهر التدّين بوجود ولد الحسن بن عليّ في حياته، ومقامه بعد وفاته في الأمر مقامه، ويكره إضافة خلافه لمعتقده فيه إلى جدّه (7)، بل لا أعلم أحداً من وُلد جعفر بن عليّ في وقتنا هذا يُظهر خلاف الإِماميّة في وجود ابن الحسن عليهما السلام والتديّن بحياته والانتظار لقيامه.
والعشرة الجميلة لهؤلاء السادة أيّدهم الله بترك إثبات ما سبق به مَن سمّيت في الأخبار الّتي خلّدوها فيما وصفتُ أولى.
مع غناي عن ذلك بما أثبتُّ من موجز القول في بطلان الشبهة، لتعلّق ضعفاء المعتزلة (8) والحشوية (9) والزيديّة(10) و الخوارج(11) والمرجئة (12) في إنكار جعفر بن عليّ لوجود ابن الحسن بن عليّ، حَسَبَ ما أورده السائل عنهم فيما سأل في الشبهات في ذلك، والله الموفّق للصواب.
____________________
(1) الاستبذال : ترك الاحتشام والتصرّف.
(2) أي: أقرّت به وأذعنت. ولعل الصحيح: بخوع الشيعة.
(3) أي: النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم.
(4) عبد العزى بن عبد المطلب بن هاشم، من قريش، عمّ النبيّ، وأحد الشجعان في الجاهلية، ومن أشدّ الناس عداوةً للمسلمين في الإسلام، كان غنيّاً عتيّاً، كبُر عليه أن يتبع ديناً جاء به ابن اخيه، فآذاه وآذى انصاره وحرّض عليهم وقاتلهم، وفيه الآية: (تبّت يدا أبي لهب وتب ما أغنى عنه ماله وما كسب) مات بعد وقعة بدر بأيّام.
راجع: الأعلام 4: 12، وراجع المصادر التي ذكرها.
(5) أبو جهل هو عمرو بن هشام بن المغيرة المخزومي، كان من اشدّ الناس عدواة للنبي، قتل يوم بدرٍ كافراً، وأخباره مع النبيّ وكثرة اذاه إيّاه مشهورة.
الكنى والالقاب 1: 38، الأعلام 5: 87 وراجع المصادر التي ذكرها.
(6) راجع: كمال الدين 2: 383 ـ 484، البحار 50: 227 ـ 232 باب 6 أحول جعفر و37: 8.
(7) أي ويكره إضافة خلاف الحقّ الّذي يعتقد به إلى جدّه، وذلك لِما ورد في بعض الأخبار من توبة جعفر.
(8) أوّل من سمّي بهذا اللقب: جماعة بايعوا عليّاً عليه السلام بعد قتل عثمان واعتزلوا عنه وامتنعوا عن محاربته والمحاربة معه، منهم سعد بن مالك وعبدالله بن عمر.
فرق الشيعة: 4ـ5.
(9) جماعة قالوا: انّ عليّاً وطلحة وزبير لم يكونوا مصيبين في حربهم، وأنّ المصيب هو الّذي قعد عنهم، وهو يتولّونهم جميعاً ويتبرّؤون من حربهم ويردّون امرهم إلى الله عزّوجلّ.
فرق الشيعة: 15.
(10) فرقة تدّعي أنّ من دعا إلى الله عزّ وجلّ من آل محمّد فهو مفترض الطاعة، وكان عليّ بن أبي طالب إماماً في وقت ما دعا الناس وأظهر أمره، ثمّ كان بعده الحسين اماماً عند خروجه، ثمّ زيد بن عليّ بن الحسين المقتول بالكوفة، ثمّ يحيى بن زيد بن عليّ المقتول بخراسان.
فرق الشيعة: 58.
(11) جماعة قالوا: الحكمان كافران، وكفّرا عليّاً حين حكّمهما.
ومسألة التحكيم كان مفروضة على أمير المؤمنين عليه السلام، وذلك عندما أبى أصحابه إلاّ التحكيم وامتنعوا من القتال، رضي التحكيم بشرط الحكم بكتاب الله، فخالف الحكمان، فالحكمان هما اللذان ارتكبا الخطأ وهو الّذي اصاب.
فرق الشيعة: 16.
(12) لّما قتل عليّ عليه السلام اتفق الناكثون والقاسطون وتَبَعه الديا على معاوية، وسمّوا بالمرجئة، وزعموا أنّ أهل القبلة كلّهم مؤمنون بإقرارهم الظاهر بالإيمان، ورجوا لهم جميعاً المغفرة، وافترقت المرجئة على أقسام:... فرق الشيعة: 6.
|
|
دور في الحماية من السرطان.. يجب تناول لبن الزبادي يوميا
|
|
|
|
|
العلماء الروس يطورون مسيرة لمراقبة حرائق الغابات
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|