أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-04-2015
2920
التاريخ: 14-11-2014
4298
التاريخ: 2-12-2014
6922
التاريخ: 10-10-2014
1497
|
ابـو عائشة الهمداني الوادعي الكوفي ، الفقيه العابد اخذ العلم عن على بن ابي طالب (عليه السلام) ولم يتخلف عـن حروبه وهكذا روى عن ابن مسعود ، وكان خصيصا بالتلمذة لديه وروى عن معاذ بن جبل ، والـخـباب بن الارت ، وابى بن كعب كان ابوه الاجدع بن مالك افرس فارس باليمن ، وكان عمرو بن معد يكرب خاله .
قال الشعبي : ما رايت اطلب للعلم منه وكان اعلم بالفتوى من شريح ، ومن ثم كان شريح يستشيره اذا اعوزه الراي.
.قـال عـلى بن المديني : ما اقدم على مسروق من اصحاب عبد اللّه بن مسعود احدا وكان من اصحابه الـذين يعلمون الناس السنة كان مقرئا ومفتيا معا قال ابن حجر : مناقبه كثيرة ، (1) مات سنة (63).
و كـان على غزارة من العلم ، حريصا على الاخذ من كبار العلماء من صحابة الرسول (صلى الله عليه واله) وقد تقدم حـديـث اجـتـمـاعـه مـع اصحاب محمد(صلى الله عليه واله) فوجدهم كالأخاذ ، يروي الواحد الرجل ، ويروي الـرجـلـيـن ، والـعـشرة ، والمائة والاخاذ لو نزل به اهل الارض لا صدرهم (2) ، يعني عليا (عليه السلام).
و اتـهم بالانحراف عن الامام امير المؤمنين (عليه السلام) ، ولابن ابي الحديد بشأنه وشان الاسود بن يزيد الاتي ، وكذا مرة الهمداني والشعبي كلام ننقله بتفصيله :
قال : ذكر شيخنا ابو جعفر الاسكافي (ره ) ووجدته ايضا في كتاب (الغارات ) لإبراهيم بن هلال الثقفي : وقد كان بالكوفة من فقهائها من يعادي عليا(عليه السلام) ويبغضه ، مع غلبة التشيع على الكوفة .
فـمنهم مرة الهمداني روى ابو نعيم الفضل بن دكين عن فطر بن خليفة ، قال : سمعت مرة يقول : لان يكون علي جملا يستقي عليه اهله خير له مما كان عليه وعن عمرو بن مرة ، قال : قيل لمرة : كيف تخلفت عن علي ؟ قال : سبقنا بحسناته ، وابتلينا بسيئاته .
وروى ابن دكين عن الحسن بن صالح ، قال : لم يصل ابو صادق (3) على مرة الهمداني وقال ـ فـي ايـام حـيـاتـه ـ : واللّه لا يـظلني واياه سقف بيت ابدا قال : ولما مات لم يحضره عمرو بن شـرحـبـيـل (4) ، قال : لا احضره لشي كان في قلبه على علي بن ابي طالب قال ابراهيم بن هـلال : فـحـدثـنـا الـمـسـعـودي عـن عـبـد اللّه بن نمير بهذا الحديث قال : ثم كان عبد اللّه بن نـمير (5) يقول : وكذلك انا ، واللّه لو مات رجل في نفسه شيء على علي (عليه السلام)لم احضره ، ولم اصل عليه .
قـال : ومـنـهم الاسود بن يزيد ، ومسروق بن الاجدع روى سلمة بن كهيل : انهما كانا يمشيان الى بعض ازواج النبى (صلى الله عليه واله) فيقعان في علي (عليه السلام) فأما الاسود فمات على ذلك واما مسروق فلم يمت حتى كان لا يصلي للّه تعالى صلاة الا صلى بعدها على علي بن ابي طالب (عليه السلام) ، لحديث سمعه من عائشة في فضله (6).
عن ليث بن ابي سليم ، قال : كان مسروق يقول : كان على كحاطب ليل قال : فلم يمت مسروق حتى رجع عن رايه هذا.
و روى سـلمة بن كهيل ، قال : دخلت انا وزبيد اليمامي على امرأة مسروق بعد موته ، فحدثتنا ، قالت : كـان مسروق والاسود بن يزيد يفرطان في سب على بن ابي طالب ، ثم ما مات مسروق حتى سمعته يـصلي عليه واما الاسود فمضى لشانه قال : فسألناها : لم ذلك ؟ قالت : شيء سمعه من عائشة ، ترويه عن النبى (صلى الله عليه واله) فيمن اصاب الخوارج .
وعـن ابي اسحاق ، قال : ثلاثة لا يؤمنون على علي بن ابي طالب (عليه السلام) : مسروق ، ومرة ، وشريح ، وروى ان الشعبي رابعهم .
وعن الشعبي : ان مسروقا ندم على ابطائه عن على بن ابي طالب (عليه السلام) (7).
وروى الـكشي عن ابي الحسن على بن محمد بن قتيبة صاحب الفضل بن شاذان ، وتلميذه وراوية كـتـبه ، قال : سئل ابو محمد الفضل بن شاذان عن الزهاد الثمانية ، فعد منهم اربعة كانوا مع علي (عليه السلام) زهـادا اتـقـيـا ، وهـم : الربيع بن خثيم ، وهرم بن حيان ، واويس القرني ، وعامر بن عبد قيس والاربعة الباقون لم يكونوا على تلك الصفة ، احدهم مسروق بن الاجدع ، قال : وكان عشارا لمعاوية ومات في عمله ذلك ، بموضع اسفل من واسط على دجلة ، يقال له : الرصافة ، وقبره هناك (8).
وروى الـطـبـري الامامي ـ في المسترشد ـ : ان مسروقا ومرة الهمداني رغبا عن الخروج مع علي (عليه السلام) واخذا اعطياتهما منه ، وخرجا الى قزوين وكان مسروق يلي الخيل لعبيد اللّه بن زياد ومات عاشرا ، واوصى ان يدفن مع مقابر اليهود وكان يعلل ذلك بانه سوف يخرج من قبره وليس من يـؤمن باللّه ورسوله سواه قال : وكان من المحرضين لنصرة عثمان ، ويقول لأهل الكوفة : انهضوا الى خليفتكم وعصمة امركم (9).
وروى الـثعلبي ـ في تفسيره ـ انه وقف ـ في صفين ـ بين الصفين ، وتلا قوله تعالى : {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} [النساء : 29] .
هذا كل ما ذكر بشان الرجل والقدح فيه ، ولننظر مدى صحته :
اما مسالة ابطائه عن علي ـ على ما روي عن الشعبي (10) ـ او تخلفه عن صفين (11) ـ على ما ذكره الطبري الامامي ـ فتتنافى مع نص اصحاب التراجم وغيرهم ، على انه شهد مشاهده كـلـهـا ، قال ابن حجر العسقلاني : قال وكيع (12) وغيره : (لم يتخلف مسروق عن حروب علي (عليه السلام)) (13). واخـرج ابـن سعد باسناده عن محمد بن المنتشر عن مسروق بن الاجدع ، قال : كان فسطاطي ايام الـحـكمين الى جنب فسطاط ابي موسى الاشعري ، فاصبح الناس ذات يوم قد لحقوا بمعاوية من الليل فلما اصبح ابو موسى رفع رفرف فسطاطه ، فقال : يا مسروق ، ان الامرة ما اؤتمر فيها ، وان الملك ما غلب عليه بالسيف (14).
قـال الـخطيب : وكان مسروق ممن حضر مع علي (عليه السلام) حرب الخوارج بالنهروان واخرج باسناده عن ابن ابي ليلى ، قال : شهد مسروق النهر مع علي ، فلما قتلهم قام علي وفي يده قدوم فضرب بابا ، وقال : صدق اللّه ورسوله (15).
قـلـت : هذا الذي روى عن الشعبي ، لعله كسائر ما روي عنه انه لم يشهد الجمل من الصحابة سوى عـلي وعمار وطلحة والزبير قالوا ـ ان صحت الرواية ـ : فهذا من افحش كذبه (16) ، والـظـاهـر انـه مكذوب عليه ، لانه هو القائل عن تثاقل اهل المدينة للخروج مع علي (عليه السلام) في واقعة الـجـمـل : مـا نهض في تلك الفتنة الا ستة بدريون ، منهم : ابو الهيثم ابن التيهان ، وخزيمة بن الثابت ذو الشهادتين وغيرهما (17).
واما ما ذكروه من انه وقف بين الصفين في صفين ، وجعل يثبط الناس عن امير المؤمنين (عليه السلام) وتلا قـولـه تـعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا } [النساء : 29] ، ففيه مواضع من الخلط والاشتباه :
اولا : ان هـذا مـتـنـاف مع قولهم : انه تخلف عن حرب صفين ، في نفر من اهل الكوفة ، وخرج الى قـزويـن يرافقه مرة الهمداني (18) والارجح ـ ان صح الخبر ـ انه مسروق العكي ، كانت له رؤية ، وكان مع معاوية يحرضه على عدم الطاعة لعلي (عليه السلام) (19).
و ثـانـيـا : هذا من كلام ابي موسى الاشعري لأهل الكوفة ، كان يثبطهم عن النهوض مع الامام امير الـمـؤمـنـيـن (عليه السلام)عند ما اتاهم رسل الامام لينهضوا بهم الى حرب الجمل وقد ذكره الطبري في حـوادث سـنة (36)فكان فيما قال : ايها الناس ، انها فتنة صما ، النائم فيها خير من اليقظان ، والقاعد فيها خير من القائم فاغمدوا السيوف ، وانصلوا الاسنة وقد جعلنا اللّه اخوانا ، وحرم علينا دمانا وامـوالـنا ، وقال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} [النساء : 29] وقال : {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ} [النساء : 93]
وثالثا : ان هذا الموضوع عن لسانه ، قد حصل فيه خلط غريب ، بموجب ان الكذوب تخونه ذاكرته .
فقد اخرج ابن سعد عن الشعبي ـ وكان يزعم انه لم يخرج في شيء من حروب علي (عليه السلام) ـ قال : كان مـسـروق اذا قيل له : ابطات عن علي وعن مشاهده ؟ ولم يكن شهد معه شيئا من مشاهده ، فاراد ان يـنـاصـهـم الحديث ، قال : اذكركم باللّه ، ارايتم لو انه حين صف بعضكم لبعض ، واخذ بعضكم على بعض السلاح ، يقتل بعضكم بعضا ، فتح باب من السماء ، وانتم تنظرون ، ثم نزل منه ملاك حتى اذا كان بـيـن الصفين ، قال : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا } ا كان ذلك حاجزا بعضكم عن بعض ؟قالوا : نعم ، قـال : فـو اللّه لـقـد فـتـح لـها بابا من السماء ، ولقد نزل بها ملك كريم على لسان نبيكم (صلى الله عليه واله) وانها لمحكمة في المصاحف ، ما نسخها شيء . هكذا روى ابن سعد روايتين بهذا اللفظ ، اسندهما الى الشعبي .
ثـم اخرج عن عاصم رواية مرسلة ، قال : وذكر ان مسروقا بنفسه اتى صفين فوقف بين الصفين ثم قال : يا ايها الناس ، ارايتم لو ان الخ ثم انساب بين الناس فذهب ولـعـل ذاكـر الخبر ـ وهو مجهول الهوية ـ اشتبه عليه لفظة (حتى اذا كان بين الصفين ) في الـخـبـر الـمـزعـوم ، فـزعـم ان الضمير يعود الى مسروق ، في حين انه عائد الى الملك ، حسب المزعومة (21).
ويـحـتمل ان مسروقا هذا هو العكي صاحب معاوية كان من وجوه اهل الشام وكانت له صحبة كان يـحـرض مـعـاويـة على الخروج من الطاعة والقيام بطلب دم عثمان ، فكان شديدا على الامام امير المؤمنين (عليه السلام) في تلك المواقف ذكره ابن حجر في الاصابة (22).
واما القول بانه كان عش ارا لمعاوية (23) ، وان زيادا استعمله على السلسلة ، ومات بها سنة (62 او 63) (24) ، وكـان مـسـروق متذمرا من عمله ذلك ، وكان يقول : لم يدعني ثلاثة : زيـاد ، وشـريـح ، والشيطان ، اكتنفوني ولم يزالوا يزينونه لي حتى اوقعوني فيه وكان يقول : ما عـمـلت عملا قط اخوف علي من ان يدخلني النار من عملي هذا وكان بها حتى مات قال ابن سعد : ومـات بـالـسـلسلة بواسط ، وقبره هناك يزار (25) واخرج عن ام قيس ، قالت : مررت على مـسـروق بـالسلسلة ، ومعي ستون ثورا تحمل الجبن والجوز ، فسالها مسروق ، قال : ما انت ؟قالت : مكاتبة قال : خلوا سبيلها فليس في مال المكاتب زكاة (26).
وروى الكشي عن الفضل بن شاذان : ان مسروقا كان عشارا لمعاوية ، ومات في عمله ذلك بموضع اسفل من واسط على دجلة يقال له : الرصافة ، وقبره هناك (27).
فهذا كله مما لانستطيع الموافقة عليه ، حيث مخالفته مع واقع التاريخ :
اولا : اذا كـانت السنتان اللتان استعمله زياد فيهما على السلسلة ، هما الاخيرتان من حياة مسروق ، اذ قد توفي في عمله ذلك ، فهذا يعني بعد عام الستين ، الامر الذي لا ينسجم مع كون هلاك زياد في سنة (53) المتفق عليه عند ارباب التاريخ (28) .
فـلـعل مسروقا هذا غير ابن الاجدع المتوفى سنة (63) اما ابن وائل الحضرمي (29) ، او العكي (30) ، او غيرهما.
ثـانـيا : ان سلسل ، طسوج (31) من ثمانية طساسيج كورة شاذقباذ ، وتسمى كورة دجلة قال يـاقـوت : كـورة بـشـرقي بغداد ، وتشتمل على ثمانية طساسيج : رستقباذ ، ومهروذ ، وسلسل ، وجلولا ، والبنديجين ، وبراز الروز ، والدسكرة ، والرستاقين قال : ويضاف الى كل واحدة من هذه لفظة (طسوج ) اي ناحية كذا (32).
وعـليه فمن البعيد جدا ان يستعمل مثل مسروق بن الاجدع ـ العالم الكبير والراوي القدير ـ لمثل تلك المنطقة الصغيرة البعيدة عن مراكز العلم والثقافة ، ولا سيما اذا كان العمل مثل عمل العشارين الامـر الـذي لا نـكـاد نـصدقه بشان مثل ابن الاجدع الامام القدوة الذي هو احد الاعلام ومن ثم رجحنا ان يكون العامل غير هذا.
وثـالـثـا : ذكر الخطيب البغدادي : ان مسروق بن الاجدع بن مالك الهمداني ثم الوادعي ، ويكنى ابا عائشة ، توفي سنة (63) بالكوفة ، وكان له (63) سنة (33).
غـيـر ان ابـن الاثير قال : وتوفي بمصر مسروق بن الاجدع سنة (62 او 63) (34) كما ذكـر ابـن حـجر انه توفي بسلسل (35) فهناك ثلاثة اقوال في موضع قبره ، والصحيح هو الـقـول الاول ، بـدلـيـل الاعتبار اما الذي توفي بمصر فلعله العكي صاحب معاوية اما العامل بسلسلة العشار فيحتمل كونه ابن وائل ، واللّه العالم .
وامـا انـه كـان عـلى الخيل لعبيد الل ه بن زياد ـ على ما جاء في المسترشد (36) ـ فلعله من الوهن بمكان ، لان ذاك هو مسروق بن وائل الحضرمي من اجناد الكوفة ، الذين خرجوا لقتال الحسين بـن عـلـي (عليه السلام) فـي واقعة الطف بكربلاء قال ابو مخنف عن عطا بن السائب عن عبد الجبار بن وائل الحضرمي عن اخيه مسروق بن وائل ، قال : كنت في اوائل الخيل ممن سار الى الحسين ، فقلت : اكون فـي اوائلها لعلي اصيب راس الحسين ، فاصيب به منزلة عند عبيد اللّه بن زياد (37) وكان قد ادرك حياة النبى (صلى الله عليه واله) ، وقدم عليه في وفد حضرموت (38).
امـا دفـاعه عن عثمان فلعله كان لمحض الحفاظ على الوحدة دون تفرقة الكلمة ، وليس عن عقيدة بشأنه في نفسه ، ومن ثم ذكروا انه روى عن ابي بكر وعمر وعلي وابن مسعود وابي بن كعب ، ولم يرو عن عثمان شيئا (39).
وكـذا احـترامه لعائشة كان لموضع حرمتها من النبى (صلى الله عليه واله) محضا ، وقد كان من المعترضين عليها فـي اضطراب موقفها بشان عثمان اخرج ابن سعد عن الاعمش عن خيثمة عن مسروق عن عائشة ، قالت حين قتل عثمان : تركتموه كالثوب النقى من الدنس ، ثم قربتموه تذبحونه كما يذبح الكبش ، هلا كـان هـذا قـبـل هـذا؟ فـقال لها مسروق : هذا عملك ، انت كتبت الى الناس تامرينهم بالخروج اليه ، فأنكرت (40).
ومن غريب الامر ان المامقاني ذكر مسروق بن الاجدع تارة بعنوان انه احد الزهاد الثمانية ، وعده مـن الـمـذمـومـيـن واخـرى وصفه بالهمداني الكوفي ، وعده من الاعلام والفقها ، ورجح حسن حاله (41).
واعترض عليه التستري بانهما واحد ، ولا وجه للافتراق في الشخصية والوصف (42) .
_______________________________
1- تهذيب التهذيب ، ج10 ، ص 109 ـ 111.
2- مر ذلك في صدر الكلام عن تفاوت الصحابة في العلم .
3-ذكـر الـشـيـخ فـيمن عرف بكنيته من اصحاب الامام امير المؤمنين (عليه السلام) ابا صادق وهو ابـن عـاصـم ابـن كـلـيـب الـجـرمي ، عربي كوفي (رجال الطوسي ، ص 63 رقم 12) وقال ابن حـجـر : ازدي كـوفـي ، اسـمـه مـسـلـم او عـبـد اللّه ذكـره ابن حبان في الثقات وكان ورعا مستقيم الحديث (تهذيب التهذيب ، ج12 ، ص 130).
4-ابـو مـيـسـرة الـهـمـدانـي الـكوفي صاحب ابن مسعود ، العابد الزاهد الثقة الجليل مات سنة63 (تهذيب التهذيب ، ج8 ، ص 47).
5- ابـو هـاشـم الـهـمـدانـي الـكـوفي قال ابن سعد : كان ثقة كثير الحديث صدوق مات سنة 199(تهذيب التهذيب ، ج6 ، ص 57 ـ 58).
6 -في مسند احمد بن حنبل باسناده عن مسروق قال : قالت لي عائشة : انك من ولدي ومن احبهم الـي ، فـهـل عندك علم من المخدج ؟ (هو ذو الخويصرة ذو الثدية راس الخوارج ) فقلت : نعم ، قتله على ابن ابي طالب ، على نهر يقال لأعلاه : تامرا ولأسفله النهروان ، بين لخاقيق وطرفا قالت : ابغني على ذلك بينة ، فاقمت رجالا شهدوا عندها بذلك ، قال : فقلت لها : سالتك بصاحب القبر ، ما الذي سمعت من رسول اللّه (صلى الله عليه واله) فيهم ؟ فقالت : نعم سمعته يقول : (انهم شر الخلق والخليقة ، يقتلهم خير الخلق والخليقة ، واقربهم عند اللّه وسيلة ) (شرح النهج لابن ابي الحديد ، ج2 ، ص 267). وفي كتاب صفين للمدائني ، عن مسروق ، ان عائشة قالت له ـ لما عرفت ان عليا(عليه السلام) قتل ذا الثدية ـ : لـعن اللّه عمرو بن العاص ، فانه كتب الي يخبرني انه قتله بالإسكندرية ، الا انه ليس يمنعني ما في نفسي ان اقول ما سمعته من رسول اللّه (صلى الله عليه واله) يقول : (يقتله خير امتي من بعدي ) (شرح النهج ، ج2 ، ص 268).
7-شرح النهج ، ج4 ، ص 96 ـ 98.
8- رجال الكشي ذيل ترجمة عوف العقيلي ، رقم 34 ، ص 90 ـ 91 (ط نجف ).
9- قاموس الرجال ، ج8 ، ص 475 ـ 476.
10-القاموس ، ج8 ، ص 476.
اخرج عنه ابن سعد في الطبقات (ج 6 ، ص 51) قال : ولم يكن شهد معه شيئا من مشاهده 11- جـاء فـي كـامـل ابن الاثير ، ج3 ، ص 278 ـ 279 (ط دار صادر بيروت ) : ان عليا(عليه السلام ) لـمـا عـسـكـر بـالـنـخـيـلـة ، تخلف عنه نفر من اهل الكوفة ، منهم : مرة الهمداني ومسروق ، واخذا اعطياتهما وقصدا قزوين فأما مسروق فانه كان يستغفر اللّه من تخلفه عن علي بصفين .
12-هـو : وكـيـع بـن الـجـراح بـن مـلـيـح الرواسي الكوفي كان حافظا ثقة مأمونا وعابدا نـاسـكـا صـدوقـا ، وكان جهبذا من العلماء الاعلام ، ما رؤي اخشع منه ولا ارغب منه عن الدنيا وقـد اجـمع على صدقه وامانته ووثاقته الائمة من اصحاب الحديث ، وكان معروفا بالتشيع لآل بيت الرسول (صلى الله عليه واله ) ، قال ابن معين : رايت عند مروان بن معاوية لوحا مكتوبا فيه اسماء الشيوخ ونعوتهم ، وكـان فـيـه : (و وكيع رافضي ) وقال محمد بن مروان : ما وصف لي احد الا رايته دون الصفة الا وكـيـع ، فاني رايته فوق ما وصف لي ولد سنة (128) ، وتوفي سنة (196) مات يوم عاشورا في طريقه راجعا من حج بيت اللّه الحرام (تهذيب التهذيب ، ج11 ، ص 125 ـ 130).
13- تهذيب التهذيب ، ج10 ، ص 111.
14- الطبقات ، ج4 ، ق1 ، ص 84 عند ترجمة ابي موسى (ط ليدن ).
15- تاريخ بغداد ، ج13 ، ص 232 القدوم : آلة للنحت والنجر.
16 قاموس الرجال ، ج5 ، ص 190.
17 الكامل في التاريخ ، ج3 ، ص 221.
18- قاموس الرجال ، ج8 ، ص 475 ـ 476 وكامل ابن الاثير ، ج3 ، ص 278 ـ 279.
19-ذكره ابن حجر في الاصابة ، ج3 ، ص 408 ، رقم 7934.
20- الـطـبـري ـ الـتـاريـخ ـ (ط دار المعارف مصر) ، ج4 ، ص 482 ـ 483 والايات من سورة النسا (رقم 29 و93).
21 راجع : طبقات ابن سعد ، ج6 (ط ليدن ) ، ص 51 ـ 52.
22- الاصابة ، ج3 ، ص 408 ، رقم7934 .
23- الكشي ، ص 90 ـ 91 رقم 34 وقاموس الرجال ، ج8 ، ص 476.
24-تهذيب التهذيب ، ج10 ، ص 111.
25- الطبقات ، ج6 ، ص 55 ـ 56 (ط ليدن ).
26-المصدر نفسه ، ج8 ، ص 364 (ط ليدن ).
27- رجال الكشي ، ص 91.
28- الكامل في التاريخ ، ج3 ، ص 493 حوادث سنة 53 (ط دار صادر).
29- وقد كان في اوائل الخيل لعبيد اللّه بن زياد في واقعة الطف وسنذكره .
30- ذكـره ابـن حجر في الاصابة (ج 3 ، ص 408 رقم 7934) وكان من وجوه اهل الشام عـند معاوية ، وقد اتاه رسل الامام امير المؤمنين (عليه السلام ) بالطاعة ، فكان مسروق العكي ممن هدد معاوية لو اجاب ، وجعل يحرضه على التمرد والطلب بدم عثمان
31- بفتح الطاء وتشديد السين المضمومة ، بمعنى الناحية قال الفيروزآبادي : بلدة بشاطئ دجلة .
32- مـعـجـم الـبـلـدان ، ج3 ، ص 304 ـ 305 وقـال فـي ص 236 : سـلسل نهر في سواد العراق ، يضاف الى طسوج من محافظة شاذقباذ من الجانب الشرقي .
33- تاريخ بغداد ، ج13 ، ص 235.
34-الكامل في التاريخ ، ج4 ، ص 110.
35- تهذيب التهذيب ، ج10 ، ص 111.
36- قاموس الرجال ، ج8 ، ص 475.
37-تاريخ الطبري ، ج5 ، ص 431 (ط دار المعارف ).
38- الاصـابـة ، ج3 ، ص 408 رقـم 7933 والاسـتـيعاب بهامشه ، ج3 ، ص 531 ـ 532 واسد الغابة ج 4 ، ص 354.
39- طبقات ابن سعد ، ج6 ، ص 51 (ط ليدن ).
40- الطبقات ، ج3 ، ق1 ، ص 57 ، س 20 ـ 25.
41- تنقيح المقال ، ج3 ، ص 211 برقم 11702 و11703.
42- قاموس الرجال ، ج8 ، ص 475 ـ 476.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|