المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17581 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

شرائط التكليف
20-11-2014
جمرة العقبة
2023-11-18
نـشأة الاتحاد الأفريقي وأهـدافـه
3-1-2019
تنوّع الصيغ في الخطاب وعلاقته بالسياق
2-03-2015
Comparison with other supermassive black holes
10-2-2017
ما معنى الحلول ؟ وما هو رأي الشيعة فيه؟
27-12-2020


سعيد بن المسيّب  
  
3602   04:07 مساءاً   التاريخ: 14-11-2014
المؤلف : محمد هادي معرفة
الكتاب أو المصدر : التفسير والمفسرون في ثوبه القشيب
الجزء والصفحة : ج1 ، ص​ 280-287.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / التفسير والمفسرون / التفاسير وتراجم مفسريها / تراجم المفسرين /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-11-2014 1732
التاريخ: 14-11-2014 1641
التاريخ: 2023-11-07 1489
التاريخ: 16-11-2020 1824

قـال ابو نعيم الاصبهاني : فأما ابو محمد سعيد بن المسيب بن حزن المخزومي ، فكان من الممتحنين ، امـتحن فلم تأخذه في اللّه لومة لائم صاحب عبادة وجماعة وعفة وقناعة وكان كاسمه بالطاعات سعيدا ، ومن المعاصي والجهالات بعيدا (1) .

قـال ابـن الـمديني : لا اعلم في التابعين اوسع علما من سعيد بن المسيب قال : واذا قال سعيد : مضت السنة ، فحسبك به قال : هو عندي اجل التابعين .

وقال ابو حاتم : ليس في التابعين انبل منه .

وقال سليمان بن موسى : كان افقه التابعين .

وقال ابو زرعة : مدني قرشي ثقة امام .

وقال قتادة : ما رأيت احدا قط اعلم بالحلال والحرام منه .

وقال ابن شهاب : قال لي عبد اللّه بن ثعلبة : ان كنت تريد هذا ـ يعني الفقه ـ فعليك بهذا الشيخ ، سعيد بن المسيب .

وعن عمرو بن ميمون بن مهران عن ابيه ، قال : قدمت المدينة فسالت عن اعلم اهلها ، فدفعت الى سعيد بن المسيب .

قال مكحول : طفت الارض كلها في طلب العلم فما لقيت اعلم منه .

قال احمد بن حنبل : مرسلات سعيد صحاح ، لا نرى اصح من مرسلاته .

وقال الشافعي : ارسال ابن المسيب عندنا حسن (2) .

قـال ابـن خـلكان : كان سعيد بن المسيب سيد التابعين من الطراز الاول ، جمع بين الحديث والفقه والزهد والعبادة والورع ، وهو احد الفقهاء السبعة بالمدينة (842) ولد سنة (15) وتوفي سنة (95).

واسـنـد ابـن سـعـد ـ كـاتـب الـواقـدي ـ الى الامام ابي جعفر الباقر(عليه السلام) قال : سمعت ابي ، على بن الحسين (عليه السلام)يقول : (سعيد بن المسيب اعلم الناس بما تقدمه من الاثار ، وافقههم في رايه ).

وله ترجمة مسهبة في الطبقات ، وفيها من احواله وقضاياه العجيبة الشي الكثير (3) .

اضف الى ذلك ما ورد بشأنه من الثناء عليه عند اصحابنا الامامية :

واول شيء ، انه تربية الامام امير المؤمنين (عليه السلام) ، رباه في حجره بوصية من جده (حزن ) فقد نشأ وتـرعـرع فـي اهـل بيت العلم والورع والطهارة ، كما واصبح من خلص اصحاب الامام على بن الـحـسـين زين العابدين ، واحد الاوتاد الخمسة الذين ثبتوا على الاستقامة في الدين على ما وصفهم الـفـضـل بن شاذان قال : ولم يكن في زمان على بن الحسين في اول امره الا خمسة انفس : سعيد بن جبير ، سعيد بن المسيب ، محمد بن جبير بن مطعم ، يحيى بن ام الطويل ، ابو خالد الكابلي .

وكان يرى من الامام السجاد(عليه السلام) النفس الزكية ، لم يعرف له نظيرا ولا رأى مثله كما كان يرى في مـثاله القدوسي مثال داود القديس (عليه السلام) تسبح معه الجبال بالعشي والاشراق والطير محشورة كل له اواب .

روى الـكشي باسناده الى الزهري عن ابن المسيب ، قال : كان القوم لا يخرجون من مكة حتى يخرج عـلى بن الحسين سيد العابدين فخرج وخرجت معه ، فنزل في بعض المنازل ، فصلى ركعتين فسبح فـي سجوده ، فلم يبق شجر ولا مدر الا سبحوا معه ، ففزعنا فقلت : نعم ، يا ابن رسول اللّه (صلى الله عليه واله)فقال : هذا التسبيح الاعظم ، حدثني ابي عن جدي رسول اللّه ، انه لا يبقي الذنوب مع هذا التسبيح فقلت : علمنا.

وروى عـن مـحـمـد بـن قـولـويه باسناده الى اسباط بن سالم عن الامام موسى بن جعفر(عليه السلام) في حـديـث حـواريي (4) النبي والائمة (عليه السلام) ، وعد من حواريي الامام زين العابدين : جبير بن مطعم ، ويحيى بن ام الطويل ، وابا خالد ، وسعيد بن المسيب .

كـما روى عنه باسناده الى ابي مروان عن ابي جعفر قال : سمعت على بن الحسين يقول : (سعيد بن الـمـسـيـب اعـلم الناس بما تقدمه من الاثار وافهمهم ـ او افقههم ـ في زمانه ) (5) وقد تقدم الحديث ، برواية ابن خلكان عن ابي مروان ايضا ، مع اختلاف في العبارة الاخيرة : (افقههم في رايه ).

وروى الـشـيـخ الـمـفـيد باسناده الى ابي يونس محمد بن احمد قال : حدثني ابي وغير واحد من اصـحـابـنـا ، ان فـتـى من قريش جلس الى سعيد بن المسيب ، فطلع على بن الحسين ، فقال القرشي لابـن الـمـسـيـب : مـن هـذا يـا ابـا محمد؟ قال : هذا سيد العابدين على بن الحسين بن على بن ابي طالب (عليه السلام) (6) .

و روى الـحـميري باسناده الى البزنطي قال : وذكر عند الرضا(عليه السلام) القاسم بن محمد بن ابي بكر خال ابيه ، وسعيد بن المسيب ، فقال : (كانا على هذا الامر) (7) .

و روى ثـقة الاسلام الكليني ـ في باب مولد الصادق (عليه السلام) ـ باسناده الى اسحاق ابن جرير ، قال : قال ابـو عبد اللّه (عليه السلام) : (كان سعيد بن المسيب ، والقاسم بن محمد ابن ابي بكر ، وابو خالد الكابلي ، من ثقات على بن الحسين (عليه السلام) (8) .

و في مناقب آل ابي طالب لابن شهر آشوب بشان كرامات الامام زين العابدين (عليه السلام) ، روايات عن سعيد بن المسيب ، تدل على مبلغ ولائه لآل البيت ومدى صلته بسيد الساجدين ، فراجع (9) .

ولـلـمـحـقـق الـبـحـرانـي ـ فـي حـاشـيـة البلغة ـ استظهار تشيعه من كلام الشيخ في اوائل التبيان (10) .

وهو الذي روى قضية بجدل الجمال وقطعه لأصبع السبط الشهيد ، وتعلقه بأستار الكعبة ، آيسا من رحمة اللّه (11) .

وقـد عـده الـشيخ من اصحاب الامام زين العابدين ومن السابقين الاولين قال : سعيد بن المسيب بن حـزن ابـو مـحـمـد المخزومي سمع من الامام على بن الحسين ، وروى عنه (عليه السلام) وهو من الصدر الاول (12) .

وقـد اسـتـوفـى الـسـيد الامين الكلام بشأنه وشان ولائه لآل البيت ، وذكر انه صحب عليا امير المؤمنين (عليه السلام) ولم يفارقه حتى في حروبه ونقل عن ابن ابي الحديد وغيره بعض الطعن عليه ، وفنده على اسلوب حكيم (13) .

نموذج من تفسيره

اخـرج ابـو نـعـيم ـ في الحلية ـ باسناده الى يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب ، في قوله تعالى : {رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا} [الإسراء : 25] ، قال : (الذي يذنب الذنب ثم يتوب ثم يذنب ثم يتوب ، ولا يعود في شيء قصدا) (14) .

وهذا ادق تفسير للآية الكريمة فان الاية قد فسرت على وجوه :

1ـ فقيل : هم المسبحون عن ابن عباس وعمرو بن شرحبيل .

2ـ وقيل : المطيعون المحسنون عن ابن عباس ايضا.

3ـ هم المطيعون واهل الصلاة عن قتادة .

4ـ الذين يصلون بين المغرب والعشاء عن ابن المنكدر يرفعه ، وكذلك عن الامام الصادق (عليه السلام).

5ـ يصلون صلاة الضحى عن عون العقيلي .

6ـ الراجع من ذنبه التائب الى اللّه .

وهذا المعنى الاخير هو الراجح ، واختلفوا في شرائطه وكيفيته :

فمن سعيد بن جبير : الراجعون الى الخير.

وعن مجاهد : الذي يذكر ذنوبه في الخلاء فيستغفر اللّه منها.

و عـن عـطـا بن يسار : يذنب العبد ثم يتوب ، فيتوب اللّه عليه ، ثم يذنب فيتوب اللّه عليه ، ثم يذنب الثالثة فان تاب تاب اللّه عليه توبة لا تمحى .

وعن عبيد بن عمير : الاواب : الحفيظ ان يقول : اللهم اغفر لي ما اصبت في مجلسي هذا.

لـكـن سـعيد بن المسيب فسرها بالذي يذنب ويتوب ثم يذنب ويتوب ، ولكن ليس يعود في شيء من ذنـوبـه قـصـدا ، وانـمـا هـو شيء فـرط مـنه وهذه النكتة الظريفة هي بيت القصيد ، نظرا لان (الاواب ) مـبالغة في الاوب والرجوع والمراد : الكثرة والتكرار فيه ، لكنه هل هو مطلق ، ام الذي يصدر منه الذنب لا تمردا وعصيانا ، وانما هو شيء قد يفرط منه او تغلبه نفسه ثم يتذكر عن قريب ؟.

قال تعالى : {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ} [النساء : 17] .

وقال : {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ} [الأعراف : 201].

و هذا هو معنى اللمم المغفور في الاية الكريمة : {الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى * الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ} [النجم : 31، 32] .

قـال الامام الصادق (عليه السلام) : (اللمم : الرجل يلم بالذنب فيستغفر اللّه منه قال : ما من ذنب الا وقد طبع عـلـيه عبد مؤمن يهجره الزمان ثم يلم به قال : اللمام : العبد الذي يلم بالذنب ليس من سليقته ) اي من طـبيعته وفي رواية قال : (الهنة بعد الهنة ) اي الذنب بعد الذنب يلم به العبد وفي اخرى : ( هو الذنب يلم به الرجل ، فيمكث ما شاء اللّه ثم يلم به بعد) (15) .

فالعبد قد تغلبه نفسه فيرتكب اثما ليس من دابه ، ومن ثم يتذكر فيتوب الى اللّه مما اغترف ، وهكذا فلو عاد ليس من عادته ، وتاب تاب اللّه عليه ، ان اللّه هو التواب الرحيم .

و هـذه هـي الـنـكـتـة الدقيقة التي جات الاشارة اليها في تفسير ابن المسيب ( ولايعود في شيء قـصدا) ، وهذا المعنى هو الذي يفيده صدر الاية {رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا} [الإسراء : 25] .

و الـى هذا المعنى يشير التفسير الوارد عن الامام ابي عبد اللّه جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) ، قال : (و الاواب : النواح المتعبد الراجع عن ذنبه ) وهكذا روي عن مجاهد بن جبر ايضا (16) .

الـنـواح : مبالغة في النوح ، وهو الذي ينوح على نفسه وندبها ندما على ما فرط منه ، منيبا مستغفرا اوابا وتدل اداة الاعراض (عن ) على ندم بالغ ، وعزم صارم على الترك ابدا.

و امـا مـا روي من التفسير ب (الصلاة ) بين المغرب والعشا ، فهذا من الوسيلة التي يجب ابتغاؤها الـى اللّه عـز شـانه {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ } [المائدة : 35] ومن ثم سميت صلاة الاوابين .

روى هشام بن سالم عن الامام ابي عبد اللّه الصادق (عليه السلام) ، قال : صلاة اربع ركعات ، يقرا في كل ركعة خـمـسـين مرة (قل هو اللّه احد) هي صلاة الاوابين (17) وقد ورد الترغيب في التنفل بأربع ركعات بعد المغرب ، لا يدعهن العبد في حضر ولا سفر (18) .

من نوادر حكمته :

و لـما ان جرد ليضرب على امتناعه من البيعة للوليد وسليمان ابني عبد الملك ، قالت امرأة : ان هذا لمقام الخزي فقال سعيد : (من مقام الخزي فررنا) (19) .

و قـال : (يد اللّه فوق عباده ، فمن رفع نفسه وضعه اللّه ، ومن وضعها رفعه اللّه الناس تحت كنفه يـعـمـلـون اعـمـالـهـم ، فـاذا اراد اللّه فـضـيـحـة عـبـد ، اخرجه من تحت كنفه ، فبدت للناس عورته ) (20) .

و قـال : (لا خـيـر فـيمن لا يحب هذا المال ، يصل به رحمه ، ويؤدي به امانته ، ويستغني به عن خلق ربه ) (21) .

و روي عن الامام امير المؤمنين (عليه السلام) انه سال فاطمة (سلام الله عليها ) : ما خير للنسا؟ قالت : ان لا يرين الرجال ولايرونهن فذكره للنبي (صلى الله عليه واله) فقال : (انما فاطمة بضعة مني ).

و ايضا عن الامام امير المؤمنين (عليه السلام) (من اتقى اللّه عاش قويا وسار في بلاده آمنا) (22) .

و قـال : (لا تـمـلـؤا اعـيـنـكـم مـن اعوان الظلمة الا بأنكار من قلوبكم ، لكي لا تحبط اعمالكم الصالحة ) (23) .

و كان معبرا للرؤيا ، معروفا بذلك فوجه اليه عبد الملك بن مروان من يساله عن منامه ، كان قد رأى كـانـه قد بال في المحراب اربع مرات قال ، فانه ولي الوليد وسليمان ويزيد وهشام ، وهم اولاد عبد الملك لصلبه (24) .
______________________________

1- الحلية ، ج2 ، ص 161 رقم 170.

2- تهذيب التهذيب لابن حجر ، ج4 ، ص 84 ـ 88.

3- وفيات الاعيان ، ج2 ، ص 375 رقم 262.

3- طبقات ابن سعد ، ج5 ، ص 88 ـ 106.

4- الحواري : من الحوار ، اي صاحب السر.

5- اختيار معرفة الرجال ، ج1 ، ص 43 وص 332ـ335.

6- الارشاد للمفيد ، ص 257 (ط نجف ).

7- قرب الاسناد(ط حجرية ) ، ص 157 الجز الثالث .

8- الكافي الشريف ، ج1 ، ص 472 كتاب الحجة .

9- المناقب ، ج4 ، ص 133 و134 وص 143.

10- تنقيح المقال للمامقاني ، ج2 ، ص 31 رقم 4870.

11- بحار الانوار ، ج45 (ط بيروت ) ، ص 316.

12- رجال الطوسي ، ص 90.

13- راجع : اعيان الشيعة للسيد محسن الامين العاملي طبعة دار التعارف ، ج7 ، ص 249 ـ255. 

14- حـلـيـة الاولـيـاء ، ج2 ، ص 165 وراجـع : مجمع البيان للطبرسي ، ج6 ، ص 410 وجامع البيان للطبري ، ج15 ، ص 51 ـ 52.

15- تفسير الصافي للمولى محسن الفيض ، ج2 ، ص 626.

16- راجع : مجمع البيان للطبرسي ، ج6 ، ص 410.

17- مجمع البيان ، ج6 ، ص 410.

18- راجـع : وسـائل الـشيعة للحر العاملي ، ج3 ، ص 63 باب 24 اعداد الفرائض والنوافل وج5 ، ص 247 و249.

19- الحلية ، ج2 ، ص 172.

20- المصدر نفسه ، ص 166.

21- المصدر نفسه ، ص 173.

22- المصدر نفسه ، ص 175.

23- الحلية ، ج2 ، ص 170 ، وابن خلكان ، ج2 ، ص 378.

24- ابن خلكان ، ج2 ، ص 378.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .