أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-1-2017
1794
التاريخ: 19-2-2021
1581
التاريخ: 8-11-2016
1929
التاريخ: 2024-08-14
408
|
يُقسم علماء الأنساب العرب إلى:
- عرب بائدة: وهم الذين هلكوا ولم يبق من نسلهم أحد، مثل: «عاد»، و «ثمود» و «طُسُم»، وغيرهم.
- وعرب باقية: وهم قسمان:
أ - عرب عاربة، وهم أهل «اليمن» الذين ينسبون إلى «يعرب ابن قحطان».
ب - وعرب مستعربة، وهم الذين ينسبون إلى «عدنان» الذى يتصل نسبه بإسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، وسُمُّوا مستعربة؛ لأن أباهم غير عربي وهو «إسماعيل» - عليه السلام - وأمهم عربية من «جُرهُم».
أحوال العرب السياسية:
عرفت بلاد العرب الحياة السياسية المنظمة قبل الإسلام، وبخاصة فى «اليمن»، حيث الزراعة والاستقرار، فقامت فيها دول كثيرة متعاقبة، مثل: دولة «معين»، ودولة «قُتبان»، ودولة «سبأ» التى سُميت بها سورة من سور القرآن الكريم، ودولة «حمير» التى ظلت قائمة حتى احتلتها «الحبشة» فى بداية القرن السادس الميلادي، ثم استولى عليها «الفرس»، وظلت كذلك إلى أن حررها الإسلام من الاحتلال الفارسي، وأسلم أهلها.
وقامت فى «اليمن» حضارة عظيمة، فاشتهرت ببناء السدود كسد مأرب، لخزن مياه الأمطار لاستخدامها فى الزراعة، وازدهرت فيها التجارة؛ بسبب موقعها الجغرافى المتميز على المدخل الجنوبي للبحر الأحمر؛ مما جعلها مركزًا تجاريّاً كبيرًا بين الشرق الأقصى وشرقي «إفريقيا» بل و «أوربا».
وبعد انهيار «سد مأرب» وتدهور الحياة الاقتصادية هاجر العرب من «اليمن» إلى أطراف شبه الجزيرة العربية فى الشمال، وأقاموا إمارات عربية، ظلت قائمة إلى ما بعد ظهور الإسلام، فنشأت إمارة «المناذرة» فى «العراق»، وكانت عاصمتها مدينة «الحيرة»، وإمارة «الغساسنة» فى جنوب «الشام».
وكانت هناك إمارات عربية أخرى فى شرقى شبه الجزيرة العربية، فى «البحرين» و «اليمن»، وفى جنوبيها الشرقي فى «عمان»، وكلها أسلمت فى عهد الرسول - صلى الله عليه[وآله] وسلم -، وأصبحت جزءًا من الدولة الإسلامية.
وأما بقية شبه الجزيرة فكان يعيش أهلها حياة قبلية، حيث يحكم كل قبيلة شيخ، هو صاحب الكلمة النافذة، والأمر والنهى فيها.
الحياة الاجتماعية:
اختلفت الحياة الاجتماعية فى بلاد العرب من مكان إلى آخر باختلاف حياة الحضر والبدو، فالأجزاء الحضرية التى تتمتع بحياة مستقرة وبنظم سياسية يُقسم المجتمع فيها إلى طبقات: طبقة الملوك والحكام والأمراء، وهم يمثلون قمة الهرم الاجتماعي، وينعمون بحياة الترف والنعيم، تليهم طبقة التجار والأثرياء، ثم تأتى طبقة الفقراء فى أدنى الهرم الاجتماعي.
أما البدو فيتألفون من طبقتين:
- طبقة السادة، وهم فى الواقع كل العرب البدو، سواء أكانوا أغنياء أم فقراء، فالفقر لم يكن يحد من حرية الإنسان العربى وسيادته، فمهما يكن فقيرًا فهو مالك لزمام نفسه، معتز بحريته.
- وطبقة العبيد والخدم، وكان يمتلكهم الأغنياء، وعلى عاتق هذه الطبقة قامت الحياة الاقتصادية. واتسمت حياة البداوة بعادات بعضها جميل محمود، أبقى عليه الإسلام وشجَّعه، كالكرم والنجدة وإغاثة الملهوف، وبعضها الآخر قبيح مرذول حاربه الإسلام حتى قضى عليه، كوأد البنات خوفًا من العار، وهذه العادة كانت - فى واقع الأمر - فى قبائل معينة ولا تمثل نظرة العرب كلهم إلى المرأة، لأنها كانت عندهم محل اعتزاز وتقدير بصفة عامة.
الحياة الدينية:
عرفت بلاد العرب التوحيد قبل الإسلام بزمن طويل، فقد نزلت فيها رسالات سماوية، كرسالة «هود» - عليه السلام - فى جنوبى شرقى الجزيرة العربية، ورسالة «صالح» - عليه السلام - فى شماليها الغربى، كما عرفوا التوحيد من رسالة «إسماعيل» -عليه السلام -، ولكن بمرور الزمن نسوا هذه الرسالات، وتحولوا إلى الوثنية وعبادة الأصنام، وأصبح لهم آلهة كثيرة مثل: «هُبل» و «اللات» و «العزى».
وعلى الرغم من انتشار عبادة الأصنام انتشارًا واسعًا فى بلاد العرب، فإن هناك ما يدلُّ على أنهم لم يكونوا يعتقدون اعتقادًا حقيقيّاً فيها، فيحكى القرآن الكريم على لسانهم قولهم: {ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى}.الزمر:3].
وكان منهم من رفض عبادة الأصنام رفضًا قاطعًا، وهم الذين سُمُّوا بالحنفاء، كورقة بن نوفل، و «زيد بن عمرو بن نُفيل»، و «عثمان بنى الحويرث»، و «عبيد الله بن جحش»، و «قس بن ساعدة الإيادي»، وهؤلاء لم تقبل أذهانهم عبادة الأصنام، فاعتنق بعضهم المسيحية، وترقب بعضهم الآخر ظهور الدين الحق.
وإذا كانت الوثنية قد سادت بلاد العرب، فإن اليهودية والمسيحية عرفت طريقها إليها فتركزت المسيحية فى «نجران» التى كانت وقتئذٍ من أرض «اليمن»، فى حين استقرت اليهودية شمال «الحجاز»، فى «يثرب» و «خيبر»، و «وادى القرى» و «تيماء».
ومن العجيب أن اليهودية والنصرانية لم تنتشرا على نطاق واسع فى بلاد العرب، ولعل ذلك راجع إلى أن اليهودية تُعدُّ ديانة مغلقة، فأهلها كانوا يعتبرونها ديانة خاصة بهم، فلم يدعوا أحدًا إليها، ولم يرحِّبوا باعتناق غيرهم لها، أما المسيحية، فعلى الرغم من أنها ديانة تبشيرية، وأهلها يرغبون فى نشرها فى العالم فإنه يبدو أنها حين وصلت إلى بلاد العرب كانت قد بلغت درجة من التعقيدات والخلافات لم تستسغها عقول العرب.
الحياة الثقافية:
كان العرب قبل الإسلام أمة أمية، لا تعرف القراءة والكتابة إلا فى نطاق ضيق، ولم يكن الذين يعرفونها فى «مكة» مثلاً يزيدون على عشرين شخصًا، ومع ذلك فإنهم امتلكوا قدرًا لا بأس به من المعرفة، واتصلوا بالعالم الخارجي من خلال رحلاتهم التجارية، فعرفوا الثقافة الفارسية عن طريق إمارة «الحيرة» العربية، والثقافة اليونانية عن طريق الإمارات العربية فى «الشام».
واكتسب العرب أيضًا قدرًا كبيرًا من المعارف العلمية بالخبرة والتجربة وبدافع الحاجة كالمعلومات الفلكية والجغرافية، دفعهم إلى معرفتها تنقلاتهم الكثيرة، وارتحالهم من مكان إلى آخر، وحاجتهم إلى معرفة مواسم نزول الأمطار وهبوب الرياح. وتفوق العرب على غيرهم من الأمم فى مجال «علم الأنساب»، وذلك لاعتزازهم بانتسابهم إلى قبائلهم، وبلغ من شدة اهتمامهم بعلم الأنساب أن اعتنوا بأنساب الخيل، غير مكتفين بأنساب البشر.
أما الميدان الثقافي الذى برع فيه العرب فهو البلاغة والفصاحة، فالعربي كان فصيحًا بطبعه، بليغًا بفطرته، ودليل ذلك فهمهم للقرآن الكريم، الذى نزل بلغتهم وهو ذروة البلاغة والفصاحة.
وبرع العرب فى ميدان الشعر براعة واضحة، فهو ديوان حياتهم، وشعراؤهم يُعدُّون بالمئات، والشعر العربى إلى جانب كونه لونًا راقيًا من ألوان الأدب يُعدُّ بعد القرآن الكريم مصدرًا من مصادر معرفة الحياة العربية بكل خصائصها ومظاهرها.
وكما تفوَّق العرب فى الشعر تفوقوا فى الخطابة، وكانوا يقيمون الأسواق الأدبية التى تشبه مهرجانات المسابقات الأدبية فى الوقت الحاضر، ومن أشهر تلك الأسواق سوق «عكاظ»، وكانت تعقد فيها لجان للتحكيم بين الشعراء والخطباء، والقصيدة أو الخطبة التى يفوز صاحبها يتناقلها الناس ويحفظونها، ويشيدون بقائلها، ومن القصائد الرائعة ما كان يعلق فى «الكعبة»، وهى التى عرفت باسم «المعلقات»، مثل معلقة «امرئ القيس» و «زهير بن أبى سلمى».
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|