تسود هذه التربة التي تعرف عالميا باسم التييرا روزا terra rose او التربة الحمراء في نطاقات واسعة من جنوبي القارة وخاصة في اشباه الجزر ايبيريا، ايطاليا، البلقان، وبعض النطاقات الممتدة الى الشمال منها، مما يعني اتساع دائرة توزيعها الجغرافي في نطاقات تتباين ملامح بيئاتها الطبيعية مما اوجد اختلافات واضحة في سماتها او بتعبير اخر صعوبة وضع خصائص محددة لتربة البحر المتوسط في كل هذه النطاقات بشكل دقيق، اذ ترتكز ذراتها فوق التكوينات الجيرية كما في جنوبي كل من فرنسا وايطاليا واليونان، في حين قد ترتكز مكوناتها بالقرب من نطاقات تسودها تربات بركانية في نطاقات اخرى او متاخمة لسهول فيضيه رسوبية في نطاقات ثالثة، وترتكز تربة البحر المتوسط احيانا في نطاقات سهلية، بينما ترتكز فوق سفوح جبلية عالية المنسوب في احيان اخرى.

وتتصف هذه التربة بصورة عامة باحتوائها على نسب منخفضة من العناصر العضوية، ونسب عالية من كربونات الكالسيوم، بالإضافة الى العناصر المعدنية وخاصة الالومنيوم واكسيد الحديد الذي اكسبها اللون الاحمر. وتربة التييرا روزا مفككة البناء لذلك ترتفع فيها نسبة الاوكسجين مما جعلها انسب انواع التربات لزراعة اشجار الفاكهة والزيتون، ومع ذلك تتباين هذه الصلاحية تبعا لخصائص عناصر المناخ السائدة حيث تجود فيها زراعة اشجار الكروم والزيتون في النطاقات المحيطة بالبحر المتوسط بصورة خاصة، في حين تجود فيها زراعة التبغ ومحاصيل الحبوب في النطاقات معتدلة الحرارة كما في ايطاليا وجنوبي فرنسا وشمالي اسبانيا، واشجار الموالح في النطاقات التي تسودها درجات الحرارة المرتفعة نسبيا كما في جنوبي ايطاليا على وجه الخصوص، واشجار اللوزيات في النطاقات ذات الامطار المحدودة في كميتها كما في الاجزاء الداخلية من ايبيريا واليونان.