المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6251 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



المدح و مواضع حسنه و قبحه‏  
  
1860   05:27 مساءاً   التاريخ: 7-10-2016
المؤلف : محمد مهدي النراقي
الكتاب أو المصدر : جامع السعادات
الجزء والصفحة : ج2 , ص325- 328.
القسم : الاخلاق و الادعية / أخلاقيات عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-10-2016 2537
التاريخ: 22-7-2020 2091
التاريخ: 27-8-2019 1802
التاريخ: 25-2-2019 3562

الغيبة لما كانت راجعة إلى الذم ، فضدها المدح و دفع الذم ، و البهتان لما كان كذبا ، فضده الصدق.

وكما أن لكل واحدة من آفات اللسان مما مر و مما يأتي ضدا خاصا ، فكذلك لجميعها ضد واحد عام هو الصمت - كما أشير إليه فيما سبق أيضا و ضد البهتان - أعني الصدق - يأتي في‏ مقام بيان الكذب.

وأما الضد العام لكل ، فقد يأتي في موضعه مع ما يدل بعمومه على ذم جميع آفات اللسان ، فهنا نشير إلى بيان المدح وما يحمد منه ، حتى يكون ضدا لها و فضيلة للقوة الغضبية أو الشهوية و ما يذم منه حتى يكون رذيلة لاحدهما ، فنقول :

لا ريب في أن مدح المؤمن في غيبته وحضوره ممدوح مندوب إليه لكونه ادخالا للسرور عليه وقد علم مدحه و ثوابه ، و لما ورد من أن رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) أثنى على أصحابه  وأنه قال لجماعة - لما اثنوا على بعض الموتى : «وجبت لكم الجنة ، و أنتم شهداء اللّه في الأرض» و لما ورد من «أن لبني آدم جلساء من الملائكة ، فإذا ذكر أحد أخاه المسلم بخير قالت الملائكة : و لك مثله ، و إذا ذكره بسوء ، قالت الملائكة : يا ابن آدم المستور عورته  اربع على نفسك! و أحمد اللّه إذ ستر عورتك» و لكنه ليس راجحا مندوبا على الإطلاق ، بل إذا سلم من آفاته ، و هي أن يكون صدقا لا يفرط المادح فيه ، بحيث ينتهي إلى الكذب ، و ألا يكون المادح فيه مرائيا منافقا ، بأن يكون غرضه إظهار الحب مع عدم كونه محبا في الواقع سواء كان صادقا فيما ينسبه إليه من المدح أم لا، و ألا يمدح الظالم و الفاسق و إن كان صادقا فيما يقول في حقه ، لأنه يفرح بمدحه و إدخال الفرح على الظالم أو الفاسق غير جائز، قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) : «إن اللّه ليغضب إذا مدح الفاسق» , فالظالم الفاسق ينبغي أن يذم ليغتم ، و لا يمدح ليفرح ، وألا يقول ما لا يتحققه و لا سبيل له الى الاطلاع عليه.

وهذه الآفة إنما تتطرق في المدح بالأوصاف المطلقة و الخفية ، كقولك إنه تقي ورع زاهد خير  أو قولك : إنه عدل رضى ، و أمثال ذلك ، لتوقف الصدق في ذلك على قيام الأدلة و الخبرة الباطنة ، و تحققهما في غاية الندرة.

فالغالب أن المدح بأمثال ذلك يكون من غير تحقق و تثبت ، و ألا يحدث في الممدوح كبرا أو اعجابا يوجبان هلاكه ، و لا رضى عن نفسه يوجب فتوره عن العمل ، إذ من أطلقت الألسنة بالثناء عليه يرضى عن نفسه ، و يظن أنه قد أدرك ، و هذا يوجب فتوره عن العمل ، إذ المتشمر له إنما هو من يرى نفسه مقصرا ، و لذلك قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) : لرجل مدح بحضرته رجلا آخر : «ويحك! قطعت عنق صاحبك ، لو سمعها ما أفلح» و قال  (صلى اللّه عليه و آله) :

«اذا مدحت أخاك في وجهه ، فكأنما أمررت على حلقه الموسى» و قال أيضا لمن مدح رجلا : «عقرت الرجل عقرك اللّه!» , و قال (صلى اللّه عليه و آله) : «لو مشى رجل إلى رجل بسكين مرهف ، كان خيرا له من أن يثنى عليه في وجهه».

والسر في هذه الأخبار : أن المدح يوجب الفتور عن العمل ، أو الكبر أو العجب ، و هو مهلك  كقطع العنق و العقر و إمرار الموسى أو السكين على الحلق ، فان سلم المدح عن الآفات المذكورة المتعلقة بالمادح و الممدوح كان ممدوحا ، و إلا كان مذموما , و بذلك يحصل الجمع بين ما ورد في مدحه - كما تقدم - و ما ورد في ذمه.

فاللازم على المادح أن يحترز عما تقدم من الآفات المتعلقة به ، و على الممدوح أن يحترز من آفة الكبر و العجب و الفتور و الرياء ، بأن يعرف نفسه و يتذكر خطر الخاتمة ، و لا يغفل عن دقائق الرياء ، و يظهر كراهة المدح ، و إليه الإشارة بقوله (صلى اللّه عليه و آله) : «احثوا التراب في وجوه المداحين».

وبالجملة : اللازم على الممدوح ألا يتفاوت حاله بالمدح ، و هذا فرع معرفة نفسه ، و تذكر ما لا يعرفه المادح من عثراته‏ و ينبغي أن يظهر أنه ليس كما عرفوه ، قال بعض الصالحين لما اثنى عليه «اللهم إن هؤلاء لا يعرفوني و أنت تعرفني».

وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) لما أثنى عليه : «اللهم اغفر لي ما لا يعلمون ، و لا تؤاخذني بما يقولون ، و اجعلني خيرا مما يظنون».

ثم الظاهر عدم المؤاخذة و الإثم بالانبساط و الارتياح بالمدح ، لكون النفوس مجبولة على الفرح والسرور بنسبة الكمال إليها ، و لكن بشرط أن يكره من نفسه ذلك الارتياح ، و يقهر نفسه و يعاتبها على ذلك ، و يجتهد في إزالة ذلك عنها ، إذ مقتضى العقل الفرح بوجود الكمال فيه لا بنسبته اليه ، فما ينسب إليه منه إن كان موجودا فيه ، فينبغي أن يكون فرحه به لا بنسبته إليه  إذ الانبساط بتصريح رجل بأنك صاحب هذا الكمال حمق و سفه.

وإن لم يكن موجودا فيه ، فاللازم أن يحزن و يغضب ، لكونه استهزاء لا مدحا , و الحاصل : أن العاقل ينبغي ألا يسر بمدح الغير و لا يحزن بذمه ، إذ من ملك ياقوتة شريفة حمراء أي ضرر عليه إذا قال رجل إنها خرزة ، وإذا ملك خرزة أي فائدة له إذا قال انها ياقوتة.




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.