أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-10-2016
1329
التاريخ: 5-10-2016
2032
التاريخ: 5-10-2016
1673
التاريخ: 5-10-2016
1481
|
هو محاكاة أقوال الناس أو أفعالهم أو صفاتهم و خلقهم ، قولا و فعلا ، أو ايماء و إشارة ، على وجه يضحك منه.
وهو لا ينفك عن الإيذاء و التحقير و التنبيه على العيوب و النقائص , و إن لم يكن ذلك بحضرة المستهزئ به ، فيتضمن الغيبة أيضا , و باعثه إما العداوة أو التكبر و استصغار المستهزئ به فيكون من رذائل القوة الغضبية ، أو قصد ضحك الأغنياء وتنشيط قلوبهم ، طمعا في بعض أوساخهم الملوثة ، و أخذ النبذ من حطامهم المحرمة ، ولا ريب في انه صفة من لا حظّ له في الدين ، و شيمة اراذل احزاب الشياطين ، لأنهم يظهرون أكاذيب الأقوال و يرتكبون أعاجيب الأفعال ، يخلعون قلائد الحرية عن الرقاب ، و يهتكون استار الحياء بمرأى من أولى الألباب يبتغون عيوب المؤمنين وعوراتهم ، و يظهرون نقائص المسلمين وعثراتهم ، يقلدون أفعال الأخيار على وجه يضحك الاشرار، و يحاكون صفات الأبرار على أفضح الوجوه في الانظار. ولا ريب في أن المرتكب لهذه الأفعال بعيد عن الإنسانية بمراحل ، و مستوجب لعقوبة العاجل وعذاب الآجل ، و لا يخلو ساعة عن الصغار و الهوان ، و لا وقع له في قلوب أهل الايمان ، و كفاه ذما انه جعل تلك المعاصي الخبيثة وسيلة لتحصيل المال أو الواقع في قلوب أبناء الدنيا ، و يلزمه عدم اعتقاده بأن اللّه سبحانه هو المتكفل لأرزاق العباد.
والطريق في دفعه - بعد التأمل في سوء عاقبته ، و وخامة خاتمته ، و فيما يلزمه من الذلة و الهوان في الدنيا - أن يبادر إلى إزالة العداوة و التكبر إن كان باعثه ذلك ، و إن كان باعثه تنشيط قلوب أهل الدنيا طمعا في مالهم ، فليعلم أن لكل نفس ما قدر لها من الأموال و الأرزاق ويصل إليها من اللّه سبحانه البتة ، فان من يتق اللّه و يتوكل عليه يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب ، و يكون في الآخرة سعيدا ، و ان أغواه الشيطان و حثه على تحصيلها من المداخل الخبيثة ، لم يصل إليه أكثر مما قدر له ، و كان في الآخرة شقيا.
وليعلم أيضا أن المتوكل على اللّه و المتصف بالحرية ، لا يبدل التوكل و الحرية بهذه الأفعال لأجل الوصول إلى بعض خبائث الأموال ، فليعاتب نفسه و يزجرها بالمواعظ و النصائح ، و يتذكر ما ورد في الشريعة من ذم المستهزئين و تعذيبهم يوم القيامة بصورة الاستهزاء ، قال اللّه جل شأنه : {لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ } [الحجرات : 11].
وقال (صلى اللّه عليه و آله) : «إن المستهزئين بالناس يفتح لأحدهم باب من الجنة ، فيقال : هلم هلم! فيجيء بكربه و غمه ، فإذا أتى اغلق دونه ثم يفتح له باب آخر، فيقال : هلم هلم! فيجيء بكربه و غمه ، فإذا أتى أغلق دونه , فما يزال كذلك ، حتى يفتح له الباب ، فيقال له : هلم هلم فما يأتيه».
وقال ابن عباس في قوله تعالى : {يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا} [الكهف : 49].
«الصغيرة : التبسم بالاستهزاء بالمؤمن ، و الكبيرة : القهقهة بذلك» , وفيه إشارة إلى أن الضحك على الناس من الجرائم العظيمة.
ثم جميع ما ذكر إنما هو في حق من يؤذي الناس و يهينهم باستهزائه و سخريته ، و أما من جعل نفسه سسخرة و يسر بأن يهزل و يسخر به ، وإن كان هو ظالما لنفسه خارجا عن شعار المؤمنين ، حيث أهان نفسه و أذلها ، إلا أن سخرية الغير به من جملة المزاح ، و يأتي ما يذم منه وما يحمد ، وإنما المحرم منه ما يؤدي إلى ايذائه و تحقيره : بأن يضحك على كلامه إذا يخبط ولم ينتظم ، أو على أفعاله إذا كانت مشوشة ، أو على صورته وخلقته إذا كان قصيرا أو طويلا أو ناقصا بعيب من العيوب.
فالضحك على جملة ذلك داخل في السخرية المنهي عنها.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|