أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-10-2016
1507
التاريخ: 5-10-2016
1723
التاريخ: 2024-01-29
812
التاريخ: 2024-02-24
850
|
ما يؤدي إلى مساوي الاخلاق من البطن و الفرج و اللسان ، اعلم أن الأخلاق إنما تترسّخ في النفس بتكرير الأعمال و الأعمال إنما تصدر من القلب بتوسّط الجوارح و كل جارحة تصلح لأن يصدر منه الأعمال الحسنة الجالبة للاخلاق الجميلة و أن يصدر منه الأعمال القبيحة المورثة للاخلاق السّيئة ، فلا بد من مراعاة القلب و الجوارح بصرفهما إلى الخيرات و منعهما من الشرور ، و أعظم المهلكات لابن آدم شهوة البطن و الفرج و اللسان.
ففي الحديث النبوي (صلى الله عليه واله): «من وقى شر قبقبه و ذبذبه و لقلقه فقد وقى»(1) و القبقب البطن ، و الذبذب الفرج ، و اللقلق اللسان أما شهوة البطن فبها اخرج آدم و حوا من دار القرار إلى دار الذل و الافتقار إذ نهيا عن أكل الشجرة فغلبتهما شهوتهما حتّى أكلا منها فبدت لهما سوآتهما.
و البطن على التحقيق ينبوع الشهوات و منبت الادواء و الافات ، إذ يتبعها شهوة الفرج و شدّة الشبق إلى المنكوحات ثم يتبع شهوة المطعم و المنكح شدة الرغبة في المال و الجاه الذين هما الوسيلة الى التوسع في المطعومات و المنكوحات ثم يتبع استكثار المال و الجاه أنواع الرعونات و ضروب المنافسات و المحاسدات ، ثم يتولد من ذلك آفة الرياء و غائلة التفاخر و التكاثر و الكبرياء ، ثم يتداعى ذلك إلى الحقد و العداوة و البغضاء ، ثم يقضي ذلك بصاحبه إلى اقتحام البغي و المنكر و الفحشاء.
و كل ذلك ثمرة إهمال المعدة و ما يتولد من بطر الشبع و الامتلاء ، و لو ذلل العبد نفسه بالجوع و ضيق مجاري الشيطان لأذعنت لطاعة اللّه و لم تسلك سبيل البطر و الطغيان و لم ينجرّ به ذلك إلى الانهماك في الدنيا و ايثار العاجلة على العقبى ، و لم يتكالب كل هذا التكالب على الدنيا.
قال النبي (صلى الله عليه واله): «ما ملأ ابن آدم و عاء شرا من بطنه حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه و ان كان هو فاعلا لا محالة فثلث لطعامه ، و ثلث لشرابه و ثلث لنفسه»(2).
و قال (صلى الله عليه واله): «لا تميتوا القلوب بكثرة الطعام و الشراب فان القلب كالزرع يموت إذا كثر عليه الماء»(3).
و قال (صلى الله عليه واله): «أفضلكم منزلة عند اللّه أطولكم جوعا و تفكرا و أبغضكم إلى اللّه تعالى كل نؤوم أكول شروب»(4).
وقال الصادق (عليه السلام): «إن البطن ليطغى من اكلة، و أقرب ما يكون العبد إلى اللّه إذا خفّ بطنه و أبغض ما يكون العبد إلى اللّه إذا امتلأ بطنه»(5).
وفي مصباح الشريعة قال الصادق (عليه السلام): «ما من شيء أضرّ لقلب المؤمن من كثرة الأكل و هي مورثة شيئين : قسوة القلب و هيجان الشهوة، و الجوع ادام للمؤمن و غذاء للروح و طعام للقلب و صحة للبدن»(6).
وقال لقمان لابنه : «يا بني إذا امتلأت المعدة نامت الفكرة و خرست الحكمة و قعدت الأعضاء عن العبادة»(7).
وبالجملة ففوايد الجوع كثيرة منها صفاء القلب و رقّته و الاستلذاذ بالطاعة ، و الانكسار المانع عن المعصية و الغفلة وذكر جوع يوم القيامة ، و كسر شهوة الفرج المستولية بالشّبع ، و دفع النّوم الذي يكلّ الطبع و يضيّع العمر و يفوت القيام و التهجد و تيسر المواظبة على الطاعة لخفة البدن و الفراغ عن الاهتمام بالتحصيل و الاعداد و الأكل و دفع الأمراض الشاغلة عنها ، فورد في الحديث : «المعدة بيت الداء و الحمية رأس كل دواء»(8).
________________
1- تنبيه الخواطر : ج 1 , ص 105 , و احياء علوم الدين : ج 3 , ص 104 , و ارشاد القلوب : ص 103.
2- تنبيه الخواطر : ج 1 , ص 46 , و احياء علوم الدين : ج 3 , ص 77.
3- تنبيه الخواطر : ج 1 , ص 46 , و احياء علوم الدين : ج 3 , ص 77.
4- احياء علوم الدين : ج 3 , ص 77.
5- الكافي : ج 6 , ص 269.
6- مصباح السّريعه : ص 77.
7- تنبيه الخواطر : ج 1 , ص 102.
8- مكارم الأخلاق : ص 362.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|