المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
من هم المحسنين؟
2024-11-23
ما هي المغفرة؟
2024-11-23
{ليس لك من الامر شيء}
2024-11-23
سبب غزوة أحد
2024-11-23
خير أئمة
2024-11-23
يجوز ان يشترك في الاضحية اكثر من واحد
2024-11-23

برامج قياس مستوى الرادون
16-5-2016
مزايا الصحافة الالكترونية - 8- الأرشفة
7-6-2020
Abram Samoilovitch Besicovitch
10-7-2017
هاروت وماروت
2-06-2015
الخواص الفيزيائية لكوكب عطارد
15-2-2020
التوكيد
21-10-2014


معركة الخندق  
  
4971   03:24 مساءً   التاريخ: 11-12-2014
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ الائمة والآل
الجزء والصفحة : ج1,ص101-105.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله بعد الهجرة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-5-2017 3295
التاريخ: 28-6-2017 3215
التاريخ: 11-12-2014 3687
التاريخ: 2-7-2017 2994

معركة الخندق و يقال لها غزوة الاحزاب أيضا لان قريش استمدّت العون من كل قبيلة و حزب لقتال المسلمين، و ذلك انّ النبي (صلّى اللّه عليه و آله) لمّا أجلى بني النضير عن بلادهم زاد بغضهم و كيدهم عليه، فذهب عشرون نفرا من كبرائهم الى ابي سفيان، منهم: حيّ بن أخطب و سلّام (بتشديد اللام) بن ابي الحقيق (كزبير) و كنانة بن الربيع و هوذة بن قيس (بفتح الهاء) و أبو عامر الراهب المنافق، فاجتمعوا مع ابي سفيان و خمسين نفرا من صناديد قريش في مكة و ذهبوا الى بيت اللّه الحرام و تعاهدوا على ان لا يتركوا حرب محمد (صلّى اللّه عليه و آله) حتى الممات و ألصقوا صدورهم على البيت و اكّدوا هذه المعاهدة.

ثمّ استمدّ كل من قريش و اليهود من حلفائهم فخرج أبو سفيان باربعة آلاف رجلا من مكة معهم الف بعير و ثلاثمائة فرس، فلمّا وصلوا الى مرّ الظهران، التحق بهم الفا رجل من قبائل أسلم و أشجع و كنانة و فزارة و غطفان و هكذا كانت القبائل تلتحق بهم الى ان بلغوا عشرة آلاف نفرا.

 

فلمّا بلغ النبي (صلّى اللّه عليه و آله) وصولهم من مكة ندب الناس و أخبرهم خبر عدوّهم و شاورهم في أمرهم فأشار عليه سلمان الفارسي بحفر الخندق فكان كل عشرة رجال يحفرون أربعين ذراعا و قيل عشرة أذرع و كان (صلّى اللّه عليه و آله) يعمل معهم و يساعدهم ترغيبا لهم.
وكمل حفر الخندق بعد شهر فجعلوا طرقه على ثمانية أبواب و جعل (صلّى اللّه عليه و آله) على كل باب رجلا من المهاجرين و رجلا من الانصار مع جماعة يحفظونه و جعل الذراري و النساء في الاطام‏ .

 

اما أبو سفيان فانه دعا حيي بن أخطب و أرسله الى بني قريظة كي ينقضون عهدهم مع النبي (صلّى اللّه عليه و آله) فخرج حتى أتى كعب بن أسد سيد بني قريظة فلمّا سمع كعب صوت ابن أخطب أغلق دونه حصنه، فاستأذن عليه فأبى ان يفتح لها، فاستأذن مرة اخرى و قال ويحك افتح لي جئتك بعزّ الدهر، و ببحر طام، جئتك بقريش على سادتها و قادتها.

قال كعب: انّي قد عاهدت محمدا و لست بناقض ما بينه و بيني، و لم أر منه الا وفاء و صدقا، فلم يزل حيي بكعب يفتل منه في الذروة و الغارب حتى دخل الحصن و قال لكعب: لئن رجعت قريش و لم يصيبوا محمدا أدخل معك في حصنك حتى يصيبني ما أصابك.

فنقض كعب عهده و بري‏ء مما كان عليه فيما بينه و بين رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) فعظم عند ذلك البلاء و اشتدّ الخوف على المسلمين و بلغت القلوب الحناجر، و أتاهم عدوّهم من فوقهم و من أسفل منهم حتى ظنّ المؤمنون كل الظنّ و كان النبي (صلّى اللّه عليه و آله) يعدهم النصر و الظفر قال تعالى: {اذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا} [الأحزاب: 10].

 

فأقام المشركون على الخندق بضعة و عشرين ليلة في تشديد و تضييق على المسلمين فنجم النفاق من بعض المنافقين و رغّبوا المسلمين في الذهاب الى المدينة محتجّين بانّ بيوتهم عورة وليس لها احد، كما قال تعالى {وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا } [الأحزاب: 13].
ولم يكن بين الجيوش مقاتلة الا الرمي بالنبال و الاحجار، الا انّ فوارس من قريش منهم عمرو بن عبد ود و نوفل بن عبد اللّه بن المغيرة و ضرار بن الخطاب و هبيرة بن ابي وهب و عكرمة بن ابي جهل، و مرواس الفهري، قد تلبّسوا للقتال و خرجوا على خيولهم فاقتحموا الخندق و جعلوا يجيلون خيلهم في الميدان و كان عمرو ينادي بالمبارزة و المسلمون كأنّ على رءوسهم الطير لمكان عمرو بن عبد ود و الخوف منه، لأنه كان يعدّ بالف فارس، و كان يسمى فارس يليل فلذا لم يجرأ أحد من المسلمين على التكلم مضافا الى تخذيل ابن الخطاب و ذكره شجاعة عمرو، كأنّه يعتذر عن المسلمين فكان ذلك سببا في زيادة خوفهم و في تأذي النبي (صلّى اللّه عليه و آله) و نادى عمرو بن عبد ود: من يبارز؟ فقام عليّ (عليه السّلام) فقال: انا له يا نبي اللّه، فقال: انّه عمرو اجلس و نادى عمرو: الا رجل؟ أين جنتكم التي تزعمون أنّ من قتل منكم دخلها؟
فقال النبي (صلّى اللّه عليه و آله): من يدفع عنّا هذا الكلب، فلم يجبه أحد، فقام علي (عليه السّلام) و قال: انا له يا رسول اللّه، ثم نادى ثالثة و قال:

 

و لقد بححت من النداء            بجمعكم هل من مبارز

فقام علي (عليه السّلام) فقال: يا رسول اللّه أنا، فقال، انّه عمرو، فقال: و أنا علي بن أبي طالب، فاستأذن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)، فأذن له و ألبسه درعه ذات الفضول و عمّمه عمامته التي تسمى بالسحاب فقدّمه و دعا له، فذهب إليه قائلا في جوابه:

لا تعجلنّ فقد أتاك             مجيب صوتك غير عاجز

ذو نيّة و بصيرة                        و الصدق منجي كلّ فائز

إنّي لأرجو أن تقوم‏          عليك نائحة الجنائز

من ضربة نجلاء يبقى‏        ذكرها عند الهزائز           

فقال (صلّى اللّه عليه و آله): برز الايمان كلّه الى الشرك كلّه، ثم انّ عليا (عليه السّلام) دعا عمرا لثلاثة اشياء اما ان يسلم و أمّا ان يترك الحرب و امّا ان ينزل عن فرسه و يحارب، فاختار الثالثة و كان يبطن الخوف من أبي الحسن فقال: ألا غيرك يا بن أخي من أعمامك من هو أسنّ منك فانّي أكره أن أريق دمك و كان أبوك نديما لي، ما امن ابن عمّك حين بعثك إليّ أن اختطفك برمحي هذا، فأتركك شائلا بين السماء و الارض لا حيّ و لا ميّت؟

فقال (عليه السّلام): دع هذا فانّي أحب أن أهريق دمك في سبيل اللّه، فنزل عمرو من جواد فعقره و سلّ سيفه و هجم على أمير المؤمنين (عليه السّلام)، فثارت بينهما عجاجة، فضرب عمرو رأس عليّ (عليه السّلام) فاستقبلها بدرقته‏  فقدّها و أثبت فيها السيف و أصاب رأسه فشجّه، فضربه (عليه السّلام) و هو كالليث المجروح على رجله فقطعها فوقع عمرو على قفاه، فجلس (عليه السّلام) على صدره، قال عمرو: قد جلست منّي مجلسا عظيما، فاذا قتلتني فلا تسلبني حلّتي قال (عليه السّلام): هو أهون عليّ من ذلك‏ .

قال ابن أبي الحديد: فثارت لهما غبرة وارتهما عن العيون الى ان سمع الناس التكبير عاليا من تحت الغبرة، فعلموا أنّ عليّا قتله و انجلت الغبرة عنهما، و عليّ راكب على صدره يحزّ رأسه‏ .

وقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله): ضربة عليّ يوم الخندق أفضل من عبادة الثقلين و لقد أجاد الشيخ الازري قدّس سرّه في هذا المقام، قال و للّه دره:

ظهرت منه في الورى سطوات‏                   ما أتى القوم كلّهم ما أتاها

يوم غصت بجيش عمرو بن ود               لهوات الفلا و ضاق فضاها

و تخطى الى المدينة فردا                      لا يهاب العدى و لا يخشاها

فدعاهم و هم ألوف و لكن‏                      ينظرون الذي يشب لظاها

اين أنتم من قسور عامري‏                     تتقي الاسد بأسه في شراها

أين من نفسه تتوق الى الجنات‏                    أو يورد الجحيم عداها

فابتدى المصطفى يحدّث عمّا               يوجر الصابرون في أخراها

قائلا انّ للجليل جنانا                          ليس غير المهاجرين يراها

و من لعمرو و قد ضمنت على اللّه‏                  له من جنانه أعلاها

فالتووا عن جوابه كسوام‏                      لا تراها مجيبة من دعاها

فاذا هم بفارس قرشي‏                     ترجف الارض خيفة أن يطاها

قائلا ما لها سواى كفيل‏                                هذه ذمّة عليّ وفاها

و مشى يطلب البراز كما                      تمشي خماص الحشى الى مرعاها

فانتضى مشرفيه فتلقى‏                       ساق عمرو بضربة فبراها

و الى الحشر أنّة السيف منه‏                بملاء الخافقين رجع صداها

يا لها ضربة حوت مكرمات‏                   لم يزن ثقل أجرها ثقلاها

هذه من علاه إحدى المعالي‏                 و على هذه فقس ما سواها

قال جابر: «... و سمعت التكبير فعلمت انّ عليّا (عليه السّلام) قتله، و انكشف أصحابه و عبروا الخندق و تبادر المسلمون حين سمعوا التكبير ينظرون ما صنع القوم، فوجدوا نوفل بن عبد اللّه في جوف الخندق لم ينهض به فرسه فرموه بالحجارة، فقال لهم: قتلة أجمل من هذه، ينزل بعضكم أقاتله فنزل إليه أمير المؤمنين (عليه السّلام)، فضربه حتى قتله، و لحق هبيرة فأعجزه فضرب قربوس سرجه و سقطت درعه و فرّ عكرمة و هرب ضرار بن الخطاب، قال جابر: فما شبّهت قتل عليّ عمرا الّا بما قصّ اللّه من قصّة داود و جالوت» .

بعث المشركون الى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) يشترون جيفة عمرو بن عبد ود و نوفل فقال (صلّى اللّه عليه و آله): هو لكم لا نأكل ثمن الموتى.

ثم جاءت اخت عمرو و جلست الى جنبه و رأت درعه الذي كان من أفخر الدروع لم يسلب و معه سائر ثيابه و سلاحه فقالت: من قتله؟ قيل: عليّ بن ابي طالب، فقالت: ما قتله الّا كفو كريم، ثم انشدت هذه الابيات:

لو كان قاتل عمرو غير قاتله‏               لكنت أبكي عليه آخر الأبد

لكن قاتله من لا يعاب به‏                من كان يدعا أبوه بيضة البلد

و لمّا اشتدّ البلاء على المسلمين في هذه المحاصرة جاء أبو سعيد الخدري الى النبي (صلّى اللّه عليه و آله) و قال يا رسول اللّه هل من شي‏ء نقوله فقد بلغت القلوب الحناجر؟

فقال: قولوا «اللهم استر عوراتنا و آمن روعاتنا» ثم ظهر النفاق من المنافقين و ابتدءوا بايذاء المسلمين، فذهب (صلّى اللّه عليه و آله) الى مسجد الفتح و رفع يديه للدعاء و قال: «يا صريخ المكروبين ... الدعاء»  و اراد من اللّه تعالى كفاية الاعداء فأرسل اللّه عز و جل ريح الصبا  حتى تزلزل جيش المشركين و اكفأت قدورهم و نزعت فساطيطهم.

وفي رواية انّ الملائكة نزلت فأطفأت نيرانهم و أخرجت وتد الخيام و قطعت حبالها حتى فرّ الاعداء خوفا و جزعا و كان السبب الاساسي في هزيمتهم هو قتل عمرو بن عبد ود و نوفل و قال تعالى وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ- بعلي بن ابي طالب (عليه السّلام)-وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا.

قال بعض العلماء: لو لا انّ النبي (صلّى اللّه عليه و آله) بعث رحمة للعالمين لكان هذا الريح الذي هبّ يوم الاحزاب أشدّ و أحرق من الريح العقيم الصرصر الذي جاء على قوم عاد.

قال حذيفة: انّ ابا سفيان قال: «يا معشر قريش انّكم و اللّه ما أصبحتم بدار مقام، لقد هلك الكراع والخفّ، و اخلفتنا بنو قريظة، وبلغنا عنهم الذي نكره، و لقينا من شدة الريح ما ترون، ما تطمئن لنا قدر، و لا تقوم لنا نار، و لا يستمسك لنا بناء، فارتحلوا فانّي مرتحل، ثم قام الى جمله و هو معقول، فجلس عليه، ثم ضربه فوثب به على ثلاث، فو اللّه ما أطلق عقاله الّا و هو قائم ...».

ثم نهضت قريش و حملت أثقالها و لحقت بأبي سفيان.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.